آخر تحديث: 17 أبريل 2024 - 2:51 م لمؤلّفه اللواء الركن علاء الدين حسين مكّي خمَّاس بقلم: صفوة فاهم كامل سعدْتُ جداً عندما أهداني أستاذي وزميلي وصديقي اللواء الركن علاء الدين حسين مكّي خمَّاس مؤلّفهُ الحادي والعشرين وآخر إنجازاته البحثية المتميّزة، فور صدورہ من المطبعة وقبل توزيعه في المكتبات، الموسوم (الجيش العراقي في حرب فلسطين عام 1948… سِفْر خالد وتاريخ مجيد)، أحدث منشورات دار الأكاديميون للنشر والتوزيع في عمّان لعام 2024.

فكنتُ أول من اطَّلع على محتواہ وقلَّب صفحاته وقدَّر الجهد والوقت المبذولين في تأليفه.
يُعَدُّ اللواء الركن علاء الدين حسين مكّي خمَّاس في الوقت الحالي عميد الجيش العراقي إن لم نقل شيخهم النجيب، فهو من مواليد بغداد عام 1937، خريج الكلية العسكرية/ دورة ٣٣ عام ١٩٥٧، والأكاديمية العسكرية الملكية البريطانية (Sandhurst) عام ١٩٥٧، وكلية الأركان العراقية عام ١٩٦٦، وكلية الحرب الفرنسية العليا عام ١٩٧٧. وذو شخصية عسكرية رياضية علمية رصينة وصاحب مؤلفات ودراسات وبحوث مفيدة أغنت المكتبتين العسكرية والمدنية، وما زال يملك في جعبته الكثير من الأفكار والطروحات قيد البحث والتأليف.
وأَكاد أجزم -وهذه قناعتي- أنَّ كتاب اللواء خمَّاس هذا والذي استغرقَ إعداده ثلاث سنوات متواصلة هو قمَّةُ هرم كتبهِ وأنجحها، فقد وضعَ فيه عصارة جهدہِ الفكري والبحثي ناهلاً من خبرته الطويلة وثقافته العالية واطلاعه على الكثير من الكتب العسكرية العربية والأجنبية التي ترجم عدداً منها، ليبرز للعالم العربي والجيل الحالي -بكلِّ وضوح- الدور الحقيقي للجيش العراقي في حرب فلسطين عام 1948 التي سمِّيت (يوم النكبة) أو (عام النكبة) بينما أَسماها العدو (حرب الاستقلال). وإن كان كتابه قبل الأخير الصادر عام 2021 تحت عنوان (دور العراق في حرب عام 1967 … تاريخ وذكريات) لا يقل أهميةً عنه.
وتزامن صدور الكتاب ونحن على أعتاب الذكرى السادسة والسبعين لتلك النكبة المشؤومة وما زال الشعب الفلسطيني المرزوء يمرُّ بظروف قاسية وحزينة، حيث أوجاع الحياة تُثقِل عليه بكل مآسيها في قِطاع غزَّة وبقية الأراضي المحتلة في زمن بات الجيش العراقي -للأسف- بعيداً عن دوره الحقيقي في مجابهة الكيان الصهيوني الغاصب متخلِّياً (مؤقَّتاً) عن قضيته الأساسية وهدفه الأسمى في تحرير كامل تراب فلسطين من النهر إلى البحر، وهو المعوَّل عليه بين الجيوش العربيبة وأهلٌ لها باقتدار…
جيشُ العراق ولم أزل بك مؤمناً
وبأنَّك الأمل المرجَّى والمنـى الكتاب يقع في 684 صفحة من القطع الكبير وبأحرف متوسطة، وأول ما يَلفت نظر القارئ تصميمُ غلافه الذي وضِعتْ عليه خريطة صمَّاء للعراق وبلاد الشام بخلفية خضراء ليخرج من بغداد العروبة سهمٌ ذهبي باتجاه فلسطين الحبيبة وتحديداً القدس فأعطى للكتاب معنىً لامعاً آخر مكمِّلاً لعنوانه الفخم والواضح.
اللواء علاء الدين حسين مكّي خمَّاس أهدى مؤلَّفه وجُهده إلى كل من ناضل ودافع وقاتل واستشهد من أجل الحفاظ على عروبة فلسطين وكذلك إلى الشباب الناهض وإلى الجيش العراقي. ونظراً لكثرة وقائع تلك الحرب وما قبلها ومشاركة جيوش عربية عدَّة فيه فقد ارتأى تبويب الكتاب وتقسيمه إلى 26 فصلاً، بدأها بقرار تقسيم فلسطين عام 1947 والأسباب المؤدِّية له ومشروع التقسيم والكتاب الأبيض الذي أصدرته بريطانيا مع حيثيات القرار وتداعياته العربية مروراً بمعارك الجيش العراقي الذي كان في حينها من أكبر الجيوش العربية المشاركة عدداً، لتنتهي الحرب باتفاقية هدنة وُقِّعت بين (إسرائيل) ودول المواجهة العربية ولم يوقِّعها العراق، إلى نهاية فصول الكتاب بانتهاء الحرب وتسليم الجيش العراقي مواقعه وعودته تباعاً إلى ثكناته في العراق واستقبالهِ عند مدخل مدينة بغداد، وكان على رأس مستقبليه في حينها والدہ أمير اللواء حسين مكّي خمَّاس -رحمه الله- مدير الحركات العسكرية.
