أستراليا تعرض الإقامة الدائمة على بطل الحاجز الذي واجه مهاجم سيدني
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
عرضت السلطات الأسترالية على المواطن الفرنسي داميان غيروت، الإقامة الدائمة، بعد العمل "البطولي" الذي قام به لإيقاف المهاجم الذي طعن عددا من الأشخاص داخل مركز تسوق في سيدني، السبت الماضي، باستخدام "حاجز" صغير، حسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.
وأظهرت مقاطع فيديو التقطتها كاميرات مراقبة، أن غيروت حاول إيقاف المهاجم الذي قتل 6 أشخاص، أغلبهم من النساء، باستخدام "حاجز" فقط، لينال من بعدها إشادة واسعة النطاق نظرا لشجاعته، حيث اعتبر "بطلا" على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية.
Damien Guérot a été surnommé «l'homme au poteau» et qualifié de «héros» en Australie. Le Français est intervenu lors de l'attaque au couteau de samedi, qui a fait six morts dans un centre commercial très fréquenté de Sydney.
→https://t.co/cNjp4eKwzF pic.twitter.com/hZF4S8AVFF
وبادرت الحكومة الأسترالية بعرض الإقامة الدائمة على غيروت، تقديرا لشجاعته وتضحيته، حسب "واشنطن بوست"، إذ يقول المسؤولون الأستراليون إن غيروت يستطيع البقاء في البلاد للمدة التي يريدها.
Aussie man fights attacker on the escalator stairs #bondimall #bondi #sydney
https://t.co/xj8BQ5TCtd
وقال غيروت، وهو عامل بناء يعمل في أستراليا بتأشيرة من المقرر أن تنتهي في غضون شهرين، لوسائل إعلام محلية إنه وصديقه "أرادا حقاً إيقاف المهاجم".
وحددت الشرطة الأسترالية هوية المهاجم، الذي قتل 6 أشخاص من بينهم 5 نساء، وأصاب 12 آخرين، قبل أن يُقتل على يد ضابط شرطة، وقالت إنه يعانى من م"شكلات نفسية وعقلية وليس هناك ما يشير إلى أيديولوجية معينة كانت هي الدافع وراء الهجوم الذي نفذه".
"لا دوافع أيديولوجية".. منفذ هجوم سيدني يعاني مشاكل نفسية قالت الشرطة الأسترالية، الأحد، إن الرجل الذي قتل ستة أشخاص طعنا في سيدني عانى من مشكلات نفسية وعقلية من قبل وليس هناك ما يشير إلى أن أيديولوجية معينة كانت هي الدافع وراء الهجوم الذي نفذه، أمس السبت، في أحد أكثر مراكز التسوق ازدحاما في المدينة.ووجه رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، الثلاثاء، الشكر إلى غيروت على ما أبداه من "شجاعة غير عادية". وقال في مؤتمر صحفي: "أقول هذا لداميان غيروت.. مرحب بك في البقاء للمدة التي تريدها".
وأضاف: "هذا هو الشخص الذي نرحب به عندما يصبح مواطنا أستراليا، على الرغم من أن ذلك سيكون بالطبع خسارة لفرنسا".
If Bollard Man wants to become an Australian, we'd welcome him with open arms. pic.twitter.com/bHKQPQooX4
— Anthony Albanese (@AlboMP) April 16, 2024وقالت محامية غيروت، بليندا روبنسون، لإذاعة "إس بي إس نيوز": "عُرضت عليه الإقامة الدائمة. قال رئيس الوزراء إنه لا يستطيع منحه الجنسية، لكننا سنمنحه إقامة دائمة".
وذكرت صحيفة "غارديان أستراليا" أن غيروت لا يمكنه أن يصبح مواطنا على الفور، لأن الحكومة الأسترالية لا تستطيع التنازل عن متطلبات الإقامة.
الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي قالت الشرطة الأسترالية إن هجوما بسكين خلال قداس في كنيسة في سيدني، والذي أدى إلى إصابة أربعة أشخاص على الأقل من بينهم أسقف له متابعون عالميون على الإنترنت، سيعتبر هجوما إرهابيا.يذكر أنه بعد يومين فقط من الهجوم المميت، وقع حادث طعن آخر في كنيسة آشورية وسط سيدني، أدى إلى إصابة 4 أشخاص على الأقل، من بينهم أسقف، قبل أن تعتقل الشرطة المنفذ، واعتبرته "هجوما إرهابيا".
