في الذكرى الثامنة والسبعين للجلاء.. ستبقى ملحمة الاستقلال إرثاً يصونه السوريون جيلاً بعد جيل
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
السويداء-سانا
توّج الجلاء مرحلة طويلة من كفاح السوريين وتضحياتهم وبطولاتهم التي قدمها الأجداد على امتداد أرض الوطن، وسيبقى هذا الإنجاز إرثاً وطنياً وتاريخا خالدا للأجيال اللاحقة تستلهم منه دروساً في حب الوطن وبذل الغالي والنفيس للحفاظ على استقلاله ووحدة أراضيه.
طرد السوريون المستعمر الفرنسي عن تراب سورية وانتزعوا استقلالهم بعد سنوات طويلة من نضال أجدادنا صانعي الجلاء بمواقفهم وبطولاتهم ووحدتهم الوطنية التي جسدوها خلال الثورة السورية الكبرى التي جاءت تتويجاً للثورات المحلية التي بدأها الشيخ صالح العلي في جبال الساحل السوري وقادها سلطان باشا الأطرش من جبل العرب عام 1925 ليمتد لهيبها إلى كل أنحاء الوطن، والذي أحرق المستعمر وأعوانه ووضع حدا لطغيانه واستبداده وممارساته الإذلالية والتسلطية على شعب رفض الاستعمار وعشق الحرية.
الدكتور ثابت غانم رئيس الجمعية التاريخية في السويداء قال في تصريح لـ “سانا” بمناسبة الذكرى الثامنة والسبعين لجلاء آخر جندي فرنسي عن الأرضي السورية: “الثورة السورية الكبرى مهدت الطريق نحو الاستقلال، حيث حققت نتائج كارثية على المستعمر الفرنسي وكبدته خسائر فادحة في العتاد والأرواح من جنود وضباط رغم أن المواجهة لم تكن متكافئة بين فرنسا كدولة عظمى وجيشها الجرار وآلة الدمار الضخمة التي تمتلكها مقابل ثلة من الثوار هبوا دفاعا عن كرامتهم وأرضهم وتاريخهم.. قاتلوا بأسلحة فردية بسيطة.. وعمت الثورة المدن والأرياف فقد أيقن السوريون أن انتزاع حريتهم وصون كرامتهم لا يتحقق إلا بالقوة والنار أمام طغيان هذا المستعمر”.
ويضيف غانم: “إن ما سطره صانعو الجلاء من مواقف وتضحيات وملاحم وطنية، خلدها التاريخ فقد كان المجاهد الكبير سلطان باشا الأطرش علما من أعلام الثورة ضد المستعمر ورمزا من رموز النضال الوطني ضد المستعمرين العثماني والفرنسي ومثلا أعلى في النضال والصبر والاستقامة.. كان رجلاً وطنيا شجاعا ومتواضعا صلبا في مواقفه وثابتا على مبادئه مترفعاً عن المكاسب الشخصية على حساب الوطن ووحدته واستقلاله فترسخ في وجدان السوريين زعيما وطنيا.. مقاوما شرسا في وجه المستعمر.. والتفت حوله الزعامات والقامات الوطنية من كل مكوّنات الشعب السوري وتمت تسميته في مؤتمر ريمة اللحف بريف السويداء في مطلع أيلول عام 1925 قائداً عاماً للثورة بإجماع وطني”.
وجاء البيان الأول للثورة السورية الكبرى حسب المؤرخ غانم الذي أعلنه سلطان باشا (إلى السلاح إلى السلاح) حاملاً بعداً إنسانياً وقومياً وعروبياً ووطنياً تحت شعار (الدين لله والوطن للجميع)، وكان له دور في توحيد صفوف السوريين بمختلف أطيافهم، ومعبراً عن أهداف الثورة الواضحة في صون وحدة البلاد والاستقلال التام.
ويضيف غانم: “خاض المجاهدون معارك كثيرة خلال الثورة سطروا فيها ملاحم البطولة والتضحية وحققوا فيها الانتصار على الفرنسيين رغم قلة عددهم وعتادهم وجاءت معركة الكفر أولى معارك الثورة، حيث هاجم الثوار حامية صلخد وقلعتها وسيطروا على أسلحة فرنسية، فأوكل الفرنسيون مهمة قمع الثورة واستعادة القلعة لنورمان أبرز قادتهم العسكريين ووصلت حملته في 19 تموز عام 1925 إلى بلدة الكفر وأقامت التحصينات والمتاريس لمدة ثلاثة أيام، لكن الثوار توجهوا إليها بأسلحتهم الخفيفة من سيوف وبلطات وبعض البنادق القديمة والتحموا في معركة شرسة مع القوات الفرنسية بالسلاح الأبيض وتمكنوا من إبادة الحملة خلال 40 دقيقة وقتل قائدها، فيما ارتقى 54 من الثوار شهداء وتابع رفاقهم التقدم إلى قلعة السويداء، وحاصروها وازدادت ثقتهم بالنصر وتحرير البلاد”.
