توقعات بتحسن نشاط القطاع غير النفطي وانحسار تخفيضات إنتاج النفط بدول مجلس التعاون

توقع تقرير صادر عن البنك الدولي بعنوان "الصراع والديون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا " أن تنمو اقتصادات مجلس التعاون الخليجي (سلطنة عمان، والسعودية والكويت والبحرين والإمارات وقطر ) إلى 2.8% في عام 2024، وتصل إلى 4.

7% في عام 2025، وأعزى التقرير انتعاش النمو إلى ارتفاع إنتاج النفط بسبب الإلغاء التدريجي لتخفيض حصص إنتاج النفط والنمو القوي في القطاع غير النفطي بفضل جهود التنويع الاقتصادي وتطبيق الإصلاحات.

كما توقع التقرير أن ينمو نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي في دول مجلس التعاون ليبلغ 1% في عام 2024 مما يمثل تحسناً كبيراً عما شهدته من انخفاض في نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي عند 0.9 % في عام 2023.

ولفت التقرير إلى أنه من المتوقع أن يتباطأ النمو الاقتصادي العالمي للعام الثالث على التوالي في عام 2024، ووفقاً لتنبؤات البنك الدولي في شهر يناير 2024 سوف يتباطأ النمو الاقتصادي إلى 2.4% في عام 2024 من 2.6% في عام 2023 مما يعكس إلى حد كبير تشديد السياسة النقدية لكبح جماح التضخم الذي بلغ أعلى مستوياته على مدار عقود، والشروط المقيدة للائتمان، وتراجع التجارة والاستثمار على مستوى العالم، ومن المتوقع أن يرتفع النمو إلى 2.7% في عام 2025 مع استمرار تراجع التضخم، وبدء انخفاض أسعار الفائدة، وانتعاش التجارة.

وأشار التقرير إلى تراجع التضخم العالمي في أعقاب دورات من تشديد السياسات النقدية، غير أن التضخم لا يزال أعلى من المستويات المستهدفة في معظم الاقتصادات المتقدمة وفي العديد من اقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية.

وذكر التقرير أن أسعار النفط تراجعت منذ أكتوبر 2023 بنسبة 9.5%، ومن المتوقع أن يستمر الانخفاض في عام 2024 في ظل ضعف النمو العالمي وزيادة إنتاج النفط، وتشير العقود الآجلة للنفط إلى ارتفاع الأسعار بشكل عام على المدى المتوسط مقارنة بالأسعار في يونيو وديسمبر 2023، ولكنها أقل من أسعار سبتمبر 2023 مع تداول العقود الآجلة عند 71.41 دولار للبرميل نهاية عام 2026.

وتحدث التقرير عن الآثار الاقتصادية للصراع الدائر في الشرق الأوسط على المنطقة إذ أوشك النشاط الاقتصادي في غزة على التوقف التام، كما انخفض إجمالي الناتج المحلي لقطاع غزة بنسبة 86% في الربع الأخير من عام 2023. وانزلقت الضفة الغربية إلى هوة عميقة من الركود، مع أزمات متزامنة في القطاعين العام والخاص.

وحسب التقرير من المتوقع أن تعود اقتصادات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى معدلات النمو المنخفض المماثل للفترة التي سبقت الجائحة. ومن المتوقع أن يرتفع إجمالي الناتج المحلي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 2.7% في عام 2024، وهي زيادة من 1.9% في عام 2023، وكما هو الحال في عام 2023، من المرجح أن تنمو البلدان المستوردة والمصدرة للنفط بمعدلات أقل تفاوتاً عن عام 2022، عندما عزز ارتفاع أسعار النفط النمو في البلدان المصدرة للنفط. وفيما يتعلق بدول مجلس التعاون الخليجي، تعكس زيادة النمو في عام 2024 توقعات بتحسن نشاط القطاع غير النفطي وانحسار تخفيضات إنتاج النفط قرب نهاية العام، ومن المتوقع أن يتباطأ نمو إجمالي الناتج المحلي في جميع البلدان المستوردة للنفط تقريبا.

