شاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، ومحافظ مصر لدى مجموعة البنك الدولي، في فعالية رفيعة المستوى نظمها صندوق النقد الدولي ومنظمة الإسكوا، حول «مبادلة الديون بالعمل المناخي»، بهدف مناقشة آلية مبادلة الديون القائمة على برامج متعلقة بالمناخ وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، كأداة قابلة للتطبيق لتعزيز الحيز المالي للبلدان من أجل توسيع نطاق الاستثمارات.

وشارك في الجلسة إلى جانب الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، الدكتور محمود محي الدين، المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي والمبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل خطة 2030 للتنمية المستدامة، والدكتورة/ رولا دشتي، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للإسكوا، والسيد/ ديرك ماير، المدير العام لسياسات التنمية متعددة الأطراف بالوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية، والسيد/ أنانثاكريشنان براشاد، مستشار وحدة النقد وأسواق المال بصندوق النقد الدولي، وغيرهم.

مبادرة مبادلة الديون بالعمل المناخي وأهداف التنمية المستدامة

وفي كلمتها خلال الجلسة، أكدت وزيرة التعاون الدولي، على أهمية المبادرة التي أطلقتها منظمة الإسكوا حول مبادلة الديون بالعمل المناخي بما يتيح فرصة للدول المدينة والدائنة للتضامن من أجل تسريع وتيرة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وتحقيق التعافي وتعزيز التعاون الإنمائي بما يمكن الدول من تحقيق التنمية وتنفيذ اتفاق باريس المناخ، في ظل الضغوط المالية الكبيرة التي تواجهها الاقتصاديات النامية والناشئة نتيجة الديون التي تفاقمت بشكل كبير منذ اندلاع جائحة كورونا عام 2020 وما تلاها من أزمة الغذاء والطاقة الناتجة عن الحرب في أوروبا والتحديات الجيوسياسية.

وأوضحت وزيرة التعاون الدولي، أنه من شأن تلك المبادرات أن تسهم في تخفيف الضغوط المالية على الدول النامية والاقتصاديات الناشئة، ودعمها لتنفيذ خطط التنمية، من خلال تخفيف مدفوعات الدين الخارجي المستحقة وتحويلها إلى استثمارات محلية لتنفيذ مشروعات في مجالي التخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية، وتمويل تنفيذ أهداف التنمية المستدامة.

وذكرت «المشاط»، أن ما يضمن نجاح تلك المبادرات أن تتسق مع الأولويات الوطنية لكل دولة، من أجل زيادة الحيز المالي المتاح لتنفيذ برامج التنمية والعمل المناخي، فضلًا عن ضرورة قيامها على أساس تشاركي بين مختلف الجهات سواء الحكومات أو مؤسسات التمويل الدولية والمجتمع المدني، بما يكثف الجهود المبذولة لتعظيم الأثر من تلك المبادرات.

وأكدت أن مبادرة مبادلة الديون تتسق مع احتياجات الدول النامية لاسيما دول قارة أفريقيا التي تواجه فجوة كبيرة فيما يتعلق بتمويل المناخ تتراوح بين 200 إلى 400 ميار دولار سنويًا حتى عام 2030، وفي ذات الوقت تكبدت دول القارة نحو 69 ميار دولار في عام 2023 مدفوعات لخدمة الديون السيادية المستحقة، لافتة إلى أنه رغم الاهتمام الدولي بمبادلة الديون بالعمل المناخي والتنمية إلا أن حجم برامج مبادلة الديون عالميًا مازالت منخفضة ولا تصل لمستوى طموح الدول النامية والناشئة.

التجربة المصرية في مجال مبادلة الديون

واستعرضت وزيرة التعاون الدولي، التجربة المصرية في مجال مبادلة الديون والتي تعد إحدى الآليات المبتكرة ضمن إطار التعاون الدولي والتمويل الإنمائي، موضحة أنه على مدار 20 عامًا تقريبًا تم تنفيذ برنامجين ناجحين لمبادلة الديون من أجل التنمية مع دولتي إيطاليا وألمانيا بلغت قيمتهما نحو 720 مليون دولار، تم من خلالهما تنفيذ 120 مشروعًا في مختلف مجالات التنمية، حيث بلغت قيمة برنامج المبادلة مع الجانب الإيطالي 350 مليون دولار لدعم تحقيق التنمية المستدامة في مصر بما يتماشى مع الأهداف الوطنية، بالإضافة إلى ذلك، وافقت حكومة جمهورية ألمانيا الاتحادية، خلال قمة مجموعة الثماني في دوفيل في مايو 2011، على عرض مبادلة ديون بقيمة 240 مليون يورو لتنفيذ مشروعات تنموية في مصر تهدف إلى تعزيز خلق فرص العمل، والقدرة التنافسية للقطاع الخاص، والطاقة.

