تستضيف دولة الإمارات فعاليات المنتدى الخليجي الثاني للمترولوجيا، في دبي يومي 22 و23 أبريل الجاري، باستضافة من وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة وبرعاية مشتركة مع التجمع الخليجي للمترولوجيا ومجلس أبوظبي للجودة والمطابقة ممثلاً في معهد الامارات للمترولوجيا، المعهد الرائد للدولة والمرجعية الوطنية لوحدات القياس والمحافظة على معايير القياس الوطنية، وتعزيز جهود التعليم والتدريب، والبحث والتطوير، والتعاون الدولي في مجال المترولوجيا.


ويهدف المنتدى، الذي ينعقد تحت شعار “المترولوجيا من أجل الاستدامة”، إلى رفع الوعي بأهمية القياسات الدقيقة والموثوقة في دعم البنية التحتية للجودة في القطاع الصناعي والتكنولوجي وتحفيز الابتكار للوصول الى منتجات أكثر تنافسية، ومناقشة أحدث التطورات والتوجهات في مجال المترولوجيا، ورفع الوعي بأهمية القياسات الدقيقة في قطاعات الصناعة والرعاية الصحية والطاقة والبيئة، وتعزيز التعاون بين المتخصصين في مجال المترولوجيا ودعم الابتكار من أجل تطوير تقنيات قياس جديدة.
وتأتي استضافة دولة الامارات لهذا المنتدى الدولي تعزيزاً لما حققته الدولة في مؤشر البنية التحتية للجودة للتطور المستدام الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية “UNIDO” والشبكة الدولية للبنية التحتية للجودة “INet QI” لعام 2022 اذ حققت الدولة المركز الأول على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والـ11 عالمياً في هذا المؤشر الدولي التنافسي الذي يعد أداة فعالة لمقارنة قوة البنية التحتية للجودة في دول العالم، لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة وهو ما يعكس القدرات الإماراتية المتقدمة في منظومة البنية التحتية للجودة.
وتلعب المترولوجيا أو “علم القياس” دوراً أساسياً في حياتنا اليومية، كونها تعزز من جودة المنتجات عن طريق دقة وموثوقية أجهزة القياس، وخدمات المعايرة، وضمان حقوق أطراف العلاقة التجارية سواء المصنع أو المورّد أو المستهلك، حيث تضمن أن القياسات المستخدمة في الصناعة والإنتاج متناسبة مع نظيرتها في الأسواق الخارجية، بالإضافة إلى دورها في تعزيز الابتكار الصناعي، وتسهيل حركة التجارة بين الدول.
كما تؤدي المترولوجيا دوراً حيوياً في قطاع الصناعة، من خلال استخدام القياسات الدقيقة لتحسين جودة المنتجات وزيادة الإنتاجية، بالإضافة إلى دورها الحيوي في قطاعات أخرى، مثل الرعاية الصحية عن طريق ضمان سلامة ودقة المعدات والأجهزة الطبية، مروراً بتحسين كفاءة استخدام الطاقة ورصد التلوث وحماية البيئة.
كما تضمن المترولوجيا دقة أجهزة القياس في العمليات التجارية، وصولاً إلى دعم كفاءة قطاعات حيوية كقطاع الطيران، من خلال ضمان كفاءة أداء كافة المكونات والأنظمة في الطائرات، من محركات وأجهزة ملاحة وغيرها تعمل ضمن المواصفات والمعايير المعتمدة.
ويعقد المنتدى بمشاركة دولية واسعة من مسؤولي وخبراء ومختصين من المنظمات الدولية والإقليمية، تحت شعار “المترولوجيا من أجل الاستدامة”، الذي يتوافق من شعار اليوم العالمي للمتر ولوجيا والذي يصادف 20 مايو سنوياً، حيث يشكل المنتدى خطوة مهمة لتعزيز ريادة دولة الامارات ودول مجلس التعاون الخليجي في مجال المقاييس ودعم التنمية المستدامة للأجيال القادمة.
وسيركز المنتدى على تحسين جودة المنتجات والخدمات من خلال القياسات الدقيقة والموثوقة ودعم الاستدامة البيئية عبر تمكين الرصد والإدارة الدقيقة للموارد البيئية وتعزيز الابتكار من خلال توفير منصة لتبادل المعرفة وتطوير تقنيات قياس جديدة وتعزيز الممارسات التجارية العادلة بين الشركات والمستهلكين.
وتتضمن أجندة الحدث العديد من الموضوعات مثل المترولوجيا البنية التحتية للجودة والتوجه الاستراتيجي الإماراتي والخليجي في مجال المترولوجيا لدعم الصناعة والاستدامة البيئية، إضافة إلى تعزيز التعاون بين المتخصصين في علم القياس والمنظمات والجهات ذات العلاقة لتعزيز تبادل المعرفة والمبادرات المشتركة وعرض تقنيات ومعدات وحلول القياس المبتكرة من خلال المعارض والعروض التوضيحية، حيث يوفر المنتدى منصة للتواصل وتعزيز الشراكات واستكشاف فرص العمل المشترك في مجال المترولوجيا.
ويحظى المنتدى بدعم المنظمات الدولية والإقليمية المعنية بالمترولوجيا التي سعت الى تمثيلها في المنتدى من خلال مشاركة مديري كل من المكتب الدولي للأوزان والمقاييس (BIPM) والمنظمة الدولية للمترولوجيا القانونية (OIML)، ومدير الاتحاد الدولي للقياس (IMEKO) وأمين عام هيئة التقييس الخليجية ورئيس رابطة المختبرات الاوروبية وEUROLAB، ومديري هيئات التقييس الوطنية في دول مجلس التعاون، بالإضافة الى منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (UNIDO).
ونظراً للدور المحوري الذي يلعبه الشباب في دفع عجلة الابتكار وتشكيل مستقبل المترولوجيا وتأثيراتها المهمة على مختلف القطاعات الاقتصادية والصناعية، سيتم عقد جلسة نقاشية ستعمل على توفير منصة للمهنيين الناشئين في مجال المترولوجيا لمشاركة وجهات نظرهم وخبراتهم، بالإضافة إلى مناقشة التحديات والفرص في ضوء التطورات المتسارعة في مجال علم القياس، الذي يتماشى مع مبادرة المكتب الدولي للأوزان والمقاييس (BIPM Young Metrologist 2050+.
كما تعقد على هامش المنتدى ثلاث ورش تهدف إلى إكساب المشاركة بالمهارات والمعرفة في مجالات القياس في مجال “معايرة أدوات وأجهزة الوزن غير الأتوماتيكية” بدعم من هيئة التقييس الخليجية (GSO)، وورشة في مجال المترولوجيا الكيميائية والبيولوجية، بدعم من المكتب الدولي للأوزان والمقاييس (BIPM)، وورشة في مجال “التحقق من المنتجات المعبأة مسبقاً” بدعم من المنظمة الدولية للمقاييس القانونية (OIML).وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: من خلال