في بداية الكتاب تطرَّق الكاتب إلى قوات الجيش الإسرائيلي وأسماء التنظيمات المسلَّحة التي فاجأت العرب إذ كانت تربو على ستين ألف محارب من ذوي خبرات قتالية عالية، لا كما اعتقدوا أنَّها مجرد عصابات مسلّحة، لتتحوّل بين ليلة وضحاها إلى ما بات يعرف بـ (جيش الدفاع الإسرائيلي) تحديداً يوم 15 مايس 1948، يوم انتهاء الانتداب البريطاني وإعلان قيام (دولة إسرائيل) وما تلاہ من تمدّد هذا الكيان تدريجياً واجتياحه مدناً وقرى فلسطينية أخرى، علماً أن الجيش الإسرائيلي لم يكن يملك أي قوة جوية أو طائرات حربية مقاتلة لحظة بدء الحرب.
كان العدو قد بدأ تطبيق خططته المبيَّتة سلفاً للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية التي تؤمِّن دولته المزعومة قبل تاريخ انتهاء الانتداب البريطاني وتسارعت وتيرة الأحداث والاستعدادات فبدأت باغتيال القائد الفلسطيني حسن سلامة ورفاقه ثمَّ الاستيلاء على قرية القسطل واحتلالها وفيها استشهد القائد الفلسطيني عبد القادر الحسيني وتوالى بعدها احتلاله مدن وبلدات دير ياسين وطبرية وحيفا وصفد ويافا وبيسان على التوالي. وفي الساعة الواحدة من صباح يوم 15 مايس 1948، اجتازت الجيوش العربية النظامية الحدود الدولية لفلسطين تنفيذاً لقرار الجامعة العربية وكان في مقدمتها الجيش العراقي الذي كان قد تحشَّد على الضفة الشرقية لنهر الأردن.
أما أهم المعارك التي اشتبك فيها الجيش العراقي مع العدو خلال فترة الحرب وذكر المؤلف مُجرياتها في صفحات الكتاب فهي على التوالي: معركة كيشر، ومعركة جنين الأولى والثانية، ومعارك جبهة كفر قاسم، ومعارك النقب الأولى، ومعارك تل حنيفش وبورين طول كرم، وكان آخرها معركة رامات هاكوفتش، حيث أُعلن بعدها وقف إطلاق النار.
وعلى الرغم من حداثة تشكيل الجيش العراقي وخبرته المتواضعة في القتال آنذاك، إذ كان قد مرَّ على تأسيسه سبعة وعشرون عاماً فقط، زجَّ العراق في هذه الحرب ثلثي جيشه ممَّا يدلُّ على جدِّيته في الالتزام بواجبه القومي تجاه فلسطين، فشارك بقوة آلية وجحفل لواء مشاة وسرب طائرات، وتجمَّعت هذه القوات في مدينة المفَرق الأردنية ومطارها، ثمَّ أُرسلت قوات أخرى لتعزيز الموقف مؤلَّفة من أربعة جحافل ألوية مشاة وفوج آخر وفوجين من قوات الشرطة السيارة. وقد أبرز المؤلَّف تشكيلات هذه القوات والقوات المتجحفلة معها بشكل مفصَّل وكذلك باقي قطعات الجيوش المشاركة الأردنية والسورية واللبنانية والسعودية.
وإذا كان اللواء الركن علاء الدين حسين مكّي خمَّاس قد استذكر بشكل مُسهب دور الجيش العراقي في هذه الحرب، وهو الإنجاز التاريخي الذي يتشرّف أبناؤه به إلى اليوم ويشار له بالبَنان عراقياً وعربياً، فإنَّه افرد صفحات كثيرة عن دور القائد الميداني المقدَّم عمر علي بطل معركة جَنين في هذه الحرب الذي ما زال اسمه محطَّ فخر واعتزاز لكل فلسطيني بينما يتوجَّس منه الصهاينة، مستعيناً بمعلومات تاريخه قيّمة ومهمّة من مصدر حي وقريب، من ابنه المقدَّم الطيار بارز عمر علي، ليعزَّز من عديد مصادر كتابه الثريّة ويُتحفه بمعلومات غير مطروقة سابقاً فضلاً عن مصادر إسرائيلية كَتبتْ عنه ومذكِّرات قادة ضبَّاط شاركوا فعلياً في هذه الحرب.
لقد أمست معركة جَنين الأولى والثانية صفحة فخر واعتزاز وملحمة خالدة سطَّرها الجيش العراقي وعلامة بارزة في سفر تاريخه، دون الانتقاص من المعارك الأخرى، وما المقابر الثلاث الماثلة للعيان إلى اليوم والتي تضمُّ تحت ثراها رفات شهداء الجيش العراقي في مدن جَنين ونابلس الفلسطينيتين والمفرق الأردنية إلَّا شواهد حيَّة على تضحيات أبنائه، وهو الجيش العربي الوحيد الذي يملك مقابر لشهدائه خارج أرضه كانت دماء أجسادهم الطاهرة قد روت أرض فلسطين.
