تل أبيب وطهران.. الذهاب نحو الهاوية
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
ذكر تقرير عبري أنه منذ نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين حتى 13 أبريل/نيسان 2024، هيمن مصطلح "الحرب بين الحروب" على الخطاب العسكري لدى الاحتلال الإسرائيلي، ومنه انتقل إلى وسائل الإعلام. إلا أن الهجوم الإيراني في ليلة السبت الأحد، أنهى الدفاع الجوي، وفتح رسميا الحرب المفتوحة بين إيران والكيان المحتل.
اقرأ أيضاً : قيادي في حماس: تراجع الموقف الأمريكي عطل مفاوضات صفقة التبادل
ويسوّق الإيرانيون الهجوم على أنه دفاع عن النفس، لكن الهجوم خلق "معادلة جديدة"، كما يسميها رأس النظام في طهران. وحذر قائد الحرس الثوري حسين سلامي من أنه "سيكون هناك رد على أي اعتداء إسرائيلي على أصولها أو مسؤوليها أو مواطنيها.. وعلى تل أبيب أن تتعلم الدرس مما حدث في التصفية المنسوبة إليها في سوريا". لكن تل أبيب ليست وحدها في هذه الحرب. والتهديد من طهران كان موجها أيضا ضد الأمريكيين، بحسب التقرير.
وقال رئيس الأركان الإيراني محمد باقري: "إذا تعاونت الولايات المتحدة مع إسرائيل في الخطوات التالية، فلن تكون قواعدها آمنة أيضًا".
ووفق الدكتور يهودا بيلانغا، وهو خبير في شؤون العالم العربي في قسم الشرق الأوسط في جامعة بار إيلان، فإنه "بعيداً عن التهديدات، وضع الإيرانيون حاجزاً ملموساً أمام تل أبيب وواشنطن، ومن الآن فصاعداً، يبدو أن أي اغتيال أو هجوم على مستودع أسلحة في سوريا ولبنان وإيران، سيؤدي إلى رد فعل مباشر من طهران تحتفظ فيه بحرية العمل التي لا تنعكس فقط في القدرة على التهديد وتنفيذه، ولكن أيضًا في استمرار تمويل وتسليح وتدريب الميليشيات الشيعية والمنظمات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط".
وقال: "من ناحية أخرى، فإن الاعتراف من وجهة نظر طهران، بأن نطاق العمل الإسرائيلي والأمريكي محدود، ينبع من فهم الوضع في ساحتين مهمتين في المنطقة: السياسي والعسكري. ومن الناحية العسكرية، فإن تقدير إيران هو أن إسرائيل لن ترد حتى لا تدخل في حملة عسكرية أخرى أثناء القتال في غزة ولبنان".
وفي الجانب السياسي، هناك انطباع بأنه بعد الإنجازات التي حققها تحالف إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا العظمى وفرنسا، لوقف الهجوم الإيراني، فإن الإسرائيليين ملزمون فعلياً بأعضاء هذا التحالف أيضاً، مدركين أن إدارة بايدن لا تريد الانجرار إلى الحرب في الشرق الأوسط في عام انتخابي.
وتابع بيلانغا "طهران وتل أبيب تدخلان في حالة من توازن التهديد: فإيران ستخشى تشكيل تحالف دولي قد يؤدي بالنسبة لها إلى هجوم مشترك على منشآتها النووية. وستفكر إسرائيل مرتين فيما إذا كانت ستلحق الضرر بالأشخاص والأصول الإيرانية في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ومع ذلك، في حين أن التحالف الغربي والشرق أوسطي يمثل بالنسبة لإيران كابوسا، فإنه بالنسبة لإسرائيل يعد نجاحا ينطوي على تسوية، لأنه من الآن فصاعدا سيتعين عليها التشاور مع شركائها كلما أرادت إزالة التهديد الإيراني".