إقرأ أيضاً:

الإمارات والكويت.. ترسيخ العمل الخليجي

أحمد مراد (القاهرة)

أخبار ذات صلة «الفارس الشهم 3» تقدم مساعدات إنسانية لأطفال غزة الشعبة البرلمانية تشارك في اجتماعات لجان البرلمان العربي بالقاهرة

ترتبط الإمارات والكويت بعلاقات راسخة قائمة على التاريخ المشترك والروابط الأخوية والمصالح الاستراتيجية، لتشكل هذه العلاقات مثالاً للتعاون الخليجي الناجح، حيث تواصل قيادتا البلدين تعزيز شراكتهما بما يخدم مصلحة الشعبين ويحقق التنمية المستدامة في المنطقة.
وأشاد دبلوماسيون وخبراء بعمق ومتانة العلاقات الإماراتية الكويتية، وتنامي أوجه التعاون المشترك بين البلدين، حيث تلعب الإمارات والكويت دوراً رائداً لدعم السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يظهر في التنسيق المشترك تجاه الملفات المهمة، وخاصة في مجالات حفظ الأمن والسلم الدوليين، وتشكل علاقات البلدين ضمانة أساسية لوحدة وقوة مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
ويعود تاريخ العلاقات الإماراتية الكويتية إلى مرحلة ما قبل الإعلان عن قيام الاتحاد في 1971، حيث بدأت أعمال البعثة التعليمية الكويتية في أبوظبي ودبي عام 1955، وبعدها بدأت أعمال البعثة الطبية الكويتية، وساهمت الكويت في إنشاء محطة إرسال تلفزيوني في دبي حملت اسم «تلفزيون الكويت من دبي»، وكانت الكويت من أوائل الدول التي أقامت علاقات سياسية واقتصادية ودبلوماسية مع الدولة، وتم افتتاح مقر سفارة الإمارات في الكويت في نفس العام.

