عربي21:
2025-04-11@02:42:41 GMT

هل يمكن أن يستعيد العدالة والتنمية ثقة الناخبين؟

تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT

تراجع حزب العدالة والتنمية إلى المركز الثاني في نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة لأول مرة منذ تأسيسه عام 2001، وبعد أن حل في المركز الأول في الانتخابات البرلمانية التي أجريت قبل أقل من سنة. وأثار هذا التراجع ضجة كبيرة في الأوساط السياسية والإعلامية، ونقاشا ساخنا حول أسبابه، في ظل تكهنات حول مستقبل الحزب الذي يحكم البلاد منذ أكثر من عقدين.



أردوغان في أول تعليق له على نتائج الانتخابات، أكد أنهم سيدرسون الرسالة التي بعثها الشعب عبر صناديق الاقتراع، وسيقدمون الخطوات اللازمة، معترفا بأنهم لم يحصلوا في الاختبار الديمقراطي الــ18 الذي خاضوه خلال 22 سنة، على النتائج التي كانوا يرجون الحصول عليها، كما ذكر أنهم سيقومون بمراجعة شاملة لتصحيح الأخطاء التي أدت إلى تراجع شعبية حزب العدالة والتنمية.

حزب العدالة والتنمية أمامه حوالي أربع سنوات لاستعادة ثقة الناخبين والاستعداد للانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة، ومهما كان أردوغان صادقا في رغبته في القيام بمراجعة شاملة، وعازما على تصحيح أخطاء حزبه، فإنها مهمة صعبة للغاية غير مضمونة النتائج لأسباب عديدة..

حزب العدالة والتنمية أمامه حوالي أربع سنوات لاستعادة ثقة الناخبين والاستعداد للانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة، ومهما كان أردوغان صادقا في رغبته في القيام بمراجعة شاملة، وعازما على تصحيح أخطاء حزبه، فإنها مهمة صعبة للغاية غير مضمونة النتائج
الوضع الاقتصادي كان أهم عامل في تراجع شعبية حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية. وكانت الحكومة حاولت تحسين رواتب العمال والموظفين العامين، إلا أن ارتفاع رواتب هؤلاء أدى أيضا إلى ارتفاع الأسعار ونسبة التضخم. وهناك شرائح مختلفة تأثرت من هذا الارتفاع بشكل سلبي، مثل المتقاعدين، والعاملين بالأجور المتدنية في القطاع الخاص، لأن هؤلاء لم ترتفع رواتبهم كرواتب العاملين في القطاع الحكومي، كما فشلت الحكومة في مكافحة المتاجر والمحلات التي ترفع الأسعار بشكل مبالغ فيه تحت ذريعة تطبيق اقتصاد السوق الحر في البلاد.

الحكومة تتعهد بتحسين الوضع الاقتصادي ومكافحة التضخم، إلا أن كسر دوامة ارتفاع الأسعار بسبب ارتفاع الرواتب ليس بأمر هيّن، كما أن عوامل خارجية كالأوضاع الدولية والإقليمية وارتفاع أسعار الطاقة قد تعرقل الجهود التي تبذلها الحكومة وتربك حساباتها الاقتصادية.

الأخطاء في اختيار المرشحين كانت من أهم العوامل التي تسببت في خسارة حزب العدالة والتنمية في بعض المدن، ومن المؤكد أن أهم أسباب تلك الأخطاء هو تدخل الوزراء والنواب والمتنفذين في الحزب لصالح المرشحين المحتملين المقربين منهم. وقد تؤدي معالجة هذه الظاهرة ومعاقبة المسؤولين عن الأخطاء في اختيار المرشحين إلى انشقاقات عن الحزب، ليذهب هؤلاء المنشقين بنسبة من الأصوات المؤيدة لحزب العدالة والتنمية إلى الأحزاب الأخرى التي ينضمون إليها.

