صحيفة صدى:
2024-11-24@09:58:00 GMT

المعاكسات أفعال وردود أفعال

تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT

المعاكسات أفعال وردود أفعال

إن المكون الرئيس للنظام الرباني لاستخلاف الإنسان في الأرض يقوم على أساس العلاقة المشروعة بين الذكر والأنثى، وفق تنظيم الأسرة الأصيل والمحكم الأواصر والروابط؛ مما يدل عقلا قبل كونه شرعا على أن خلاف ذلك فساد وإفساد، وحصول هذا الإفساد لا يكون هكذا جزافا بدون مقدمات؛ بل هناك مقدمات عديدة أوجزها الشاعر أحمد شوقي -رحمه الله- بقوله: “نَظرَةٌ فَابتِسامَةٌ فَسَلامٌ فَكَلامٌ فَمَوعِدٌ فَلِقاءُ”.

والذي استوقفني لكتابة هذا المقال هو الأحداث فيما بين النظرة والموعد، من باعث للفعل ولرد الفعل؛ لاهتمامي بمسائل الربط بين علم النفس والعقيدة؛ باعتبار أن المحرك النفسي، تتحكم به قوى من مؤثرات داخلية وخارجية، ومرجعيته الضابطة هي الحاكم على مصير ذلك المحرك.

إن ظاهرة المعاكسات ليست بالأمر الجديد الغريب؛ فهي ضرب من التحرش بالقول أو الفعل، ذو مستويات متفاوتة، تصدر من الرجال لكنها ليست بمستغربة إن فعلها بعض النساء؛ وقصة امرأة العزيز مع يوسف عليه السلام أكبر دليل سطره القرآن لبيان أشد أنواع التحرش وأقصاها، من سيدة لم ينقصها مال ولا جمال ولا حسب، بل ولا زوج؛ فهي مشبعة من كل وجه، لكنها قلبها خواء عن إيمان يضبطها ضمن منظومة إلهية مشرعة. فهي ظاهرة ليس لفئة عمرية عنها بمنأى.

والأصل أن الفطرة السليمة ترفض هذه الظاهرة ابتداء كفعل ظاهر، وكرد فعل ظاهر أو خفي باطن، والدوافع المسببة فيها متنوع تشمل جميع مفسدات الفطرة المعروفة؛ التربوية، والاجتماعية؛ ولعل أهمها القدوة، والخلطاء، باعتبار أن التقليد أهم الأسباب المؤدية لفساد الفطرة؛ غير أن الأهواء النفسية المخالفة للفطرة، وهي ما يطلق عليه في علم النفس-الذي وسمها بالمرضية مطلقا- بالاضطرابات النفسية، لكن التشفير الذي وضعه علم النفس لتكون التصرفات المخلة بالأخلاق موسومة بالوسم المرضي أبعد الكثير من الناس عن الإلزامية الأخلاقية، وإمكانية السيطرة الذاتية عليها وتقويمها وفق المنهج الصحيح؛ ذلك لأن الحقائق عند منظري علم النفس، لا تخضع للثبات مطلقا.

والمسألة الأشد غرابة والتي تستحق الدراسة هي ردة الفعل الباطنة المشوهة للفطرة؛ وذلك وفق أنساق معينة؛ الأول: أن تكون ردة الفعل دون مظاهر قبول، أو مع شيء من القبول الذي يعتبره صاحبه -ذكرا كان أو أنثى- بسيطا؛ فلا يتجاوز الكلمات، وربما بعض التعبيرات. والثاني: هو الشعور الداخلي بالسعادة؛ بسبب الحاجة إلى الشعور بأنه محبوب أو مرغوب فيه -خاصة أصحاب الشخصية النرجسية- وهذا الأخير يقود للأول، وقد يدفع صاحبه للحديث عنها؛ على سبيل التفاخر، أو لغيره من الأغراض.

