حتمية #انتصار #المؤمنين في #فلسطين رغم صراعات المشاريع الاستعمارية

كتب م. #علي_أبو_صعيليك

ستبقى الصواريخ الإيرانية والحالة التي تدور منذ عقود من الزمن بين المشروع الصهيوني والمشروع الإيراني في المنطقة العربية حديث مستمر يتطور تدريجياً بينهما كمشاريع لها أهدافها وخططها في المنطقة العربية، وكلاهما مرفوض على المستوى الشعبي العربي بنسب متفاوتة، بينما يحظى المشروع الصهيوني بحاضنة سياسية عميقة في جزء من العالم العربي قد يكون مشروع “التطبيع” أحد الشواهد على ذلك.

المشروع الإيراني في المنطقة العربية قوي جدا ووصل نجاحه في التمكين من عدة عواصم عربية، وقد ترافق ذلك التوسع مع سفك الدماء الكثير من المدنيين وتشريد الآلاف من الأبرياء وانتشار فرق القتل تحت مسميات عديدة، وقد يكون هذا أحد أسباب عدم قدرته على بناء قواعد شعبية حقيقية خارج إطار من يلتقي معهم أيديولوجياً من شعوب المنطقة، وهذا أيضا سبب حقيقي لحديث الكثير من الجماهير العربية الساخرة من ردة الفعل الإيرانية وصواريخها التي أطلقتها، رغم أنها في حقيقتها حققت الأهداف التي أطلقت من أجلها.

مقالات ذات صلة ورقة امتحان ليافع في الابتدائية وشخصها المفهومي 2024/04/17

أطلقت إيران ما أطلقت من مسيرات وصواريخ في ردة فعل معلنة على قصف الكيان الصهيوني لسفارتها في دمشق، وقد تحدث بعض المتخصصين بالقوانين بأن رد إيران كان ضمن إطار القوانين الدولية من منطلق أن سفارة أي دولة تعتبر جزءا من أراضي تلك الدولة، ولاحقاً ظهرت بعض الأرقام والإحصائيات منها أن ما فعلته إيران هو فقط ما كانت تريد فعله وقد نجحت فيه كثيراً من عدة زوايا منها كشف “وهن” قوة الردع عند الكيان الصهيوني الذي لولا شركاؤه وتحديداً أمريكا وفرنسا وبريطانيا فإنه لا يستطيع الدفاع عن نفسه، كذلك ورغم أنها عملية لم تستغرق سوى ساعات قليلة إلا أنها كلفت شركاء الكيان الصهيوني خسائر مالية ضخمة بالمقارنة مع التكلفة البسيطة لصواريخ ومسيرات إيران.

بالنظر للمشروع الصهيوني فهو بالمطلق مشروع منبوذ في المنطقة العربية وقام على احتلال فلسطين التي تحتفظ بخصوصية دينية عند المسلمين بما تحتويه من تاريخ خصوصاً مدينة القدس مركز الصراع الحقيقي وفيها المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى، وكذلك زعم اليهود بوجود “هيكل سليمان” تحت المسجد الأقصى، ولذلك لن يحظى المشروع الصهيوني بالقبول إلا من فئة “المطبعين” وهم فئة سياسية تجارية، بينما على المستوى الشعبي لا يوجد للكيان السرطاني الصهيوني إلا القليل من العملاء المنبوذين.

ما يحدث بين الكيان الصهيوني وجمهورية إيران لا يجب أن تقابله الجماهير العربية والسياسيون بسخرية، لأن إيران تدير أمرها كما تريد وفعلت ما تريد وبالحجم الذي أرادته وقد نجحت فيه كثيراً، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه ما حدث بين إيران والكيان الصهيوني هو صراعاً يخص المشروعين ومصالحهم ولا يرتبط بطوفان الأقصى طريق تحرير فلسطين.