وأوضحت أن ما يميز التجربة المصرية في مجال مبادلة الديون أنه تقوم على نهج متكامل وقواعد حوكمة واضحة ودقيقة لتعظيم الاستفادة من تلك البرامج، وتحقيق نتائج قابلة للقياس، وتنفيذ مشروعات محددة ذات أولوية في العديد من القطاعات من بينها الأمن الغذائي مثل تدشين الصوامع الحقلية وتطوير النظم التكنولوجية لإدارة الصوامع، ومشروعات الاستزراع السمكي، وإدارة المخلفات، فضلًا عن مشروعات تطوير التعليم، وتعزيز التحول الأخضر، وتمكين المرأة وحماية الأطفال، وغيرها من المشروعات ذات الأولوية.

مبادلة الديون من أجل العمل المناخي

ونوهت وزيرة التعاون الدولي، بأن برامج مبادلة الديون كانت توجه في السابق للمشروعات التنموية بمختلف أنواعها، ولكن مع زيادة الآثار السلبية للتغيرات المناخية وتصدر العمل المناخي لأجندة المجتمع الدولي، وزيادة الأعباء المالية على الدول النامية والاقتصاديات الناشئة، فقد زادت الحاجة لمبادرات وبرامج مبادلة الديون من أجل العمل المناخي.

وأشارت إلى أنه في إطار برنامج «نُوَفِّي» وتنفيذًا لما ورد في الإعلان السياسي المشترك بين مصر وألمانيا والولايات المتحدة، يتم تنفيذ شريحة لمبادلة الديون مع ألمانيا لدعم محور الطاقة ضمن البرنامج وهو أحد المشروعات الهادفة للتحول نحو الطاقة المتجددة، وتم توقيع شريحة بالفعل بقيمة 54 مليون يورو لتطوير شبكة النقل لدمج الطاقات المتجددة في شبكة نقل الكهرباء وتعزيز الشبكة، إذ يساهم المشروع على وجه الخصوص في إنشاء محطتين فرعيتين وربط مزرعتي رياح (مزرعة "أميونت" ومزرعة رياح البحر الأحمر) بطاقة ٥٠٠ ميجاوات لكل منهما بشبكة النقل الوطنية. وأضافت أن برنامج نوفي يتضمن مشروعات متكاملة جاذبة للاستثمارات وتتضمن مختلف أدوات التمويل المبتكرة، من بينها مبادلة الديون والمنح التنموية والتمويلات الميسرة واستثمارات القطاع الخاص بما يعزز جهود العمل المناخي في مصر.

أول برنامج لمبادلة الديون مع الصين

إلى جانب ذلك فقد نجحت مصر في توقيع مذكرة تفاهم أول برنامج من نوعه لمبادلة الديون مع الصين، والتي تعد الأولى في تاريخ التعاون بين مصر والصين، وكذلك الأولى التي توقعها الصين مع دول أخرى.

وطالبت وزيرة التعاون الدولي، المجتمع الدولي بتحفيز التوسع في برامج مبادلة الديون بالعمل المناخي بما يخفف الأعباء المالية ويعزز التوجه نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: التعاون الدولي وزارة التعاون الدولي وزيرة التعاون الدولي أهداف التنمیة المستدامة وزیرة التعاون الدولی مبادلة الدیون من أجل برامج مبادلة الدیون لمبادلة الدیون الدول النامیة العمل المناخی

إقرأ أيضاً:

وزيرة التنمية المحلية تتلقى تقريرًا عن إنجازات وحدة السكان المركزية بالوزارة خلال شهر فبراير

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكدت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية،  أهمية دور وحدات السكان في جميع المحافظات ومنسقي السكان بوحدات الإدارة المحلية والتى تهدف إلى توحيد جهود الأجهزة المعنية بالقضية السكانية نحو تحقيق تنمية بشرية من خلال تحسين الخصائص السكانية ورفع مستوى الوعى لدى المواطنين بمخاطر الزيادة السكانية وآثارها السلبية على مشروعات التنمية والاقتصاد القومى واستنزافها لجهود الدولة التنموية والعمل على الحد من زيادتها المتنامية على أرض الواقع وفقاً لرؤية مصر 2030 .

وأشارت وزيرة التنمية المحلية، إلى ان الوزارة عملت على حوكمة ملف السكان من خلال تفعيل الإطار المؤسسي القائم على النهج التشاركي ، وتفعيل اللامركزية في تحديد القضايا وتحليلها واتخاذ القرارات بحلها ، وتفعيل المشاركة المجتمعيه ودعم دور الشباب في عملية في اتخاذ القرار بالمحافظات، وتفعيل المسؤولية المجتمعية المحلية لضمان الاستدامة في تنفيذ الأنشطة السكانية.

