دراسة: الذكاء الاصطناعي يستطيع خلق قيمة اقتصادية قوية في الصناعات الألمانية
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
كشفت دراسة حديثة أن استخدام الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعزز الصناعة الألمانية بمليارات اليورو.
وبحسب الدراسة التي أجراها معهد "آي دابليو كونسالت" للاستشارات والأبحاث الاقتصادية بتكليف من شركة "جوجل" الأمريكية العملاقة لخدمات الإنترنت، يمكن زيادة القيمة المضافة الإجمالية في قطاع الصناعات التحويلية بألمانيا بنسبة تصل إلى 8ر7% من خلال الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو ما يعادل زيادة إجمالية قدرها 56 مليار يورو.
ويُقصد بالقيمة المضافة الإجمالية القيمة الإجمالية للسلع والخدمات مطروحا منها الخدمات الوسيطة، وبالتالي القيمة المضافة التي تنشأ في عملية الإنتاج.
والذكاء الاصطناعي التوليدي هو أحد أشكال الذكاء الاصطناعي الذي يمكن استخدامه لإنشاء ("توليد") محتويات أصلية جديدة. وبمساعدة الخوارزميات وما يسمى بنماذج اللغة، يمكن إنشاء محتويات مثل النصوص والصور ومقاطع الفيديو، وكذلك الموسيقى أو رموز البرامج.
ولا يحتاج نظام الذكاء الاصطناعي إلى برمجة خاصة لتكليفاته، بل يمكن إبلاغه بها باللغة العادية. ومثَّل إطلاق روبوت الدردشة "تشات جي بي تي" من قبل الشركة الناشئة "أوبن إيه آي" في نوفمبر 2022 نقلة نوعية مهمة للذكاء الاصطناعي التوليدي.
وتقدم "جوجل" من بين شركات أخرى روبوت دردشة خاص بها "جيميني"، والذي يتنافس مع "تشات جي بي تي".
وبحسب الدراسة التي أجراها فرع معهد الاقتصاد الألماني (آي دابليو) في كولونيا ونُشرت نتائجها أمس في برلين، سيتعين على الأكاديميين والعاملين في المكاتب على وجه الخصوص التكيف مع التغييرات الكبيرة التي يحدثها الذكاء الاصطناعي في عملهم.
ووفقا للبيانات، فإنه من المتوقع أن يكون للذكاء الاصطناعي تأثير قوي على عمل 600 ألف موظف في قطاع التصنيع بألمانيا. وبالنسبة لـ 1ر4 مليون موظف آخرين يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي دعم عملهم، على سبيل المثال في تحسين رموز البرامج أو كمصدر للأفكار في تصميم المنتجات.
في المقابل سيُستخدم الذكاء الاصطناعي بوتيرة أقل في الوظائف الصناعية التقليدية مثل أعمال الإصلاح أو الصيانة. ووفقا للدراسة، لا يمكن أتمتة هذه الوظائف البالغ عددها حوالي 3ر3 مليون وظيفة أو يمكن أتمتتها على نحو محدود للغاية عبر الذكاء الاصطناعي. ويعادل هذا حوالي 41% من جميع الوظائف في قطاع التصنيع.
أوضح مدير معهد "آي دابليو"، ميشائيل هوتر، أنه منذ عام 2018 ظلت إنتاجية العمل الحقيقية في صناعة الآلات وغيرها من مجالات الصناعة التحويلية ثابتة تقريبا مع زيادة طفيفة قدرها 4ر0% فقط سنويا، وقال: "عبر الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن للقطاع تحقيق أرباح كبيرة وبالتالي تأمين تميزها الإنتاجي في الأسواق العالمية"، مضيفا أن إدراك العديد من الشركات لهذه الفرصة بالفعل يبعث على التفاؤل.
وتظهر الدراسة أن أكثر من 50% من الشركات الصناعية في ألمانيا تستخدم بالفعل الذكاء الاصطناعي، بزيادة قدرها 17% عن متوسط القطاعات الاقتصادية الأخرى في ألمانيا.
ويُستخدم الذكاء الاصطناعي في الصناعة التحويلية لأتمتة الأنظمة الداخلية (42%)، وكتابة المستندات (31%)، وتحليل البيانات (24%).
وتعتبر الصناعات التحويلية من أهم القطاعات الاقتصادية في ألمانيا. وبحسب المعهد، فإن القيمة المضافة في هذا القطاع تبلغ 781 مليار يورو، ويعمل به ما يقرب من 8 ملايين موظف. وبالمقارنة بدول صناعية أخرى، فإن حصة قطاع الصناعات التحويلية في خلق القيمة الاقتصادية الإجمالية في ألمانيا أعلى بكثير، حيث تزيد عن 20%، وهي تقريبا ضعف ما هي عليه في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية. وبالنسبة للاقتصاد بأكمله، تقدر القيمة المحتملة لخلق القيمة باستخدام الذكاء الاصطناعي بنحو 330 مليار يورو.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الاصطناعی التولیدی الذکاء الاصطناعی القیمة المضافة فی ألمانیا
إقرأ أيضاً:
خبراء: الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً للبشر
أكد خبراء خلال مشاركتهم في فعاليات "ملتقى دبي للذكاء الاصطناعي"، أهمية التركيز على الإنسان باعتباره محور التحول في استخدام التكنولوجيا وتبنيها، مع ضرورة إعطاء الأولوية لتعزيز التأثير الإيجابي للذكاء الاصطناعي على جودة الحياة ورفاه المجتمعات، والعمل على الارتقاء بقدرات الأفراد بدلاً من استبدالهم.
