يلقي استيلاء الحرس الثوري الإيراني على سفينة "إم إس سي آريس" MSC Aries المملوكة لشركة إسرائيلية الضوءَ على التوترات التي تعصف بالشرق الأوسط، الأمر الذي عدّته وكالة "بلومبيرغ" الاقتصادية دليلًا على معاناة سلاسل التوريد العالمية إذا تفاقمت الاضطرابات.

وحدد موقع "تانكر تراكرز دوت كوم" موقع السفينة بين جزيرتي قشم وهرمز، وقالت إيران إن السفينة انتهكت القواعد البحرية، لكن المحللين أشاروا إلى أن ملكيتها الإسرائيلية هي الدافع وراء الهجوم.

وجاءت العملية الإيرانية السبت في الفترة التي سبقت هجوم طهران بطائرات بدون طيار وصواريخ على إسرائيل، مما أثار مخاوف من صراع أوسع في الشرق الأوسط وتحويلات شحن أكثر كلفة حول الممرات التجارية الحيوية في المنطقة.

اضطرابات أم حدث عارض؟

يقول كايل هندرسون، الرئيس التنفيذي للتكنولوجية التي تقدم توقعات لسلاسل التوريد إنه من غير الواضح ما سيفضي إليه الأمر سواء اضطراب لبعض الوقت أم أن الأمر يتعلق بسفينة واحدة فقط.

ووفق بلومبيرغ، فإن أي مشكلة أخرى في مضيق هرمز ستسبب معظم المشاكل لناقلات النفط، لكن 15% من السفن التي تمر عبره هي سفن حاويات ترتاد موانئ مثل جبل علي بالإمارات، بينما يلعب المضيق دورًا رئيسيًا في ضمان تدفق الإمدادات إلى الشركات المصنعة العالمية.

وكانت الوجهات النهائية للسفينة المملوكة إسرائيليًا تتوزع على نحو 60 دولة، بما في ذلك شركة إكسون موبيل وداو الأميركيتان، فضلا عن شركات في أوروبا وكندا وأميركا الجنوبية، حسبما نقلت بلومبيرغ عن شركة فيزيون.

وكانت "إم إس سي آريس" في رحلة بين الهند وسريلانكا والشرق الأوسط وأوروبا. ويتجاوز جزء كبير من أسطول الحاويات الذي يبحر في مثل هذه المسالك منطقة الشرق الأوسط تمامًا ويدور حول أفريقيا جرّاء هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.

منطقة هامة

لكن الدول الأخرى التي تعتمد على موانئ الخليج العربي والبحر الأحمر -كمراكز لإعادة الشحن- لا يمكنها أن تفعل الشيء نفسه بسبب أهمية المنطقة بالنسبة للسوائل والمكونات الصناعية.

ويقول جيرارد ديبيبو كبير محللي الاقتصاد الجغرافي في بلومبيرغ إيكونوميكس "مضيق هرمز أكثر من مجرد نقطة عبور للطاقة خاصة بالنسبة لاقتصادات الخليج. وتعد شحنة آريس مثالاً على تعقيد سلاسل التوريد.. استيلاء إيران على السفينة تذكير آخر بضعف نقاط التفتيش البحرية".

كانت أكثر من 90 حاوية على متن سفينة "إم إس سي آريس" متجهة إلى الولايات المتحدة، التي صنفت خارج الوجهات العشر الأولى للسفينة -وفقًا لشركة فيزيون- وكان من المتوقع أن تكون الحصة الأكبر من البضائع لتركيا وبلجيكا وإيطاليا.

وتم استئجار السفينة من قبل شركة "إم إس سي ميديترينيان شيبينغ" وهي أكبر خط حاويات في العالم، وتملكها شركة تابعة لشركة زودياك ماريتيم وهي جزء من مجموعة زودياك التابعة لرجل الأعمال الإسرائيلي، إيال عوفر، وفق بلومبيرغ.

ويوفر احتجاز السفينة عند منطقة غير مستقرة للتجارة معطى آخر للمستوردين الصناعيين لفهم الطرق التي تسلكها بضائعهم، وتحصين مخزوناتهم من الصدمات غير المتوقعة، والتخطيط لشحناتهم بصورة مسبقة، وفق بلومبيرغ.

ويقول هندرسون من شركة فيزيون "بدأ الشاحنون التفكير في طرق الشحن التي يحجزونها، وعدد السفن التي سيتحولون إليها وأين تتم عمليات إعادة الشحن هذه.. هذا مستوى من التعقيد يمثل طبقة جديدة للعديد من شركات الشحن الموجودة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات إم إس سی

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تفكك مخيمات جنين وطولكرم وتضم أكثر من 52 ألف دونم من أراضي الضفة

أفاد موقع "والا" الإسرائيلي أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قرر تفكيك مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في مدينتي جنين وطولكرم بالضفة الغربية، وتحويلها لأحياء تتيح له حرية أكبر في التحرك وتنفيذ عملياته بالمنطقة، ويترافق ذلك مع استمرار الاحتلال في ضم مزيد من أراضي الضفة والتي بلغت مساحتها أكثر من 52 ألف دونم منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وقال موقع "والا" إن التحدي الأكبر أمام جيش الاحتلال منذ بدء عمليته العسكرية على شمالي الضفة الغربية قبل أكثر من شهرين هو التعامل مع مخيمات اللاجئين التي تحولت خلال السنوات الأخيرة إلى "مدن حصينة".

وأضاف "عندما كان الجيش يريد تنفيذ اعتقالات أو اغتيالات هناك، كان لزاما عليه إدخال قوات سرية تعرض جنوده لخطر كبير، ووقتها كان المسلحون الفلسطينيون يفرون إلى القرى المجاورة أو يختبئون".

