موقع النيلين:
2024-07-06@05:12:36 GMT

حسان الناصر: زمن الهلس !

تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT


في العمل السياسي بالجامعات، خلال فترة ما بعد 2013 وهي الفترة التي انخرطتُ فيها داخل أروقة العمل السياسي بالجامعة، كانت هناك جدلية مستمرة ما بين الكوادر حول مسألة محتوى الخطاب، حيث يصر الكوادر التنظيمية إلى ضرورة بناء الخطاب بشكل سطحي من أجل اجتذاب الطلاب ومحاولة الترويج للفاعلية السياسية للتنظيم.

كان رفضي واضح لهذا المبدأ وهو أن محاولة صناعة التحشيد عبر زيف سينتج بنية سياسية اولا هشة وتجتذب كوادر فقيرة ثانيا سذاجة الطرح الذي بدل أن يتحول إلى مسألة بناء الطلاب و ثقافتهم السياسية وكانت حجتي تنطلق من أن الفعل السياسي يجب أن يأخذ ملمح من ملامح الجامعة نفسها بأن يصنع وعي سياسي بالمشكلات وسياقاتها الاجتماعية بكل تأكيد لم يكن الغرض هي مسألة نشر الوعي لأن هذا نوع من (العلف ) و القصة أوسع من ذلك.


سنجد أن مسألة هذا الزيف أصبح تشكل بصورة بنيوية في تركيبة الكادر السياسي، خصوصا مع صعود كوادر سياسية من منابر أركان النقاش الطلابية إلى أروقة الدولة و مصير الأمة مما يعني أن هذا الزيف قد تعزز بشكل كبير جداً وهو ما اتضح خلال المسألة السياسية طوال الفترة الإنتقالية فعندما جاء وقت الامتحان تخلصوا من بدلهم السياسية و ظهورا على حقيقة أمرهم حيث قفزوا من على أسطح الطاولات و أخذوا يعيدون هتافهم السمج الذي أصبح تكوين وعيهم السياسي، كلحظات الحشود الطلابية أمام مكاتب عمادة شؤون الطلاب.

وكما يقول أحد المفكرين العرب الذين إلتقيت بهم في إحدى العواصم العربية، أن قوى الحرية والتغيير أدارت الفترة الإنتقالية كما تدار اتحادات الطلاب وصدق حين قال : ” الجماعة عندكم يا زلمة متل الفصائل الطلابية عم يتعاملوا متل طلاب السنة الأولى بالجامعة مع مدير القسم ، من وين الله بعتهم يخرب بيتهم، رح يرحوا في أول شبر مي”

صدق القائل! ولكن يبدو أن نوعاً جديداً من الكوادر التي جاءت في ظلال الحرية و التغيير قد دخلو حيز الغباء السياسي وأعننا الله على هذا الغم، فهؤلاء لم يكونو على عهد بالمؤسسات أو تاريخها أو حتى الأدبيات التنظيمية فهم نواتج التسلق و التملق الذي أنتج في بيئة فاسدة فثقافة (تم الشغل) و (السحلتة) كانت هي ديدن الفترة الانتقالية، ولكنها نشأت في بيئة فساد مالي، على عكس التي كانت تحدث سابقاً، حيث كانت الوجاهة السياسية أو الاعجاب المعرفي.

الفرق بيننا وبينهم رغم فقر مراحلنا السياسية هي أننا قد تعرفنا على بعض التاريخ السياسي و قابلنا شخصيات قد عاصرت أفذاذ الفكر السياسي السوداني، ونوعاً ما كانت هناك بقايا من أوراق أشجار جافة قد عرفتنا على إرث التجمع و الفترة الإنتقالية و تجارب ما بعد سبتمبر 2013، والفترة التي أعقبتها حتى ظهورنا في الساحة السياسية.

لكن الجيل السياسي الذي يعيش الآن كما الخنزير البري في حقول اليقطين، قد قام على هذا السلوك السياسي (عهد الحشوات) – كما يسميه محمد أحمد عبد السلام – ولكن في مناخ فساد مالي واضح لا يمكن أن ينكره إلا أعمى حيث العلاقات السياسية/ الإجتماعية بدلاً من جلسات المقاهي أو الشرب في الداخليات، ويبدوا أن وهم الاستحقاق السياسي أو صناعة الوهم يصاحبه أيضا توهم بأخذ(السيلفي) مع الخواجات.

وكتابة الاقتباسات المقتضبة مثل رؤساء الدول وزعماء سياسيين، مع أن هذا التوهم الجزافي لا يملك صاحبه حق التنشيط اليومي للإنترنت أو حتى حق وجبة خارج الفندق الذي يسكن فيه، بل يدفعه هذا التوهم إلى التعليق على المنشورات في فيس بوك او المداخلات في المحافل العامة بوقاحة تشعرك بأن هذا المُداخل يمكن أن يحرك الأسطول الخامس أو صواريخ التوماهوك، لضرب جزيرة ما في المحيط الهادئ.

عموما اقول لنواتج هذه المرحلة أنكم مثل قشور الموز في حديقة قردة، لا يمكن أن تصنعوا فعلاً و تتوهموا بهذه الصور العابرة، خصوصاً في عصر سيأتي فيه البقاء لجذر الصالح من الكوادر و المؤسسات.

وقولي هذا أو الإشارة لهم ما هو إلا محاولة من أجل عزل هذا الضجيج فلقد رأيت أن جلبة هؤلاء قد زادت وأن جيبوهم ثقلت بوافر المال السياسي الفاسد حتى تأتيهم شجاعة للحديث بكل هذه البجاحة السياسية، ونصيحة لمن يريد استعجال زمانه والقفز على المراحل وتحصيل الثمار قبل النضج : ما تتغابى وتنفعل ( أقعد و اتعلم زي الناس!)

حسان الناصر

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: أن هذا

إقرأ أيضاً:

أولويات عمل «التعليم العالي» الفترة المقبلة.. بينها تطوير منظومة الطلاب الوافدين

وجه الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، والدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، لتجديد الثقة به في الحكومة الجديدة.

وأعلن وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أولويات الوزارة خلال الفترة القادمة، ويأتي في مقدمتها تطوير منظومة التعليم التكنولوجي في مصر، من خلال العمل على توقيع بروتوكولات التعاون بين الجامعات والمؤسسات الصناعية والتعليمية المُختلفة، وزيادة التعاون مع الجامعات التكنولوجية بمختلف دول العالم، لافتًا إلى أن الوزارة بصدد إنشاء 17 جامعة تكنولوجية جديدة لتغطي جميع أنحاء الجمهورية.

التوسع في الشراكات مع الجامعات الدولية

كما أشار إلى انفتاح الوزارة على التعاون مع مختلف المؤسسات الدولية المرموقة في إطار الشراكات الدولية لمؤسسات التعليم العالي، وذلك في إطار سعيها لتحقيق الريادة في مجال التعليم العالي، مشيرًا إلى مجالات التعاون الدولي التي تركز عليها الوزارة، ومنها تعزيز التعليم العابر للحدود؛ بهدف تقديم تجربة تعليمية مُتميزة للطلاب من خلال برامج التعليم العابر للحدود، بما يسهم في تحويل مصر إلى مركز إقليمي للتعليم العابر للحدود، ودعم جهود الاستثمار في التعليم العالي وتهيئة بيئة مُناسبة للاستثمار، وتوفير البنية التحتية اللازمة، ووضع السياسات والإجراءات التي تدعم الاستثمار، وتوفير الحوافز المُناسبة للمُستثمرين، ودعم جهود تنوع مؤسسات التعليم الجامعي.

وأكد الوزير استمرار تكثيف العمل تحت مِظلة المبادرة الرئاسية «تحالف وتنمية» التي تحظى بدعم كبير من القيادة السياسية؛ لتحقيق طفرة تنموية في الأقاليم الجغرافية المختلفة بمصر خلال الفترة القادمة، وكذلك تعزيز التعاون العلمي والبحثي بين الجامعات المصرية ومجتمع الصناعة والأعمال، والمؤسسات الإنتاجية، وتفعيل دور هذه التحالفات في تحقيق التنمية الشاملة، والخروج بخطط تنمية نابعة من الإقليم، ودعم جهود توطين الصناعة وتعزيز الابتكار بإنشاء شركات بحثية تُساهم في تحقيق التنمية المنشودة، بما يعود بالنفع على المجتمع والاقتصاد الوطني.