جاء ذلك خلال التقرير الذي استعرضته الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، حول جهود وحدة السكان المركزية بالوزارة خلال شهر فبراير 2025، وذلك في إطار جهود الحكومة للسيطرة على معدلات النمو السكاني وتحسين الخصائص السكانية للمواطنين تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية .

وأوضحت د. منال عوض، أن وحدة السكان المركزية قامت بالتنسيق  خلال شهر فبراير 2025 مع مؤسسة صناع الخير لتوقيع بروتوكول تعاون مع الوزارة والمؤسسة بهدف تمكين الشباب في مجال ريادة الأعمال والشمول المالي بالتعاون مع بنك مصر، كما تم التنسيق مع مؤسستي مصر الخير وأجيال مصر لمتابعة تنفيذ المرحلة الثانية من بروتوكول التعاون مع الوزارة ضمن مشروع (قيم وحياة) حيث استهدف التدريب تعزيز مجموعة من القيم الأساسية في بيئة العمل لموظفي وحدة السكان وبلغ إجمالي عدد المستفيدين 565 موظف ، وقام بتنفيذ التدريب رؤساء وحدات السكان بالمحافظات بعد تلقيهم برنامج إعداد مدربين من المؤسسة، مشيرة إلى أن التقرير أضاف أنه تم تنظيم الإجتماع الشهري لرؤساء وحدات السكان لمناقشة مستجدات العمل ومناقشة خطة العمل السنوية 2025 ونماذج الإنجازات.

وأشارت وزيرة التنمية المحلية ، إلى أن وحدة السكان المركزية بالوزارة قامت خلال الشهر الماضى بتنفيذ زيارات ميدانية لمحافظتى الشرقية وشمال سيناء ، وتم خلال زيارة محافظة الشرقية عقد لقاء بين المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية والدكتورة فاطمة الزهراء جيل رئيس الوحدة المركزية للسكان بالوزارة للتنويه عن ضرورة دعم مهارات منسق السكان بالقري و إستمرار عمله لرصد المشكلات من أرض الواقع وعمل التدخلات العاجلة لكافة المشكلات على مستوى المراكز والمدن والأحياء التي يمكن أن تحل بتدخل سريع من خلال الجهات المسئولة وشركاء العمل كما تم الإشارة إلى المبادرات التى أطلقتها وحدة السكان والتى تتضمن أنشطة طويلة المدي ولابد من إستمرارها لرفع الوعي وتحسين الخصائص السكانية بالتنسيق والتعاون مع الشركاء المعنيين، كما تم عقد دورة تدريبية تنشيطية لتنمية مهارات منسقي السكان في إعداد مبادرات سكانية" لعدد 22 منسق سكان " بمركز التدريب وتنمية الموارد البشرية بالشرقية .

ولفت التقرير إلى أن زيارة وحدة السكان لمحافظة شمال سيناء تضمنت عقد لقاء مع اللواء خالد مجاور محافظ شمال سيناء للتعريف بدور وحدة سكان المحافظة وفرق العمل بالمدن والقري ومنهجيه العمل لتحسين مؤشرات التنمية للمواطن السيناوي ، كما تم عقد دورات تدريبية فى خمس مدن ومراكز من شمال سيناء هى ( مدينة العريش، الشيخ زويد، نخل، الحسنة، وبئر العبد ) كما تم دعم وبناء قدرات عدد 200 من رؤساء المدن والمنسقين والقيادات التنفيذية فى القضية السكانية والتنمية البشرية، إضافة إلى تنظيم حوار مجتمعي مع قبائل شمال سيناء حول القضية السكانية والتنمية البشرية وأهميتها لحل القضية السكانية والاستماع إلى مطالب أهالي القري والمشايخ والعواقل التى تم زيارتهم .

مقالات مشابهة

  • المشاط محافظ مصر لدى بنك التنمية الجديد تشارك في مؤتمر التقييم متعدد الأبعاد
  • وزيرة التنمية المحلية تتلقى تقريرًا عن إنجازات وحدة السكان المركزية بالوزارة خلال شهر فبراير
  • "المشاط" تناقش التعاون مع البنك الدولي ومؤسسة التمويل الدولية ضمن برنامج "J-CAP"
  • وزيرة التنمية المحلية تعلن دعم أكثر من 50 ألف شركة ومنشأة اقتصادية
  • المشاط: 1.8 مليار يورو ضمانات استثمارية لتعزيز التنمية المستدامة في مصر
  • وزيرة التخطيط تستقبل بعثة المفوضية الأوروبية لبحث تفعيل آلية ضمانات الاستثمار
  • وزيرة التنمية المحلية تستقبل رئيس حزب الجبهة الوطنية
  • إيران: لن نقبل تجربة الإهانة التي تعرض لها زيلينسكي
  • وزيرة التخطيط: نتوقع نمو الاقتصاد المصري بنسبة 4% بنهاية يونيو 2025
  • طهران: لن نقبل تجربة الإهانة التي تعرض لها زيلينسكي