عزَّز المؤلِّف كتابه بكثير من الصور الجوية والخرائط العسكرية التي استعان بها لإيضاح الأماكن والمواقع والنقاط وسير المعارك للقارئ وخرائط أخرى خطَّطها بنفسه وأشَّرَ عليه بيدہ نتيجة خبرته الطويلة التي اكتسبها من اشتراكه في معارك الجيش العراقي واقتدارہ كمدرِّس في الكلية العسكرية وكلية الأركان ومن ثمَّ رئاسته جامعةَ البكر للدراسات العسكرية العليا، وطرَّز صفحات الكتاب أيضاً بصور تاريخية لرجال كانت لهم أدوار بطولية في الحرب وصور أخرى لمواقع وثكنات عسكرية مع أسمائها وتفاصيلها وأسلحة وطائرات ومعدَّات استخدمت في الحرب، وبعض هذه الصور تنشر لأول مرة ممَّا زاد من جمال الكتاب ومن قيمته التوثيقية والتاريخية.
أما أبرز القادة الميدانيين وآمري الألوية الذين شاركوا بشكل مباشر في هذه الحرب هم: اللواء الركن إسماعيل صفوت، أمير اللواء الركن نور الدين محمود، والزعيم طاهر الزبيدي، والعقيد الركن نجيب الربيعي والعقيد الركن صالح زكي توفيق، والعقيد الركن مزهر الشاوي، والزعيم ياسين حسن، والعقيد الركن محمد رفيق عارف، وعشرات الضباط وبضعة آلاف من الجنود الأشاوس ممن كانوا تحت إمرتهم -رحمهم الله جميعاً.
أنهى الكاتب صفحات كتابه بخاتمة طويلة عبَّر فيها عن رؤيته لتلك الحرب بعد خمس وسبعين سنة على انتهائها وعن أسباب فشلها، بدءاً من بداية الحركة الصهيونية والموقف العربي وأدائه السياسي والاستراتيجي والأداء العسكري لكل من القوات العربية والصهيونية علاوة على أهم الدروس البليغة المستنبطة من هذه الحرب. ودوَّن في السطور الأخيرة من هذه الخاتمة آخر رسالة تسلَّمها من زميله وصديقه الفريق الركن محمد عبد القادر الداغستاني -رحمه الله- قبل وفاته بيوم واحد، بيَّنَ فيها رأيه في الكتاب ووجهة نظره في الوضع العربي وفي (إسرائيل).
وبعد أن تنوَّرنا بصفحات هذا الكتاب التاريخي المهم وخرجنا بهذه السطور المتواضعة وقدَّمناها للقارئ الكريم، التمس منه قراءة صفحات الكتاب كاملةً للاطلاع على تفاصيل صفحات الحرب في ساحة العمليات ودقائقها الشائكة وخباياها الصعبة، كي يكون أكثر تعمّقاً في استيعاب الأحداث التي رافقت الحرب، بخاصة العسكريون المتقاعدون من الجيل السابق وضباط الجيش الحالي وعُشّاق التاريخ. وأجد من الضروري جداً أن يوضع هذا الكتاب على رفوف مكتبات مؤسساتنا وأكاديمياتنا العسكرية والمدنية والمكتبات العامة ليكون مصدراً جديداً للباحثين والمؤرخين ونبراساً للأجيال القادمة.
دعاؤنا إلى الباري عزَّ وجل أن يحفظ اللواء الركن علاء الدين حسين مكّي خمَّاس (أبا حسين) وعائلته الكريمة وأن يمدَّ في صحتهِ وعمرہِ ويستمر بإتحافنا بالمزيد من المؤلفات التاريخية المتميّزة التي يتشوَّق القارئ لقراءتها والاستمتاع بمعلوماتها.
ونختم هذه السطور بأبيات من قصيدة عصماء كتبها أحد الضباط الذين اشتركوا في معركة جَنين وهو اللواء الركن محمود شيت خطاب الموصلي -رحمه الله- بتاريخ 26/4/1949، وألقاها بعد مراسم دفن شهداء الجيش العراقي وصدور أوامر بالانسحاب، حينما ألقى نظرة الوداع الأخيرة وبكى… فقال مخاطبًا الجماهير الفلسطينية المحتشدة لوداعهم:
هـذي قبـور الخـالـديـن فقد قَضَوا
شُهداءَ حتـى أنقذوا الأوطانا قـد جـالـدوا الأعداءَ حتـى استُشهدوا
ماتـوا بساحـاتِ الوغى شُجعانـا مـاتـوا دفـاعًا عـن حياضٍ دُنِّسَتْ
بأحطِّ خلقِ الله فـي دنيانا أجنـيـنُ إنَّكِ قـد شهدتِ جهادنا
وعـلـمتِ كـيف تسـاقطتْ قتلانا إنَّ الخلـودَ لـمـن يـمـوت مجاهدًا
لـيس الخلـود لمن يعيش جبانا