تطوير منظومة الطلاب الوافدين

كما أكد «عاشور»، تكثيف جهود الاستفادة من بنك المعرفة «EKB»، وهي مبادرة رئاسية أسهمت في تعزيز البحث العلمي في مصر، وذلك ضمن أولويات الوزارة خلال الفترة القادمة، مُنوهًا إلى أن بنك المعرفة المصري سيساهم في الارتقاء بتصنيف الجامعات والمؤسسات والمراكز البحثية المصرية إقليميًا ودوليًا، كونه من أكبر بنوك المعرفة على مستوى العالم، نظرًا لما يحتويه من مصادر ثقافية ومعرفية وبحثية؛ لدعم التعليم والبحث العلمي، ونشر العلوم من خلال شركات ودور النشر الدولية والإقليمية والمحلية.

تحسين ترتيب الجامعات والمؤسسات البحثية المصرية

وأكد متابعة العمل على تحسين ترتيب الجامعات والمؤسسات البحثية المصرية داخل التصنيفات العالمية، تماشيًا مع الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي للوزارة، ومبدأ المرجعية الدولية لتعزيز التنافسية لمؤسساتنا التعليمية في العالم، والتركيز بشكل خاص على التصنيفات البارزة ذات السمعة المرموقة التي تعتمد على معايير دولية قيمة في تقييم الجامعات، موضحا أن العمل يكون سواء بزيادة أعداد الجامعات المصرية داخلها، أو بتحسين ترتيبها بين نظيراتها من الجامعات الدولية، وكذا مراعاة اعتبارات الجودة العالمية في التعليم والبحث ومتطلباتها في الجامعات الجديدة التي يتم افتتاحها.

وأشار إلى الاستمرار في تطوير عمل لجان القطاع بالمجلس الأعلى للجامعات للتجاوب مع التخصصات العلمية الجديدة والبينية، وكذلك الاستمرار في تطوير المنظومة الرقمية في عمل المجلس.

تحويل مخرجات البحث العلمي لمنتجات صناعية

وأوضح «عاشور» أن الوزارة ستستمر في جذب أعداد كبيرة من الطلاب الوافدين للدراسة في الجامعات المصرية خلال الفترة القادمة، وذلك من خلال التعاون مع المكاتب والمراكز الثقافية المصرية بالخارج، ووضع المؤسسات التعليمية والبحثية المصرية في مصاف نظيراتها الدولية، وجعل مصر مركزًا إقليميًا ودوليًا؛ لجذب الطلاب الوافدين من كافة أنحاء العالم، بما ينعكس على العملية التعليمية والقدرة التنافسية الدولية للتعليم المصري في جميع أنحاء العالم، مؤكدًا أن الوزارة ستواصل جهودها في تسهيل إجراءات التقديم لهؤلاء الطلاب عبر منصة «ادرس في مصر»، مع دعم جهود الدولة في أن تكون وجهة تعليمية رائدة بالقارة الإفريقية ومنطقة الشرق الأوسط.

تطوير منظومة ابتعاث أعضاء هيئة التدريس

وحول استراتيجية الابتعاث التي تنتهجها الوزارة، أكد تطوير منظومة الابتعاث لإتاحة عدد كبير من الفرص لشباب أعضاء هيئة التدريس والباحثين من خلال بعثات علمية قصيرة المدة الزمنية للجامعات المرموقة دوليا، على مستوى كل التخصصات العلمية، لا سيما التخصصات التي تخدم قطاعات التنمية في الدولة، وتسهم هذه السياسة الجديدة للبعثات في تنمية معارف ومهارات أعداد كبيرة من هيئة التدريس والهيئة المعاونة.

