إلهامي سمير يكتب: الحقيقة وراء محاولة انتحار ناهد شريف بعد قصة حب فاشلة
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
بعد عرض فيلم "حبيب حياتى" إنتاج 1958، نشرت واحدة من الصحف الصباحية خبر عن محاولة انتحار الفنانة ناهد شريف بتناول كمية من الإسبرين وأنها فشلت فيها.
مع انتشار الخبر قرر محرر مجلة الكواكب أنه يتقصى الحقائق ليعرف حقيقة ما جرى، وبدأ بناهد نفسها، حيث ذهب إليها فى شقتها بشارع محمد مظهر بالزمالك.
وقال المحرر إن ناهد فتحت له الباب بنفسها، وفي تلك الأثناء لمح على أرضية الشقة أوراق "سبرين ريفو" خالية، وحين لمحته ناهد وأدركت أنه شاهدها قالت له وهى تحاول الاعتذار "معلش أصلى هنقل شقة تانية فى جاردن سيتي".
وهنا سألها المحرر : "هل فعلا حاولتى تنتحري بعد قصة حب فاشلة؟" فردت : "الكلام ده محصلش .. وكل اللى حصل إنى كنت راجعة من الإسكندرية تعبانة وخدت أنفلونزا فقلت أخد قرصين إسبرين، ولما محستش بأى تحسن اتصلت بأختى وهى جات خدتنى إلى المستشفي.. ولما الدكتور أسعفنى رجعت تانى البيت وتانى يوم الصبح لقيت الخبر منشور، وأنا معرفش الشخص اللي قالوا إنى كنت بحبه وعملت معاه مشكلة وحاولت من بعدها الانتحار".
بعدها انتقل المحرر لإيناس شقيقة ناهد وسألها، فكررت نفس ما قالته شقيقتها، فذهب إلى البواب والذى أدلى بشهادة مختلفة تماما.
حيث قال إن ناهد أرسلته ليشتري لها 3 زجاجات كوكاكولا وأنبوبة سبرين، وبعد فترة وجد شقيقتها وزوجها يصعدان السلم بسرعة كبيرة، ورغم أنهما حاولا طرق الباب بشدة إلا أن ناهد لم تفتح، وهنا سارعت شقيقتها إلى البواب تطلب منه أن يُحضر نجار بسرعة حتى يكسر الباب، وهو ما نفذه بالفعل وحضر النجار وكسر الباب.
بعدها ذهب المحرر للنجار واسمه عبدالفتاح محمد عيسي وسأله عما جرى، فقال إنه حين كسر الباب ودخل كانت ناهد ملقاة على الأرض، ممسكة بسماعة الهاتف فى يدها وإنه أدرك من الحوار الذى دار بين شقيقتها وزوجها أن ناهد اتصلت بها منذ دقائق وطلبت حضورها بسرعة.
ترك المحرر العمارة وانطلق إلى نقطة الشرطة يسأل إذا كان قد وصلهم أى بلاغ عن محاولة انتحار فى شارع محمد مظهر، ليرد الضابط المسؤول بالنفي، مضيفا : "فى كتير من الحوادث دى محدش بيبلغ عنها".
وهنا لجأ المحرر إلى الكارت الأخير بذهابه إلى المستشفى التي خضعت فيها ناهد للعلاج، وسأل عن الطبيب الذى عالجها فقالوا له إنه غير موجود، وبإمكانه الحديث مع كبيرة الحكيمات إستر دباح.
فذهب المحرر إلى مكتب كبيرة الحكيمات وسألها عما حدث لترد السيدة بإن ناهد وصلت المستشفى فى شبه غيبوبة وكانت تتكلم ببطأ، وقال من معها إنها تناولت 3 أقراص أسبرين فقط، غير أن إستر لم تصدق، مشددة على أن ما تناولته لا يقل عن 8 أقراص، وأنهم أجروا لها "غسيل معدة" وكتب لها الطبيب بعض المسكنات، وصمم على أن تقضى ليلتها فى المستشفي لكن ناهد رفضت وأصرت على الخروج.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: ناهد شريف
إقرأ أيضاً:
محمد مغربي يكتب: لماذا ندم عرّاب الذكاء الاصطناعي في العصر الحديث؟
كان العام 1850 حين تمكن إسحاق سنجر من تطوير آلة خياطة عُرفت لاحقا باسمه «سنجر»، آنذاك كان الثوب يستغرق 20 يوما على يد الخيّاط العادي وبعد الماكينة بات يستغرق يومين فقط، حينها أيضا كان أول من اعترض على هذا الاختراع هم الخيّاطون أنفسهم لأنهم ظنّوا أنّ الآلة ستحل محلهم ويندثروا، لكن ما حدث أن الإنتاج هو ما زاد وباتت الماكينات في حاجة إلى أيدٍ عاملة أكثر، خاصة وقت الحرب العالمية الأولى التي بيع خلالها مليون ماكينة سنجر، وهكذا بدلا من الاندثار زاد الطلب على الخياطين لدرجة أصبح لها معاهد وأكاديميات في بلاد أوروبا.