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الجیش العراقی فی فی هذه الحرب فلسطین عام معرکة ج فی حرب

إقرأ أيضاً:

مدير «معهد فلسطين»: مصر تعتبر قضيتنا أمنا قوميا.. وسعت لوقف الحرب منذ بدايتها

 قال اللواء حابس الشروف، مدير معهد فلسطين للأمن القومى، إن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة كان دائماً الشغل الشاغل للقيادة الفلسطينية، مشيراً إلى أن مماطلة «نتنياهو» نابعة من سعيه للحفاظ على بقائه السياسى والحفاظ على حكومته اليمينية المتطرّفة. وأضاف «الشروف» فى حواره لـ«الوطن»: «عملت الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، ومنذ اليوم الأول للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، على الانخراط فى جهود الوساطة لوقف الحرب، فالموقف المصرى واضح وثابت عبر الرفض التام لتصفية القضية الفلسطينية والتهجير القسرى للمواطنين الفلسطينيين من قطاع غزة».. وإلى نص الحوار:

اللواء حابس الشروف: الرئيس السيسي رفض تصفية القضية الفلسطينية عبر التهجير القسري لمواطني قطاع غزة 

 أجرى الحوار: محمد على حسن كيف ترى التوصل إلى اتفاق الهدنة بين «الاحتلال وحماس»؟

- أرى أن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة كان دائماً الشغل الشاغل للقيادة الفلسطينية، وسعينا إلى ذلك منذ اليوم الأول لوقف شلال الدم الفلسطينى، وما يظهر الآن فى بنود هذا الاتفاق كان قد عُرض سابقاً من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية، وهنا علينا أن نسأل لماذا جرى كل هذا التأخير؟ وما التكلفة التى دفعها الشعب الفلسطينى ثمناً لهذا التعنت؟

لماذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يماطل منذ اندلاع الحرب ويعيق مساعى التوصل إلى اتفاق هدنة وتبادل المحتجزين؟

- مماطلة «نتنياهو» نابعة من سعيه للحفاظ على بقائه السياسى والحفاظ على حكومته اليمينية المتطرّفة، إضافة إلى رفع أهداف غير معلنة يسعى من خلالها لإبادة جماعية للفلسطينيين وتحويل غزة إلى جغرافيا غير صالحة للحياة وتهجير وطرد الفلسطينيين من غزة، وكذلك كانت مماطلة من زاوية عدم ممارسة الرئيس الأمريكى جو بايدن الضغط الكافى لوقف الحرب.

