يبدو أن يوم الثلاثاء 16 أبريل/نيسان 2024، سيُحفر في تاريخ برشلونة بعد أن تسببت الخسارة القاسية من باريس سان جيرمان، بخروج البرسا من بطولتين مرة واحدة.

وسان جيرمان نفذ ريمونتادا استثنائية، وقلب الطاولة على البرسا في معقله، وهزمه 4-1 ذهابا، وتأهل إلى نصف النهائي بنتيجة 6-4 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب.

وبهذه النتيجة لم يقص البرسا من دوري أبطال أوروبا فقط، بل لن يشارك -أيضا- في مونديال الأندية الموسع الذي يضم 32 فريقا، بينها 12 من القارة العجوز ويقام العام المقبل في الولايات المتحدة.

ودخل أتلتيكو مدريد -الذي خسر أيضا أمام دورتموند 4-2 إيابا وأقصي من ربع نهائي المسابقة القارية 5-4 بمجموع الذهاب والإياب- بدلا من البلوغرانا لأنه حل في الترتيب أعلى منه.

شاهد.. ملخص ريمونتادا باريس سان جيرمان مع برشلونة في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا
https://t.co/Mov9uTwNpk pic.twitter.com/N1hJ0iR3uQ

— الجزيرة نت رياضة (@AJASports) April 17, 2024

وبما أن نظام البطولة لا يسمح بوجود أكثر من فريقين من نفس البلد، فرافق أتلتيكو مدريد جاره الريال إلى البطولة الجديدة.

والفرق التي تأهلت حتى الآن عن أوروبا هي: مانشستر سيتي وتشلسي (إنجلترا). ريال مدريد وأتلتيكو مدريد (إسبانيا). بايرن ميونخ وبوروسيا دورتموند (ألمانيا). باريس سان جيرمان (فرنسا)ز إنتر ميلان ويوفنتوس (إيطاليا). بنفيكا وبورتو (البرتغال).

وتبقى المنافسة على البطاقة الأخيرة بين أرسنال الإنجليزي وسالزبورغ النمساوي.

بطولة جديدة

يُشارك في البطولة 32 فريقًا من 6 اتحادات قارية بجانب بطل البلد المضيف، على أن تختار الفرق بين سنوات كل نسخة من كأس العالم، أي أنه يختار المشاركون في نسخة 2025 من الأبطال بين 2021-2024 بجانب التصنيف الجديد المتبع.

وتوزع الفرق على 8 مجموعات، كل مجموعة من 4 فرق ويتأهل الأول والثاني فقط إلى ثمن النهائي.

وبداية من ثمن النهائي، يعتمد نظام خروج المغلوب من مباراة واحدة وصولًا إلى المباراة النهائية، مع إلغاء مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.

View this post on Instagram

A post shared by FC Barcelona (@fcbarcelona)

نظام التصنيفات

يقيم أداء الفرق على المستوى القاري في الأربع سنوات التي تسبق نسخة كأس العالم للأندية وذلك وفق المعايير التالية:

3 نقاط لكل انتصار. نقطة لكل تعادل. 3 نقاط لكل تأهل إلى مرحلة متقدمة.

أما بالنسبة لقارة أوروبا، فيختلف معيار التصنيف ويكون مرتبطا بنتائج الفرق في دوري أبطال أوروبا:

نقطتان لكل انتصار. نقطة لكل تعادل. 4 نقاط لتجاوز دور المجموعات. 5 نقاط لتجاوز دور الـ16. نقطة للتأهل من أي دور بعد ذلك.

واختار الاتحاد الدولي بالفعل 5 فرق من قارة أوروبا اعتمادًا على نظام التصنيفات، وذلك بسبب انقضاء 3 مواسم ونهاية دور المجموعات في الموسم الرابع لدوري أوروبا، وبالتالي حسابيا لا يمكن تجاوز هذه الفرق في التصنيف.