منذ أن بدأت الولايات المتحدة الأمريكية وشركائها الحرب ضد المقاومة الفلسطينية دفاعاً عن وجود الكيان الصهيوني الذي أصبحت فكرة استمراره مشكوكاً بها بسبب نجاح طوفان الأقصى في تحقيق أهداف استراتيجية كبرى، منذ ذلك الوقت وتطور حرب الإبادة “المسعورة” وما يحدث من خذلان، أصبح واضحاً بما لا يدع مكاناً للشك بأن تحرير فلسطين منوط بأهلها حصراً، ومن ثم شرفاء المؤمنين وما دون ذلك من حديث فهو لغو القاعدين لا يسمن ولا يغني من جوع.

أعاد طوفان الأقصى إلى ذهني ليالي بذلتها في فهم معنى ودلالات وإسقاطات الآية الكريمة {وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا} حيث قرأت في حينها عن سلسلة حروب “افتراضية” حدثت في القرن الماضي قبل ولادتي وقرأت عنها كثيراً خسرت فيها جيوش بلاد العرب (التي يفترض أنها بلاد المسلمين) أمام جيوش بلاد الكافرين وكان للكافرين فيها سبيل نعيشه حتى اليوم في أدق تفاصيل حياتنا.

قبل السابع من أكتوبر كانت المنظمات الغربية تستبيح المجتمعات العربية من خلال برامجها المغلفة بالإنسانية والمالية والعلمية وغيرها، من خلال تمويلها للعديد من البرامج والأفكار وهذه المنظمات الغربية هي جزء من المشروع الصهيوني ومن خلاله صنعت الدول الاستعمارية الإجرامية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا العديد من محاميي الدفاع عنها في العالم العربي، ولكن السابع من أكتوبر وما تلاه من إبادة قذرة فاقت حدود العقل البشري مسحتهم جميعاً، مسحت جهوداً كلفت مليارات قام بها الشيطان الأكبر.

ما هو ليس موضع خلاف في تلك الآية الكريمة هو تعريف المؤمنين، وقد رأيت وغيري التعريف بشكل عملي من خلال صمود بضعة آلاف من الشباب المؤمنين في قطاع غزة مع سلاح محلي الصنع في وجه أكثر من نصف مليون مقاتل غربي ومرتزق من عدة دول، صمود مع انتصارات ترتقي لمستوى الإعجاز، وهم محاصرون من القريب قبل الغريب قرابة عقدين من الزمن وما علمناه عنهم من تقوى وحفظ لكتاب الله وإقبال على الشهادة وسمعة طيبة يجعلني واثقاً من أن الطريق إلى تحرير فلسطين قد بدأ فعلاً والنصر فيه حتمي للمؤمنين.

كاتب أردني
aliabusaleek@gmail.com

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: انتصار المؤمنين فلسطين فی المنطقة العربیة المشروع الصهیونی الکیان الصهیونی

إقرأ أيضاً:

التوسع الاستيطاني الصهيوني في الضفة ينسف اتفاق أوسلو ويقضي على ما يسمى “حل الدولتين”

الوحدة نيوز/ اعتمد كيان العدو الصهيوني إجراءات عقابية خطيرة تقدم بها ما يسمى بوزير مالية الكيان الصهيوني المتطرف بتسلئيل سموتريتش تتضمن توسيع الاستيطان في الضفة الغربية وشرعنة خمس مستوطنات في مناطق التي يفترض أنها تعود إلى السلطة الفلسطينية.

وتؤكد المنظمات الدولية ودول العالم أن المشاريع الصهيونية الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة تقوّض أي أمل في تحقيق ما يسمى بحل الدولتين وتنذر بتوسع الصراع في المنطقة.

وتشهد الضفة الغربية أكبر عملية مصادرة أراضي من جانب الكيان الصهيوني الغاصب منذ توقيع اتفاقات أوسلو قبل 31 عاما، في خطوة تتعارض مع القانون الدولي، وتهدد بحسب مراقبين، بتقويض أي فرصة لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين.