كيف ترى جهود الوساطة المصرية فى التوصل إلى اتفاق الهدنة؟

- طالما عملت الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى ومنذ اليوم الأول للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، على الانخراط فى جهود الوساطة لوقف الحرب، فمصر تنظر بخطر شديد إلى تداعيات هذه الحرب على مستقبل القضية الفلسطينية، حيث تعتبر القضية جزءاً من الأمن القومى المصرى، كما أن الرئيس أعلن فى أكثر من مناسبة الموقف المصرى الواضح والثابت الذى يرفض تصفية القضية الفلسطينية والتهجير القسرى للمواطنين الفلسطينيين من غزة، بالإضافة إلى المساعدات المصرية التى قدّمت من الدولة.

 عودة ترامب لرئاسة الولايات المتحدة كانت العامل الأهم في الضغط على حماس والاحتلال للاتفاق

إلى أى مدى توجد علاقة بين تنصيب الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب واتفاق الهدنة بين الاحتلال وحركة حماس؟

- شكّلت عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض والإنذار الذى وجّهه بأن أبواب الجحيم ستُفتح على الشرق الأوسط، العامل الأهم فى الضغط على حركة حماس والاحتلال الإسرائيلى للوصول إلى اتفاق لوقف النار فى قطاع غزة، فكلا الطرفين لا يرغب فى الوقوف بوجه «ترامب».

كيف ترى مستقبل قطاع غزة بعد الاتفاق؟

- مستقبل قطاع غزة فى اليوم التالى لتنفيذ الاتفاق يجب أن يكون فلسطينياً خالصاً، يضمن عودة السلطة الشرعية إلى قطاع غزة والعمل على إعادة الإعمار، فحجم الدمار كبير، ويحتاج إلى جهة شرعية يستطيع المجتمع الدولى أن يثق بها، وتضمن تسريع وتيرة الإعمار.

هل أصبح كل من سموتريتش وبن غافير يهددان وجود بنيامين نتنياهو على رأس الحكومة الإسرائيلية؟

- شكل كل من بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غافير جناحاً رئيسياً فى حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرّفة، ولطالما اعتمد عليهما نتنياهو لتمرير سياسات متطرّفة استيطانية، والسعى لحسم الصراع مع الفلسطينيين.

ما مستقبل القضية الفلسطينية بعد تولى دونالد ترامب؟

- هناك تخوّفات فلسطينية من إدارته، والتى طرحت بالسابق خلال ولايته الأولى دون أن تأخذ حق الفلسطينيين بدولة مستقلة، وتماهى كثيراً مع رؤية الاحتلال للصراع، ولكن حالياً هناك متغيرات كثيرة حدثت بالشرق الأوسط غيّرت كل ديناميكيات القوة، وهناك موقف فلسطينى واضح بضرورة إقامة دولة فلسطينية والعالم كله يساندها.

مَن أبرز الشخصيات التى من الممكن أن تخلف نتنياهو فى رئاسة الحكومة؟

- يجب الأخذ بعين الاعتبار إمكانية حدوث مفاجآت فى المشهد الانتخابى الإسرائيلى تقلب الطاولة وخير مثال على ذلك ما قد تُحدثه عودة نفتالى بينيت إلى الحلبة السياسية، وما تمنحه له استطلاعات الرأى من عدد مقاعد يفوق مقاعد حزب الليكود الذى يقوده بنيامين نتنياهو.

فى رأيك.. هل سيُركز «نتنياهو» على الضفة الغربية والقدس المحتلة خلال عام 2025؟

- تقع الضفة الغربية فى قلب الرواية الدينية التوراتية، وتُمثل حجر الزاوية من ناحية اليمين المتطرف إلى تغيير الـDNA فيها، عبر مزيد من الاستيطان، بحيث يمكن وصف حكومة نتنياهو بأنها «حكومة الاستيطان»، والتى تحبط قيام دولة فلسطينية وتعمل على تشريع قوانين فى الكنيست تؤكد فيها على يهودية الجغرافيا وإنكار حق الفلسطينيين فى تقرير المصير، وهذا يتعارض مع كل قرارات الشرعية الدولية والمواثيق العالمية.

