جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-24@16:43:11 GMT

منخفض المطير الجارف

تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT

منخفض المطير الجارف

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

كان جارفًا للأحلام والطموحات الكبيرة وكان آتياً ليحمل معه أرواحا كانت تطلب العلم والسلام والأمل والحب وكان عدائيًا لدرجة أنه أخذ أطفالا في عمر الزهور من بيت واحد وكانت تسع جنائز تزف إلى الجنة في مشهد استثنائي في عمان لتتوالى بعدها لحظات الغرق ومشاهد الإنقاذ والبحث عن المفقودين والطفل والجدة والشيخ الذي فارق الحياة برفقة صديق عمره وقصص أخرى لا يعلمها إلا منخفض المطير.

كانوا أربع عشرة نفسًا ورغم التحذيرات بعدم المجازفة قرر ولي الأمر أخذهم سريعًا إلى المنزل ولكنه أخذهم إلى مثواهم الأخير اختيار الأسماء كان عجيبًا فهي أسماء مسجلة ومدونة بعناية استقلوا السيارة خارجين من المدرسة وبقي من بقي في المدرسة ذهبوا محملين بأحلامهم بوصول آمن وسريع قبل الجميع كانت مشاعر الفرح في البداية تسيطر عليهم لأنه سيسبقون زملائهم، ولكن بعد مرور دقائق كان الوادي في المرصاد تقدم نحوهم بسرعة البرق ولم يترك لهم خيارا هنا اختلط فرحهم بحزن وخوف ودموع وكان الفراق بينهم فأربعة نجوا وعشرة قضوا وكان الخبر الصعب على أبناء عمان والمدرسة التي أتوا منها محاولين الإسراع إلى المنزل والقرية والولاية والوطن بأسره وعند العثور عليهم وبعد محاولات كثيرة في البحث عن بصيص أمل أو بصيص حياة إلا أنهم صعدوا إلى السماء واحدا تلو الآخر فارقوا مقاعد الدراسة وأحضان الأمهات وخوف الآباء ذهبوا من هذه الحياة كلها ونحسبهم شهداء فهم غرقى ولأنَّ الغريق شهيد ولأنهم أطفال سبقونا إلى الجنة.

لكن الواقع كان شديدًا والمصاب جللا والحادثة التي لن تنساها الذاكرة البشرية والتعازي بالمصاب والأحلام المؤجلة وملابس العيد المعلقة على شماعات التعليق وأحذية أول عيد وعطر كانوا يتناوبون عليه ولعبة البلايستيشن وسجادة الصلاة وقلب أم وإخوة وأخوات وأب وجد وحزن مطبق.. كيف للحياة أن تعود كما كانت في أيام العيد وكيف لنا أن نعيد الساعات لنختصر ما حدث وكيف يجب أن يكون القرار بعد صدور التحذيرات وكيف لي أن أقرر بكلمة واحدة: لا مدرسة اليوم!

لكن الساعات والأيام والشهور والدقائق لا تعود ولكن القدر كان حاتما أمره ولأنَّ السيارة البيضاء المتحطمة كانت لها كلمة الفصل الأخيرة ولأنَّ المطير كان جارفاً بكل معنى الكلمة ولأن الحكاية قد تحكى لطفلة صغيرة تحاول أن تنام على شكل قصة قصيرة وهي كان يا ماكان في حديث الزمان وكان هناك أسرة مكونة من أربع عشرة روحا تلاشت في الكتب المنسية وفي دواوين الشعراء وقصائد الرثاء وفي دمعات الأطفال الذين سيضطرون أن يذهبوا إلى المدرسة ولا يجتمعون بزملائهم مجدداً ماذا عن الغصة التي لن تفارقهم زمنا طويلاً ماذا عن الدمعة التي ستسقط وماذا عن كسرة القلب وهم يتأملون كراسي زملائهم الذين رحلوا !! اه كم الموقف صعب وحزين وكم هي كبيرة على أطفال غصة القلب.

ما حدث في النهاية قضاء ولكن يجب على كل المسؤولين مراجعة أنفسهم واتخاذ القرارات اللازمة لحل مشاكل تصريف المياه والأودية فلو كان هناك تصريف وشوارع مهيئة لما حدثت كل تلك الخسائر لذا فلننظر لما حدث ولنعتبر ليست المشكلة الآن بالإجازة ولكن المشكلة تكمن في التصريف الصحيح وفي الشوارع المهيئة والمدن الحديثة ولو كلفنا الأمر للبناء مجددا فلنبنِ ولنقم دولة عصرية بكل المقاييس فالأنفاق والسدود والتصريف الآمن والعمل لخدمة عمان وأبناء عمان ليس لمرة واحدة وإنما عمل دائم ولنفكر في الخلل جيدا ومحاولة إصلاح المشكلة من جذورها فهذه المشاهد تتكرر باستمرار لم لا نصل لنقطة النهاية ونحد من تلك المشاهد ونبني ونفكر ونعمل ونجتهد فأبناء عمان قادرون على إحداث الفارق.

حفظ الله عمان وجلالة السلطان والعزاء كله لأسر الضحايا الشهداء.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ما أسباب المسام الكبيرة؟ وكيف تتمتعين ببشرة ناعمة ومثالية؟

تُعَدُّ المسام الكبيرة مصدر قلق جمالي لعديد من الأفراد، إذ تمنح البشرة مظهرا خشنا وتقلل من نعومتها.

