"أنصتوا لضمائركم".. طفلة بريطانية تطلق حملة تبرعات لأقرانها بغزة
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
أمايا رحمن، طفلة بريطانية أطلقت حملة لجمع تبرعات لأطفال قطاع غزة، عبر المبيت في حديقة مدرستها في إحدى أشد الليالي برودة خلال 2023، وحثّت أقرانها على مشاركتها حملتها بالقول: "أنصتوا لضمائركم وقلوبكم".
الأناضول قابلت الطفلة أمايا (10 سنوات) التي تمكنت من جمع ما يزيد على 8 آلاف جنيه إسترليني، للتبرع بها لأطفال غزة التي تتعرض لهجمات إسرائيلية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
الحملة التي أطلقتها الطفلة أمايا، تمثلت في المبيت برفقة والدها ويبودور رحمن، في حديقة مدرستها بالعاصمة لندن، في ليلة شديدة البرودة خلال نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
** حوّلت غضبي لفعل إيجابي
وفي حديثها للأناضول، قالت الطفلة أمايا إنها تشعر بغضب كبير إزاء ما يشهده قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي، وإنها أرادت "تحويل مشاعر الغضب هذه إلى فعل إيجابي".
وأضافت أنها استشارت مدير مدرستها فيما يمكن أن تقوم به في هذا الخصوص، فأرشدها لتنظيم حملة التبرعات هذه، معبّرة عن شكرها له لمساندته.
الطفلة أمايا أوضحت أنها كانت تهدف في بداية الأمر لجمع 6 آلاف جنية إسترليني، لتتمكن بفضل الحملة من جمع ما يزيد على 8 آلاف جنيه إسترليني.
** منطقة آمنة لأطفال غزة
بحسب أمايا، فإن منظمة "أنقذوا الأطفال" الدولية التي تتخذ من بريطانيا مركزا لها، تواصلت معها لتقديم مقترح بإنشاء منطقة آمنة لأطفال غزة من خلال التبرعات التي جمعتها.
وأكدت أن جميع التبرعات التي جمعتها خلال الحملة ستُقدّم إلى منظمة "أنقذوا الأطفال" من أجل هذا الغرض.
وعن ردود فعل المحيطين بها إزاء حملة التبرعات، قالت الطفلة أمايا إن بعض زملائها استغربوا المبادرة، فيما بادر آخرون إلى دعمها والتبرع لها.
وتابعت: "البعض سألني عن الطرف الذي أسانده (في الحرب المتواصلة بغزة)، وتصرفوا بقبح وفظاظة تجاهي، لكن أفضل طريقة للتعامل مع أمثال هؤلاء هو تجاهلهم".
** الحملة مستمرة
أمايا أكدت استمرار الحملة من خلال جمع واستقبال التبرعات، معربة عن أملها جمع أكبر قدر ممكن من الأموال.
وقالت إنها تهدف لتحويل حملتها لجمع التبرعات إلى فعالية تقليدية سنوية في مدرستها، متمنية في الوقت نفسه ألا يعيش أطفال فلسطين حرباً أخرى بعد اليوم.
كما تطمح إلى أن تكون مصدر إلهام للأطفال الآخرين ممن يرغبون في مد يد العون لأقرانهم في قطاع غزة.
ومخاطبة الأطفال الراغبين في فعل شيء ما للتخفيف عن معاناة أقرانهم في غزة، تقول أمايا: "أنصتوا فقط لصوت ضمائركم ولقلوبكم".
وتابعت مخاطبة أقرانها: "إن كان هناك من يحاول منعكم من فعل شيء ما في هذا الإطار، مع إحساسكم بالقدرة على فعله، افعلوه ولا تلقوا بالاً لأحد، ابحثوا عن طرق بديلة في حال واجهتم عراقيل من الآخرين".
** دعم أطفال غزة أسوة بأوكرانيا
بدوره، قال ويبودور رحمان، والد الطفلة أمايا، إن الموقف الحازم والمصرّ لابنته أثر في مدير مدرستها الذي أرشدها في نهاية المطاف لإطلاق حملتها لجمع التبرعات.
وأضاف أنه بات برفقة أمايا و8 عوائل أخرى من زملائها، داخل أكياس نوم في حديقة المدرسة خلال نوفمبر 2023، رغم تدنّي درجات الحرارة إلى ما دون درجتين مئويتين.
وعن بدايات فكرة الحملة هذه، قال والد أمايا إنها دخلت ذات مرة أحد متاجر بيع المستلزمات الإلكترونية في لندن، ورأت بالونات عليها العلم الأوكراني، مع إعلان للمتجر يوضح تخصيص جزء من أرباحه لأوكرانيا التي تشهد هي الأخرى حربًا مع روسيا.