وقررت الحكومة الأسترالية تنكيس العلم الوطني في جميع أنحاء البلاد على خلفية حادث الطعن في مركز التسوق، بما في ذلك في مبنى البرلمان وجسر ميناء سيدني، لتأبين ضحايا الهجوم. كما تمت إضاءة أشرعة دار الأوبرا الشهيرة في سيدني بشريط أسود، مساء الإثنين.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الشرطة الأسترالیة الإقامة الدائمة فی سیدنی
إقرأ أيضاً:
المعتقلون جرح آخر يدمي أهالي شمال غزة
غزة- بينما كانت عبير نصر الله تسعى جاهدة لحماية أطفالها الأربعة برفقة زوجها، وسط مأساة النزوح المريرة في شمال قطاع غزة، وجدت نفسها على حاجز عسكري إسرائيلي وحدث ما كانت تخشاه.
نادى الجنود على الذكور البالغين (15 عاما) فما فوق، بمن فيهم زوجها نعيم، وجمعوهم في حفرة كبيرة أُعدّت مسبقا بواسطة الجرافات العملاقة. وأمروا الرجال بخلع ملابسهم، وأخذوا يستدعونهم في مجموعات تضم الواحدة منها 5 أفراد، وكلما تم استدعاء مجموعة، كانت عبير تتشبث بأمل أن يعود زوجها ليجتمع بها وبأطفاله.
مع مرور الوقت، بدأ الأمل يتضاءل حتى أدركت عبير أن نعيم (30 عاما) لن يعود معها، وأنها أصبحت أمام واقع ومصير مجهولين، دون أن تعلم إن كان حيا أو ميتا.
عبير نصر الله تنتظر في خيمتها برفقة أطفالها خبرا عن مصير زوجها المختفي قسرا (الجزيرة) مصيدة كبيرةيعمل نعيم بائعا في متجر بقوليات، وكانت الأسرة تقطن في منطقة تل الزعتر بمخيم جباليا، قبل أن تجبرهم قوات الاحتلال -التي بدأت هجوما دمويا على شمال القطاع بداية أكتوبر/تشرين الأول الجاري- على النزوح المتكرر.
وأسفر العدوان عن استشهاد وجرح وتشريد عشرات الآلاف من السكان. وأجبر الاحتلال المواطنين الذين دفعتهم المذابح للنزوح على العبور من حاجز تحول إلى مصيدة كبيرة، أسفر عنها اعتقال المئات.
وفي خيمة مؤقتة داخل مركز إيواء يفتقد إلى أبسط مقومات الحياة وسط مدينة غزة التي وصلتها بعد رحلة مريرة، تجلس عبير برفقة أبنائها تنتظر خبرا عن مصير الزوج المختفي قسرا.
طفل فلسطيني من شمال غزة يلهو بين خيام النازحين المتواضعة (الجزيرة)بدورها، تتذكر الطفلة كوثر الدحنون (14 عاما) جيدا لحظة عبور الحاجز العسكري الإسرائيلي الذي أُجبروا على المرور منه من شمال القطاع نحو مدينة غزة. وتقول للجزيرة نت إن أباها وعمها كانا يجران الكرسي المتحرك لجدتها المقعدة على أرض رملية صعبة، وهو ما اضطرهم إلى رمي أغراضهم التي تضم فراشا وملابس لعدم قدرتهم على حملها.
وعند الحاجز، اعتقل الاحتلال والدها وعمها بينما بقيت جدتها هناك، إلى أن سمح لها بالمرور برفقة حفيدها المصاب الذي تمكن بصعوبة من نقلها إلى غزة. ومنذ ذلك الوقت، تعيش كوثر في خيمة بمدينة غزة بعد أن تمكنت من العبور على أمل أن يجتمع شملها بأبيها وعمها قريبا.
ويعمل والدها عنان الدحنون (45 عاما) حطابا، وهي مهنة انتشرت بسبب منع الاحتلال إدخال غاز الطهي لشمال القطاع منذ بداية الحرب.
فايز ينتظر رجوع ابنه الذي اعتقله الاحتلال على الحاجز العسكري (الجزيرة) مأساةداخل خيمة خضراء بمدينة غزة، يجلس فايز المصري (57 عاما) حاملا عبء فقدان ابنه عمر (27 عاما) الذي اعتقله الاحتلال على الحاجز أثناء محاولته الهرب من جحيم الاحتلال شمال غزة. وبدأت مأساته عندما نزحت عائلته من بيت حانون أقصى شمالي القطاع إلى مخيم جباليا بحثا عن الأمان.
لكن العدوان الإسرائيلي لم يترك لهم مجالا للراحة حيث تنقلوا من مركز إيواء إلى آخر إلى أن وصلوا لمدرسة الفاخورة.
