زيارة السوداني لواشنطن: تحديات التحالف مع إيران وملفات الفساد و الاصطفاف الاقليمي
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
17 أبريل، 2024
بغداد/المسلة الحدث: أثارت زيارة رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، إلى واشنطن اهتمامًا كبيرًا حول العلاقات العراقية الأميركية ومستقبلها. ويُعتبر هذا اللقاء بداية لمرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين، وهو يحمل الكثير من التحديات والآمال.
تأتي الزيارة في سياق حساس ودقيق على صعيد العلاقات الثنائية العراقية الأميركية، وتتزامن أيضًا مع ظروف إقليمية معقدة.
ومن بين الأسئلة المطروحة حول هذه الزيارة هو الدور المشترك للعراق والولايات المتحدة في التهدئة ومنع تصاعد الصراعات في المنطقة. ومع ذلك، يثير التحالف العراقي مع إيران تساؤلات حول مدى توافقه مع توجه العراق نحو الشراكة مع الولايات المتحدة.
وأعلن رئيس الوزراء أنه سيلتقي وزراء الخارجية والدفاع والخزانة الأميركيين، بالإضافة إلى مستشار الأمن القومي وممثلي الغرفة التجارية الأميركية وكبار المسؤولين في الشركات النفطية والصناعية. هذا يشير إلى حجم الجهود التي يبذلها السوداني لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.
يرتبط العراق والولايات المتحدة بعلاقات وروابط متينة، وتأسست مبادئ هذه العلاقات في اتفاقية الإطار الاستراتيجي التي وقعت بين البلدين في عام 2008 وحظيت بموافقة مجلس النواب العراقي.
من الجانب الأميركي، تحتاج الشركات الكبرى إلى ضمانات أمنية في العراق لاستثماراتها وأعمالها هناك. فهل يستطيع السوداني توفير هذه الضمانات وإقناع الشركات الأميركية بمزيد من الاستثمار في البلاد؟
تواجه السوداني تحديًا كبيرًا في مسألة الوجود الأميركي في العراق والعقوبات الاقتصادية التي فرضت على البلد نتيجة العلاقة مع إيران، بالإضافة إلى التحديات الأمنية والسياسية الأخرى التي يواجهها.
من الواضح أن زيارة رئيس الحكومة العراقية إلى واشنطن تدشن مرحلة جديدة في العلاقات العراقية الأميركية. ومع ذلك، ستبقى التحديات الكبيرة أمام السوداني في سعيه لتعزيز الاستقرار الاقتصادي والأمني في العراق، وتحقيق التوازن بين العلاقة مع الولايات المتحدة والتحالف مع إيران.
على الرغم من التحديات الكبيرة، إلا أن هذه الزيارة تعكس إرادة العراق في تعزيز علاقته مع الولايات المتحدة وتحقيق مصالحه الوطنية. يتطلب ذلك التزامًا متبادلاً من الطرفين، وتوجيه الجهود نحو التعاون البناء والسعي لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
على المدى البعيد، قد تكون هذه الزيارة بداية لتعزيز التعاون الاقتصادي بين العراق والولايات المتحدة وتعزيز الاستثمارات والتجارة بين البلدين. إلا أنه يجب أن يتم التعامل بحذر مع التحديات القائمة وتحقيق التوازن المطلوب في العلاقات الخارجية للعراق.
وبشكل عام فأن زيارة رئيس الحكومة العراقية إلى واشنطن تعتبر خطوة هامة في تطوير العلاقات العراقية الأميركية وتعزيز التعاون بين البلدين. ومع ذلك، يجب مراعاة التحديات القائمة والعمل المشترك لتحقيق الاستقرار والتنمية في العراق والمنطقة بشكل عام.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: مع الولایات المتحدة العراقیة الأمیرکیة الحکومة العراقیة بین البلدین فی العراق مع إیران
إقرأ أيضاً:
الآثار الأردنية: النقش الفرعوني المصري المكتشف بالأردن دليل على العلاقات التاريخية بين البلدين
أشادت وزيرة السياحة والآثار الأردنية لينا عناب، بالعلاقات بين مصر والأردن في مختلف المجالات ومنها القطاع السياحي والأثري، مؤكدة أن القاهرة وعمان يعملان سويا ودائما على تعزيز وتطوير هذه العلاقات بما يعود بالنفع على البلدين الشقيقين.
وقالت لينا عناب، في حوار لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، إن الكشف الأثري المكتشف والخاص بالملك رمسيس الثالث في المنطقة الواقعة جنوب شرق محمية وادي رم بجنوب الأردن، يتمثل في نقش هيروغليفي فرعوني ملكي يحمل ختما ملكيا (خرطوش) يعود للملك المصري رمسيس الثالث (1186- 1155) قبل الميلاد.
ووصفت عناب، هذا الاكتشاف بأنه مهم للغاية، كونه أول نقش فرعوني يتم اكتشافه على الأراضي الأردنية، مؤكدة أن هذا الاكتشاف يحمل دلالة كبيرة، ويعد دليلا ماديا على العلاقات التاريخية بين مصر الفرعونية والأردن، ومنطقة الجزيرة العربية بشكل عام.
وأكدت وزيرة السياحة والآثار الأردنية أن هذا الاكتشاف يشكل شاهدا جديدا على عمق التراكم الحضاري في الأردن، ودلالة على أن الأردن لم يكن فقط ممرا للحضارات، بل موطنا لها أيضا، معتبرة أن هذا الاكتشاف إضافة نوعية للنقوش الموجودة في الأردن.
ونوهت إلى أن هذا النقش يعزز علاقات مصر التاريخية والمعروفة بشبة الجزيرة العربية وبخاصة الأردن، مؤكدا أن هذا النقش الفرعوني دليلا ماديا ومحسوسا لهذه العلاقات التاريخية بين البلدين.