وتؤكد منظمة “السلام الآن” أن مصادرة أراضي غور الأردن في المنطقة الواقعة على السفوح الشرقية للضفة الغربية هي الأكبر منذ توقيع اتفاقات أوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية عام 1993.

وتحذر المنظمات والكثير من السياسيين من تبعات القرار الصهيوني، الذي يعتبره البعض يمثل “انقلابا يؤدي إلى انفجار الأوضاع في الضفة الغربية بشكل أكبر ويزيد من خطر توسع الصراع في المنطقة”.

وتأتي الخطوة الصهيونية هذه في ظل العدوان الصهيوني الوحشي على قطاع غزة المحاصر وعمليات الدهم في مختلف مناطق الضفة الغربية المحتلة والاعتقالات والاعتداءات المتكررة للقوات الصهيونية واعتداءات المستوطنين بقيادة الوزير المتطرف بن غفير .

ومنذ بدء العدوان الصهيوني على غزة في السابع من أكتوبر الماضي، كثف الكيان الصهيوني مداهماته في مناطق عدة بالضفة الغربية المحتلة.

ويرى الفلسطينيون أن التسارع في وتيرة الاستيطان لا يرتبط فقط بدوافع (أيدولوجية)، لكن هناك دوافع سياسية، إذ إن الحكومة الصهيونية تؤمن بالاستيطان وتستند على أصوات الصهاينة في الانتخابات “.

ويمثل غور الأردن حوالي 30 في المائة من أراضي الضفة الغربية، وهو يضم نصف أراضيها الصالحة للزراعة، ويعيش في هذه المنطقة 65 ألف مواطن فلسطيني و11 ألف مستوطن، وفقا لقناة “فلسطين” الرسمية.. بينما يعيش في الضفة الغربية نحو ثلاثة ملايين فلسطيني، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وتعارض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي توسع الكيان الصهيوني في المستوطنات وخطط الاستيطان الجديدة بالضفة الغربية المحتلة.

وفي هذا السياق، حذر محللون سياسيون من أن الوضع الحالي في الضفة الغربية يمثل أخطر تحدٍ يواجه الشعب الفلسطيني منذ نكبة الـ1948، وجاء هذا التحذير في أعقاب سلسلة من القرارات الأخيرة التي اتخذها “الكنيست” الصهيوني، والتي وصفت بأنها “في غاية الخطورة”.

وقال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي إن وصفه ما يحدث في الضفة الغربية بأخطر ما يواجه الشعب الفلسطيني منذ العام 1948 جاء بسبب أن القرارات التي اتخذها الكنيست الصهيوني مؤخرا في غاية الخطورة.

وكان المجلس الوزاري الأمني الصهيوني قد اعتمد هذ الإجراءات التي تقدم بها سموتريتش والتي تتضمن توسيع الاستيطان في الضفة المحتلة.

وأوضح البرغوثي خلال مقابلة مع قناة الجزيرة أن هذه القرارات تعني إعلان ضم الضفة الغربية إلى الكيان الغاصب، لأنها المرة الأولى التي يسلب فيها ذلك الكيان الصلاحيات الأمنية من السلطة الفلسطينية في المنطقة “ج”، كما سحبت منها الصلاحيات المدنية في المنطقة “ب”.

وأشار البرغوثي إلى أن هذا يعني أن 82 في المائة من الضفة الغربية أصبحت تحت سيطرة الكيان الصهيوني عسكريا وأمنيا.. معتبرا أن الكيان نسف اتفاق أوسلو تماما بإقدامه على هذه الخطوات.

كما أشار إلى أن قرارات الكنيست تهدف لتهويد وضم الضفة الغربية إلى الكيان الصهيوني، وتسعى إلى تحويل أراضي دولة محتلة فيها بعض “الأجسام الغريبة” التي تتمثل في المستوطنات إلى محيط صهيوني بالكامل وفقا لخطة سموتريتش التي تستهدف توسيع الاستيطان وحصر القرى والمدن الفلسطينية في مناطق معزولة تماما.