ويتأثر حجم المسام بعوامل متعددة، منها الوراثة، ونوع البشرة، والعمر، والتعرض لأشعة الشمس. رغم عدم إمكانية تقليص حجم المسام بشكل دائم، فإن هناك إستراتيجيات فعّالة لتقليل مظهرها والحفاظ على بشرة ناعمة ومشرقة.

ما أسباب المسام الكبيرة؟

للإجابة عن هذه الأسئلة، أوردت مجلة "ستايل بوك" في موقعها على الإنترنت أن المسام الكبيرة ترجع في معظم الحالات إلى العامل الوراثي، إذ تميل المرأة ذات البشرة الدهنية إلى نشوء المسام الكبيرة.

أما موقع "هيلث لاين"، فأورد بدوره الأسباب التالية:

الإفرازات الدهنية الزائدة: تُنتج البشرة الدهنية كميات أكبر من الزهم. فقدان المرونة الجلدية: مع التقدم في العمر، يقل إنتاج الكولاجين والإيلاستين، مما يؤدي إلى ترهل البشرة وتوسع المسام. التعرض لأشعة الشمس: يؤدي التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية إلى تلف الكولاجين والإيلاستين.

أما المجلة الألمانية المتخصصة في الصحة والجمال، فأضافت أن حجم المسام يتأثر أيضا بالعوامل البيئية، مثل الأشعة فوق البنفسجية وأسلوب الحياة الشخصي (مثل النيكوتين والكحول والنظام الغذائي غير الصحي والتوتر النفسي).

إعلان كيف تتجنبين ظهور المسام الكبيرة؟

وعن سبل مواجهة المسام الكبيرة، أوصى "هيلث لاين" باتباع الوسائل التالية:

التنظيف اليومي للبشرة: استخدام منظف مناسب لنوع البشرة يساعد في إزالة الزيوت الزائدة والشوائب التي تسد المسام. يُنصح باستخدام منظفات خالية من الزيوت للبشرة الدهنية. التقشير المنتظم: استخدام مقشرات تحتوي على أحماض "ألفا هيدروكسي" (AHA) أو "بيتا هيدروكسي" (BHA) يساعد في إزالة الخلايا الميتة وتنظيف المسام. يُنصح بالتقشير مرة أو مرتين أسبوعيا. استخدام منتجات الريتينويد: تُساهم الرتينويدات في تعزيز تجدد الخلايا وزيادة إنتاج الكولاجين، مما يقلل من مظهر المسام. يُنصح باستخدامها تحت إشراف طبي لتجنب التهيج. الحماية من أشعة الشمس: استخدام واقي شمس بعامل حماية عالٍ يحمي البشرة من التلف ويمنع تفاقم توسع المسام. العلاجات المهنية: تشمل التقشير الكيميائي والعلاج بالليزر، والتي تُحفّز إنتاج الكولاجين وتُحسّن مظهر المسام. يُنصح بالتشاور مع اختصاصي جلدية لتحديد العلاج المناسب.

كما ينصح موقع "ميد ويب" باتباع النصائح التالية:

تجنب المنتجات الزيتية: استخدام منتجات غير كوميدوجينية (Non-comedogenic) لتجنب انسداد المسام. الترطيب المناسب: استخدام مرطبات خفيفة تساعد في الحفاظ على توازن الرطوبة دون زيادة الزيوت. تجنب الضغط على البثور: الضغط على البثور يمكن أن يزيد من توسع المسام ويسبب ندبات.

ومن المهم أيضا ألا تغسلي الوجه بشكل متكرر، إذ يكفي غسله مرتين يوميا (صباحا ومساء)، ومن المثالي استخدام مستحضر تنظيف مرطب وذي رقم هيدروجيني (pH) محايد.

وتساعد أقنعة الوجه المنقية، على سبيل المثال المحتوية على الطين العلاجي، على تضييق المسام، إذ إنها تحفز الدورة الدموية وتساعد في التخلص من الزهم الزائد.

مقالات مشابهة

  • ترامب متصالحاً.. ولكن؟!
  • ما أسباب انتشار التوحد بعصرنا الحالي؟ وما أعراضه وكيف يمكن علاجه؟
  • السفير عبدالله الرحبي: اللغة العربية كانت دائمًا حاضرة بقوة في تاريخ عمان (صور)
  • نبيلة عبيد تبكي مفيد فوزي في ذكرى وفاته: "ملوش زي وكان يعشق أعمالي"
  • ماذا تعرف عن موارد سوريا؟ وكيف استولت عائلة الأسد عليها؟
  • الأرصاد: تأثر أجواء سلطنة عمان بأخدود من منخفض جوي .. عاجل
  • نعم للإصلاح الامني والعسكري ولكن
  • ما هو نظام التعليق وكيف يعمل بالسيارات ؟
  • ما أسباب المسام الكبيرة؟ وكيف تتمتعين ببشرة ناعمة ومثالية؟
  • سفارة روسيا في لشبونة: الأضرار التي لحقت بالسفارة البرتغالية في كييف كانت بسبب قوات الدفاع الجوي الأوكرانية