وتناول التقرير أيضًا ارتفاع مستويات الديون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بين عامي 2013 و2019، إذ شهدت اقتصادات المنطقة زيادة في متوسط نسبة الدين إلى إجمالي الناتج المحلي بأكثر من 23 نقطة مئوية، كما فاقمت الجائحة الوضع بتراجع الإيرادات والزيادة في الإنفاق لدعم التدابير الصحية، مما أدى إلى زيادة الاحتياجات التمويلية لعدد كبير من البلدان.

وكشفت البيانات أن الديون المتزايدة تتركز بشكل كبير في البلدان المستوردة للنفط، حيث تتجاوز نسبة الدين إلى إجمالي الناتج المحلي بنسبة 50% المتوسط العالمي لاقتصادات الأسواق الصاعدة والنامية، وبحلول عام 2023 تقترب نسب الدين في هذه البلدان من 90% من إجمالي الناتج المحلي، وهو ما يتجاوز بثلاثة أضعاف النسب المسجلة في البلدان المصدرة للنفط بالمنطقة.

وأشار التقرير إلى أن البلدان المستوردة للنفط في المنطقة لا تزال تكافح لتخفيف أعباء ديونها المتزايدة، مما يستدعي تطبيق عدد من الإجراءات المالية المشددة للسيطرة على المديونية، ومن الجوانب الحاسمة أن البنود التي لا تظهر ضمن الموازنة العامة، والتي لعبت دوراً كبيراً في اقتصادات بعض دول المنطقة، قد أثرت سلباً على شفافية الديون والمالية العامة. في المقابل، تواجه البلدان المصدرة للنفط تحديات تنويع اقتصاداتها ومواردها المالية العامة، وذلك بسبب التغيرات الهيكلية في أسواق النفط العالمية والطلب المتزايد على مصادر الطاقة المتجددة.

وأشار التقرير إلى أنه من الضروري أن تقوم اقتصادات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بتنفيذ إصلاحات هيكلية، خاصةً في مجالات تعزيز الشفافية، لتحفيز النمو وضمان مستقبل مستدام.

صندوق النقد الدولي

في حين قال صندوق النقد الدولي اليوم إن الاقتصاد العالمي يتجه إلى نمو بطيء لكنه ثابت لعام آخر إذ تدفع قوة الاقتصاد الأمريكي الناتج العالمي ليتجاوز الرياح المعاكسة الناجمة عن استمرار التضخم المرتفع وضعف الطلب في الصين وأوروبا وتداعيات حربين إقليميتين.

ويتوقع صندوق النقد نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي العالمي 3.2 بالمائة لعامي 2024 و2025، وهو المعدل ذاته لعام 2023، وعدل توقعات عام 2024 بالرفع 0.1 نقطة مئوية عن تقديرات تقرير آفاق الاقتصاد العالمي السابق في يناير، ويرجع ذلك إلى حد بعيد إلى مراجعة توقعات نمو الاقتصاد الأمريكي بالرفع.

وقال كبير خبراء الاقتصاد بالصندوق بيير أوليفييه جورينشاس للصحفيين "يواصل الاقتصاد العالمي إبداء مرونة ملحوظة مع ثبات النمو وتراجع التضخم، ولكن لا يزال أمامه الكثير من التحديات".

وأضاف أن التصعيد المحتمل للصراع في الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني بالصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل ربما يكون له "تأثير قوي" على الحد من النمو، مشيرا إلى أنه سيؤدي لارتفاع أسعار النفط والتضخم ويدفع بالتالي البنوك المركزية إلى تشديد السياسة النقدية.

وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين أمس إن الوزارة تستعد خلال الأيام المقبلة لفرض عقوبات جديدة على إيران ربما تحد من قدرتها على تصدير النفط.

ووصف التقرير "السيناريو المعاكس" الذي سيؤدي فيه التصعيد في الشرق الأوسط إلى زيادة أسعار النفط 15 بالمائة وارتفاع تكاليف الشحن مما سيرفع التضخم العالمي بنحو 0.7 نقطة مئوية.

ويتوقع صندوق النقد الدولي أن ينخفض ​​متوسط ​​التضخم الأساسي العالمي إلى 2.8 بالمائة بحلول نهاية 2024 من أربعة بالمائة العام الماضي وإلى 2.4 بالمائة في 2025.