ويرى الدكتور ثابت غانم رئيس الجمعية التاريخية أن التاريخ يعيد نفسه، حيث يتعرض وطننا منذ سنوات لحرب إرهابية بكل نواحي الحياة استدعت من الجميع استلهام العبر من الماضي والإرث النضالي الذي تركه الأجداد، وهذا ما جسده أبطال جيشنا العربي السوري على امتداد أرض الوطن، ومنها محافظة السويداء التي وقف أبناؤها وقفة رجل واحد إلى جانب الجيش العربي السوري في التصدي للتنظيمات الإرهابية في معركة مطار الثعلة وفي طرد إرهابيي “داعش” والقضاء على فلولهم في معركة المقرن الشرقي عام 2018، وكما في كل مكان من سورية ارتقى كثير من أبناء السويداء شهداء كتفا على كتف وهم مع زملائهم في تشكيلات الجيش العربي السوري.
طلعت الحسين
ذكر الجلاء 2024-04-17sanaسابق المقالة السابقةآخر الأخبار 2024-04-17الأسير الفلسطيني في يومه.. صمود لا ينال منه العذاب في معتقلات الاحتلال 2024-04-17وزير الخارجية الإيطالي يدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة 2024-04-17تراجع أسعار النفط 2024-04-17إصابة واعتقال فلسطينيين خلال اقتحام قوات الاحتلال مناطق بالضفة الغربية 2024-04-17انطلاق أعمال اللجنة القضائية السورية العراقية الإيرانية المشتركة 2024-04-17وزير الدفاع الصيني لنظيره الأمريكي: جيشنا لن يتسامح مع الأنشطة الانفصالية في تايوان 2024-04-17طلبتنا في مصر: سورية ستبقى صامدة وعصية على كل المعتدين 2024-04-17الصحة العالمية: حجم الدمار في مستشفيات غزة مروع 2024-04-17وزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب ينعيان الباحث والمؤرخ محمد قجة 2024-04-17نقابة الصحفيين الفلسطينيين تطالب بوقف جرائم الاختفاء القسري وتهديد حياة الصحفيين في معتقلات الاحتلال فيكم الخير
مراسيم وقوانين الرئيس الأسد يصدر قانوناً بتعديل مادة من قانون مصارف التمويل الأصغر لتحقيق دعم أكبر للمشاريع الصغيرة 2024-04-13 الرئيس الأسد يصدر مرسوماً بإحداث جائزة تقديرية تسمى “جائزة الدولة التقديرية للشجاعة والعطاء” 2024-04-09 الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإعفاء المتأخرين عن سداد اشتراكاتهم لـ “التأمينات الاجتماعية” من الفوائد والغرامات 2024-04-02الأحداث على حقيقتها استشهاد 3 مواطنين بانفجار لغم من مخلفات الإرهاب بريف حماة 2024-04-12 وحدات من قواتنا المسلحة تستهدف تجمعات الإرهابيين في أرياف دير الزور و تدمر وإدلب 2024-04-07صور من سورية منوعات مسابقة لـ ملكة جمال الذكاء الاصطناعي 2024-04-16 روسيا تطور سفينة نقل فضائية من الجيل الجديد 2024-04-15فرص عمل تمديد فترة التقديم للاشتراك بمسابقة السورية للبريد لـ 21 نيسان الجاري 2024-04-14 السورية للاتصالات تعلن عن مسابقة لشغل عدد من الوظائف بفرعها بدمشق 2024-03-12الصحافة في إطار التحيز الغربي للسردية الإسرائيلية… نيويورك تايمز الأمريكية تكم أفواه صحفييها بشأن غزة 2024-04-16 كاتب أمريكي: رد فعل الغرب على العملية الإيرانية مثال واضح على النفاق والمعايير المزدوجة 2024-04-15حدث في مثل هذا اليوم 2024-04-1717 نيسان 1946 جلاء الفرنسيين عن سورية 2024-04-1616 نيسان 1972- انطلاق المكوك الفضائي أبولو 16 باتجاه القمر 2024-04-1515 نيسان- مهرجان أريرانغ في كوريا الديمقراطية للاحتفال بعيد ميلاد القائد كيم إل سونغ 2024-04-1414 نيسان 1976- تأسيس المنظمة العربية لأبحاث الفضاء عرب سات 2024-04-1313 نيسان 1966 – سقوط طائرة مروحية تقل الرئيس العراقي عبد السلام عارف تؤدي إلى مقتله 2024-04-1212 نيسان – يوم رواد الفضاء
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
هل ستبقى سوريا موحدة؟
22 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة:
محمد حسن الساعدي
تمثل حالة الفوضى السمة الابرز على واقع الجمهورية العربية السورية بعد نهاية حقبة الاسد والتي بالتأكيد سيترشح منها الكثير من الاحداث التي ستؤدي الى الفوضى والانقسام بين مجمل القوى التي تصدرت المشهد السياسي والامني بعد 8 ديسمبر من العام الجاري فالأزمة الاقتصادية التي أخذت بالاتساع شيئاً فشيئاً سيكون لها التأثير السلبي على الاوضاع الاجتماعية وسيعمق الانقسام الداخلي بين مكونات البلد،مايعني ان الامور مرشحة للتصعيد اكثر من ذهابها الى الاستقرار،فمن المحتمل أن الازمة الاقتصادية ستتعمق أكثر من 70% من سكان البلاد والذين يعيشون الفقر وان حوالي 12.9 من سكان سوريا يعانون من انعدام الامن الغذائي وعدم توفر الخدمات الرئيسية للعيش البشري.