لماذا تراجعت المعارضة الإسرائيلية خلال السنوات الماضية؟

- المعارضة الإسرائيلية لا تملك برنامجاً واضحاً، وهى معارضة لشخص «نتنياهو» وليس لسياساته، إذ إنها معارضة مفتتة بلا رأس وبدون هوية، فيها الكثير من التنافس، فكل من أقطابها يرى نفسه رئيس وزراء محتملاً لإسرائيل.حول مستقبل المشهد الانتخابى الإسرائيلى، تُظهر استطلاعات الرأى فى غالبيتها عدم قدرة أى معسكر على حسم الانتخابات بشكل واضح، سواء المعسكر المؤيد لـ«نتنياهو» أو المناوئ له، وهذا يُؤشر إلى حالة عدم اللااستقرار فى المشهد الحزبى، ولكن يمكن القول إن لهذه الحرب تداعيات كبيرة على مستقبل الأحزاب الإسرائيلية وقدرتها على الوصول إلى السلطة.

 المشهد الانتخابى الإسرائيلى

كيف ترى التوصل إلى اتفاق الهدنة بين «الاحتلال وحماس»؟

- أرى أن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة كان دائماً الشغل الشاغل للقيادة الفلسطينية، وسعينا إلى ذلك منذ اليوم الأول لوقف شلال الدم الفلسطينى، وما يظهر الآن فى بنود هذا الاتفاق كان قد عُرض سابقاً من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية، وهنا علينا أن نسأل لماذا جرى كل هذا التأخير؟ وما التكلفة التى دفعها الشعب الفلسطينى ثمناً لهذا التعنت؟

لماذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يماطل منذ اندلاع الحرب ويعيق مساعى التوصل إلى اتفاق هدنة وتبادل المحتجزين؟

- مماطلة «نتنياهو» نابعة من سعيه للحفاظ على بقائه السياسى والحفاظ على حكومته اليمينية المتطرّفة، إضافة إلى رفع أهداف غير معلنة يسعى من خلالها لإبادة جماعية للفلسطينيين وتحويل غزة إلى جغرافيا غير صالحة للحياة وتهجير وطرد الفلسطينيين من غزة، وكذلك كانت مماطلة من زاوية عدم ممارسة الرئيس الأمريكى جو بايدن الضغط الكافى لوقف الحرب.

كيف ترى جهود الوساطة المصرية فى التوصل إلى اتفاق الهدنة؟

- طالما عملت الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى ومنذ اليوم الأول للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، على الانخراط فى جهود الوساطة لوقف الحرب، فمصر تنظر بخطر شديد إلى تداعيات هذه الحرب على مستقبل القضية الفلسطينية، حيث تعتبر القضية جزءاً من الأمن القومى المصرى، كما أن الرئيس أعلن فى أكثر من مناسبة الموقف المصرى الواضح والثابت الذى يرفض تصفية القضية الفلسطينية والتهجير القسرى للمواطنين الفلسطينيين من غزة، بالإضافة إلى المساعدات المصرية التى قدّمت من الدولة.

إلى أى مدى توجد علاقة بين تنصيب الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب واتفاق الهدنة بين الاحتلال وحركة حماس؟

- شكّلت عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض والإنذار الذى وجّهه بأن أبواب الجحيم ستُفتح على الشرق الأوسط، العامل الأهم فى الضغط على حركة حماس والاحتلال الإسرائيلى للوصول إلى اتفاق لوقف النار فى قطاع غزة، فكلا الطرفين لا يرغب فى الوقوف بوجه «ترامب».

كيف ترى مستقبل قطاع غزة بعد الاتفاق؟

- مستقبل قطاع غزة فى اليوم التالى لتنفيذ الاتفاق يجب أن يكون فلسطينياً خالصاً، يضمن عودة السلطة الشرعية إلى قطاع غزة والعمل على إعادة الإعمار، فحجم الدمار كبير، ويحتاج إلى جهة شرعية يستطيع المجتمع الدولى أن يثق بها، وتضمن تسريع وتيرة الإعمار.

هل أصبح كل من سموتريتش وبن غافير يهددان وجود بنيامين نتنياهو على رأس الحكومة الإسرائيلية؟

- شكل كل من بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غافير جناحاً رئيسياً فى حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرّفة، ولطالما اعتمد عليهما نتنياهو لتمرير سياسات متطرّفة استيطانية، والسعى لحسم الصراع مع الفلسطينيين.