وكشفت أن الوزارة كانت حريصة على أن يتم الإعلان عن هذا الاكتشاف في يوم التراث العالمي ليعزز الحفاظ على التراث الأردني، موضحة أن هذا النقش الفرعوني يعمق علاقة الحضارات التي مرت وسكنت في الأردن.
وشددت على ضرورة نشر الوعي بأهمية التراث وخصوصا مثل هذه الاكتشافات، مشيرة إلى أن الملك رمسيس الثالث ليس متداولا في الحضارات التي مرت بالأردن وبالتالي اكتشافه يمثل إضاءة جديدة على الحضارات في الأردن.
واعتبرت لينا عناب أن الأردن مكتبة مفتوحة ولديه إرث غني جدا فيما يخص النقوش، حيث يعد النقش الهيروغليفي إضاءة وإضافة مهمة جدا لموضوع التراث الكتابي في الأردن وسنعمل على الاستفادة منه في الترويج للآثار والحضارة في المملكة والمنطقة.
وحول أهمية حضور عالم الآثار ووزير الآثار الأسبق زاهي حواس احتفالية الإعلان عن هذا الاكتشاف الفرعوني، قالت وزيرة السياحة والآثار الأردنية إن وجود الدكتور زاهي حواس يمثل شرفا كبيرا، مشيرة إلى أهمية التعاون الثقافي والعلمي بين مصر والأردن.
وأعربت عن شكرها لوجود العالم زاهي حواس خلال الإعلان، مؤكدة أن الأردن ومصر يمثلان مهد الحضارات وهو ما تؤكده الاكتشافات المتكررة وخصوصا مثل هذا الاكتشاف الفرعوني الجديد في المملكة.
وشددت على التزام وزارة السياحة والآثار الأردنية ودائرة الآثار العامة الأردنية بمواصلة جهودهما في إبراز التراث الوطني ونقله للأجيال القادمة، وكذلك استمرار البحث عن الآثار وخصوصا في منطقة وادي رم التي وجد بها النقش الفرعوني.
ولفتت عناب، إلى أهمية الحفاظ على التراث والآثار، لأنه لا توجد سياحة دون آثار، مؤكدة أن الحفاظ على الآثار هو السبيل للحفاظ على هويتنا وضمان قدرتنا على دعوة الزوار من جميع أنحاء العالم لزيارة الأردن.
وكشفت وزيرة السياحة والآثار الأردنية أن الإعلان النهائي عن الاكتشاف سيتم بعد الانتهاء من كافة الأبحاث والدراسات التي ستتيح الوصول إلى الوصف الكامل لهذا الكشف الأثري، مشيرة إلى أن الدكتور حواس أكد فرعونية هذا النقش وهو دليل كافي ومؤكد.
وحول الاتفاقية التي تم توقيعها بين وزارة السياحة والآثار الأردنية ومؤسسة زاهي حواس لترميم الآثار، أشادت وزيرة السياحة والآثار الأردنية بهذه الاتفاقية واعتبرتها مسارا جديدا لتعزيز التعاون والشراكة بين مصر والأردن في مجال الآثار، مؤكدة أن توقيع الاتفاقية، يمثل أهمية للآثار والتراث في تعزيز المعرفة، لاسيما وأن الآثار والتراث هي وسيلة مهمة لتعزيز التفاهم المتبادل والعلاقات بين الطرفين.
كما لفتت إلى أهمية هذا التعاون في دعم الجهود الرامية إلى حماية الموروث الثقافي والحضاري في مصر والأردن، باعتباره ركيزة أساسية في بناء الهوية الوطنية، ورافدا مهما للتنمية المستدامة، مشيرة إلى أن الاتفاقية تنص على تطوير آفاق التعاون في مجال البحث العلمي المتعلق بالآثار والتراث والحفاظ عليهما، وتبادل المعلومات والبيانات المتعلقة بالحفاظ على الآثار والتراث.
وبينت وزيرة السياحة والآثار الأردنية أن الاتفاقية تنص أيضا على تنفيذ برامج تدريب وتأهيل للكوادر البشرية العاملة في مجال الآثار والتراث، وتبادل المعلومات والخبرات في مجالات التنقيب الأثري، والتوعية والتثقيف في مجال الآثار والتراث.
وقالت إن الاتفاقية تنص على تشجيع الطرفين على العمل بأفضل الممارسة العالمية لتحقيق الاستدامة للمواقع الأثرية والتراثية، وتبادل الخبرات في مجال إعداد خطط إدارة المواقع الأثرية والتراثية بما يتناسب مع أهداف التنمية المستدامة، كاشفة أن الجانبين سيعملان على تشكيل مجموعة عمل مشتركة، وتعيين نقاط اتصال لمتابعة تنفيذ بنود الاتفاقية، بما يسهم في تعزيز التنسيق وتبادل المعرفة وفق أفضل الممارسات العالمية.
وشددت على أنه بموجب الاتفاقية، ستدخل حيز التنفيذ اعتبارا من تاريخ توقيعها، وتستمر لمدة خمس سنوات، تجدد تلقائيا لمدد مماثلة، ما لم يبد أحد الطرفين رغبته بإنهائها وفق الأطر المتفق عليها، مؤكدة أن هذه الاتفاقية تعمل على بناء جسور التواصل والتعاون مع مصر ومؤسساتها التي تهتم بالتراث والآثار، وفرصة لتعزيز العلاقات التراثية والثقافية بين القاهرة وعمان.
اقرأ أيضاًمن الأردن.. زاهي حواس يعلن عن كشف أثري للملك رمسيس الثالث بوادي رم
الدكتور محمد الحسني: دراسة تؤكد اكتشاف نقوش فرعونية على أرض الحجاز