وتابع "لإعادة حرية العمل للجيش الإسرائيلي في المخيمات التي تم تصميمها كحصون، كان على القوات استعادة حرية الحركة، ما يسمح لها بناء على معلومات استخباراتية دقيقة، بتحقيق سرعة الاستجابة على الأرض".

وأوضح الموقع أن قائد قيادة المنطقة الوسطى بالجيش الإسرائيلي اللواء آفي بلوت يعمل على تفكيك مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم وتحويلها إلى أحياء عادية، وأشار إلى أن جيش الاحتلال بدأ "عملية هندسية كبيرة ومتطورة تعتمد على المعلومات الاستخبارية وتهدف إلى إنشاء طرق مرور جديدة وتوسيع الطرق القائمة في مخيمات اللاجئين".

إعلان

وقال إن التعديلات ستسمح لقوات الاحتلال بالدخول إلى المخيمات من اتجاهات متعددة ومفاجأة أي محاولة من قبل المقاومة لإعادة التمركز في المنطقة.

وذكر الموقع أن العملية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي منذ 68 يوما، أدت إلى استشهاد 88 فلسطينيا بينهم قادة في كتائب مخيمات اللاجئين، كما اعتقل نحو 300 شخص.

غير صالحة للعيش

من جهتها، قالت بلدية جنين إنّ مخيم جنين بات منطقة غير صالحة للعيش بالمطلق مع العدوان الإسرائيلي المستمر، وأضافت أنّ الاحتلال دمر نحو 600 منزل والبنية التحتية بشكل كامل في المخيم ويواصل فرض حصار مشدد على محافظة جنين التي يقطنها 360 ألف نسمة.

من جانبها، أكدت اللجنة الإعلامية في طولكرم أن أكثر من 4 آلاف عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، لا تزال نازحة خارج منازلها مع اقتراب عيد الفطر في أوضاع إنسانية صعبة في ظل استمرار عمليات قوات الاحتلال في المنطقة.

وأكدت اللجنة أن قوات الاحتلال أجبرت عائلات جديدة على النزوح من حارتي الحدايدة والربايعة تحت تهديد السلاح، واستولت على عشرات المنازل وحولتها لثكنات عسكرية.

وأشارت إلى أن نحو 3 آلاف منزل تعرض لتدمير كلي أو جزئي منذ بداية العدوان الإسرائيلي على مخيمي طولكرم ونور شمس، مع تواصل أعمال التخريب والتجريف للبنية التحتية.

ميدانيا، أعتقلت قوات الاحتلال فلسطينيا بعد أن أصابته بجروح بليغة في بلدة طَمّون جنوب مدينة طوباس شمال الضفة .

وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت بلدة طمون  قبل أن تنسحب منها إثر اشتباكات متفرقة مع مقاومين فلسطينيين.

من جانبها أعلنت كتيبة طوباس التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في شمال الضفة الغربية، أن مقاتليها في سرية طمون خاضوا معارك ضارية مع قوات الاحتلال المقتحمة في عدد من محاور القتال بالبلدة.

كما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنون يرتدون زيا عسكريا قرية جنبا في مسافر يطا جنوب الخليل جنوبي الضفة الغربية.

إعلان

وحطم المقتحمون محتويات منازل الفلسطينيين واعتدوا على مدرسة جِنبا وحطموا نوافذها وكاميرات المراقبة فيها ومزقوا الكتب المدرسية. كما هددوا السكان بالعودة لاقتحام القرية والتنكيل بهم وتهجيرهم. وكان المستوطنون اعتدوا بالأمس على رعاة الأغنام في القرية وأصابوا خمسة بينهم فتية بجروح وكسور.

توسع إسرائيلي

ومنذ بدئه حرب الإبادة على قطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 939 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف شخص، واعتقال 15 ألفا و700، وفق معطيات فلسطينية رسمية.

ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 استولت إسرائيل على أكثر من 52 ألف دونم من الأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة، وفقا لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية.

وأوضحت الهيئة في بيان -اليوم السبت- بمناسبة ذكرى يوم الأرض، أن إسرائيل أصدرت 13 أمرا عسكريا لإنشاء مناطق عازلة حول المستوطنات، وأقامت 60 بؤرة استيطانية جديدة بالضفة.

وأشارت إلى أن من عمليات الاستيلاء على الأراضي تمت تحت مسميات مختلفة، منها إعلان محميات طبيعية، وأراضي الدولة، وأوامر الحجج العسكرية وغيرها.

وبينت الهيئة أن عدد المستوطنين في الضفة الغربية بلغ ما مجموعه 770 ألفًا، يتمركزون في 180 مستعمرة، و256 بؤرة.

مقالات مشابهة

  • رئيس سيمنس: التجارة العالمية ستصمد رغم رسوم ترامب الجمركية
  • الصحة العالمية: وفاة أكثر من 300 شخص جراء تفشي وباء الكوليرا في أنغولا
  • المغرب ضمن الدول العشر الأوائل في تسهيل التجارة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا
  • إسرائيل تزيد عدوانها على غزة.. 22 شهيدا بأول أيام عيد الفطر
  • بعد توترات مع ترامب..إلغاء عرض كوميدي في عشاء رابطة مراسلي البيت الأبيض
  • بلومبيرغ: كييف تسعى لضمانات للاستثمارات الأميركية وتتخوف من تحويلها إلى ديون
  • إسرائيل والأكراد: تحالف الأقليات يرسم خريطة الشرق الأوسط
  • إسرائيل تفكك مخيمات جنين وطولكرم وتضم أكثر من 52 ألف دونم من أراضي الضفة
  • أمريكا توقف مساهماتها المالية في منظمة التجارة العالمية
  • تعرف على القنابل الخمسة التي تستخدمها إسرائيل في إبادة غزة