علق نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف على الشجار الذي وقع يوم الاثنين الماضي في البرلمان الجورجي خلال مناقشة مشروع قانون "العملاء الأجانب" المثير للجدل.

جاء ذلك وفقا لما كتبه مدفيديف بقناته الرسمية على تطبيق "تليغرام"، حيث قال إن المناقشات حول قانون العملاء الأجانب في تبليسي انتقلت إلى نطاق الاشتباكات في الشوارع والشجارات الجورجية "المبهجة" في البرلمان.

إقرأ المزيد شجار في برلمان جورجيا بسبب مشروع قانون " العملاء الأجانب" (فيديو)

وتابع: "وعلى من يطلق على هذه التصرفات والاحتجاجات عفوية أن يكون أول من يلقي حجرا على مرآته. فوراء كل هذه التجمعات هناك يد هوليوودية مألوفة وذات خبرة".

وأشار مدفيديف إلى أن الشيء الرئيسي الذي لا يعجب "المتظاهرين" في قانون "شفافية النفوذ الأجنبي"، الذي يحاول البرلمان الجورجي إقراره، هو أنه "فكرة روسية"، وليست مبادرة غربية.

وكانت موجة من الانتقادات الشديدة قد اندلعت منذ شهر من الدول الغربية بسبب اعتماد قانون مشابه في قرغيزستان، يلزم المنظمات غير الربحية ذات التمويل الأجنبي بالتسجيل في سجل خاص. كتب مدفيديف: "عويل وصراخ وتهديدات من مقالب القمامة الأوروبية والأمريكية الموالية، وكذلك نداءات وتلميحات معادية لقيادة هذا البلد: كيف تجرأوا؟ من سمح لكم بذلك؟ شأن داخلي للدولة؟ بدواعي الأمن والسيادة والاستقلال؟ كلا، ليس هذا من حقكم".

ويتابع مدفيديف: "إنها الغطرسة والغضب العاجز من جانب أولئك الذين يتلقون رفضا مباشر بشكل متزايد، ويواجهون عدم الانصياع. فالنصيحة لم تعد تجدي، والتدخل مرفوض".

وأعاد مدفيديف للذاكرة كيف أعربت وزارة الخارجية الأمريكية، قبل عام واحد، عن "ارتياحها" بشكل خاص عندما سحبت السلطات الجورجية المسودة السابقة للقانون الذي تجري مناقشته حاليا. لأن الوثيقة (حرفيا) كانت "غير متوافقة مع القيم الأوروبية الأطلسية". ويتابع: "حسنا. نعم، هذا صحيح. القيم مختلفة، فالبحر الأسود ليس المحيط الأطلسي، وجورجيا ليست ولاية جورجيا الأمريكية رغم تشابه الأسماء".

في الوقت نفسه، وفقا لمدفيديف، يخطط الاتحاد الأوروبي الآن لاعتماد نسخته الخاصة من قانون العملاء الأجانب، وهو أكثر صرامة حتى من قانون الولايات المتحدة بهذا الشأن، والذي دخل حيز التنفيذ منذ عام 1938، ويحد بشكل خطير من أنشطة مجموعة واسعة من الكيانات القانونية والأفراد الذين يمثلون مصالح الهياكل والشخصيات الأجنبية. ويتضمن القانون الأمريكي الغرامات والسجن والترحيل والقيود المفروضة على حقوق الأشخاص والمنظمات "غير المرغوب بها"، ترسانة كاملة وجاهزة للتطبيق على الفور.

تابع مدفيديف: "مع ذلك، يعتبر ذلك طبيعيا تماما، فالقانون الأمريكي هو الأفضل. وأعتقد أنه حتى لو نص القانون الأمريكي على عقوبة الإعدام للعملاء الأجانب، فإن واشنطن كانت ستجد مبررا لهذا القمع. وهذا منطقي، لأن الإعدام سيطال أعداء الوطن الأمريكي نفسه!".

وكتب مدفيديف: "لكن الوضع هو العكس تماما مع القانون الجورجي أو القرغيزي أو الروسي الأكثر رأفة، والذي يسمح بأنشطة العملاء الأجانب، إلا أنه، وبوجاهة، يتطلب الشفافية منهم، ويمنع التدخل الأجنبي غير القانوني الخفي في الشؤون الداخلية والاقتصاد والحياة السياسية للدولة.. بالمناسبة، توجد قوانين بشأن العملاء الأجانب في عدد من البلدان، في إسرائيل، أو الأكثر صرامة في هنغاريا أو أستراليا. إلا أن واشنطن وبروكسل في هذه الحالات سعيدتان بكل شيء، لا شكاوى ولا إدانة".