ومن الناحية الواقعية وحسب ما أعلن المجتمع الدولي فان هيئة تحرير الشام تبقى منظمة إرهابية ذات موارد محدودة، بالإضافة الى ان الحكم في سوريا معاقب دوليا ولذلك سيصعب ملئه خصوصاً بعد حكم دام لأكثر من خمسين عاماً، ومن جهة أخرى فأن إيران أعلنت قطع شحنات النفط التي كانت توردها لسوريا والتي تعد بالغة الأهمية لتوليد الطاقة الكهربائية فيها، بالإضافة الى أن ملف اللاجئين ما زال معلق بالرغم من رحيل النظام السوري،ولن يتمكن اللاجئون السوريون الذين فرحوا بسقوط الأسد من العودة الى منازلهم إذا انهار القانون والنظام أو إذا لم يتمكنوا من إيجاد سبل لدعم عوائلهم الموجودة في سوريا.
الوضع الاقتصادي سيلقي بظلاله على المشهد السياسي والامني في سوريا ، ما قد يشجع سوء العيش على المزيد من الصراع بين الجماعات المسلحة السورية على الغنائم والمكاسب في البلاد وعلى المدن والمناطق الاقتصادية المهمة، ما سيقود التنافس على سوق تجارة المخدرات في سوريا والتي تعد ممراً مهماً للترويج والتهريب بين الجماعات المسلحة من اجل جني الملايين من الدولارات ، ما قد يؤدي التحكم في هذه التجارة إلى تأجيج العنف بين الفصائل المسلحة والتي بدأت بالمواجهة مع بعضها البعض في حلب وادلب وصولا الى دمشق، خصوصاً بعد وصول “أبو محمد الجولاني” الى القصر الرئاسي في دمشق.
الخطر الحقيقي على الوضع السوري يتمثل في أمكانية الدول الإقليمية المحيطة بسوريا من تجنيد فصائل المسلحة من أجل تثبيت موطئ قدم لها وإيجاد نقطة نفوذ وكذلك الاستيلاء على مناطق عازلة على طول الحدود السورية لذلك سيكون من غير المحتمل أن تكون كل هذه الظروف مواتية لانتقال سياسي ناجح في سوريا.
وينبغي على جميع الأطراف المشاركة في سوريا العمل على ضمان عدم تحقق توقعات سقوط الأسد، وأن لا تحل الفوضى والعنف محل حكم الاسد ، إذ من الممكن أن تساعد الدول المجاورة على تشجيع هيئة تحرير الشام بقيادة الجولاني وغيرها من الجماعات السورية على السعي إلى انتقال سياسي سلمي وشامل إلى أقصى حد وعدم جر البلاد الى آتون حرب أهلية قد تؤثر بشكل سلبي على المنطقة عموماً.
وكما ان الحل السياسي في سوريا يتطلب من الدول الغربية أن تعمل على إنهاء العقوبات المفروضة على سوريا بما في ذلك الإعفاءات أو التراخيص لعمل مؤسسات الدولة مثل البنك المركزي السوري وعلى قطاعات اقتصادية بأكملها،كما ان الدور الخارجي ينبغي أن يعمل من أجل منع أي صراع بين الفصائل ومقاومة محاولات تلك الفصائل تعزيز مصالحها الخاصة من خلال دعم مجموعة على أخرى، وان تعمل كل القوى السياسية الفاعلة في سوريا من أجل ترسيخ الديمقراطية والحكم عبر صناديق الاقتراع لا غير، لان تفكك سوريا سيكون اسوا شيء للعالم والمنطقة وإذا دخلت سوريا في الفوضى فلن تكون مجرد كارثة إنسانية في المنقطة بل ستعطي مبرراً واقعياً على دكتاتورية الاسد.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts