لماذا تراجعت أسعار النفط رغم قصف إيران إسرائيل؟.. خبراء يجيبون
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
تراجعت أسعار النفط في التعاملات المبكرة، اليوم الأربعاء، وسط قلق إزاء الطلب العالمي بسبب ضعف الزخم الاقتصادي في الصين وتضاؤل الآمال في خفض أسعار الفائدة الأميركية في المدى القريب فاق المخاوف حيال الإمدادات في ظل تصاعد التوتر في الشرق الأوسط.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت لأقرب تسليم 0.39% إلى 89.
وبذلك تراجعت أسعار النفط بصورة طفيفة مقارنة بإغلاق الأسبوع الماضي، إذ أنهى خام برنت تعاملات الأسبوع عند 90.15 دولارا للبرميل، في حين بلغ الخام الأميركي 85.45 دولارا للبرميل.
وهبطت أسعار النفط منذ بداية الأسبوع، إذ ضغطت أوضاع اقتصادية غير مواتية على معنويات المستثمرين، مما حد من مكاسبه الناجمة عن التوترات الجيوسياسية وسط ترقب لكيفية رد إسرائيل على الهجوم الذي شنته إيران عليها مطلع الأسبوع.
وبصورة عامة، تجنبت أسعار النفط تسجيل ارتفاع كبير حتى بعد أن هاجمت إيران -المنتج الرئيسي للخام- إسرائيل بطائرات مُسيرة وصواريخ، مجازِفة بتوسيع رقعة النزاع في الشرق الأوسط الغني بالنفط.
ويقول إستراتيجي الأسواق جاد حريري إن أسعار النفط تتأثر بعوامل عدة، منها المخاطر الجيوسياسية والعرض والطلب على وقع أداء الاقتصاد العالمي والخفض الطوعي لإنتاج أوبك بلس من الخام.
ويضيف حريري للجزيرة نت أنه بعد تصريحات إيران بأن الرد العسكري على إسرائيل انتهى وإشارات متواترة حول خفض التصعيد تلاشت المخاوف من التأثير السلبي على الإمدادات مما أدى إلى استقرار أسعار الخام.
ويعتقد حريري أن التوترات الحالية بين إيران إسرائيل تبقى مؤقتة لذلك لم يكن لها تأثير مباشر يذكر على سوق النفط على عكس الحرب الروسية الأوكرانية التي امتدت إلى الآن، لكنه في المقابل نوه بأن ثمة تأثيرا صعوديا من التوترات على أسعار الخام من خلال ارتفاع الطلب على الوقود، بسبب اضطرار السفن للالتفاف حول مسار رأس الرجاء الصالح خوفا من الاستهداف في البحر الأحمر، بالإضافة إلى اعتماد دول وكيانات على الشحن الجوي.
رد انتقامي
وتوقعت الأسواق إلى حد ما تأثيرات تصرفات إيران مع إصدار تحذيرات قبل الهجوم، على الرغم من أن حجم الرد المرتقب ما زال غير واضح.
وقال المحلل في بنك "إس إي بي"، أولي هفالباي "الهجوم، الذي تم الإعلان عنه مسبقا، أدى إلى أضرار طفيفة، لأن القوات الإسرائيلية والقوات المتحالفة معها اعترضت جميع المقذوفات تقريبا".
وفي وقت متأخر من السبت وحتى وقت مبكر من الأحد، أطلقت إيران أكثر من 300 طائرة مسيرة وصاروخ كروز وصاروخ باليستي على إسرائيل تسببت بأضرار طفيفة فقط، بما في ذلك في قاعدة عسكرية في جنوبها.
وقال المحلل لدى "بي في إم إنرجي" تاماس فارغا "السوق تستبعد أي تصعيد محتمل للأزمة بين إيران وإسرائيل. ويعتقد أن أي انتقام إسرائيلي سيكون محسوبا، ويرجع ذلك جزئيا إلى الضغوط الأميركية والدولية لممارسة ضبط النفس".
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن فارغا قوله "إيران ستحرص أيضا على عدم تدهور الوضع، لأنها سترغب في مواصلة صادراتها من النفط الخام".
وتحدثت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين عن احتمال فرض مزيد من العقوبات على إيران التي تخضع لعقوبات أميركية قاسية منذ انسحاب واشنطن من جانب واحد في عام 2018 من الاتفاق التاريخي الذي خفف العقوبات عنها مقابل فرض قيود على برنامج إيران النووي.
وأدت العقوبات إلى انخفاض حاد في عائدات النفط الإيرانية وفرض مزيد من القيود على التجارة، مما ساعد في تعميق العداء المستمر منذ عقود مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
تدني العرض
وما زالت إيران تنتج ما يقارب من 3.2 ملايين برميل نفط يوميا، وفقا لوكالة الطاقة الدولية التي صنفتها العام الماضي في المرتبة التاسعة بين أكبر منتجي النفط الخام في العالم.