تنفيذ الخطة الشاملة للتحول الرقمي في الجامعات

كما ستواصل الوزارة العمل في ملف التحول الرقمي في التعليم العالي، واستكمال تنفيذ الخطة الشاملة للتحول الرقمي في الجامعات المصرية، والتي تتكامل مع المبادئ الـ7 للاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، من خلال 3 محاور رئيسية، المحور الأول بناء وتطوير أساس رقمي مركزي، والمحور الثاني مهارات خريج المستقبل 2050، والمحور الثالث مؤسسات تعليم عالي ذكية وفعالة، واستكمال جهود الوزارة في تنفيذ مُبادرة «تعليم عالي آمن رقميًا»؛ لتدريب وتأهيل العاملين بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والمؤسسات التابعة لها وتوفير بيئة تعليمية إلكترونية تفاعلية وتدريب أعضاء هيئة التدريس على استخدام التكنولوجيا في التعليم.

يأتي ذلك بالإضافة إلى توفير حوسبة سحابية مجانية لأعضاء هيئة التدريس والباحثين في الجامعات المصرية، فضلًا عن زيادة عدد المنصات الرقمية التفاعلية لتحسين جودة التعليم والبحث العلمي وتعزيز قدرات الباحثين والطلاب، وتسهيل الوصول إلى المعلومات والخدمات التعليمية المختلفة.

إنشاء وتطوير المستشفيات الجامعية

وفيما يتعلق بالتوسع في إنشاء وتطوير المستشفيات الجامعية، أشار الوزير إلى استمرار التوسع في إنشاء المستشفيات الجامعية وتزويدها بالنظم الرقمية في الإدارة، مع العمل على رفع كفاءة وخبرات العنصر البشري، فضلًا عن زيادة عدد الأسرة بالمستشفيات وتزويدها بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية، وزيادة عدد التخصصات الطبية بمختلف المستشفيات، وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، لافتًا إلى استمرار جهود المستشفيات الجامعية في دعم ملف القضاء على قوائم الانتظار، وكذا المشاركة في تنفيذ المبادرات الصحية.

يأتي ذلك مع استمرار اهتمام الجامعات بالمشاركة المُجتمعية بالتعاون مع مبادرة حياة كريمة، من خلال القوافل الطبية والبيطرية والزراعية والندوات التثقيفية والفعاليات والأنشطة المختلفة، والعمل على بناء القدرات وبذل مزيد من الجهود في المجالات الصحية والبيئية والبيطرية والاجتماعية كافة، وكذلك زيادة جهود الجامعات في محو الأمية بالتعاون مع الهيئة العامة لتعليم الكبار؛ تفعيلًا لدور الجامعات في خدمة المجتمع وتنمية البيئة.

العمل على بناء شخصية الطلاب

وأكد الوزير أولوية العمل في ملف الأنشطة الطلابية التي تمثل ركيزة أساسية من ركائز بناء الشخصية المتكاملة للطلاب، وتوسيع قواعدها لتشمل كافة أبنائنا في مؤسسات التعليم الجامعي، من خلال تنفيذ العديد من الأنشطة والفعاليات للشباب، للمساهمة في تنمية وعيهم والارتقاء بمواهبهم وقدراتهم، مشددًا على تضمين جهود الأنشطة الطلابية العديد من الفعاليات الخاصة بذوي الهمم، وزيادة الأنشطة الطلابية المخصصة لتنمية وصقل مهارات وقدراتهم، وتنظيم الفعاليات والأنشطة التي تساهم في دمجهم مع زملائهم، وتمكينهم ودمجهم في المجتمع.

مقالات مشابهة

  • أيُّ أفق للانتخابات الرئاسية التونسية في ظل التأسيس الجديد؟
  • أيُّ أفق للانتخابات الرئاسية في ظل التأسيس الجديد؟
  • رئيس «الإصلاح والنهضة»: مناقشة الملف السياسي في الحوار الوطني أمر مهم جدا
  • ما هو المشروع السياسي لقيادة الجيش؟
  • ختام الدورة الثانية من برنامج التأهيل السياسي لكوادر حزب حماة الوطن
  • “الحويج” يشدد على عقد الصالون السياسي في مدن الجنوب الليبي
  • وزير الشؤون النيابية يشكر الرئيس ويؤكد: سنفتح قنوات مع جميع الكيانات السياسية
  • أولويات عمل «التعليم العالي» الفترة المقبلة.. بينها تطوير منظومة الطلاب الوافدين
  • التغيير في العراق: واختلاف طريقة التفكير!
  • أحزاب سياسية راسخة.. ام تجمعات انتخابية؟