جاء ذلك ضمن فعاليات "ملتقى دبي للذكاء الاصطناعي" في "أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي"، الذي ينعقد برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل.
وأجمع المشاركون في جلسة بعنوان "الذكاء الاصطناعي التوليدي بين النمو المتسارع والتصميم الواعي" انعقدت ضمن الملتقى في منطقة 2071 في أبراج الإمارات بدبي، على أهمية القيمة الحقيقية للذكاء الاصطناعي والتي تكمن في التكاملية، أي تحقيق التوازن بين كفاءة الآلة والقيم الإنسانية.
فمن جهته قال بانوس ماداموبولوس، المستثمر في موريس آنجل، والمدير التنفيذي والمؤسس السابق لبرامج الصناعة والشراكات، ستانفورد اتش ايه آي، إن الذكاء الاصطناعي يجب أن يستلهم من الدماغ البشري، مشيراً إلى أن التقنيات الذكية ستُعيد تشكيل الوظائف وتغيّر ملامح قطاعات المستقبل، لكن الهدف منها ليس إلغاء العنصر البشري، بل تمكينه.
وأضاف سيشهد جيلنا تحولاً حقيقياً نحو فرق العمل الهجينة التي يقودها الإنسان ويعززها الذكاء الاصطناعي، لذا يتوجب علينا الاستثمار في أدوات تعزز الإبداع والتعاطف والقرارات السليمة باعتبارها مهارات إنسانية أساسية لا يمكن للآلة تقليدها، ودعائم حقيقية لبناء عالم أفضل.
وشدد على أن التحول الحقيقي في مجال الذكاء الاصطناعي لا يبدأ بالتكنولوجيا، وإنما بالنهج القيادي القادر على إعادة تصور العمليات والأساليب والأدوات المتبعة وتحديد دورها في تشكيل حياتنا ومستقبلنا ، ولا يتطلب ذلك تبني الذكاء الاصطناعي فحسب، وإنما فهمه وتوجيهه وتشكيله وفقاً لاحتياجاتنا ، مشيرا إلى أنه مما لا شك فيه بأن المؤسسات التي ستحقق نمواً وازدهاراً في العصر الجديد لن تكون الأسرع في الأتمتة، بل الأقدر على قيادة التحول الهادف والمسؤول.
من جانبه اعتبر سيرجي لوتر، الرئيس التنفيذي للبحث العالمي، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الإعلانية في شركة "يانغو"، أن الذكاء الاصطناعي التوليدي ليس مجرّد تطور تقني، بل هو تغيير جذري في طريقة التفكير.
وأضاف لا نعمل على تصميم تقنيات عامة للجميع، بل نطور حلولاً ذكية تناسب كل سوق حسب لغته وثقافته واحتياجاته الخاصة، ونسعى إلى تقديم تقنيات ذكاء اصطناعي أسهل وأكثر كفاءة وتأثيراً، من خلال دمج التكنولوجيا المتقدمة مع فهمنا للأسواق المحلية.
وأكد أن الذكاء الاصطناعي لا يُلغي دور الإبداع البشري، بل يعيد تشكيله، لافتاً إلى أن دور الإنسان لم يعد يقتصر على تنفيذ المهام، بل أصبح يتعلق بالفهم والتفكير الإبداعي.
وقال لوتر إنه من يعرف كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة ذكية ومؤثرة ستكون له الريادة في المستقبل، فالأمر لا يتعلق باستبدال البشر، بل بتمكينهم من العمل بطرق أسرع وأكثر ذكاءً وابتكاراً.
ويتواصل "ملتقى دبي للذكاء الاصطناعي" ضمن فعاليات "أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي" على مدى أربعة أيام في منطقة 2071 بأبراج الإمارات بدبي بحضور آلاف المسؤولين والخبراء وصناع القرار والمتحدثين العالميين المتخصصين في قطاع الذكاء الاصطناعي، إلى جانب مؤثرين عالميين وقادة التكنولوجيا.
ويشهد الملتقى مشاركة وفود من 25 دولة حول العالم، و25 شركة عالمية و18 جهة حكومية و60 شركة ناشئة تستعرض حلولها ومشاريعها النوعية في مختلف مجالات الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى مشاركة 20 جامعة ومؤسسة بحثية في جلسات وفعاليات الملتقى.