ويقول المصري للجزيرة نت "جاء الاحتلال، وأخذ النساء إلى مدرسة الكويت ونحن إلى حفرة، ثم عبرنا الحاجز المقام عند مستشفى الإندونيسي". وبعد عبوره، اكتشف أن الاحتلال اعتقل عددا من المواطنين وكان ابنه من ضمنهم. ويستذكر "وضعونا في حفرة كبيرة كانت مليئة بالنفايات، وتعرضنا لإهانات شديدة وألفاظ بذيئة جدا مليئة بالشماتة، وكنا ننتظر أن يقتلونا، لم نكن نعرف ماذا يريدون".
هاني الدريني يقول إن الاحتلال اعتقل 3 من أبناء أعمامه خلال اجتيازهم الحاجز العسكري (الجزيرة)وفي مأواه الجديد، يملأ القلق قلب فايز على مصير ابنه عمر، لعلمه بما يتعرض له المعتقلون الفلسطينيون داخل سجون الاحتلال من تعذيب ومعاملة قاسية.
وفي الأماكن التي لجأ لها سكان شمال القطاع، لا تكاد تخلو عائلة نازحة من معتقل اختطفه جنود الاحتلال من بين ذويه عند الحاجز.
ويروي هاني الدريني قصته المريرة مع الحاجز بعد أن اعتقل الجنود 3 من أبناء أعمامه، وهم أسامة ورمزي وموسى. وعاش لحظات من الرعب بعد أن حوصر في منطقة "مشروع بيت لاهيا" لمدة 15 يوما، وسط قصف متواصل.
مئات العائلات النازحة من شمال القطاع فقدت أفرادا منها وتقيم في الخيام (الجزيرة) الإخفاء القسريأما حسين نبهان الذي شهد اعتقال 10 من أفراد عائلته، فيروي تفاصيل المأساة التي عاشها، ويقول للجزيرة نت "أجبرونا على خلع ملابسنا، ودخلت علينا الطائرات الصغيرة (كواد كابتر) تطلب منا تسليم أنفسنا، وتم اقتيادنا للحاجز". ويتحدث بمرارة عن اعتقال أفراد أسرته، ويوضح أن من بينهم طفلين، وهما إبراهيم (17 عاما) وياسر (15 عاما).
ويقول رامي عبده رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن ظروف العدوان لم تتح حصر أعداد المعتقلين بشكل دقيق، خاصة أن إسرائيل تمارس أسلوب الإخفاء القسري خلال الحرب، ولا تقدم أي معلومات حول الأسرى لديها. لكنه أوضح -للجزيرة نت- أن أعداد المعتقلين في شمال القطاع منذ الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري (أي منذ بدء الهجوم الأخير على هذه المناطق) لا تقل عن 600 معتقل.
ولفت عبده إلى أن قوات الاحتلال -في عدوانها الجاري في شمال القطاع- كررت استخدام أسلوب الحفرة الكبيرة التي يتم احتجاز المعتقلين فيها، سواء كانوا ذكورا أو نساء أو أطفالا، لساعات قبل أو بعد اقتيادهم للتحقيق والفحص الأولي، كشكل من أشكال الإهانة والترهيب.
ووفقا له، وثق المرصد حالات عديدة استخدم فيها جيش الاحتلال مدنيين فلسطينيين دروعا بشرية. ومن أشكال هذا الأسلوب إجبار المعتقل على ارتداء زي الجيش ووضع كاميرا مثبتة على رأسه، وإجباره على القيام بمهام تفتيش أو دخول منازل وأنفاق قبل وصول الجنود الإسرائيليين إليها.
وقال عبده إن تقديرات مؤسسته الحقوقية تشير إلى أن 10 آلاف فلسطيني تعرضوا للاعتقال في قطاع غزة منذ بداية الحرب، منهم نحو 4 آلاف عامل جرى الإفراج عنهم على دفعات.
وبشأن العدد الإجمالي للمعتقلين حتى الآن، ذكر أنه غير معلوم، نظرا لاستخدام الاحتلال أسلوب الإخفاء القسري ورفضه الكشف عن معلومات بشأنهم. وأوضح أن المُفرج عنهم من المعتقلين كشفوا عن "أهوال التعذيب التي تعرضوا لها والتي وصلت إلى حد قتل العشرات منهم".
وأضاف عبده أن المرصد الأورومتوسطي وثّق "قتل ما لا يقل عن 60 أسيرا بعضهم في اليوم الأول للاعتقال، وبينهم طبيبان على الأقل".