قال مسؤولون محليون إن هجوما صاروخيا روسيا أسفر -اليوم الأربعاء- عن مقتل ما لا يقل عن 13 شخصا وألحق أضرارا بمبان وبنية تحتية في مدينة تشيرنيهيف شمالي أوكرانيا. وقد طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد الهجوم الحصول على مزيد من الدعم الدفاعي الجوي من الشركاء الغربيين.

وقال زيلينسكي -عبر تطبيق تلغرام- "ما كان هذا ليحدث لو كانت أوكرانيا قد تلقت ما يكفي من معدات الدفاع الجوي، ولو كان العالم مصمما بما يكفي على مواجهة الإرهاب الروسي".

ومع استمرار روسيا في قصف المدن الأوكرانية التي تحتاج إلى تعزيز دفاعاتها الجوية، كثف كبار المسؤولين في البلاد من مناشداتهم للحصول على دعم دولي، قائلين إن هذا الدمار كان من الممكن تجنبه.

عجز في الذخائر

ولدى أوكرانيا عجز في الذخائر، إذ حجب الجمهوريون في الكونغرس الأميركي على مدى أشهر التمويل الضروري، كما لم يفلح الاتحاد الأوروبي في إيصال شحنات ذخائر في موعدها.

وذكر أولكسندر لوماكو، القائم بأعمال رئيس بلدية تشيرنيهيف، أن 3 انفجارات هزت منطقة مزدحمة من المدينة بعد التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي (06:00 بتوقيت غرينتش) وأصابت بناية متعددة الطوابق.

وصرح لوماكو -للتلفزيون الأوكراني- "للأسف، تواصل روسيا القيام بنشاط إرهابي ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية، وهو ما أكدته مرة أخرى هذه الضربة على تشيرنيهيف".

وقال فياتشيسلاف تشاوس، حاكم منطقة تشيرنيهيف، إن روسيا شنت الهجوم بـ3 صواريخ كروز من طراز إسكندر.

وقد كثفت روسيا هجماتها على المدن الأوكرانية الأسابيع القليلة الماضية مستهدفة قطاع الطاقة في البلاد وغيره من قطاعات البنية التحتية الأخرى.

وكرر أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس زيلينسكي، اليوم نداء كييف للحصول على مزيد من معدات الدفاع الجوي. كما شكر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا ألمانيا على تقديمها مزيدا من بطاريات باتريوت، وحث شركاء آخرين على حذو حذوها.

500 ألف قذيفة

وبالفعل، فقد أعلن رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا -أمس الثلاثاء- أن 20 دولة تعهدت في إطار مبادرة أطلقتها بلاده أن تشتري من خارج أوروبا نصف مليون قذيفة مدفعية لتقديمها هبة لأوكرانيا.

وأطلقت جمهورية التشيك حملة تبرعات دولية تهدف إلى شراء ذخيرة للجيش الأوكراني لدعمه في التصدي للجيش الروسي.

وكانت دول الاتحاد الأوروبي تعهدت بتزويد كييف بمليون قذيفة قبل نهاية مارس/آذار الماضي، لكنها لم تتمكن من الوفاء بوعدها هذا بسبب عدم قدرة المصانع الأوروبية على إنتاج هذه الكمية خلال هذه الفترة الزمنية.

لكن براغ أكدت أنها وجدت في أسواق خارج القارة العجوز ما مجموعه 800 ألف قذيفة متاحة للشراء.

وخلال زيارة إلى واشنطن الثلاثاء، قال فيالا "أنا سعيد، لأنه حتى الآن انضمت نحو 20 دولة إلى مبادرتنا، من كندا إلى بولندا، بما في ذلك ألمانيا وهولندا".

وأضاف أنه بفضل هذه الدول "بتنا قادرين على توريد 500 ألف قذيفة، ونعتقد أن عمليات تسليم أخرى ستتبع".

وسبق لفيالا أن أعلن أن أولى عمليات تسليم هذه الذخائر لكييف قد تتم في يونيو/حزيران المقبل.

تعبئة عسكرية

على صعيد آخر، صادق الرئيس زيلينسكي -أمس الثلاثاء- على قانون تشديد التعبئة العسكرية في البلاد المثير للجدل.

وذكر الموقع الإلكتروني للبرلمان الأوكراني أن "زيلينسكي وقع على قانون التعبئة الجديد لتحسين بعض القضايا المتعلقة بالتعبئة والتسجيل العسكري والخدمة العسكرية".

