خبير مصري: نجاح القمة الروسية الإفريقية يؤكد أن محاولات الغرب حصار روسيا عقيمة
تاريخ النشر: 29th, July 2023 GMT
علق الدكتور إسماعيل صبري مقلد استاذ العلوم السياسية وعميد كلية تجارة أسيوط الأسبق على القمة الروسية الإفريقية والرسائل التي أراد المجتمعون فيها إيصالها للعالم.
وقال مقلد في حديث لـRT إن هذه القمة في مدينة بطرسبورغ أحيطت باهتمام اعلامي دولي كبير نسبيا، وذلك بالنظر إلى طبيعة الظروف الدولية الشائكة والمتوترة التي انعقدت فيها، وكذلك بالنظر الي طبيعة ردود الافعال الغاضبة التي يمكن أن يثيرها توقيت انعقادها لدى الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، وهو ما سوف يعتمد أساسا على كيفية تقييمهم لدوافعها ولنتائجها المتوقعة ولتداعياتها المحتملة بالنسبة لحصارهم الشامل الذي يفرضونه على روسيا ويحاولون به عزلها وإضعافها بتشديد المقاطعة الدولية لها وإغلاق كل دوائر الحركة أمامها حتى تظل تحت الحصار والمقاطعة لأطول فترة ممكنة.
وأضاف: "من هنا جاءت هذه القمة الروسية الإفريقية. لتكسر إحدى حلقات هذا الحصار الأمريكي الأوروبي ولتشكل نقطة البداية لتطورات مهمة أخرى قد تأتي لاحقة عليها أو داعمة ومكملة لها".
وتابع: "أما بالنسبة لروسيا، وهي الداعية لهذه القمة والتي قامت بالدور الأكبر في الإعداد لها وفي التحضير لبرنامج عملها، فان القمة الروسية الإفريقية كانت تحمل قيمة رمزية أهم بكثير مما قد يتصوره المتابعون لها أو المعنيون بها هنا أو هناك. ويعكس هذا التقدير أهميتها، هذا المناخ الواضح من الحماس الزائد لهذه القمة ولما يمكن أن تتمخض عنه من نتائج سوف تدفع بمسار العلاقات الروسية الافريقية خطوات أبعد للأمام. وهذا هو ما حرص الرئيس بوتين علي إظهاره وتأكيده وهو يحاور القادة الأفارقة المشاركين في أعمال هذه القمة، ويعرض عليهم وبسخاء غير مسبوق استعداد روسيا لتقديم أقصى ما يمكنها تقديمه من دعم لهذا العدد الكبير من دول القارة الافريقية، بدءا من شطب عشرين مليار دولار من الديون المستحقة عليها لروسيا، إلى تعويضها عن وارداتها من الحبوب الأوكرانية التي توقفت بإمدادها بما يقابلها من الحبوب الروسية بلا مقابل حتى لا يتضرر أمنها الغذائي، وكذلك ما عرضه على هؤلاء القادة الأفارقة من مساعدات تكنولوجية روسية لتعظيم استفادتهم من مواردهم الاقتصادية والطبيعية مؤكدا أن ما تحتاجه إفريقيا هو التكنولوجيا المتقدمة وبعدها سوف يمكنها تحقيق الاكتفاء الغذائي الكامل لشعوبها.. وبعروضه وتنازلاته ومساعداته يكون قد حاول تأسيس شراكة استراتيجية روسية إفريقية بزخم كبير لم تشهده هذه العلاقات بين الطرفين من قبل".
وأشار إلى أنه "هنا يجب أن نفهم أمرين مهمين هما المفتاح لتفسير دواعي هذه النقلة النوعية الجديدة في مجريات العلاقات الروسية الافريقية.. الأمر الأول هو أن هذه القمة الدولية الكبيرة هي محاولة من الرئيس بوتين لكسر الحصار الغربي ورد الاعتبار لروسيا، بإعادة وضع روسيا في الصورة مرة أخرى كقوة دولية كبري وفاعلة ومؤثرة، وأن لديها من القدرات والإمكانات والأدوات ما يجعلها قادرة على التحرك من جديد في دوائر دولية واسعة كان الغرب يتصور أنه أغلقها في وجهها ولم يعد بوسعها العودة مرة ثانية إليها. وأما الامر الثاني، فهو أن كل هذه الدول الإفريقية، وهي دول مدينة ونامية وهشة اقتصاديا، تبحث عن مصالحها، وسوف ترحب بالتأكيد بكل ما سوف يصلها من روسيا من مساعدات وتسهيلات، ولم يعد يعنيها تفسير الغرب لاقترابها من روسيا بأنه ينطوي على إخلال منها بحيادها في الحرب الروسية الأوكرانية، ولا أن شراكتها المتنامية مع روسيا تشكل ضربة موجعة لسياسات الحصار الغربي المفروض عليها. فكل هذه التفسيرات الغربية السلبية تتواري وتتضاءل أمام دواعي المصالح القومية العليا".