وتوقع صندوق النقد الدولي أن يبلغ معدل النمو في الولايات المتحدة 2.7 بالمائة في 2024، مقارنة بتقديرات بلغت 2.1 بالمائة في يناير، وذلك بفضل نمو التوظيف والإنفاق الاستهلاكي بمعدل أعلى من المتوقع في نهاية 2023 وفي 2024.

وتوقع الصندوق كذلك أن يتسبب تباطؤ تأثير تشديد السياسة النقدية والمالية في أن يصل النمو في الولايات المتحدة إلى 1.9 بالمائة في 2025 رغم أن التوقعات في يناير كانت 1.7 بالمائة بعد تعديلها بالرفع.

غير أن أحدث توقعات صندوق النقد أظهرت تباينا صارخا فيما يتعلق بدول أخرى، بعضها في منطقة اليورو، حيث عُدلت توقعات النمو لعام 2024 بالخفض إلى 0.8 من 0.9 بالمائة في يناير.

ويرجع ذلك في المقام الأول إلى ضعف معنويات المستهلكين في ألمانيا وفرنسا. كما عُدّلت توقعات النمو في بريطانيا لعام 2024 بالخفض 0.1 نقطة مئوية إلى 0.5 بالمائة في ظل معاناتها من ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم.

وأبقى صندوق النقد الدولي على توقعاته للنمو في الصين في 2024 دون تغيير. ويتوقع الصندوق أن ينخفض النمو ​​إلى 4.6 من 5.2 بالمائة في 2023، وأن ينخفض مرة أخرى إلى 4.1 بالمائة في 2025. لكنه نبه إلى أن غياب حزمة لإعادة الهيكلة الشاملة لقطاع العقارات المضطرب في البلاد قد يطيل أمد الأمر ويفاقم أزمة تراجع الطلب المحلي ويخفض النظرة المستقبلية للاقتصاد.

غير أن جورينشاس قال إن النمو في الصين بمعدل أعلى من المتوقع خلال الربع الأول من شأنه أن يحسن التوقعات عند المراجعة.

وفي واحدة من أكبر المفاجآت، تحسنت توقعات النمو في روسيا لعام 2024 إلى 3.2 بالمائة من تقدير بلغ 2.6 بالمائة في يناير.

وذكر التقرير أن هذه الزيادة تعكس جزئيا استمرار عوائد تصدير النفط القوية وسط ارتفاع أسعار النفط العالمية على الرغم من آلية الحد الأقصى للسعر التي تفرضها الدول الغربية. وأضاف أنها تعكس كذلك الإنفاق الحكومي القوي والاستثمار المرتبط بالإنتاج الحربي وزيادة الإنفاق الاستهلاكي في ظل سوق تزيد فيها فرص العمل عن عدد الباحثين عنه.

كما رفع صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو في روسيا لعام 2025 إلى 1.8 بالمائة من 1.1 بالمائة في يناير.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

البنك الأوروبي لإعادة الإعمار يتوقع ارتفاع معدلات النمو في مصر خلال عام 2025

البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية يتوقع ارتفاع معدل النمو في منطقة جنوب وشرق المتوسط إلى 3.7% في عام 2025، مقارنة بـ 2.5% في عام 2024، من المتوقع أن يرتفع متوسط النمو قليلا إلى 4.1 في المائة في عام 2026.

عدم اليقين بشأن قواعد التجارة العالمية يؤثر سلبًا على الاستثمار والإنتاج
 

من المتوقع أن يشهد الاقتصاد في منطقة جنوب وشرق البحر المتوسط وتيرة نمو متسارعة، حيث سيرتفع من 2.5% في عام 2024 إلى 3.7% في عام 2025، ليصل إلى 4.1% في عام 2026، وذلك وفقًا لأحدث تقرير للتوقعات الاقتصادية الإقليمية الصادر عن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية.

بدأ هذا الانتعاش الاقتصادي في أواخر عام 2024، بعد فترة من النمو الضعيف تأثرت بشكل أساسي بعدم الاستقرار الإقليمي، إضافة إلى انكماش حاد في الناتج المحلي للبنان نتيجة الحرب مع إسرائيل.