وكان البرلمان الأوكراني اعتمد مشروع القانون لتشديد التعبئة العسكرية، في 11 أبريل/نيسان الجاري، وسيدخل القانون حيز التنفيذ بعد شهر من نشره رسميا.

ويشدد القانون الجديد العقوبة على الفارين من الخدمة العسكرية ويُلزم الرجال تحديث تفاصيل تسجيلهم العسكري لدى السلطات.

قيود على مطارات

وفي سياق منفصل، قالت الوكالة الاتحادية للنقل الجوي الروسية -اليوم الأربعاء- إن المطارات في مدن كازان ونيجنيكامسك ونيجني نوفجورود الواقعة شرقي موسكو فرضت قيودا مؤقتة على الرحلات الجوية لأسباب أمنية.

وأضافت الوكالة أن الرحلات استؤنفت في نيجني نوفجورود بحلول الساعة العاشرة صباحا بتوقيت موسكو.

يشار إلى أن روسيا أطلقت منذ 24 فبراير/شباط 2022 ما قالت إنها "عملية عسكرية خاصة" بأوكرانيا، وتشترط لإنهائها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، في مقدمتها حلف شمال الأطلسي (ناتو)، مما دفع عواصم -على رأسها واشنطن- إلى فرض عقوبات اقتصادية شديدة على موسكو.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات

إقرأ أيضاً:

3 قتلى و10 مصابين في هجوم روسي جنوب شرقي أوكرانيا .. ولافروف: روسيا مستعدة لإبرام اتفاق مع أوكرانيا

عواصم "وكالات": قال مسؤولون أوكرانيون الجمعة، إن طائرة مسيرة روسية قصفت مبنى سكنيا بجنوب شرقي أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، وإصابة عشرة آخرين.

جاء ذلك بعد يوم من انتقاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره الروسي فلاديمير بوتين لشن الأخير هجوما مميتا بصواريخ ومسيرات على كييف بينما تسعى واشنطن لوقف الحرب الدائرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

ومن بين الضحايا المدنيين الذين قتلوا في الهجوم الذي وقع منتصف ليل الخميس-الجمعة بمسيرة في بافلوهراد في منطقة دنيبروبتروفسك طفل وامرأة - 76 عاما-، بحسب ما كتب رئيس الإدارة الإقليمية سرهي ليساك عبر تطبيق تليجرام .

وقال سلاح الجو الأوكراني إن القوات الروسية أطلقت 103 مسيرة طراز شاهد ومسيرات وهمية على خمس مناطق بعد منتصف الليل. وأعلنت السلطات في منطقتي سومي وخاركيف بشمال شرق البلاد أن أضرارا لحقت بالبنية التحتية المدنية دون وقوع إصابات.

كانت روسيا قد قصفت أمس الخميس كييف بوابل من الصواريخ ، مما أسفر عن مقتل 12 شخصا على الأقل وإصابة 87 آخرين في الهجوم الأكثر دموية على العاصمة الأوكرانية منذ يوليو.

وعلى إثر الهجوم تعرض بوتين لانتقاد نادر من ترامب الذي قال إن جهود إنهاء الحرب في طريقها للذروة .

وكتب ترامب في منشور على منصة تروث سوشال "أنا لست سعيدا بالضربات الروسية على كييف. إنها غير ضرورية، وتوقيتها سيئ للغاية. توقف يا فلاديمير. خمسة آلاف جندي يموتون في الأسبوع"، داعيا إلى إبرام اتفاق سلام.

التخلي عنأراضي

قد تضطر أوكرانيا إلى التخلّي عن أراض لصالح روسيا بغية التوصّل إلى "سلام موقت" مع موسكو، على ما قال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو، في مقابلة مع "بي بي سي" بثّت الجمعة.

وقال كليتشكو بالإنكليزية "أحد السيناريوهات... قد يقضي بالتخلّي عن أراضٍ. هذا ليس عادلا لكنه من أجل السلام، سلام موقت. وقد يشكّل ذلك حلّا موقتا".

وقد يضطر الرئيس فولوديمير زيلينسكي الذي سبق لرئيس بلدية كييف أن وجّه إليه الانتقاد في السابق للقبول بـ"حلّ مؤلم" للبلد بغية وقف القتال.