وأكد البرغوثي أن مشروع تهويد الضفة الغربية الذي يجري الآن هو مشروع تبناه رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو الذي كرس حياته السياسية لمنع إقامة دولة فلسطينية مستقلة، في حين تبالغ الصحافة الصهيونية عند الحديث بشأن أسلحة المقاومة لتبرير المجازر التي يقوم بها جيش العدو الصهيوني.

ويرى البرغوثي أن الكيان الصهيوني ظل ينظر إلى السلطة على الدوام باعتبارها وكيله الأمني وليست سلطة حقيقية.. مستشهدا بحديث بعض قادة الكيان عن إنشاء “جسم ما” ليقوم بإدارة قطاع غزة نيابة عن الكيان الغاصب الذي يخشى أن هناك ارتباطا أو ترابطا من أي نوع بين الضفة والقطاع.

وأوضح أن الكيان الصهيوني يريد سلطة تتولى شؤون مواطني الضفة المدنية، في حين يقوم هو بتهويد وضم الضفة واحتلالها بدون مسؤوليات أو تكاليف.

ونبه البرغوثي السلطة الفلسطينية -إذا أرادت أن تحافظ على نفسها- إلى أن تتخلى عن مشروع التفاوض وتصبح جزءا من مشروع المقاومة.. مشيرا إلى أن جميع سكان الضفة لا يشعرون بالأمان.

بدوره، يرى الأكاديمي والخبير في الشأن الصهيوني الدكتور مهند مصطفى، أن مصدر قوة “التيار المركزي في اليمين الصهيوني” يكمن في أنه يريد أن يقوم ببناء الاستيطان بمداهمات عسكرية، والسعي لتفكيك أي تنظيم عسكري بالضفة، مع الحفاظ على وجود سلطة فلسطينية “ضعيفة”.

وأشار الخبير إلى أن تطور مقدرات المقاومة وضع الكيان الصهيوني أمام خيارات عدة، منها المقاربة العسكرية التي تستخدمها الآن وفقا للمقولة الصهيونية “ما لا يأتي بقوة يأتي بمزيد من القوة”، إضافة إلى وجود تيار آخر يدعو إلى حل سياسي بتقوية السلطة الفلسطينية -بعيدا عن حل الدولتين- لتلعب دورا في مواجهة المقاومة.

وأشار مصطفى إلى أن الدولة العميقة ومراكز الأبحاث في الكيان الصهيوني قلقة من إمكانية انهيار السلطة الفلسطينية، والذي لن يخدم مصالح الكيان الغاصب ولا اليمين الصهيوني في الوقت الحالي.

مقالات مشابهة

  • الحرب على غزة وصمود المقاومة
  • وقفات في ذمار تضامنا مع الشعب الفلسطيني
  • ألا موت يُباع فأشتريه.. لسان حال جامعة الدول العربية
  • الكويت تؤكد رفضها أية عمليات استعمارية في الأراضي الفلسطينية المحتلة
  • توقيع مذكرة تعاون بين بلدية مسقط وبنك مسقط لدعم روّاد الأعمال وأصحاب المشاريع الناشئة
  • إيران: الاجواء المثارة من الكيان الصهيوني ضد لبنان حربا نفسة
  • مذكرة تعاون بين بلدية مسقط وبنك مسقط لدعم روّاد الأعمال وأصحاب المشاريع الناشئة
  • أكسيوس: واشنطن تدفع بصياغة جديدة وتعديل لمقترح صهيوني حول اتفاق وقف النار في غزة
  • التوسع الاستيطاني الصهيوني في الضفة ينسف اتفاق أوسلو ويقضي على ما يسمى “حل الدولتين”
  • التعاون الإسلامي تدين بشدة مصادقة حكومة الكيان الصهيوني على شرعنة بؤر استيطانية