أما في الحالات الأخرى، والحديث لمدفيديف، فهناك "الميدان مدفوع الأجر، والشجارات، والضغط، والابتزاز، والهستيريا الخلابة من جانب صانع النقانق الألماني (أولاف شولتس – المحرر)، وكبيرة أطباء النساء والولادة في المفوضية الأوروبية (أورسولا فون دير لاين – المحرر) وغيرهما من الشخصيات المماثلة في درجة ولائها للولايات المتحدة".

وتابع مدفيديف: "إن القيم الأطلسية المفروضة من خلال الميدان والدم هي منح مشكوك فيها للغاية، وحتى البلدان التي كانت حتى الآن خاضعة تماما للأنغلوساكسون أصبحت تحبهم أقل فأقل. ومن الواضح أن الصبر والامتثال قد وصل إلى حدود لا مفر منها، وتلك هي فقط البداية.

ملاحظة: إن الأمريكيين قوم متسقون مع أنفسهم، وقد كانوا غير قابلين للتصالح مع أعداء دولتهم منذ عام 1938.

نحتاج نحن أيضا إلى تغيير القانون، مع الأخذ كأساس بعض القواعد الأمريكية. تحديد المسؤولية الجنائية للعملاء الأجانب على سبيل المثال، كما هو الحال في الولايات المتحدة. وزيادة تدريجية في عدد العملاء الأجانب لتبلغ الآلاف، مثلما يفعلون هناك. لدينا بضع مئات فقط، لم ذلك؟ هناك الكثير من المرشحين الجديرين لصفة (العميل الأجنبي). لا شك أنهم موجودون، فقط يجب البحث بشكل أفضل!".

المصدر: تليغرام

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أورسولا فون دير لاين الاتحاد الأوروبي المفوضية الأوروبية حلف الناتو دانييل مدفيديف مجلس الأمن الروسي العملاء الأجانب

إقرأ أيضاً:

بشير عبد الفتاح عن قانون لجوء الأجانب: خطوة جبارة لتنظيم وضعهم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الدكتور بشير عبد الفتاح، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن قانون لجوء الأجانب خطوة جبارة وإيجابية للغاية لتنظيم وضع اللاجئين في مصر، حتى لا تحدث حالة من الارتباك الشديد، وإعداد حالة تنقية وتصفية بناء على الاعتبارات القانونية.

وأضاف "عبد الفتاح"، خلال حواره مع الإعلامي هيثم بسام، ببرنامج "حقك مع المشاكس"، المذاع على فضائية "القاهرة والناس"، أن مصر من الدول المستقبلة للاجئين، مشيرًا إلى أن مصر استقبلت العائلة المقدسة وبني إسرائيل، فمصر ثالث دولة في العالم استقبالاً للاجئين، وهذا بسبب الموقع الجغرافي، خلاف أن مصر دولة مضيافة.

ولفت إلى أن اللاجئين يستفيدون من الخدمات الموجودة في مصر في كافة المجالات، ولم تقم مصر يومًا بإعداد مخيمات لللاجئين مثلما تفعل الكثير من الدول.


 

مقالات مشابهة

  • المعارضة لم تحضر.. البرلمان الجورجي الجديد يفتتح أولى جلساته وسط احتجاجات على نتائج الانتخابات
  • محامي بـ«الدستورية العليا»: قانون اللجوء الجديد في مصر يحافظ على الأمن القومي
  • كيف نظم القانون الجديد حق الطفل اللاجئ في التعليم والاعتراف بالشهادات الممنوحة له؟
  • «القاهرة للدراسات»: قانون لجوء الأجانب في مصر يشجع الاستثمار
  • "أمن القومي" النواب تكشف مزايا قانون لجوء الأجانب الجديد (فيديو)
  • نشأت الديهي عن قانون لجوء الأجانب: مكسب تشريعي للدولة المصرية
  • للسيطرة على الوضع الأمني.. خبير يكشف أسباب إصدار مصر لـ قانون لجوء الأجانب
  • خبير: قانون لجوء الأجانب يمنحهم الكثير من الحقوق
  • بشير عبد الفتاح عن قانون لجوء الأجانب: خطوة جبارة لتنظيم وضعهم
  • بشير عبد الفتاح: قانون لجوء الأجانب يمنحهم الكثير من الحقوق