وسألت أمايا مدير المتجر عن سبب عدم تقديمهم الدعم نفسه لفلسطين، فتهرّب المدير من الإجابة، الأمر الذي أحزن الطفلة ودفعها لإطلاق حملة بنفسها من أجل أطفال غزة، وفق والدها الذي دعمها.
ويشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والتي خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: أطفال غزة
إقرأ أيضاً:
الخارجية البريطانية ترفض شجب إسرائيل بعد قتل عاملين في جمعية بريطانية بغزة
شدد موقع "ميدل إيست آي"، على أن وزارة الخارجية البريطانية رفضت شجب هجوم شنه الاحتلال الإسرائيلي على عمال تابعين لجمعية خيرية بريطانية في قطاع غزة.
وقالت مؤسسة "الخير"، ومقرها بريطانيا، إن عمالها كانوا ينصبون الخيام للنازحين الفلسطينيين هناك، حسب تقرير نشره الموقع البريطاني وترجمته "عربي21".
ولكن وزارة الخارجية البريطانية رفضت إدانة الهجوم الإسرائيلي بطائرة مسيرة يوم السبت، والذي أسفر عن استشهاد ثمانية متطوعين يعملون في مؤسسة الخير الخيرية البريطانية أثناء نصبهم خياما للنازحين الفلسطينيين شمال غزة.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن 9 أشخاص على الأقل استشهدوا، بينهم ثلاثة صحافيين، وجرح آخرون في الهجوم الذي وقع في بيت لاهيا بغزة، والذي استهدف فريق إغاثة برفقة صحافيين ومصورين.
وقال قاسم رشيد أحمد، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الخير، لـ"بي بي سي" إن الفريق كان في بيت لاهيا يوم السبت لنصب خيام للنازحين الفلسطينيين.
وأضاف أن المصورين تعرضوا للضرب عندما عادوا إلى سيارتهم وبعد لحظات استهدفت مسيرة إسرائيلية الفريق الذي اندفع نحو المشهد.
وعندما سأل موقع "ميدل إيست آي" وزارة الخارجية البريطانية عن الغارة الإسرائيلية، فكان جواب متحدث باسم الخارجية: "من الضروري، في جميع الحالات، حماية المدنيين، بمن فيهم الصحافيين والمنظمات الإنسانية، الذين يجب تمكينهم من أداء عملهم الأساسي بأمان".
وأضاف المتحدث أنه "لأمر محزن جدا سماع المزيد من الخسائر في الأرواح في غزة، وترغب بريطانيا في استمرار وقف إطلاق النار. لا يزال هذا الاتفاق هشا، وعلينا بناء الثقة لدى جميع الأطراف للحفاظ على وقف إطلاق النار والانتقال به من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثالثة، وصولًا إلى سلام دائم".
وحدد مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين هوية الصحافيين الشهداء وهم بلال أبو مطر العامل في تحرير الفيديو والمصورين محمود السراج وبلال عقيلة ومحمود أسليم.
وأضاف المركز أن "الصحافيين كانوا يوثقون جهود الإغاثة الإنسانية للمتضررين من حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية".
وشجبت حركة "حماس" الهجوم الإسرائيلي واعتبرته أنه "مذبحة مرعبة" و"تصعيد خطير يعكس إصرار إسرائيل على مواصلة عدوانها وعدم احترامها لكل القوانين والمواثيق الدولية".
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه استهدف "إرهابيين اثنين كانا يديران مسيرة تمثل تهديدا". وأضاف "لاحقا، قام عدد من الإرهابيين الإضافيين بأخذ معدات المسيرة ودخلوا مركبة، وقال [الجيش]بضرب الإرهابيين".
ولم يقدم جيش الاحتلال أية أدلة لدعم مزاعمه والتي تنفيها بشدة مؤسسة الخير، ونفاها بشدة النائب البريطاني المستقل عن دائرة جنوب ليستر، شوكت آدم، قائلا: "أتقدم بأحر التعازي لمؤسسة الخير في أعقاب القتل المروع لمتطوعيها وصحافييها في غزة. سأتواصل شخصيا مع المؤسسة الخيرية، التي لديها مكاتب في دائرتي الانتخابية، وسأكتب إلى الوزير للمطالبة بتحقيق مستقل وشفاف في الحقائق".
وقال الأمين العام للمجلس الإسلامي البريطاني، واجد أختر، إن "قتل العاملين في المجال الإنساني هو انتهاك صارخ للقانون الدولي، ويجب أن يقابل بإدانة عالمية قاطعة" و"يقع على عاتق حلفاء إسرائيل التزام أخلاقي بالاعتراف بهذه الفظائع واتخاذ إجراءات حاسمة لضمان وضع حد لهذه الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي. ندعو الحكومة البريطانية إلى إدانة هذه الأعمال بأشد العبارات الممكنة".
يأتي ذلك على وقع استئناف الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الوحشي على قطاع غزة منذ فجر الثلاثاء، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 300 فلسطيني، حسب وزارة الصحة في القطاع.