ويرى بيلانغا أنه "كان ينبغي أن يدخل الرد الإسرائيلي القوي حيز التنفيذ في نفس وقت الهجوم الإيراني. فالتحرك الفوري من شأنه أن يجعل طلب الموافقة من واشنطن غير ضروري، ويقلب معادلة ميزان التهديد في إيران رأساً على عقب. لكن بما أن النخبة السياسية والأمنية تأخرت في الرد، فكل ما تبقى لإسرائيل الآن هو مواصلة تشديد التحالف ضد إيران وإضافة المزيد من الدول إليه، والهدف النهائي يجب أن يكون القيام بعملية عسكرية مشتركة للقضاء على المشروع النووي الإيراني، فهي لن تتردد في استخدامه إذا امتلكته".
واختتم بيلانغا بالقول "يجب على إسرائيل أن تواصل سياسة النشاط العسكري الغامض ضد الأهداف الإيرانية. فقد أعلنت إيران الحرب، ولكن لاعتبارات نفعية سنعود إلى آلية الدفاع الصاروخي، وبالتالي، إذا كان من شأن هجوم إسرائيلي مفتوح في قلب إيران، في ظل الظروف القائمة والقيود الحالية، أن يعرض استقرار المنطقة والجهود الرامية إلى تشكيل تحالف دولي، فإن النشاط الغامض من شأنه أن يوسع حدود المعادلة التي خلقتها إيران، ويضعها في موقف غير مؤات في مواجهة القوة الإسرائيلية، والدعم الذي تتلقاه تل أبيب من الغرب".
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: فلسطين إيران طهران سوريا العراق تل أبيب أمريكا الشرق الأوسط تل أبیب
إقرأ أيضاً:
الرئيس الإيراني يلتقي وزراء خارجية قطر وسوريا.. هذا ما دار بينهم
استقبل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الأربعاء، وزيري خارجية قطر وسوريا في العاصمة طهران، وعقد معهما لقاءات منفصلة، لبحث التحديات التي تعيشها المنطقة.
وأشار بيان صادر عن الرئاسة الإيرانية أن الرئيس بزشكيان استقبل وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس مجلس الوزراء القطري. "وكان اللقاء فرصة لمراجعة مجمل العلاقات الثنائية بين طهران والدوحة".
وأكد الرئيس الإيراني خلال اللقاء على ضرورة تسريع تنفيذ الاتفاقيات السابقة بين البلدين، والتي تشمل التعاون في مجالات متعددة مثل الطاقة، التجارة، والقطاعين الأمني والعسكري، معربا عن رغبة طهران في تعزيز العلاقات مع قطر في كافة المجالات.
من جهته، قال وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن إن بلاده تسعى إلى توسيع العلاقات مع إيران، وأن زيارة أمير قطر إلى طهران من المتوقع أن تتم في بداية العام المقبل، مما يفتح آفاقًا جديدة لتعاون أكبر بين البلدين.
وفي السياق ذاته، التقى بزشكيان بوزير الخارجية السوري بسام الصباغ، حيث تم التباحث حول سبل تعزيز التعاون الثنائي بين طهران ودمشق.
وأكد الرئيس الإيراني أهمية العمل المشترك بين الدول الإسلامية لتحييد مخططات واشنطن وتل أبيب في المنطقة، مشددًا على ضرورة تضافر الجهود لمواجهة التحديات الإقليمية.
وأضاف بزشكيان أن إيران تقدر علاقاتها مع سوريا بشكل خاص، "نظرًا للدور المحوري الذي تلعبه دمشق في محاربة الإرهاب في المنطقة، ودعم القضايا المشتركة". وفق قوله.
من جانبه، أشار الوزير السوري إلى أهمية تعزيز التنسيق في المجال الدبلوماسي بين البلدين، مؤكداً على أهمية تطوير العلاقات السورية الإيرانية في مواجهة العقوبات الأمريكية المفروضة عليهما.
وتأتي هذه اللقاءات في وقت تشهد فيه المنطقة العديد من التوترات والصراعات، حيث تعتبر إيران لاعبًا رئيسيًا في الشؤون الإقليمية، خصوصًا في سياق دعمها الحكومات والشعوب العربية في مواجهة التدخلات الخارجية. كما أن قطر وسوريا تعدان من الحلفاء المقربين لإيران في هذا السياق، مما يعكس عمق العلاقة بين هذه الدول الثلاث.