حزب العدالة والتنمية يحكم تركيا منذ أكثر من عقدين، ولذلك أصيب بالداء الذي يصيب جميع الأحزاب التي تبقى في سدة الحكم لسنوات طويلة دون انقطاع، وهو ظهور طبقة من المتنفذين من أصحاب المصالح، والابتعاد عن نبض الشارع وهمومه. وأصبح معظم قادة حزب العدالة والتنمية وكوادره أصحاب مال وجاه ونفوذ خلال هذه الفترة، بعد أن كان معظمهم من طبقة المواطنين العاديين. ومن المؤكد أن حزب العدالة والتنمية يحتاج إلى تجديد الدماء لتعود إليه الروح التي كان يحملها أيام تأسيسه، إلا أنه ليس من السهل اختيار رجل مؤهل ووضعه في مكان مناسب دون أن يؤدي ذلك إلى انشقاقات وكسر قلوب آخرين يفقدون مناصبهم أو يحلمون بتلك المناصب.

هزيمة حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية فتحت الأبواب على مصراعيها لانتقاده، لتنهال عليه نصائح متنوعة لتصحيح الأخطاء واستعادة ثقة الناخبين، إلا أن بعض تلك الانتقادات والنصائح تهدف في حقيقتها إلى تصفية حسابات شخصية. وبالتالي، على قيادة الحزب أن تفرق خلال دراسة الانتقادات والنصائح بين المخلصة والمشخصنة، كي تتمكن من بناء عملية التجديد والتصحيح
هوية حزب العدالة والتنمية هي الأخرى محل نقاش في هذه الأيام، ويرى بعض المحللين أن الحزب فقد هويته، وأصبح يشبه الأحزاب العلمانية البعيدة عن قيم الشعب المسلم المتدين، كما يذهب آخرون إلى أن الحزب اعتقد أن أصوات الناخبين المتدينين مضمونة، وبالتالي أهمل تلك الشريحة، ليصب كافة جهوده في محاولة كسب ود الناخبين المؤيدين للمعسكر المعارض، إلا أنه في نهاية المطاف لم يكسب ثقة هؤلاء كما فقد ثقة المؤيدين له.

هناك إسلاميون يطالبون بــ"أسلمة" حزب العدالة والتنمية وسياساته، وتحويله من حزب ديمقراطي محافظ إلى ما يشبه الأحزاب التي أسسها تيار "مللي غوروش" برئاسة الراحل نجم الدين أربكان. وإن استجاب الحزب لتلك المطالب فقد يفقد ثقة نسبة من الناخبين المؤيدين للخط الديمقراطي الذي رسمه عدنان مندريس وتورغوت أوزال في السياسة التركية، ويتفكك تحالفه مع حزب الحركة القومية.

هزيمة حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية فتحت الأبواب على مصراعيها لانتقاده، لتنهال عليه نصائح متنوعة لتصحيح الأخطاء واستعادة ثقة الناخبين، إلا أن بعض تلك الانتقادات والنصائح تهدف في حقيقتها إلى تصفية حسابات شخصية. وبالتالي، على قيادة الحزب أن تفرق خلال دراسة الانتقادات والنصائح بين المخلصة والمشخصنة، كي تتمكن من بناء عملية التجديد والتصحيح على أسس سليمة.

twitter.com/ismail_yasa

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العدالة والتنمية الانتخابات أردوغان الأحزاب تركيا تركيا أردوغان العدالة والتنمية انتخابات أحزاب مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة صحافة سياسة سياسة سياسة مقالات صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب العدالة والتنمیة فی الانتخابات المحلیة فی الانتخابات إلا أن

إقرأ أيضاً:

إلى جميع الناخبين.. إليكم هذا الخبر من الداخلية

ذكرت وزارة الداخلية والبلديات الناخبين بالمستندات المطلوبة وشروط ممارسة الحق الإنتخابي، وهي:

"- بطاقة الهوية اللبنانية أو جواز سفر لبناني صالح.