وفي المقابل، لن تقبل أوكرانيا "أبدا احتلالا" روسيا للبلد، بحسب ما أكّد كليتشكو غداة ضربات ليلية أودت بحياة 12 شخصا بحسب السلطات الأوكرانية.

وبعد أكثر من مئة يوم على عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تتعثّر المفاوضات التي أطلقتها الإدارة الأمريكية للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا، لا سيّما في ما يخصّ احتمال التنازل عن أراض بعد ثلاث سنوات من الحرب، فضلا عن وضع شبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا بقرار أحادي في 2014.

وكشف دونالد ترامب هذا الأسبوع أن التوصّل إلى حلّ مع روسيا بات "قريبا جدّا" وحمّل الرئيس الأوكراني مسؤولية تعطيل المفاوضات.

روسيا "مستعدة"

أعلن وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف أنّ بلاده "مستعدّة" لإبرام اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وفقا لمقتطفات من مقابلة أجراها مع قناة أميركية ونُشرت الخميس.

وقال لافروف في هذه المقابلة عبر قناة "سي بي إس" إنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "يتحدّث عن اتفاق، ونحن مستعدّون لإبرام اتفاق، لكنّ بعضا من العناصر المحدّدة لا يزال يحتاج إلى ضبط دقيق".

وأضاف "هناك مؤشرات عدة تدل على أننا نسير في الاتجاه الصحيح"، وذلك في وقتٍ تشهد المفاوضات الشاقة التي يجريها الرئيس الأمريكي توتّرا بشأن قضية القرم.

وردا على سؤال حول موجة الغارات الجديدة على أوكرانيا التي شُنّت ليل الأربعاء الخميس وخلّفت ما لا يقل عن 12 قتيلا وعشرات الجرحى في كييف، أجاب لافروف "نحن نستهدف فقط أهدافا عسكرية أو مواقع مدنية يستخدمها الجيش".

وقال "إذا كان الأمر متعلقا بهدف يستخدمه الجيش الأوكراني، فإن وزارة الدفاع والقادة على الأرض لديهم الحق في مهاجمته".

وهاجم الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره الروسي الخميس، متوجّها إليه بكلمتَي "فلاديمير، توقّف!"، بعد الضربات الجديدة على كييف.

"كل الخيارات مطروحة"

قال وزير البيئة البريطاني ستيف ريد إن "كل الخيارات مطروحة على الطاولة" فيما يتعلق الأمر بدعم أوكرانيا في حال التوصل لاتفاق سلام ،ولكن رفض قول ما إذا كان سيتم إرسال قوات.

ونقلت وكالة الأنباء البريطانية (بي أيه ميديا) عن ستيف القول إن هناك حاجة "لتحالف دول قوي.. لضمان إمكانية صمود أي اتفاق سلام".

ويأتي ذلك فيما قال رئيس الوزراء كير ستارمر إن المفاوضات لمحاولة إنهاء الحرب في "مرحلة متوترة" وجدد دعواته لروسيا "للجلوس إلى الطاولة والموافقة على وقف لإطلاق النار".

وذكرت صحيفة تايمز الجمعة، أنه من المرجح أن تتخلى المملكة المتحدة عن خطط إرسال قوات إلى أوكرانيا حيث أن المخاطر تعتبر مرتفعة للغاية.

وأضافت الصحيفة أنه سوف يتم إرسال مدربين عسكريين.

كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد طر ح بالفعل الفكرة في ديسمبر. وأعلن رئيس الوزراء البريطاني رغبته في المشاركة.

من جانبها ، ترفض نشر قوات حفظ سلام من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (بالناتو ) في أوكرانيا في إطار اتفاق سلام لإنهاء الحرب بين كييف وموسكو.

مقتل ضابط كبير

علنت أكبر جهة للتحقيقات الجنائية في روسيا الجمعة مقتل ضابط كبير في الجيش الروسي إثر انفجار سيارة مفخخة.

وذكرت لجنة التحقيق الروسية أن الليفتاننت جنرال ياروسلاف موسكاليك، نائب رئيس إدارة العمليات الرئيسية بهيئة الأركان العامة بالقوات المسلحة الروسية، لقي حتفه إثر انفجار عبوة ناسفة تم زرعها داخل سيارته خارج العاصمة موسكو. ولم تحدد اللجنة المشتبه بضلوعهم في تنفيذ الانفجار.

وقالت المتحدثة باسم اللجنة، سفيتلانا بيترينكو إن العبوة الناسفة كانت مفخخة بالشظايا. وأضافت أن المحققين في موقع الحادث.

