الجزر يقوي النظر.. حقيقة طبية أم مجرد إشاعة متداولة؟
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
الجزر (مواقع)
لا شك أن الجزر يعتبر مصدرًا غنيًا بالبيتاكاروتين، الذي يُحول في الجسم إلى فيتامين “أ”، وهو مهم لصحة البصر.
لكن، وعلى الرغم من ذلك، لا توجد أدلة علمية تثبت بشكل قاطع أن تناول الجزر يقوي البصر أو يعالج الاعتلالات البصرية أو يقلل من حدتها.
اقرأ أيضاً أطعمة سحرية تنسف دهون الكرش خلال أيام.. احرصوا عليها 17 أبريل، 2024 توضيح هام من البنك المركزي في صنعاء حول سحب العملة المعدنية من السوق 17 أبريل، 2024
ـ أصل الفرضية:
وفق المعلومات، فإن أصل هذه الافتراضية يعود إلى الحرب العالمية الثانية، حيث نشر البريطانيون معلومات مضللة لوسائل الإعلام عن تأثير تناول الجزر على قدرات البصر.
وقد تم ذلك لإخفاء السرّ خلف تقنية الرادار الجديدة التي ساعدت في إسقاط الطائرات الألمانية.
أما من الناحية الطبية، فيُثبت أن الجزر يحتوي على البيتاكاروتين وبالتالي فيتامين “أ”. لكن يجب التنويه إلى أن هناك العديد من المصادر الأخرى لهذا الفيتامين مثل الحليب والبيض، لذا لا يُعتبر الجزر النوع الوحيد من الطعام المفيد لصحة العين.
وبرغم فوائد الجزر على الريق، فإنه لا يمكنه حماية العيون من الإصابة بالعيوب البصرية أو علاجها، فالحل في هذه الحالات يكمن في النظارة أو الجراحة، وليس في شرب عصير الجزر بشكل دائم.
المصدر: مساحة نت
إقرأ أيضاً:
تجربتي مع القطار.. أكثر من مجرد وسيلة نقل
لم يعد القطار مجرد وسيلة لتسهيل التنقل بين المدن، وتخفيف الازدحامات، بل أصبح تجربة فريدة تنطوي على العديد من الأبعاد الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، التي تجعل منه أكثر من مجرد وسيلة نقل. في رحلتي الأخيرة على متن القطار، اكتشفت أن هذه الوسيلة الحديثة تحمل في طياتها قصصًا وتجارب يمكن أن تغير نظرتك للسفر والتنقل داخل المدن وخارجها.
أول ما يلفت انتباهك عند ركوب القطار، هو تصميمه الحديث والانسيابي، الذي يعكس تطور التكنولوجيا، وسعي الإنسان لتحقيق الكفاءة. القطارات اليوم ليست مجرد مركبات معدنية تتحرك بسرعة فائقة، بل هي مساحة متكاملة تجمع بين الراحة والعملية. بمجرد أن تبدأ رحلتك، تشعر أنك انتقلت إلى عالم مختلف، حيث يختلط ضجيج الحياة اليومية بصمت المقاعد المريحة ونظام القطارات الذي يسير بانتظام مثير للإعجاب.
من الناحية الثقافية، يمثل القطار بوتقة تجتمع فيها مختلف الأطياف. تنظر حولك فتجد طالبًا يراجع دروسه، ورجل أعمال يجهز عرضًا تقديميًا على حاسوبه المحمول، وعائلة تستمتع بلحظات السفر، وسائحًا يلتقط الصور بانبهار. هذه الأجواء المتنوعة تضفي طابعًا إنسانيًا على الرحلة، حيث تجد نفسك شاهدًا على قصص الآخرين، وربما جزءًا منها، ولو لبضع لحظات.
القطار أيضًا يغير مفهوم الوقت. تلك الساعات التي تقضيها على الطرق المزدحمة أصبحت تُختصر إلى دقائق أو ساعات معدودة؛ بفضل السرعة الفائقة التي تتميز بها القطارات الحديثة. تشق السكك الحديدية المدن والحقول والجبال، وتخترق الشوارع بزمن قياسي، ما يجعل المسافة بين نقطتين تبدو وكأنها أقرب مما تتصور. على سبيل المثال، المسافة التي كانت تستغرق سابقًا خمس ساعات بالسيارة، يمكن قطعها الآن في ساعة ونصف فقط بالقطار.
علاوة على السرعة والراحة، يُعتبر القطار خيارًا اقتصاديًا يساهم في تخفيف الأعباء المادية، سواء على الأفراد أو المجتمع ككل. بالنسبة للفرد، يقدم القطار أسعارًا تنافسية مقارنة بوسائل النقل الأخرى، خاصة عند الأخذ في الاعتبار توفير الوقود وتقليل التكاليف المرتبطة بصيانة السيارات. أما على المستوى المجتمعي، فتُعتبر السكك الحديدية خيارًا مستدامًا وصديقًا للبيئة، حيث تسهم في تقليل انبعاثات الكربون وتخفيف الضغط على البنية التحتية للطرق.
ومن زاوية أخرى، فإن السفر بالقطار يُشجع على نمط حياة أكثر استدامة. مع تصاعد الاهتمام العالمي بالبيئة، أصبح القطار أحد الخيارات الأكثر رواجًا بسبب تأثيره البيئي المنخفض مقارنة بالطائرات والسيارات. استخدام القطار لا يقتصر فقط على كونه وسيلة نقل عملية، بل يعكس أيضًا التزامًا بالمساهمة في الحفاظ على الكوكب.
أما الجانب النفسي، فإن الرحلة بالقطار تمنحك فرصة للتأمل والاسترخاء. أثناء رحلتي الأخيرة، جلست بجوار النافذة، وأخذت أراقب المناظر الطبيعية التي تتغير بسرعة أمام عينيّ. هذا التباين بين الحقول الخضراء والجبال الشاهقة، وبين المدن المزدحمة والمحطات الهادئة، كان تجربة بحد ذاتها.
القطار ليس مجرد وسيلة للوصول من نقطة إلى أخرى. إنه تجربة غنية تجمع بين الراحة، والثقافة، والاستدامة، والاقتصاد. ومع كل رحلة، تجد نفسك تضيف إلى حياتك تجربة جديدة، تشاهد العالم من منظور مختلف، وتدرك أن السفر ليس فقط في المكان، بل هو أيضًا في الزمان وفي النفس.