تفاهم وتقارب 
وأوضح السفير حمدي صالح، المساعد الأسبق لوزير الخارجية المصري للشؤون العربية، أن الإمارات والكويت تربطهما علاقات تاريخية طبيعية قديمة، ما أسهم في خلق مساحات كبيرة من التفاهم والتقارب بينهما، لاسيما فيما يتعلق بالقضايا الجوهرية، على المستوى الخليجي أو العربي أو الإقليمي أو الدولي، مشيداً بدورهما الفاعل في دعم السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. 
وقال الدبلوماسي المصري لـ«الاتحاد»: إن قيادتي البلدين تحرصان على الدفع بالشراكة الاستراتيجية بما يخدم المصالح المشتركة، ويلبي تطلعات وطموحات الشعبين الشقيقين. 
وأشار صالح إلى أن القواسم المشتركة بين البلدين، خصوصاً ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عموماً، تعتمد على اتباع نهج حل الأزمات والنزاعات بالطرق السلمية، واحترام سيادة واستقلال الدول والالتزام بقواعد القانون والمواثيق الدولية، ودعم الجهود الدبلوماسية والمساعي الرامية لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة والعالم.
وأضاف أن جسور الشراكة والتعاون بين الإمارات والكويت تقوم على أسس ومبادئ راسخة في أعرافهما الدبلوماسية منذ عشرات السنين، وهو ما شكل ركيزة للتضامن الخليجي منذ تأسيس مجلس التعاون الخليجي.
وبدوره، أوضح الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة، أن العلاقات الإماراتية الكويتية شهدت خلال العقد الأخير قفزات نوعية في مختلف المجالات، خاصة مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتنمية والأمن، كما تشهد نقلة أخرى خلال السنوات القليلة المقبلة في ظل اهتمام القيادة الرشيدة في البلدين بتطويرها إلى مستويات غير مسبوقة. 
وقال إسماعيل لـ«الاتحاد»: إن تعزيز أطر العلاقات الإماراتية الكويتية لا يخدم مصالحهما المشتركة فقط، وإنما يحقق أيضاً آمال وتطلعات شعوب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية نحو آفاق أرحب من التنمية والازدهار والتقدم، حيث يحرص البلدان على التنسيق عالي المستوى حيال جميع القضايا الثنائية والعربية والدولية، بما يخدم مصلحة الجانبين ويعزز وحدة وتماسك البيت الخليجي والعربي عموماً، فعبر العلاقات المتميزة بين الدولتين، ومن خلال مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، تقوم دولة الإمارات ودولة الكويت بدور فاعل في تعزيز منظومة العمل الخليجي المشترك، بما يرسخ وحدة مجلس التعاون وازدهار شعوبه، ويسهم في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين.  
وأضاف إسماعيل أن الإمارات والكويت تتشاركان في رؤيتيهما لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، حيث تؤديان دوراً نشطاً في إيجاد السبل الدبلوماسية لحل النزاعات الإقليمية، واتباع موقف يتماشى مع القوانين الدولية، وتلعب الإمارات والكويت دوراً فعالاً في دعم الحلول السلمية للصراعات الراهنة في المنطقة، بالتعاون مع المجتمعين الإقليمي والدولي.

تطور ملحوظ
شددت عهدية أحمد، الكاتبة البحرينية والخبيرة في الشؤون الخليجية، على التطور الملحوظ الذي تشهده العلاقات الإماراتية الكويتية، ما يعزز الشراكة التاريخية بين البلدين، التي ترتكز على روابط قوية من الأخوة والمصير المشترك.
وأوضحت الكاتبة البحرينية لـ«الاتحاد» أن قوة ومتانة العلاقات الإماراتية الكويتية تظهر بوضوح في التنسيق المشترك تجاه العديد من الملفات المهمة، وبالأخص في مجالات تعزيز الأمن والسلم الدوليين، وتحقيق الرخاء والاستقرار في المنطقة.
وذكرت عهدية أن الروابط الاجتماعية والثقافية التي تجمع بين الشعبين الإماراتي والكويتي ساهمت في تميز العلاقات الإماراتية الكويتية لتتجاوز الطابع التقليدي للعلاقات نحو مستويات عالية في الجوانب الرسمية والشعبية، مستندة إلى ما يجمع البلدين من إرث تاريخي واجتماعي ومواقف سياسية مشتركة ما جعل الإمارات والكويت شريكين استراتيجيين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والدبلوماسية.

مقالات مشابهة

  • ختام فعاليات منتدى الشباب الدولي للتكنولوجيا النووية المستدامة 2025
  • أبوظبي تستضيف المنتدى الإقليمي لاستجابة الصحة لاضطرابات تعاطي المخدرات
  • مكتبة الإسكندرية تستضيف منتدى الشباب الدولي للتكنولوجيا النووية المستدامة
  • «المحطات النووية»: منتدى الشباب للتكنولوجيا منصة عالمية لتعزيز الابتكار
  • مصر تستضيف منتدى الشباب الدولي للتكنولوجيا النووية المستدامة
  • مصر تستضيف منتدى الشباب الدولي للتكنولوجيا النووية المستدامة 2025
  • الإمارات والكويت.. ترسيخ العمل الخليجي
  • القاهرة تستضيف مؤتمرًا دوليًا لمناهضة التهجير القسري ضد الفلسطينيين
  • الخميس.. القاهرة تستضيف مؤتمرًا دوليًا لمناهضة التهجير القسري ضد الفلسطينيين
  • الخميس.. القاهرة تستضيف مؤتمرًا دوليًّا لمناهضة التهجير القسري ضد الفلسطينيين