ما مستقبل القضية الفلسطينية بعد تولى دونالد ترامب؟

- هناك تخوّفات فلسطينية من إدارته، والتى طرحت بالسابق خلال ولايته الأولى دون أن تأخذ حق الفلسطينيين بدولة مستقلة، وتماهى كثيراً مع رؤية الاحتلال للصراع، ولكن حالياً هناك متغيرات كثيرة حدثت بالشرق الأوسط غيّرت كل ديناميكيات القوة، وهناك موقف فلسطينى واضح بضرورة إقامة دولة فلسطينية والعالم كله يساندها.

مَن أبرز الشخصيات التى من الممكن أن تخلف نتنياهو فى رئاسة الحكومة؟

- يجب الأخذ بعين الاعتبار إمكانية حدوث مفاجآت فى المشهد الانتخابى الإسرائيلى تقلب الطاولة وخير مثال على ذلك ما قد تُحدثه عودة نفتالى بينيت إلى الحلبة السياسية، وما تمنحه له استطلاعات الرأى من عدد مقاعد يفوق مقاعد حزب الليكود الذى يقوده بنيامين نتنياهو.

فى رأيك.. هل سيُركز «نتنياهو» على الضفة الغربية والقدس المحتلة خلال عام 2025؟

- تقع الضفة الغربية فى قلب الرواية الدينية التوراتية، وتُمثل حجر الزاوية من ناحية اليمين المتطرف إلى تغيير الـDNA فيها، عبر مزيد من الاستيطان، بحيث يمكن وصف حكومة نتنياهو بأنها «حكومة الاستيطان»، والتى تحبط قيام دولة فلسطينية وتعمل على تشريع قوانين فى الكنيست تؤكد فيها على يهودية الجغرافيا وإنكار حق الفلسطينيين فى تقرير المصير، وهذا يتعارض مع كل قرارات الشرعية الدولية والمواثيق العالمية.

لماذا تراجعت المعارضة الإسرائيلية خلال السنوات الماضية؟

- المعارضة الإسرائيلية لا تملك برنامجاً واضحاً، وهى معارضة لشخص «نتنياهو» وليس لسياساته، إذ إنها معارضة مفتتة بلا رأس وبدون هوية، فيها الكثير من التنافس، فكل من أقطابها يرى نفسه رئيس وزراء محتملاً لإسرائيل.

 المشهد الانتخابي الإسرائيلي

حول مستقبل المشهد الانتخابى الإسرائيلى، تُظهر استطلاعات الرأى فى غالبيتها عدم قدرة أى معسكر على حسم الانتخابات بشكل واضح، سواء المعسكر المؤيد لـ«نتنياهو» أو المناوئ له، وهذا يُؤشر إلى حالة عدم اللااستقرار فى المشهد الحزبى، ولكن يمكن القول إن لهذه الحرب تداعيات كبيرة على مستقبل الأحزاب الإسرائيلية وقدرتها على الوصول إلى السلطة.

 

مقالات مشابهة

  • لماذا السودان؟.. كتاب يناقش سيناريوهات مصير الحرب ومستقبل الصراع مع مليشيا الدعم السريع
  • الفلسطيني للبحوث: الجيش الإسرائيلي ارتكب مئات المجازر
  • مدير «معهد فلسطين»: مصر تعتبر قضيتنا أمنا قوميا.. وسعت لوقف الحرب منذ بدايتها
  • جناح الأزهر بمعرض الكتاب يقدم لزوَّاره كتاب "حقائق إسلاميَّة في مُواجَهةِ حملاتِ التَّشكيكِ"
  • جناح الأزهر بمعرض الكتاب يقدم لزوَّاره كتاب حقائق إسلاميَّة في مُواجَهةِ حملاتِ التَّشكيكِ
  • هيرست: الحرب على غزة خلقت جبهة عالمية لتحرير فلسطين
  • معرض الكتاب 2025.. “سلطان المداحين” كتاب جديد لأماني علي
  • هيرست: أثبت شعب فلسطين قدرته على تحمل حرب شاملة دون أن يتزحزح من أرضه
  • القضية الفلسطينية في قلب مصر منذ عام 1948.. تضحيات بالعرق والدم
  • كتاب إسرائيليون: سيبقى السابع من أكتوبر جرحا غائرا.. لن تشفيه الحرب