والفرق هي: بايرن ميونخ. باريس سان جيرمان. إنتر ميلان. بورتو. بنفيكا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات باریس سان جیرمان

إقرأ أيضاً:

خسارات

لم تكن الخسارة في يوم ما تنتسب إلى حقول الهزيمة ولا إلى أودية الانكسارات، ولا إلى روائح الفشل، ولا إلى مسامير الخيبات، فالخسارات النبيلة تعني النزول من التلال الرخوة، وأبراج الوهم، نخسر لا لنكسب شيئا ما، أو لكي نتشبث في قطارات الربح الهشة، فالخسارات تعني أن الطريق لم تعد تتسع لمعنى الرحلة، أو أن الشجرة سقطت في يد الحطّاب فأصبحت فأسا ضد الغابة، أو قضبانًا في جدار السجّان. أو أن الطفل خرج من حديقة طفولته فخذله خياله، والهزائم تركض وتتمدد في حلبة الصراعات الضيّقة والواسعة. نخسر لنعيد تشكيل المعنى الغائب، نخسر لنحدد معنى الهزيمة، ما تراه أنت أيها الأعمى خسارةً، ربما تكون معركة رابحة لأعمى عابر.

تخسر الكثير من الأوهام لتمسك بلحظة صادقة وجارحة واحدة ووحيدة، تخسر حلمك بأن تصبح حارس الحديقة في طفولتك، لتعود وترسم كل حدائق العالم في جدران بيتكم المهجور. تخسر في معركتك مع الشعر، لكن تمسك برماد الشعراء وعظامهم وسهم الدهشة المكسور. يكبر الطفل ويتلوّث بلعبة الواقع المخاتلة، ويخسر لعبة الخيال. الخيال خسارة رابحة في مخيلة السارد، تخسر نصوصك وشخوصك لتربح دهشة هشة. تخسر تبرعم الحروف الأولى في فمك ليزهر الصمت الطفولي في روحك.

تخسر زمنك الراكض إلى حتفه، وتتشبث بلحظات صفاء نادرة، تخسر كل سمفونيات العالم لتستريح في موسيقى الماء عند فلج الطفولة أو عند ينبوع جبليّ تركه الرعاة لريح الجفاف، الخسارة لعبة الزمن الخاسرة / الرابحة، فالزمن يلعب على حبال لا يدرك المرء ماهيتها، يسقط الزمن في ذاكرتنا وأحلامنا، ويصحو ليشرب قهوته معنا. يركض الزمن مع الكلمات ونجهل سطوته على الحروف، يتأمل الفيلسوف قافلة الزمن، تحدق القافلة في عينيّ الفيلسوف، فيرتعب من التحديقة الأخيرة. عندما تسقط شجرة لا يعني أن الغابة التهمتها حرائق الخسارات، بل أن جسرا خشبيا سيكبر فوق النهر، سيشاغب النهرُ الجاري الجسرَ النائم، وعندما ننسى الطريق إلى البيت لا يعني أن الرحلة انتهت، بل أن الرحلة ستكبر في محطات الخسارة والدهشة. نخسر الكلام لنغتسل بالصمت، نخسر الضوء لننصت لينابيع العزلة الأولى. نخسر أفخاخ الجهل لنربح سلالم المعرفة.

في نهر الخسارات الذي يرمي فيه المرء زمنه وأحلامه وكينونته لا يترقب أن يصطاد سمكة النصر، بل لينظر إلى قاع النهر قليلا، ويرجع إلى كوخه، أو لينصت لأحلام جلجامش وهو يمسك بعشبة الخلود الخاسرة، تخسر قطار الحكمة في أول العمر لتصل إلى محطة الحماقة في منتصف الرحلة.

تخسر لتغتسل الروح بطين اللحظة الأولى. تسقط قطرة الماء من منقار طائر عجول، لتخسر الفراخ العطشى لحظة الارتواء، لكن هناك لحظة نشوة في عين الشاعر وهو يرى القطرة تسقط في النهر، ليزرع القطرة الساقطة، وعطشى الفراخ كسمكة في دهشة النص الذي لن يقرأه أحد سوى أعمى.

ماذا لو كانت الخسارة امرأة وحيدة، لا تنتظر أحدا لتغريه، أو تدعوه إلى حديقتها الميتة، بل ترتب كل مساء أغنية للعابرين عليها، تشذب أغصان أشجارها الميتة لكيلا تخيب أحلام أطفال المدينة وطيورها. وتعود إلى سريرها لترتب ذاكرة خساراتها.

أيتها الخسارات القديمة والحديثة، المندس وراء كل محطات العمر، أو الشاهرة سيوفها، ماذا تبقى لهذا الغريب؟ نخسر ونهرب، نخسر ونكمش، نخسر وننكسر، وللخسارات حكمتها العمياء التي لا يمسكها سوى المجانين.

