صحيفة صدى:
2024-10-06@06:57:04 GMT

المعاكسات أفعال وردود أفعال

تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT

المعاكسات أفعال وردود أفعال

إن المكون الرئيس للنظام الرباني لاستخلاف الإنسان في الأرض يقوم على أساس العلاقة المشروعة بين الذكر والأنثى، وفق تنظيم الأسرة الأصيل والمحكم الأواصر والروابط؛ مما يدل عقلا قبل كونه شرعا على أن خلاف ذلك فساد وإفساد، وحصول هذا الإفساد لا يكون هكذا جزافا بدون مقدمات؛ بل هناك مقدمات عديدة أوجزها الشاعر أحمد شوقي -رحمه الله- بقوله: “نَظرَةٌ فَابتِسامَةٌ فَسَلامٌ فَكَلامٌ فَمَوعِدٌ فَلِقاءُ”.

والذي استوقفني لكتابة هذا المقال هو الأحداث فيما بين النظرة والموعد، من باعث للفعل ولرد الفعل؛ لاهتمامي بمسائل الربط بين علم النفس والعقيدة؛ باعتبار أن المحرك النفسي، تتحكم به قوى من مؤثرات داخلية وخارجية، ومرجعيته الضابطة هي الحاكم على مصير ذلك المحرك.

إن ظاهرة المعاكسات ليست بالأمر الجديد الغريب؛ فهي ضرب من التحرش بالقول أو الفعل، ذو مستويات متفاوتة، تصدر من الرجال لكنها ليست بمستغربة إن فعلها بعض النساء؛ وقصة امرأة العزيز مع يوسف عليه السلام أكبر دليل سطره القرآن لبيان أشد أنواع التحرش وأقصاها، من سيدة لم ينقصها مال ولا جمال ولا حسب، بل ولا زوج؛ فهي مشبعة من كل وجه، لكنها قلبها خواء عن إيمان يضبطها ضمن منظومة إلهية مشرعة. فهي ظاهرة ليس لفئة عمرية عنها بمنأى.

والأصل أن الفطرة السليمة ترفض هذه الظاهرة ابتداء كفعل ظاهر، وكرد فعل ظاهر أو خفي باطن، والدوافع المسببة فيها متنوع تشمل جميع مفسدات الفطرة المعروفة؛ التربوية، والاجتماعية؛ ولعل أهمها القدوة، والخلطاء، باعتبار أن التقليد أهم الأسباب المؤدية لفساد الفطرة؛ غير أن الأهواء النفسية المخالفة للفطرة، وهي ما يطلق عليه في علم النفس-الذي وسمها بالمرضية مطلقا- بالاضطرابات النفسية، لكن التشفير الذي وضعه علم النفس لتكون التصرفات المخلة بالأخلاق موسومة بالوسم المرضي أبعد الكثير من الناس عن الإلزامية الأخلاقية، وإمكانية السيطرة الذاتية عليها وتقويمها وفق المنهج الصحيح؛ ذلك لأن الحقائق عند منظري علم النفس، لا تخضع للثبات مطلقا.

والمسألة الأشد غرابة والتي تستحق الدراسة هي ردة الفعل الباطنة المشوهة للفطرة؛ وذلك وفق أنساق معينة؛ الأول: أن تكون ردة الفعل دون مظاهر قبول، أو مع شيء من القبول الذي يعتبره صاحبه -ذكرا كان أو أنثى- بسيطا؛ فلا يتجاوز الكلمات، وربما بعض التعبيرات. والثاني: هو الشعور الداخلي بالسعادة؛ بسبب الحاجة إلى الشعور بأنه محبوب أو مرغوب فيه -خاصة أصحاب الشخصية النرجسية- وهذا الأخير يقود للأول، وقد يدفع صاحبه للحديث عنها؛ على سبيل التفاخر، أو لغيره من الأغراض.

وهذا وجه من زيادة الإيمان ونقصه، يحتاج المسلم أن يقوم نفسه فيه؛ فمجرد السرور بالفساد، إن لم يكن فسادا فهو بوابة للفساد والإفساد، ويصدق على حال صاحبه قول أحمد شوقي -رحمه الله-: ” فَفِراقٌ يَكونُ فيهِ دَواءٌ أَو فِراقٌ يَكونُ مِنهُ الداءُ”. نسأل الله العافية والسلامة.

إضاءة

روى أحمد في مسنده عن جابر بن سمرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ الْفُحْشَ، وَالتَّفَحُّشَ لَيْسَا مِنَ الْإِسْلَامِ، وَإِنَّ أَحْسَنَ النَّاسِ إِسْلَامًا، أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا”.

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: علم النفس

إقرأ أيضاً:

إيران تنتقد بيان مجموعة السبع بشأن “الدفاع عن النفس” وتصفه بـ”المنحاز”

3 أكتوبر، 2024

بغداد/المسلة:  أدانت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الخميس، ما وصفه بـ”استمرار النهج المتحيز وغير المسؤول” لمجموعة الدول السبع (G7) في بيانها الأخير فيما يتعلق بتطورات منطقة غرب آسيا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل البقائي، إن “العملية التي قامت بها الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضد سلسلة من الأهداف العسكرية والأمنية للنظام الصهيوني هي رد ضروري ومشروع في إطار حق الدفاع النفس أمام الأعمال العدوانية للنظام المحتل، منددا باستخدام العقوبات للضغط على الشعب الإيراني”، حسب وكالة الأنباء الإيرانية.

وشدد على “عزم إيران على حماية الأمن القومي والمصالح الحيوية للشعب الإيراني”، معتبرا “التدخلات غير المسؤولة لبعض الجهات الفاعلة من خارج المنطقة، بما في ذلك الولايات المتحدة، لا سيما من خلال مواصلة دعمه لنظام الاحتلال الإسرائيلي بأنه السبب الرئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة”.

وأضاف: “إذا كانت مجموعة السبع مهتمة حقًا بالسلام والأمن في المنطقة، فيجب عليها استخدام نفوذها لإنهاء الإبادة الجماعية للفلسطينيين ووقف عدوان النظام الصهيوني على لبنان وسوريا ودول أخرى في المنطقة على الفور”.

وفي بيان لها، وعدت “مجموعة السبع” بالعمل بشكل مشترك لخفض التوتر في الشرق الأوسط وقالت إن الحل الدبلوماسي للنزاع الذي يتسع نطاقه “ما زال ممكناً”، معتبرةً إن “نزاعاً إقليمياً واسع النطاق ليس في مصلحة أحد”.

وأعلن الحرس الثوري الإيراني، مساء الثلاثاء الماضي، تنفيذ هجوم ضد إسرائيل بعشرات الصواريخ، وذلك ردًا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، وقائد فيلق القدس الإيراني بلبنان عباس نيلفروشان.

وأعلن الجيش الإسرائيلي شن عملية برية، صباح يوم الثلاثاء الفائت، في لبنان، وقال إنها ستكون “محدودة” بطبيعتها، في حين نفذ سلاح الجو الإسرائيلي ضربات مكثفة قال إنها على أهداف لـ”حزب الله” في مناطق مختلفة من لبنان.ويرد “حزب الله” بهجمات صاروخية تستهدف في المقام الأول شمال إسرائيل، لكن نطاق الهجمات الصاروخية زاد بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة. وفي كل يوم، يتم تسجيل عشرات الرشقات الصاروخية باتجاه المناطق المأهولة بالسكان الإسرائيليين، والتي يتم خلالها إصابة المباني السكنية، مما يؤدي إلى وقوع إصابات.

وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني، حسن نصر الله، في غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت، يوم الجمعة الماضية، وهو ما تم تأكيده لاحقا في بيان للحزب.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • حليف الأمس عدو اليوم | ما الذي يحصل في إقليم أمهرة الإثيوبي؟.. نشرح لك القصة
  • كريم وزيري يكتب: طبق العشاء الذي أشعل حرب أكتوبر
  • هل يحق لمن يجد شئ ضائع أن يطلب مكافأة مالية ؟
  • ما الذي يدفع مثقفين تقدميين لدعم جيش الحركة الإسلامية ..!!؟؟ محاولات للفهم ..
  • طهران لواشنطن : مرحلة ضبط النفس انتهت
  • استراتيجية الإنهاك وردود الفعل
  • طهران لواشنطن: مرحلة ضبط النفس انتهت
  • خبير علاقات دولية: أمريكا تتعامل مع أفعال إسرائيل كـ«البطة العرجاء»
  • رسالة من إيران إلى واشنطن:مرحلة ضبط النفس انتهت
  • إيران تنتقد بيان مجموعة السبع بشأن “الدفاع عن النفس” وتصفه بـ”المنحاز”