ونشرت وسائل إعلام روسية مقاطع فيديو تظهر احتراق سيارة في ساحة مبنى سكني.

يأتي هذا الهجوم في أعقاب مقتل الليفتنانت جنرال إيجور كيريلوف، الذي لقي حتفه في 17 ديسمبر إثر انفجار قنبلة مخبأة في دراجة كهربائية متوقفة خارج مبنى شقته أثناء توجهه إلى مكتبه. وحملت السلطات الروسية أوكرانيا مسؤولية مقتل كيريلوف.

ويتكوف يصل موسكو

وصل المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف إلى موسكو لإجراء مزيد من المحادثات بشأن اتفاق السلام في أوكرانيا، حسبما ذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء الجمعة.

وكانت كل من الولايات المتحدة وروسيا قد أعلنتا في وقت سابق عن إجراء مزيد من المحادثات دون تحديد موعد محدد.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قد ذكر في وقت سابق أن أجزاء من اتفاق محتمل مع الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا لا يزال بحاجة إلى "ضبط بشكل دقيق"، على الرغم من أنه يعتقد أن العملية تتحرك في الاتجاه الصحيح.

وقال لافروف لشبكة "سي بي إس" الأمريكية مساء الخميس: "لا تزال هناك بعض النقاط المحددة - العناصر - في هذا الاتفاق التي تحتاج إلى ضبط دقيق ونحن منشغلون بهذه العملية تحديدا".

وأضاف لافروف "هناك العديد من المؤشرات على أننا نتحرك في الاتجاه الصحيح"، مضيفا أن روسيا "مستعدة للتوصل إلى اتفاق".

والتقى ويتكوف بالرئيس الروسي فلاديمير بوتن ثلاث مرات من قبل وتحدث دائما بشكل إيجابي عن زعيم الكرملين بعد اللقاء.

اعتقال مواطن روماني

أفاد مركز العلاقات العامة لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي، الجمعة، بأنه تم اعتقال مواطن روماني قام بجمع بيانات عسكرية بناء على تعليمات من نظام كييف.

وذكر جهاز الأمن الفيدرالي الروسي أن مواطنا رومانيا كان يقوم بمهمة من قبل الاستخبارات الأوكرانية لجمع البيانات حول مواقع أنظمة الدفاع الجوي، وتم اعتقاله في مدينة سوتشي، وفقا لوكالة أنباء سبوتنيك الروسية.

وجاء في البيان أن "جهاز الأمن الفيدرالي التابع لروسيا الاتحادية في مدينة سوتشي بإقليم كراسنودار اعتقل مواطنا رومانيا، من مواليد عام 2002، متورط في أنشطة استخباراتية لصالح أجهزة الاستخبارات الأوكرانية".

وأثبت التحقيق أنه في صيف عام 2024، قام المتهم، بناء على تعليمات من أجهزة الاستخبارات الأوكرانية، بجمع ونقل معلومات حول مواقع أنظمة الدفاع الجوي الموجودة في سوتشي، وفقا للبيان.

مقالات مشابهة

  • روسيا تعلن استعادة كورسك بالكامل من الجيش الأوكراني
  • أخبار العالم | أوكرانيا تطرح عرضا بشأن إنهاء الحرب مع روسيا .. زيلينسكي يطالب بضمانات أمنية مشابهة لـ إسرائيل.. ترامب يشترط تنازلات من الصين حتى يلغى الرسوم الجمركية
  • زيلينسكي يطالب بضمانات أمنية أمريكية مشابهة لإسرائيل
  • 3 قتلى و10 مصابين في هجوم روسي جنوب شرقي أوكرانيا .. ولافروف: روسيا مستعدة لإبرام اتفاق مع أوكرانيا
  • ترامب: القرم ستبقى مع روسيا في مقترح السلام.. وزيلينسكي يتفهم ذلك
  • الجيش السوداني: مقتل 60 عنصرا من "الدعم السريع" بهجوم على الفاشر  
  • زيلينسكي يختصر زيارته لجنوب أفريقيا بعد هجوم روسي على كييف
  • روسيا: زيلينسكي مستعد لنسف عملية السلام بأي ثمن
  • 9 قتلى و63 جريحا بهجوم روسي كبير على كييف
  • قتيلان و54 جريحا بقصف روسي على كييف وترامب يهاجم زيلينسكي