وهذا وجه من زيادة الإيمان ونقصه، يحتاج المسلم أن يقوم نفسه فيه؛ فمجرد السرور بالفساد، إن لم يكن فسادا فهو بوابة للفساد والإفساد، ويصدق على حال صاحبه قول أحمد شوقي -رحمه الله-: ” فَفِراقٌ يَكونُ فيهِ دَواءٌ أَو فِراقٌ يَكونُ مِنهُ الداءُ”. نسأل الله العافية والسلامة.

إضاءة

روى أحمد في مسنده عن جابر بن سمرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ الْفُحْشَ، وَالتَّفَحُّشَ لَيْسَا مِنَ الْإِسْلَامِ، وَإِنَّ أَحْسَنَ النَّاسِ إِسْلَامًا، أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا”.

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: علم النفس

إقرأ أيضاً:

من هو الصحابي الذي جبر الله خاطره من فوق سبع سماوات؟.. تعرف عليه

قال الدكتور محمود مرزوق، وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة شمال سيناء، إن الله تعالى جبر خاطر سيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه، لما قال الحارث بن هشام كلمات جارحة في حق سيدنا بلال (أَمَا وَجَدَ مُحَمَّدٌ غَيْرَ هَذَا الغُرَابِ الأَسْوَدِ مُؤَذِّنًا؟).

وأضاف مرزوق، في خطبة الجمعة التي نقلها التليفزيون المصري من مسجد الروضة بمحافظة شمال سيناء، عن موضوع "أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ"، أنه في هذا الحين جاء الرد الإلهي لجبر خاطر سيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه، ونزل قوله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.

وتابع: هَذَا المَوْقِفَ المَشْهُودَ رِسَالَةُ طَمْأَنَةٍ، وَإِعَادَةُ ثِقَةٍ لِلإِنْسَانِ، نِدَاءٌ لمَن ابْتُلِيَ بِمَنْ يَنْتَقِصُ مِنْ قَدْرِهِ أَوْ يَسْخَرُ أَو يَتَنَمَّرُ بِشَكْلِهِ أَوْ هَيْئَتِهِ أَو طَرِيقَتِهِ: ارْفَعْ رَأْسَكَ، فَإنَّ اللهَ -جَلَّ جَلَالُهُ- يُدَافِعُ عَنْكَ كَمَا دَافَعَ عَنْ سَيِّدِنَا بِلَالٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، إِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ هُوَ الَّذِي يَحْمِيكَ مِنْ كُلِّ تَمْيِيزٍ عُنْصُرِيٍّ، فَأَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ.

قالَ سَيِّدُنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: «لمَّا نَظَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الكَعْبَةِ، قَالَ: مَرْحَبًا بِك مِن بَيْتٍ، مَا أَعْظَمَكِ، وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ! وَلَلْمُؤْمِنُ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ حُرْمَةً مِنْكِ».

مقالات مشابهة

  • من هو محمد حيدر الذي تدعي إسرائيل استهدافه بغارة بيروت؟
  • حكم الشرع في الدين الذي تم التنازل عنه بسبب الوفاة.. دار الإفتاء ترد
  • بعد مجزرة بيروت.. من هو الشبح الذي تزعم إسرائيل اغتياله؟
  • حكم بيع أشياء تؤدي إلى الإضرار بالآخرين.. تحذير شرعي
  • بسمة بوسيل تطرح "قادرين ياحب".. وردود أفعال إيجابية حول الأغنية الجديدة
  • من هو الصحابي الذي جبر الله خاطره من فوق سبع سماوات؟.. تعرف عليه
  • بيان منزلة النفس الإنسانية في الإسلام.. الإفتاء تجيب
  • جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فرنسا لأجل فلسطين
  • روشتة نبوية لعلاج الغضب في 3 خطوات
  • دعوة للتعصب.. التفاصيل الكاملة لـ أزمة تصريحات أحمد سليمان وردود الأفعال عليه