كاتبة ورسامة وشاعرة لبنانية أميركية، ولدت في بيروت عام 1925 وتوفيت عام 2021، قدمت العديد من الأعمال الفنية من شعر وكتابات ولوحات مرسومة، عرضت في معارض دولية، ونالت عنها العديد من الجوائز.

واحتفى بها محرك البحث "غوغل" يوم 15 أبريل/نيسان 2024، وهو اليوم الذي يوافق ذكرى تدشين أول معرض منفرد لها في مدينة سان رافاييل، في ولاية كاليفورنيا الأميركية عام 1955.

المولد والنشأة

ولدت إيتيل عدنان يوم 24 فبراير/شباط 1925 في العاصمة اللبنانية لأب تركي ولد في دمشق، كان مسؤولا في الإمبراطورية العثمانية، وأم يونانية أرثوذوكسية، نشأت في بيروت وتعلمت الفرنسية واليونانية والتركية، ولكن لم تتعلم العربية بسبب أنها كانت تعتبر لغة الفقراء بين الراهبات اللواتي تلقت التعليم على أيديهن.

ودرّست الفلسفة في كلية الدومينيكان في سان رافاييل من عام 1958 إلى 1972، وسافرت بانتظام إلى المغرب وتونس والأردن وسوريا إضافة إلى لبنان.

التكوين العلمي

التحقت إيتيل وهي في ربيعها الخامس بمدرسة فرنسية لبنانية للراهبات، وأصبحت الفرنسية لغتها الأساسية. ثم التحقت بالمدرسة العليا للآداب في بيروت.

وحصلت على منحة دراسية في سن 24 في جامعة السوربون بباريس ودرست فيها فلسفة الفن عام 1949.

وتوجهت إلى الولايات المتحدة عام 1955 لاستكمال دراستها في جامعة كاليفورنيا/بيركلي، وبعد ذلك جامعة هارفارد.

إيتيل عدنان في "أكاديمية الفنون" ببرلين (غيتي) التجربة الأدبية

بعد استكمال دراستها عادت إلى بيروت عام 1972 وأصبحت محررة في مجال الثقافة لصحيفة الصفا، وأثناء تغطيتها لأحد المؤتمرات، كتبت عنه "لقد استغرق الأمر 3 سياسيين للحديث عن هراء لمدة 3 ساعات" وتسببت هذه السخرية بإغلاق الصحيفة عام 1974.

ثم انتقلت من جديد للعيش في الولايات المتحدة عام 1979، مع شريكها الفنان اللبناني وصانع الخزف "سيمون فتال" في "بلدة سوساليتو" وكانت تسكن بالقرب من جبل تامالبايس حتى أصبح مصدر إلهام لها.

وقدمت العديد من الأعمال الفنية من شعر وكتابات أدبية منها:

قصيدة "يوم القيامة العربي" عام 1998. "27 أكتوبر" كتبته بالفرنسية بعد الغزو الأميركي للعراق. رواية "الست ماري روز" وتحدثت فيها عن الحرب الأهلية اللبنانية. كتاب "رحلة إلى جبل مونتالباييس". "إلى فوّاز" مجموعة رسائل. "كتاب البحر". "قصائد الزيزفون". "سماء بلا سماء". إيتيل عدنان حصلت على شهرة دولية على المستوى الأدبي والفني (غيتي) التجربة الفنية

عام 1959 نصحتها إحدى زميلاتها في قسم الفنون بأنها إذا أرادت تدريس فلسفة الفن فعليها أن تبدأ بتعلم الرسم أولا، وفعلا خاضت المغامرة وتعلمت هذا الفن.

وعلى الرغم من أنها لم تُقم سوى 4 معارض صغيرة، فإنها عام 2012 عرضت مجموعة من لوحاتها في معرض دوكومنتا الذي يقام كل 4 سنوات في كاسل بألمانيا.

وبعد عامين نظمت شركة "وايت كيوب" في لندن عرضا لأعمالها، وعام 2016 نظمت لها أيضا معرض "سيربنتين" الذي ضم النسيج المزخرف إلى جانب اللوحات. وبقيت أعمالها تُعرض في متحف غوغنهايم بنيويورك.

كما عرضت أعمالها أيضا عام 2021 في "المتحف العربي للفن الحديث بالدوحة" تحت عنوان "إيتيل عدنان بكل أبعادها".

الجوائز والأوسمة حصلت على جائزة من فرنسا عن روايتها "ست ماري روز" عام 1977. نالت جائزة "الكتاب العربي الأميركي" عام 2010. فازت بجائزة لامدا الأدبية للشعر عام 2013. نالت جائزة كاليفورنيا للكتاب في الشعر عام 2013 عن روايتها "البحر والضباب". حصلت عام 2014 على وسام الفارس للفنون والآداب، والذي يعتبر أحد أعلى الأوسمة الثقافية في فرنسا. آخر أعمالها

كان "في تغيير الصمت" عام 2020 آخر كتبها التي نُشرت لها في حياتها، بدأت به بكلمة "نعم" وختمته بصورة ليلية لتساقط الثلج بعد 74 صفحة، لتكون آخر المناظر الطبيعية التي استحضرتها من الذاكرة أو الخيال في نظرها.

وجمعت أيضا جردا دقيقا للأماكن والأفكار التي أحبتها على مدار قرن تقريبا، والتي تخللت حياتها عبر العالم في أعقاب انهيار الإمبراطورية العثمانية، وقسوة الاستعمار الفرنسي، وانهيار الدولة في لبنان، والحروب في الجزائر وفيتنام وأفغانستان والعراق.

الوفاة

توفيت الكاتبة والرسامة إيتيل عدنان في منزلها بالعاصمة باريس يوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 عن عمر ناهز 96 عاما.

وكانت قد قالت قبل موتها "في اليوم الذي سأغادر فيه هذا العالم، سيكون الكون قد فقد صديقا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات إیتیل عدنان

إقرأ أيضاً:

قصة منازل لبنانية دخلها إسرائيليّون.. مشاهد مأسوية!

في جنوب لبنان قريةٌ صغيرة اسمها سردة، وهي تقع بالقرب من الوزاني وعلى مقربة من تل الحمامص التي أبقى الجيش الإسرائيليّ على تواجده فيها مع نقاط 4 أخرى موزعة على طول الحدود اللبنانية.   من طريق برج الملوك عبر سهل مرجعيون يمكن العبور نحو سردة التي مكث فيها الجيش الإسرائيلي وخرّبها مع بيوتها. الطريقُ "سالكة" في بعض الأماكن، لكنها تصبح ترابية بفعل عمليات التجريف التي قام بها الجيش الإسرائيليّ بهدف التخريب ولجعل العبور على تلك الطرقات أمراً صعباً للغاية.   وسردة هي بلدة مؤلفة من 8 منازل بالإضافة إلى كنيسة مار يوحنا، سكانها من الموظفين والمزارعين الذين يعتاشون من الزراعة في محيط منازلهم. "نحن دعاة سلام".. هكذا قالت اللبنانية دولي أبو فرحات لـ"لبنان24" حينما تتحدث عن نفسها وعن أبناء منطقتها، قائلة: "نحن لا نريد الحرب ولا نريد أي شيء.. نريد أن نعيش بسلام.. بيوتنا تدمّرت وتهشّمت وحُرقت بسبب شيء لا ذنب لنا به".   بيوت محروقة   داخل منزلها، تقف أبو فرحات بحزنٍ شديد لتلاحظ أن كل ما أقدمت على إعماره قد تدمّر في لحظة بسبب الجيش الإسرائيلي. المنزل لم يُهدم بالكامل، لكن ما حصل هو أنَّ جنود جيش العدو أحرقوا المنزل بالكامل، فجعلوه ركاماً وحطاماً وباتت "مملكة أبو فرحات" الوحيدة، مكاناً محترقاً لا حياة فيه.   في حديثها عبر "لبنان24"، تقول أبو فرحات: "عبر سنوات طويلة سعيت لبناء المنزل. زوجي يعمل في الخارج وأنا كنت لأولادي الأب والأم. بعرق الجبين بنينا كل شيء، ومن الزراعة كُنا نعيش. أما الآن، فماذا بقيَ لنا؟ لا شيء.. الجيش الإسرائيلي دمر منازلنا وخرّب زراعتنا وحقولنا".   تلفتُ أبو فرحات إلى أنَّها لم تغادر جنوب لبنان طيلة الفترة الأولى للحرب، وتحديداً قبل يوم 23 أيلول حينما وسّعت إسرائيل عدوانها على لبنان، وتضيف: "لم نكن نريد مغادرة منازلنا.. آثرنا البقاء فيها رغم القصف والتوتر. ما إن انسحب الجيش من المناطق باتجاه الحدود الأمامية، حتى اضطررنا مجبرين لمغادرة منازلنا.. أقفلنا الأبواب وغادرنا، وما إن عدنا حتى رأينا الخراب".       الحال ذاته شهده منزل اللبنانية سامية جبور الذي تبين أن جنود العدو قد مكثوا داخله وخربوه بشكل كامل، وتقول لـ"لبنان24": "لم يبقَ شيئ على حاله.. أثاث المنزل تهشّم، غرفة النوم باتت منكوبة، المطبخ بات بالياً، حتى القبو الخاص بالمنزل والذي جعلته مكاناً للراحة والجلوس، تم تدنيسه من قبل الجيش الإسرائيلي".   بحرقة تروي جبور مأساتها وتقول: "منزلي كان المكان الآمن.. من سيعوض علينا كل هذه الخسائر؟ الوجع كبير.. حاولوا نسف الذكريات، وعملوا على تخريب كل شيء داخل المكان الأحب إلى قلبي.. جنود الجيش الإسرائيلي لا يعرفون الإنسانية.. إنه جيش تخريب.. جيش تدمير.. جيش نازي وعنصري".     الكنيسة.. قصة أخرى   كنيسة مار يوحنا في سردة لم تسلم من تخريب الجيش الإسرائيلي، بل قام بتدمير جزء كبير منها وتحطيم محتوياتها.   وحدهُ تمثال السيدة مريم العذراء ظل واقفاً مكانه رغم أن جنود العدو حاولوا كسر قاعدته. أما الكاتب المقدس فظلّ مكانه، بينما توزعت على جدران الكنيسة كتابات باللغة العبرية، والأمرُ ذاته حصل داخل المنازل في البلدة.   التخريب أيضاً طال منزل الكاهن فهناك تم إحراق كل المحتويات، بينما جرى تدمير الجدران المطلة على مزرعة سردة التي تواجهها في الأعالي سفوح وتلال جبل الشيخ ومزارع شبعا.         المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • عدنان درجال: تقنية VAR حاضرة في دور الـ16 لبطولة كأس العراق
  • العدو الصهيوني يشن سلسلة غارات على قرى لبنانية
  • كاريكاتير د. علاء اللقطة
  • أربيل وأنقرة وواشنطن.. ترقب ثلاثي الأبعاد لـحدث تاريخي بطله أوجلان
  • اختيار مهندسة فرنسية لبنانية لترميم المتحف البريطاني
  • عون تلقى دعوة للمشاركة بالقمة العربية وحركة أميركية أوروبية في بيروت
  • (CSR 50).. قناصة إماراتية بعيدة المدى ومضادة للدروع
  • جريمة تهزّ منطقة لبنانية.. قتل زوجته بـالسكين!
  • عدنان موحجة الزوج البخيل في "مبروك علينا"
  • قصة منازل لبنانية دخلها إسرائيليّون.. مشاهد مأسوية!