عطاف: الأزمة الليبية طال عمرها ولا يزال يطول
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، خلال النقاش بمجلس الأمن حول الدور المحوري للشباب. في مواجهة التحديات الأمنية في منطقة البحر الأبيض المتوسط أن الأزمة الليبية طال عمرها ولا يزال يطول.
وأشار أحمد عطاف أن السبب هو العثرات التي تعترض سبيل المصالحة الوطنية، والتشتتات المؤسساتية. وصعوبة الدخول في مسار انتخابي مُوحدٍ وجامع.
وفوق كل هذا وذاك -يضيف عطاف- التدخلات الأجنبية التي يُمكن اعتبارها أكبر عائق لحل الأزمة الليبية.
كما ذكِّر كذلك بما يتعرض له الفلسطينيون في أرضهم المحتلة من عدوان جائر وغاشم. منذ أكثر من نصف عام، في فصلٍ جديد من فصول المحاولات الإسرائيلية المتكررة. الرامية لطمس معالم أقدم قضية في تاريخ المنطقة وفي تاريخ منظمتنا الأممية نفسها.
وقال عطاف “شبابُ فلسطين اليوم لم يَعُدْ من حقهم أن يَحْلُمُوا حتى بالعيش الآمن والحياة الكريمة. ولم يَعُدْ من حقهم أن يَطْمَحُوا إلى التعلم وتكوين أنفسهم،.أو أن يبنوا مُستقبلَهم ويطوروا بلدَهم الذي سُلِبَ منهم. بل إن الآلاف منهم لم يعد حتى من حقهم أن يَكْبُرُوا لِيَصِيرُوا شَبَاباً. لأن أيادي الاحتلال الإسرائيلي أصرت على سَلْبِ أرواحهم أطفالاً ورُضَّعَا”.
الحوض أضحى عرضةً لتداعيات العديد من الآفات العابرة للحدود والأوطانومن جانب آخر، فإن الحوض المتوسطي الذي يُمثل مُلتقى أعظم الحضارات في تاريخ البشرية. أضحى اليوم عرضةً لتداعيات العديد من الآفات العابرة للحدود والأوطان، على شاكلة الأخطار الإرهابية. وما يرتبط بها من تطرف عنيف وجريمة منظمة، إلى جانب الأضرار المتزايدة للتغيرات المناخية. التي أصبحت واقعاً معاشاً لا مجال لإنكاره أو التَسَتُّرِ عليه.
ويُضاف إلى كل هذه التحديات تحدي الهجرة غير الشرعية في الفضاء المتوسطي الذي لا يزال ينتظر من دول المنطقة. استجابات مشتركة ترقى إلى مستوى أهمية هذه الظاهرة. وما تَطْرَحُهُ من تبعات ترمي بذات الثُقل على دول المصدر والعبور والاستقبال على حدٍّ سواء.
وأشارعطاف أن هذه التطورات المتسارعة تضع شباب المَنْطِقَة المتوسطية في صلب الإشكالية المطروحة. في المرحلة الراهنة: فهم من جهة أَكبرُ ضحية من ضحايا التحديات الأمنية. ومن جهة أخرى فَهُمْ أَهَمُّ مفتاحٍ من مفاتيح رفع هذه التحديات ومعالجتها على الوجه الأكمل والأمثل والأصح.
وشدد عطاف على الحاجة الملحة لاستحداث واعتماد مقاربة جماعية تكون في مستوى طموحات وتطلعات شبابنا. وهي المقاربة التي تدعو الجزائر إلى صقلها وِفْقَ نظرةٍ مُجَدِدَةٍ تستجيب لمجموعةٍ من خمسٍ متطلباتٍ رئيسية ذات طابع أولوي واستعجالي.
فالمنطقة بحاجة أولاً إلى مقاربة تنموية، لأن التنمية المستدامة تظل وَحْدَها القادرة على ثَنْيِ الشباب. عن مخاطر الهجرة غير الشرعية، وعن الإرهاب والتطرف، وكذا عن الجريمة المنظمة بمختلف أشكالها وأنواعها.
كما أن المنطقة بحاجة إلى مقاربة وقائية تقوم على نشر ثقافة السلم والتسامح والتعايش. وتشجيع قيم الحوار والتفاعل الإيجابي بين الثقافات، عوض زرع الانقسامات وبث التصادمات التي لا طائل منها إطلاقاً.
والمنطقة بحاجة ثالثاً إلى مقاربة تشاركية، بكل ما ينطوي عليه هذا الهدف من ضرورة إعلاء قيم التضامن والتعاون. والشراكة المتوازنة بين دول ضفتي المتوسط في مواجهة التحديات الراهنة. التي لا يمكن بأي حال من الأحوال مُقارَعَتُها في صفوف متفرقة وأساليبَ متضاربة وسياساتٍ متناقضة.
والمنطقة بحاجة رابعاً إلى مقاربة مبنية على قواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية. مقاربة تضع حدّاً لاحتلال أراضي الغير بالقوة، لا سيما في فلسطين وفي الصحراء الغربية. ومقاربة تُنهي بصفة جذرية التدخلات الخارجية التي تتأثر منها أيما تأثر دول الضفة الجنوبية.
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: إلى مقاربة
إقرأ أيضاً:
رئيس الجمهورية يكلف عطاف بتمثيله في القمة العربية الطارئة بمصر
قرر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، عدم المشاركة شخصيا في أشغال القمة العربية الطارئة التي تستضيفها جمهورية مصر العربية يوم 4 مارس الجاري بغرض بحث تطورات القضية الفلسطينية، حسب ما أفادت به وكالة الأنباء الجزائرية.
وأضافت ذات المصادر،أن رئيس الجمهورية قد كلّف وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية أحمد عطاف لتمثيل الجزائر في أشغال هذه القمة
وحسب وكالة الأنباء الجزائرية، فإن هذا القرار يأتي على خلفية الاختلالات والنقائص التي شابت المسار التحضيري لهذه القمة، حيث تم احتكار هذا المسار من قبل مجموعة محدودة وضيقة من الدول العربية التي استأثرت وحدها بإعداد مخرجات القمة المرتقبة بالقاهرة دون أدنى تنسيق مع بقية الدول العربية المعنية كلها بالقضية الفلسطينية
كما أكدت وكالة الأنباء أن رئيس الجمهورية قد حزت في نفسه طريقة العمل هذه التي تقوم على إشراك دول وإقصاء أخرى وكأن نصرة القضية الفلسطينية أصبحت اليوم حكرا على البعض دون سواهم في حين أن منطق الأمور كان ولا يزال يحتم تعزيز وحدة الصف العربي وتقوية التفاف جميع الدول العربية حول قضيتهم المركزية، القضية الفلسطينية، لاسيما وهي تواجه ما تواجهه من تحديات وجودية تستهدف ضرب المشروع الوطني الفلسطيني في الصميم.