تعرف على أسعار الذهب ثالث أيام شهر رمضان 2025أسعار الخضراوات والفاكهة في سوق العبور في ثالث أيام رمضان

على الرغم من التوقعات الإيجابية للعامين المقبلين، لا تزال هناك مخاطر سلبية كبيرة، مثل احتمالية تجدد النزاعات، وعدم اليقين بشأن المساعدات الخارجية والسياسات الجمركية، إلى جانب الصدمات المناخية التي قد تؤثر على النمو الاقتصادي في المنطقة.

يسلط التقرير الجديد، بعنوان Weaker momentum amid fragmenting trade and investment (ضعف الزخم وسط تشتت التجارة والاستثمار)، الضوء على تباطؤ زخم النمو العالمي، بالإضافة إلى الفجوة المستمرة بين أداء الاقتصادات الأوروبية المتقدمة والولايات المتحدة الأمريكية.

يشير ذلك إلى تزايد حالة عدم اليقين بشأن الزيادات المحتملة في الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية، إلى جانب التدابير الانتقامية التي قد يتخذها الشركاء التجاريون. ووفقًا للتقرير، فإن تزايد حالة عدم اليقين بحد ذاته كفيل بتثبيط الاستثمار، وإضعاف الإنتاج، وتعطيل سلاسل الإمداد العالمية. وعند تجاوز حالة الغموض هذه، فإن التأثير قصير الأمد للرسوم الجمركية والقيود التجارية على الاقتصادات الفردية سيعتمد على ما إذا كانت تُطبق عالميًا أو تستهدف شركاء تجاريين محددين فقط.

قد يؤدي سيناريو قيام الولايات المتحدة بزيادة الرسوم الجمركية على جميع الواردات بمقدار 10 نقاط مئوية إضافية إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي في المناطق التي يعمل فيها البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية بنسبة تتراوح بين 0.1% و0.2% على المدى القريب. في حين تُعد المجر، والأردن، وليتوانيا، وجمهورية سلوفاكيا من بين أكثر اقتصادات البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية عرضةً لمثل هذه التدابير، نظرًا لاعتمادها التجاري الكبير على السوق الأمريكية، يُظهر التقرير أن بلغاريا، ورومانيا، وسلوفينيا هي الأكثر تأثرًا بالزيادات الأخيرة التي أعلنتها الولايات المتحدة في التعريفات الجمركية على الصلب والألمنيوم.

اقتصادات منطقة جنوب وشرق المتوسط بالتفصيل مصر

من المتوقع أن يرتفع معدل النمو من 2.4% في السنة المالية 2024 (المنتهية في يونيو 2024) إلى 3.6% في السنة المالية 2025، مدفوعًا باكتساب النمو زخمًا في الربع الأول، بفضل التوسع في قطاعات الاتصالات، والفنادق، والأغذية، والنقل والتخزين (باستثناء قناة السويس)، والخدمات المالية. 

وقد بدأ قطاع التصنيع في التعافي بعد الانكماش الذي شهده في العام السابق، بينما سجلت القطاعات الاستخراجية أكبر معدلات الانكماش، ومن المتوقع أن تواصل هذه الاتجاهات تعزيز الزخم الاقتصادي خلال بقية العام.

 ومن المتوقع أن يرتفع معدل النمو في السنة المالية 2026 إلى 4.6%، مدفوعًا بتعافي ثقة الأعمال وتقدم الإصلاحات الهيكلية.

وبالنسبة لمعدل التضخم فمن المتوقع أن يتباطأ إلى 24% بحلول يناير 2025، ومن المرجح أن تواصل الأسعار في الانخفاض بفعل التأثيرات الأساسية والسياسة النقدية المتشددة، رغم احتمالية إجراء تعديلات مستقبلية ضرورية على أسعار الوقود.

لقد شهد الوضع الخارجي تحسنًا منذ صفقة رأس الحكمة، مما دفع وكالتي التصنيف الائتماني فيتش وستاندرد آند بورز جلوبال ماركت إنتليجنس إلى رفع التصنيف السيادي لمصر في عام 2024، ومع ذلك، فلا تزال بعض نقاط الضعف قائمة. وبالنسبة للاحتياطي النقدي فقد واصل نموه ليصل إلى 47.3 مليار دولار أمريكي في ديسمبر 2024، مدعومًا بزيادة التحويلات المالية الخارجية وعائدات السياحة، التي ساهمت في تعويض انخفاض بنحو 60% في عائدات قناة السويس خلال عام 2024.