وقال هفالباي "قد تمارس إسرائيل ضغوطا على حليفتها الولايات المتحدة لفرض عقوبات أكثر صرامة على إيران"
وأضاف أن "تطبيق مثل هذه العقوبات، خصوصا على صادرات النفط الإيرانية، يمكن أن يؤدي إلى خسارة ما بين 500 ألف إلى مليون برميل يوميا من إمدادات النفط".
مع ذلك، يفترض أن يبقى إنتاج إيران اليومي أعلى من نحو 1.9 مليون برميل من النفط وهو ما كانت تنتجه في منتصف عام 2020، بعد انسحاب الرئيس الأميركي آنذاك، دونالد ترامب، من الاتفاق النووي.
من جهته توقع فارغا أن الطاقة النفطية الفائضة داخل منظمة أوبك "يجب أن تكون كافية للتخفيف من تأثير أي انقطاع في الإمدادات" بسبب العقوبات على إيران.
وقال إن هذا ما ستكون عليه الحال طالما لم يتم جر السعودية، المنتج الرئيسي للنفط، إلى الصراع، وظل مضيق هرمز، وهو ممر بحري رئيسي لنقل النفط الخام، مفتوحا.
وأضاف فارغا "في الوقت الحالي، تعتقد السوق أنه من الممكن تجنب الانزلاق إلى مواجهة خطيرة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات أسواق أسعار النفط
إقرأ أيضاً:
العراق يترقب مصير استثماراته مع إيران وسط مفاوضات نووية
27 أبريل، 2025
بغداد/المسلة: يترقب العراق بقلق تطورات انضمام إيران إلى مجموعة العمل المالي (FATF)، حيث يتوقف حجم استثماراته طويلة الأمد على قرار طهران بشأن اتفاقيتي مكافحة تمويل الإرهاب (CFT) وباليرمو.
وأكد يحيى آل إسحاق، رئيس الغرفة التجارية المشتركة بين إيران والعراق، أن بغداد تنتظر وضوحًا في موقف إيران من “فاتف” لتحديد ما إذا كان الاستثمار سيكون بحرية أم بشروط مقيدة، مشيرًا إلى أن حجم الصادرات الإيرانية إلى العراق بلغ 12 مليار دولار خلال 14 عامًا، لكن الاستثمار المشترك يظل غائبًا.
وأوضح آل إسحاق أن خللاً يعتري ميزان التبادل التجاري مع العراق، حيث يقتصر التعاون على التصدير دون استثمارات مستدامة. وأضاف أن العراق يرى فرصًا في قطاعات مثل المنظفات والمواد الغذائية والمناطق الصناعية الحرة، لكنه يشترط إقرار “فاتف” لضمان استقرار التعاملات. وتوقع أن يعزز قرار إيران الإيجابي من جاذبية الاستثمار لدول مثل الهند وأعضاء “بريكس” ومنظمة شنغهاي، مما يعزز الاقتصاد الإيراني.
وأثارت المفاوضات النووية غير المباشرة بين طهران وواشنطن، التي استؤنفت في أبريل 2025 بوساطة عُمانية، تفاؤلاً حذرًا. وأعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي تحقيق تقدم كبير نحو اتفاق نووي جديد يركز على رفع العقوبات وضمان الطبيعة السلمية للبرنامج النووي، مع تفعيل آلية عقوبات أوتوماتيكية في حال الانتهاك. وأشار إلى أن الاتفاق المؤقت المقترح قد يمهد لمحادثات شاملة، رغم تحذيرات إسرائيل من تنازلات أمريكية.
وأكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان انفتاح بلاده على استثمارات أمريكية، مع رفض أي محاولات لتغيير النظام، مشددًا على أولوية رفع العقوبات لتحسين الاقتصاد. وتوقع خبراء أن يؤدي رفع العقوبات إلى نمو اقتصادي بنسبة 3-7%، لكن تحديات مثل البطالة (14%) وتضخم وصل إلى 15% في 2015 قد تعيق التعافي السريع.
ويواجه قرار إيران بشأن “فاتف” انقسامًا داخليًا، حيث يؤيد حوالي 150 نائبًا الانضمام، بينما يعارض آخرون، مما يعكس تنوع الآراء في البرلمان ووسائل الإعلام.
وأعرب آل إسحاق عن ثقته في أن يتخذ مجمع تشخيص مصلحة النظام قرارًا يخدم المصلحة الوطنية، معززًا الثقة في الفريق المفاوض بقيادة المرشد الأعلى.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts