استفادت ألمانيا بشكل كبير من العلاقات الاقتصادية مع الصين، إذ أصبحت بكين شريكاً تجارياً رئيسياً للألمان في عديد من القطاعات الأساسية. ومع أن هذه العلاقة قد جلبت فوائد اقتصادية عديدة، فإنها تثير أيضاً مخاوف بشأن التبعيات الاقتصادية المحتملة لهذا الاعتماد المفرط.

رامي جمال يستمر في صدارة يوتيوب بأغنية "خليني أشوفك" دعاء الرياح والعواصف بعد تحذيرات الأرصاد من طقس اليوم

تتجلى خطورة هذا الاعتماد المفرط عندما يتعرض الاقتصاد الألماني لتقلبات في اقتصاد الصين، سواء بسبب عوامل داخلية مثل التغيرات السياسية أو الاقتصادية في بكين، وكذلك بسبب التحولات العالمية التي تؤثر على تدفقات التجارة.

 

بالإضافة إلى ذلك، تزيد المخاوف بشأن التبعيات الجيوسياسية، ومع النفوذ الصيني المتصاعد، ومخاوف توظيف بكين قوتها الاقتصادية والسياسية كوسيلة للضغط (على نهج روسيا فيما يخص صادرات الغاز على سبيل المثال).

 

ومن هنا تنظر عديد من الشركات الألمانية، إلى حقيقة أن خطورة الاعتماد المفرط على الصين كسوق ومورد رئيسي لا يمكن تجاهلها، وأنه يتعين على الأطراف المعنية اتخاذ خطوات حاسمة لتقليل هذه الاعتمادية وتعزيز المرونة في الاقتصاد الألماني والشركات الألمانية.

 

في هذا السياق، نقل تقرير نشرته صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، عن المدير المالي لمجموعة سيمنز لتكنولوجيا البرمجيات، رالف توماس، حديثه عن المأزق الذي يواجه الشركات الغربية (لا سيما الألمانية) واعتمادها على بكين كسوق وكذلك كمورد.

 

سوف يستغرق الأمر "عقوداً" حتى تتمكن الشركات المصنعة الألمانية من تقليل اعتمادها على الصين، لقد تطورت سلاسل القيمة العالمية على مدار الخمسين عاماً الماضية.. لا يمكن الاعتقاد بأنه يمكن تغيير ذلك الأمر في غضون ستة أو 12 شهراً.. المسألة تحتاج إلى عقود.

تأتي تلك التعليقات في أعقاب تقرير صادر عن المعهد الاقتصادي الألماني، وجد أن الشركات في البلاد لم تحرز سوى تقدم ضئيل في "التخلص من المخاطر" في تعرضها للصين وتقليل اعتمادها على الواردات الحرجة منذ العام 2022.

 

وتعد الصين أكبر شريك تجاري منفرد لألمانيا، حيث بلغ إجمالي حجم تداول السلع بين البلدين 254 مليار يورو بين البلدين في العام 2023، وفقاً لوكالة الإحصاء الألمانية.

 

العلاقة، التي تمتد بين أكبر المجموعات الألمانية بما في ذلك فولكس فاغن وباسف إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم في البلاد، كان يُنظر إليها منذ فترة طويلة على أنها ركيزة للقوة الاقتصادية للبلاد ونموذج للعولمة.

 

العلاقات الألمانية الصينية

يشير الكاتب المتخصص في الشؤون الصينية، حسين إسماعيل، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إلى أن الاقتصاد الألماني متأثر حالياً بشكل كبير بكل التوترات الجيوساسية؛ سواء كانت الحرب في أوكرانيا وكذلك الصراع في منطقة الشرق الأوسط، وقد ظهر هذا التأثر على مستوى الطاقة وسلاسل التوريد.

 

ويضيف: هناك تفاهم ألماني صيني مميز، وهذا ما نتج عنه تعزيز ألمانيا من تعاونها مع بكين خلال الفترات الماضية، وذلك لعدة أسباب:

 

واستطرد قائلا: إن "ألمانيا تتمتع بعلاقة مميزة مع الصين وتضع خلافات الولايات المتحدة مع الصين جانباً في هذه العلاقة.. وهذا ما أظهره استطلاع للرأي أجري منذ شهرين أظهر أن الشركات الألمانية العاملة في الصين أظهرت رغبتها في زيادة استثماراتها هناك بشكل كبير".

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: بكين الولايات المتحدة الولايات المتحدة مع الصين الشركات الألمانية

إقرأ أيضاً:

بكين تتحدى ترامب.. الصين ترفع الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية إلى 84%

أعلنت الصين اليوم الأربعاء أنها ستزيد الرسوم الجمركية المتبادلة على السلع الأمريكية إلى 84% من 34% سابقًا. وسط حرب تجارية متفاقمة بين أكبر اقتصادين في العالم بدأت مع اعلان الرئيس الامريكي. دونالد ترامب عن سلسلة من التعريفات الجمركية استهدفت دول العالم .

وألقت صحيفة “الجارديان” البريطانية الضوء على تفاقم الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين فى العالم، وقالت إنه رغم تعريفات دونالد ترامب الجديدة ضد الصين. إلا أن بكين استعدت جيدا طوال السنوات الماضية منذ الحرب التجارية الأولى فى 2018. وغززت تجارتها مع الدول الأخرى، مما قلل اعتمادها على الولايات المتحدة.

وقالت الصحيفة إن الوضع تفاقم سريعا، فبعد تهديد الرئيس الأمريكي فى يناير الماضى، بفرض رسوم جمركية بنسبة 10% على الواردات الصينية، وصلت النسبة بعد أقل من ثلاثة أشهر، الآن إلى 104%.

وأدانت الصين هذه الرسوم. وإلى جانب تطبيقها رسومًا جمركية متبادلة بنسبة 34% على الواردات الأمريكية، خاضت بكين حربًا كلامية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية. لين شيان: “عندما نواجه تحديًا، لن نتراجع أبدًا”. وأضافت وزارة التجارة: “ستقاتل الصين حتى النهاية إذا ما استمر الجانب الأمريكي في اتباع المسار الخاطئ”. وقد وعدت بكين باتخاذ المزيد من الإجراءات المضادة.

واعتبرت “الجارديان” أن هذه الإجراءات المتبادلة ربما تثير مخاوف من سباق نحو القاع، حيث يعاني المواطنون العاديون مع ارتفاع الأسعار وتزايد المخاوف من حدوث ركود عالمي.

مقالات مشابهة

  • معاهد اقتصادية ألمانية تتوقع انكماش الاقتصاد خلال 2025
  • الصين لا يمكن احتواؤها اقتصاديا.. تحليل يوضح كواليس قوة بكين بوجه تعرفة ترامب
  • مخاوف من تداعيات الرسوم الجمركية الأميركية على الاقتصاد البريطاني
  • مخاوف من هروب الشركات الإسبانية نحو  المغرب بسبب رسوم ترامب
  • بكين تتحدى ترامب.. الصين ترفع الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية إلى 84%
  • أحزاب الوسط في ألمانيا تتوصل إلى اتفاق ائتلافي في ظل مخاوف من ركود اقتصادي بسبب رسوم ترامب الجمركية
  • المصري للدراسات الاقتصادية: التعريفات الجمركية تضر الاقتصاد العالمى بأكلمه
  • مكتوم بن محمد: التعاون مع الشركات العالمية يدعم الاقتصاد المستدام
  • وزير الاقتصاد والصناعية الفرنسي: دعوة الشركات الفرنسية لضخ الأموال في السوق المصري
  • الاتحاد الألماني يحسم مصير رودي فولر من الاستمرار مع منتخب ألمانيا