الأردن

من المتوقع أن يصل معدل النمو الاقتصادي في الأردن إلى 2.3% في عام 2025، مقارنة بـ 2.2% في عام 2024. ويعود ذلك إلى تراجع حدة الصراعات الإقليمية، وإعادة فتح السوق السورية أمام الشركات الأردنية، بالإضافة إلى انتعاش قطاع السياحة وزيادة الاستثمارات الأجنبية. وفي الوقت نفسه، قد تؤثر حالة عدم اليقين بشأن المساعدات الخارجية الأمريكية وسياسات التجارة سلبًا على النمو الاقتصادي، مما قد يؤدي إلى إبطاء وتيرة التعافي خلال العام. من المتوقع أن يرتفع معدل النمو إلى 2.6% في عام 2026، مدفوعًا بتراجع حالة عدم اليقين.

لقد ساهم الالتزام بالانضباط المالي والتقدم في الإصلاحات الهيكلية في الحفاظ على ثقة السوق، مما أدى إلى رفع التصنيف الائتماني السيادي في عام 2024 من قبل وكالتي موديز وستاندرد آند بورز.

في غضون ذلك، ظل معدل البطالة مرتفعًا عند 21.5% في الربع الثالث من عام 2024، بينما استقر معدل التضخم عند متوسط 1.6% خلال عام 2024، رغم ارتفاعه في الأشهر الأخيرة من العام.

وعلى غرار قرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في إطار جهوده للحفاظ على ربط العملة، خفض البنك المركزي الأردني أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر2024 في حين ظلت احتياطيات النقد الأجنبي عند مستويات صحية، وتغطي حوالي ثمانية أشهر من الواردات.

لبنان

من المتوقع أن يتعافى النمو الاقتصادي ليصل إلى 2.0% في عام 2025 و3.0% في عام 2026، مع انتعاش الاقتصاد واستعادة الاستقرار السياسي جزئيًا على الأقل، وذلك بعد انتخاب رئيس جديد. ويستند التعافي المتوقع إلى استقرار سياسي دائم، إلى جانب تقدم في الإصلاحات الاقتصادية الهامة، بما في ذلك إعادة هيكلة القطاع المصرفي، والتوصل إلى اتفاق بشأن برنامج يدعمه صندوق النقد الدولي، مما سيساعد في استعادة دعم المانحين الدوليين وتعزيز تدفقات الاستثمار الأجنبي إلى لبنان.

ومع ذلك، من المتوقع أن ينكمش الاقتصاد اللبناني بنسبة 5.7% في عام 2024، حيث أسفرت الحرب مع إسرائيل عن نزوح واسع النطاق للسكان وألحقت أضرارًا بالبنية التحتية ورأس المال المادي للبلاد، تقدر بحوالي 3.4 مليار دولار أمريكي، مع تقديرات تشير إلى أن الخسائر الاقتصادية قد تتجاوز 5 مليارات دولار أمريكي.

وبالنسبة لليرة اللبنانية فقد وصلت إلى أدنى مستوياتها، حيث فقدت 98 في المائة من قيمتها مقابل الدولار الأمريكي منذ أغسطس2023. وانخفض معدل التضخم بشكل مستمر بوتيرة أبطأ، ليصل إلى 15.4% على أساس سنوي في نوفمبر 2024، في حين أصبح الاقتصاد يعتمد بشكل متزايد على الدولار نتيجة الأزمة الاقتصادية.

المغرب

من المتوقع أن يرتفع معدل النمو في المغرب من 3.0% في عام 2024 إلى 3.6% في عام 2025 و3.4% في عام 2026، مع بدء الإصلاحات الهيكلية في تحقيق نتائج إيجابية. في عام 2024، فقد شهدت قطاعات الاستخراج والتصنيع والبناء توسعًا، في حين تأثر القطاع الزراعي الكبير سلبًا بسبب الجفاف الذي ضرب البلاد في بداية العام.

ظل معدل التضخم الأساسي مستقرًا عند 2.5% في الربع الأخير من عام 2024، وهو أعلى قليلًا من معدل الربع السابق البالغ 2.3%. في يونيو 2024، أصبح بنك المغرب أول بنك مركزي في شمال إفريقيا يتجه نحو تخفيف سياسته النقدية، حيث خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس ليصل إلى 2.75%.

من المتوقع أن يستمر تراجع واردات الطاقة، إلى جانب ارتفاع التحويلات المالية وصادرات السيارات وزيادة عائدات السياحة بنسبة 20% على أساس سنوي، في دعم ميزان الحساب الجاري، الذي سجل عجزًا بنسبة 1.6% خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر2024.

تونس

من المتوقع أن يرتفع النمو الاقتصادي في تونس من 1.2% في عام 2024 إلى 1.8% في عام 2025 و2.2% في عام 2026، مدفوعًا بـاستمرار ضبط الأوضاع المالية، إلى جانب تعافي الصادرات وزيادة عائدات السياحة.

بلغ متوسط التضخم 7.1% خلال الفترة من يناير إلى نوفمبر 2024، منخفضًا من 9.5% خلال نفس الفترة من عام 2023، في حين ارتفع معدل البطالة بشكل طفيف إلى 16% في الربع الثاني من عام 2024.

ومن المتوقع أن يتحسن العجز المالي ليصل إلى 6.3% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2025، مدعومًا بتعزيز تعبئة الإيرادات وخفض دعم السلع الأساسية. تستهدف خطة ضبط الأوضاع المالية العامة على المدى المتوسط عجزًا بنسبة 5.5% من الناتج المحلي الإجمالي، مع فاتورة أجور تبلغ 13.3% من الناتج المحلي الإجمالي.

ويظل الدين العام مرتفعًا عند 82.2% من الناتج المحلي الإجمالي، ولكن من المتوقع أن ينخفض​​إلى 80.5% في عام 2025، مما يعكس جهود ضبط المالية العامة. ويشكل الدين الخارجي حاليًا حوالي نصف إجمالي الدين، منخفضًا من أكثر من 70% في عام 2019.

تحسَّن الوضع الخارجي لتونس، لكنه لا يزال معرضًا للصدمات الكبرى، فبلغ عجز الحساب الجاري 1.6% من الناتج المحلي الإجمالي خلال الفترة من يناير إلى نوفمبر 2024، منخفضًا من 2.3% خلال نفس الفترة من العام السابق. ويعكس ذلك انكماش الواردات نتيجة انخفاض أسعار السلع الأساسية، إلى جانب نمو الصادرات، مدفوعًا بارتفاع المنتجات الميكانيكية والكهربائية وزيت الزيتون. وظلت احتياطيات النقد الأجنبي مستقرة عند 25 مليار دولار أميركي في نوفمبر 2024، وهو ما يغطي 3.7 شهرًا من الواردات.

مقالات مشابهة

  • هل انسحاب أمريكا من صندوق النقد والبنك الدولي سيغير قواعد اللعبة؟
  • أسعار النفط تسجل ارتفاعا مدعومة بالتفاؤل حول تزايد الطلب على الوقود
  • البنك الأوروبي لإعادة الإعمار يتوقع ارتفاع معدلات النمو في مصر خلال عام 2025
  • خام برنت يلامس 73,57 دولارا.. ارتفاع أسعار النفط
  • برلمانية: الاستثمار في الشراكات الإقليمية خطوة استراتيجية نحو النمو الاقتصادي
  • صندوق النقد الدولي يؤكد دعمه للعراق في تطوير السياسات المالية
  • إجراءات مالية واقتصادية.. المالية العراقية تعلن نتائج اجتماعها مع صندوق النقد الدولي
  • صندوق النقد يضع مصر على جدول اجتماعاته في 10 مارس لصرف 1.2 مليار دولار
  • النقد الدولي يسجل نمواً ملحوظاً في الناتج المحلي العراقي غير النفطي بنسبة 5% خلال 2024
  • نائب: دعم الصادرات في مصر يستهدف تعزيز النمو الاقتصادي المستدام