إقرأ المزيد بوتين للقادة الأفارقة: الغرب بدأ الحرب في أوكرانيا عبر دعمه لانقلاب 2014 الدمويوأردف: "يبقى القول أن أمريكا وبتحريض منها لحلفائها الأوروبيين والآسيويين، سوف يكون لهم رد فعل انتقامي من الأطراف التي شاركت في هذه القمة الروسية الأفريقية، وسوف تحاول بكل الوسائل الممكنة من مباشرة وغير مباشرة، إفشال نتائجها بزرع كافة العوائق والعراقيل في طريقها، واعتقد أن لديهم القدرة على ذلك، وهو أمر يجب أن نتوقعه منهم، فهم لن يتركوا الأمور تمضي في حالها أو في مساراتها الطبيعية لأن ذلك يفسد لهم خططهم ويقطع الطريق أمامهم ويزيد من تكلفة حصارهم لروسيا التي يعتبرونها ألد اعدائهم على الساحة الدولية، وأن استنزافها وهزيمتها هي أولوية استراتيجية غير قابلة للتفاوض عليها".
وختم بالقول: "إجمالا، فان مجرد انعقاد هذه القمة وبهذا الحجم الملفت من المشاركة الإفريقية فيها، قد حققت روسيا هدفها منها، وليبقىي كل شيء بعدها رهنا بمتغيرات الظروف، ودعونا نرى في أي مسار سوف تتحرك الأمور في خضم سياسات دولية متغيرة هي كالرمال المتحركة باستمرار".
المصدر: RT
ناصر حاتم ـ القاهرة
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا إفريقيا عقوبات ضد روسيا قمة روسيا إفريقيا القمة الروسیة الإفریقیة هذه القمة
إقرأ أيضاً:
عقب عودة آثار أيرلندا .. خبير: الاتفاقيات الدولية أكبر عقبة أمام استعادة القطع المهربة
أعلنت وزارة السياحة والآثار، عن استرداد مجموعة من القطع الأثرية المصرية من دولة أيرلندا، حيث تعد هذه الخطوة تتويجاً لجهود استمرت لأكثر من عام ونصف، بهدف استرداد هذه القطع الأثرية، التي كانت بحوزة جامعة كورك الأيرلندية التي أظهرت تعاوناً كبيراً لتسهيل عملية الاسترداد. وتم الانتهاء من كافة التفاصيل النهائية المتعلقة بهذا الأمر، على هامش زيارة الرئيس السيسي إلى دبلن.
وحول إمكانية عودة القطع الأثرية المهربة للخارج وأشهرها تمثال الملكة نفرتيتي، قال الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات أحمد عامر، إن تمثال الملكة نفرتيتي هو أشهر تمثال نصفي في الحضارة المصرية القديمة، وهذا التمثال النصفي مصنوع من الحجر الجيري الملون، لكن طريقة خروجه من مصر كانت بطريقة ساذجة، حيث تم وضعه فى صندوق بحجرة ذات إضاءة خافتة، فلم يفطن الجانب المصرى لآهمية التمثال.
الملكة نفرتيتيوأشار عامر لـ “صدى البلد”، أنه قد تم نحت هذا التمثال النصفي حوالي عام ١٣٤٥ ق.م على يد النحات المصري "تحتمس"، ويبلغ طوله ٤٧ سم، ويزن نحو ٢٠ كيلوجرامًا، كما تم تزين هذا التمثال بتاج أزرق مميز، مزين بإكليل ذهبي وثعبان كوبرا على جبينها وهذا الجزء تعرض للكسر الآن، وبالرغم أن التمثال في حالة جيدة إلى حد كبير، إلا أن العين اليسرى تفتقر إلى البطانة الموجودة في العين اليمنى، حيث أن بؤبؤ العين اليمنى مصنوع من الكوارتز المطلي باللون الأسود ومثبت بشمع العسل.
وشدد الخبير الأثري، على أن عودة هذا التمثال الفريد من ألمانيا بمثابة أمر بالغ الصعوبة، نظرا لوجود الإتفاقيات الدولية الحالية، حيث لابد من إدخال تعديلات عليها وبالتحديد في القطع الآثرية الهامة ذات الطابع المُميز والطراز الفني الفريد من نوعه، أو القطع التي لا مثيل لها أو التي ليس لها نسخ في الحضارة المصرية القديمة.