هذا النموذج يعد الأوضح لعلاقة الإنسان بالآلة في عصر الثورة الصناعية التي ظهرت أواخر القرن الثامن عشر وازدهرت في منتصف القرن التاسع عشر، فبدلا من الخوف من اندثار المهن ومصدر الرزق كانت الآلات هي ما وفرت فرص عمل للملايين، صحيح أنّ مقابل ذلك هناك مهن اندثرت لكن أي مقارنة ستصب في صالح الآلة التي حسّنت من حياة الإنسان خلال قرون.
نفس التحدي تعيشه البشرية في السنوات الأخيرة، لكن تلك المرة مع الذكاء الاصطناعي الذي بات يحل محل الإنسان في العديد من المهن، وكالعادة تكررت المخاوف من فقدان الناس لمهنهم ومصدر رزقهم مقابل تلك الأجهزة، وكانت الإجابة أنّ ذلك لن يحدث كما علمنا التاريخ وأنّ الذكاء الاصطناعي قادر على خلق فرص عمل تعوض اندثار مهن أخرى، لكن تلك الإجابة لم تعد تصلح لأن الذكاء الاصطناعي ليس كالآلات والثورة الصناعية، هو ثورة من نوع آخر أشد وأشرس.
من يقول ذلك ليس مجرد خبير تكنولوجي أو عالم متمسك بتقاليد الحياة القديمة، بل هو البروفيسور جيفري هينتون، وقبل أن نوضح السبب الذي دفعه إلى قول ذلك منذ أيام، أوضح أولا أنّ «هينتون» هو عالم كمبيوتر بريطاني يبلغ من العمر 77 عاما ويُعرف بـ«عرّاب الذكاء الاصطناعي»، فبجانب حصوله على جائزة نوبل في الفيزياء، فهو الرجل الذي اخترع في ثمانينيات القرن العشرين طريقة يمكنها العثور بشكل مستقل على خصائص في البيانات وتحديد عناصر محددة في الصور، وتلك الخطوات هي الأساس للذكاء الاصطناعي الحديث في العصر الحالي.
وإذا كنّا عرفنا هوية الشخص فالآن نعرف ما قاله، إذ أوضح أنّ الـ«AI» قد يقضي على الجنس البشرى خلال العقد المقبل، وقد توقع أن يحدث ذلك خلال ثلاثة عقود لكن تطورات الذكاء الاصطناعي وقفزاته أمر مدهش ومرعب في آن واحد، أما الفرق بينها وبين الثورة الصناعية أنّ في الثورة الصناعية كانت الآلات تتولى الأعمال الشاقة، بينما كان الإنسان هو من يملك زمام الأمور لأنه كان يفكر ويخطط وتتولى الآلات التنفيذ، وبالتالي ففضيلة الإنسان كانت التفكير.
أما الآن فنماذج الذكاء الاصطناعي تقترب من طريقة التفكير البشري، وبالتالي هي من ستتولى زمام الأمور إذا نجحت في الاستمرار، أي أنّ العلاقة ستصبح معكوسة، وبدلا من أن يصبح الروبوت في خدمة الإنسان، سيصبح الإنسان نفسه في خدمة الروبوت، وتلك مصيبة كما وصفها.
تحذيرات جيفرى هينتون لم تتوقف عند هذا الحد، بل أتبعها بأنّ الذكاء الاصطناعي سيتسبب في زيادات هائلة فى الإنتاجية، وهذا يفترض أن يكون مفيدا للمجتمع، لكن الحقيقة أن كل الفوائد ستذهب للأغنياء وبالتالى سيفقد كثير من الناس وظائفهم مقابل أن تغتني فئة قليلة، فالشركات الكبرى والأرباح لا ترحم، لذلك فالحل الوحيد فرض تنظيم حكومي أكثر صرامة على شركات الذكاء الاصطناعي لتضمن تنظيم عدالة ما، ولأن «هينتون» يشك في ذلك، فإنه لم يخجل من كشف أنّه يشعر أحيانا ببعض الندم لأنه قدم تلك التكنولوجيا في العالم، صحيح لو عاد به الزمن لفعل نفس الشيء، ولكن القلق من النتيجة لن يمنعه من الندم.