الخسارة لا تعني الفقد بالضرورة، والفقد لا يعني النهايات، يفقد المرء ذاكرة ليبني له ذاكرة أخرى، يخسر الجنرال أحلامه لتربح البلاد فسحة من الهدوء، يخسر المخبر عينيه لتطير أحلام الشاعر بعيدا.

أيتها الخسارات ماذا لو تتوقفي قليلا، عن الحصاد، عن حروبك اليوميّة، ماذا لو نزلتِ لتستريحي تحت ظل شجرة خسرت أوراقها؟ أو جدار بيت ثقبت الخسارات قلب الأم به؟

تخسر قلبك ونداءاته، تخسر طفولتك، أحلامك، تخسر أيامك، أيها الخاسر: هل كل الخسارات هي من فصيلة الهزائم؟ وهل الهزيمة شقيقة الخسارة؟ وهل السؤال يجرح الخسارة؟

تسقط الورقة، يحملها النهر في مجراه، الورقة لا تفكر في أمها الشجرة، تقفز الضفدعة فوق الورقة الساقطة، هل تقفز الضفدعة فوق الخسارات؟ في محطات القطارات تتساقط الأيام والساعات والأحلام، لا يفكر المسافر سوى في العودة إلى بيته، ولا يفكر البيت سوى بالظلام الذي يدثر المدينة. وفي نهاية لعبة الخسارات تخسر المدن الذاكرة والروائح.

تسقط ضحكة من فم امرأة في الصباح، فيلتقطها النادل، يتفحصها، يشذب أشواك الخيبة منها، يضعها قرب أصيص الورد، عندما تخرج من المقهى، تسمع المرأة ضحكة امرأة أخرى بين الورد، وتسأل النادل: أين سقطت خيبات العاشقة؟ قال لها: فوق جسر الصباح.

يسقط الشعراء في حقول المعنى، فتحاصرهم الصور والكلمات، فيهربون بأحلامهم إلى التخوم التي لا يصلها ضجيج الواقع، الشعراء يتقنون لعبة مخاتلة الخسارات، كل قصيدة ينثرونها في دفتر أعمارهم هي صخرة صغيرة في وادي الخيبات، يسقط الهامشيون في غابة الهامش ليمسحوا غبار الخسارات الصغيرة.

السمكة المتروكة في الحوض الزجاجيّ، تعلم جيّدًا أن التفكير في الخسارات لا يعني سوى الغرق في خيبات أعمق، تدرك أن البحر لم يعد يفكر في أبنائه، فالسمكة المحاصرة بالزجاج تقتل ضجرها بالتحديق في عيون الأطفال، يرفعون أيديهم الصغيرة، يلامسون الحاجز الزجاجي، تدور السمكة قليلا حول نفسها، وتغمض عينيها لتسقط في دائرة الخسارات الحُلميّة.

الطاولة الخشبية تدرك جيدا معنى الخسارات التي جرحت سلالاتها، لكن لحظتها الزمنية جعلتها تفكر في الخسارة القادمة عندما ترمى في عتمة المخازن، أو يحملها الخباز إلى فرنه، وبين الخسارتين الغابة والنار، ظلتْ الطاولة الخشبية تنتظر كل ليلة يد المرأة التي تبكي في العتمة لتمسح عنها أشواك الخسارات.

حمود سعود كاتب وقاص عماني

مقالات مشابهة

  • ليفربول يرفض الخسارة أمام ليستر سيتي في الشوط الأول
  • صراع بين ليفربول ومانشستر سيتي للتعاقد مع مهاجم سان جيرمان
  • عاجل: مطار صنعاء يخرج عن الخدمة وسقوط ضحايا مدنيين وتدمير واسع في غارات شنها طيران الاحتلال
  • بقرار وزير الثقافة المصري.. "نص الشعب اسمه محمد" يخرج للنور
  • أرسنال مهتم بالتعاقد مع مهاجم باريس سان جيرمان
  • سان جيرمان يفشل في إغراء «دياز الريال»
  • الفرق بين الثورة والطلس
  • خسارات
  • "الإمارات للجودو" يستعد لـ"باريس جراند سلام" في النمسا
  • أشهر معالم باريس..إخلاء برج إيفل