- ورود اسم الناخب في القوائم الانتخابية العائدة إلى القلم الإنتخابي".

كما حثّت الوزارة "المواطنين الراغبين في الحصول على بطاقات هوية، تقديم طلباتهم في أقرب وقت ممكن، وستعمل الوزارة على إنجازها بأقصى سرعة قبل المواعيد المحددة للإنتخابات". (الوكالة الوطنية) مواضيع ذات صلة ماذا طرأ على "ChatGPT" مؤخراً؟ إليكم هذا الخبر Lebanon 24 ماذا طرأ على "ChatGPT" مؤخراً؟ إليكم هذا الخبر 10/04/2025 19:16:42 10/04/2025 19:16:42 Lebanon 24 Lebanon 24 إلى المستفيدين من "أمان".. إليكم هذا الخبر Lebanon 24 إلى المستفيدين من "أمان".. إليكم هذا الخبر 10/04/2025 19:16:42 10/04/2025 19:16:42 Lebanon 24 Lebanon 24 للمودعين.. إليكم هذا الخبر من "وزير الاقتصاد" Lebanon 24 للمودعين.. إليكم هذا الخبر من "وزير الاقتصاد" 10/04/2025 19:16:42 10/04/2025 19:16:42 Lebanon 24 Lebanon 24 إلى سالكي طريق ضهر البيدر.. إليكم هذا الخبر Lebanon 24 إلى سالكي طريق ضهر البيدر.. إليكم هذا الخبر 10/04/2025 19:16:42 10/04/2025 19:16:42 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً أصوات رشاشات تُسمع في محيط تلة حمامص... هذا مصدرها Lebanon 24 أصوات رشاشات تُسمع في محيط تلة حمامص... هذا مصدرها 11:32 | 2025-04-10 10/04/2025 11:32:06 Lebanon 24 Lebanon 24 الصدي التقى وزيرة ألمانية وسفيري البرازيل والنمسا Lebanon 24 الصدي التقى وزيرة ألمانية وسفيري البرازيل والنمسا 11:03 | 2025-04-10 10/04/2025 11:03:00 Lebanon 24 Lebanon 24 وزير الدفاع استقبل وفدا من "الاعتدال الوطني" Lebanon 24 وزير الدفاع استقبل وفدا من "الاعتدال الوطني" 11:01 | 2025-04-10 10/04/2025 11:01:41 Lebanon 24 Lebanon 24 تجارب سابقة... نزع السلاح لن يكون نهاية "حزب الله" Lebanon 24 تجارب سابقة... نزع السلاح لن يكون نهاية "حزب الله" 11:00 | 2025-04-10 10/04/2025 11:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 قائد الجيش استقبل وفدا من "الاعتدال الوطني" Lebanon 24 قائد الجيش استقبل وفدا من "الاعتدال الوطني" 10:53 | 2025-04-10 10/04/2025 10:53:56 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة لمن لديه دولار في لبنان.. عملة أخرى مناسبة لـ"الإدخار" Lebanon 24 لمن لديه دولار في لبنان.. عملة أخرى مناسبة لـ"الإدخار" 15:36 | 2025-04-09 09/04/2025 03:36:17 Lebanon 24 Lebanon 24 تيم حسن كان الأعلى أجراً بين النجوم العرب في رمضان 2025.. هذا هو المبلغ الذي تقاضاه Lebanon 24 تيم حسن كان الأعلى أجراً بين النجوم العرب في رمضان 2025.. هذا هو المبلغ الذي تقاضاه 01:35 | 2025-04-10 10/04/2025 01:35:22 Lebanon 24 Lebanon 24 هذا ما يحصل داخل متاجر الذهب اللبنانية Lebanon 24 هذا ما يحصل داخل متاجر الذهب اللبنانية 14:30 | 2025-04-09 09/04/2025 02:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 كانت وصيفة لملكة جمال لبنان.. بطلة مسلسل "آسر" اللبنانية بإطلالة جريئة في دبي (فيديو) Lebanon 24 كانت وصيفة لملكة جمال لبنان.. بطلة مسلسل "آسر" اللبنانية بإطلالة جريئة في دبي (فيديو) 02:52 | 2025-04-10 10/04/2025 02:52:20 Lebanon 24 Lebanon 24 من أمام حوض السباحة.. ابنة نوال الزغبي بإطلالات جريئة في منزلها الفخم (صور) Lebanon 24 من أمام حوض السباحة.. ابنة نوال الزغبي بإطلالات جريئة في منزلها الفخم (صور) 04:40 | 2025-04-10 10/04/2025 04:40:03 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 11:32 | 2025-04-10 أصوات رشاشات تُسمع في محيط تلة حمامص... هذا مصدرها 11:03 | 2025-04-10 الصدي التقى وزيرة ألمانية وسفيري البرازيل والنمسا 11:01 | 2025-04-10 وزير الدفاع استقبل وفدا من "الاعتدال الوطني" 11:00 | 2025-04-10 تجارب سابقة... نزع السلاح لن يكون نهاية "حزب الله" 10:53 | 2025-04-10 قائد الجيش استقبل وفدا من "الاعتدال الوطني" 10:27 | 2025-04-10 بيان للحجار عن تصاريح الترشيح للانتخابات البلدية في محافظتي عكار ولبنان الشمالي فيديو توقعات جديدة لليلى عبد اللطيف.. هذا ما قالته عن سلاح "الحزب" ومصير الشرع ومُفاجأة عن الدولار (فيديو) Lebanon 24 توقعات جديدة لليلى عبد اللطيف.. هذا ما قالته عن سلاح "الحزب" ومصير الشرع ومُفاجأة عن الدولار (فيديو) 00:04 | 2025-04-10 10/04/2025 19:16:42 Lebanon 24 Lebanon 24 حذفت صورها وارتدت الحجاب.. ابنة فنانة عربية تطلق قناة دينية (فيديو) Lebanon 24 حذفت صورها وارتدت الحجاب.. ابنة فنانة عربية تطلق قناة دينية (فيديو) 23:00 | 2025-04-09 10/04/2025 19:16:42 Lebanon 24 Lebanon 24 اللجنة الدولية للصليب الأحمر تُطلق صيحة استغاثة بشأن الاعتداءات على المستشفيات في مناطق النزاع Lebanon 24 اللجنة الدولية للصليب الأحمر تُطلق صيحة استغاثة بشأن الاعتداءات على المستشفيات في مناطق النزاع 04:11 | 2025-04-09 10/04/2025 19:16:42 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي فنون ومشاهير متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • إلى جميع الناخبين.. إليكم هذا الخبر من الداخلية
  • وزيرا العدل والتنمية الإدارية يبحثان سبل حل الصعوبات الإدارية التي تعيق ‏العمل القضائي في سوريا ‏
  • العدالة والتنمية يدعو لاجتماع طارئ بحضور وزير التشغيل بعد الاختراق الالكتروني لموقع الوزارة
  • النعيمي: العدالة والتنمية الاجتماعية ركنا الازدهار
  • «الشُعبة البرلمانية»: العدالة والتنمية الاجتماعية ركنا ازدهار الأمم
  • تحالف بين "العدالة والتنمية" و"الأحرار" لحسم رئاسة جماعة بإقليم بني ملال
  • بنكيران يدعو إلى المشاركة الأحد المقبل في مسيرة شعبية جديدة تضامنا مع الفلسطيينيين
  • تركيا.. الحزب الحاكم يواصل التراجع في استطلاعات الرأي
  • «الشعبة البرلمانية»: العدالة والتنمية الاجتماعية ركنا ازدهار الأمم والمجتمعات
  • بيرني ساندرز: هكذا يمكن للديمقراطيين الخروج من غياهب النسيان