"لا للتنمر".. جامعة القناة تدرب معلمي مدرسة مصطفى الخياط على مواجهة التنمر
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نظم قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة القناة ندوة توعوية لمعلمي مدرسة مصطفى الخياط الرسمية للغات للتعليم الأساسي، بالتعاون مع مديرية التربية والتعليم حول التنمر "لا للتنمر" بعنوان "ترقية السلوك الإنساني لطلاب ومدرسي المدارس"، في إطار مسئولية الجامعة المجتمعية وبوصفها بيت خبرة.
ويأتى تحت رعاية الدكتور ناصر مندور رئيس جامعة قناة السويس، ووفق توجيهاته بأهمية التواصل مع مؤسسات المجتمع المختلفة، وتقديم الدعم اللازم لحل مشكلات المجتمع، وتدريب الأفراد وتوعيتهم بما يضمن حياة أفضل- وضمن مبادرة Stop-
وحاضرت بالندوة الدكتورة رحاب حسن كفل الأستاذ المساعد بقسم تمريض الأطفال بكلية التمريض، حيث تناولت تعريف التنمر، وأشكاله (التنمر اللفظي- الجسدي- التنمر العاطفي)، وأسبابه، وأماكن حدوث التنمر، وآثاره الجسدية والنفسية التي قد تصل للانتحار.
وتناولت كذلك التنمر المدرسي وأرجعته إلى خلل مدرسي أو الألعاب الإلكترونية الدافعة للعدوانية، وأشارت إلى علاماته المتمثلة في انسحاب الطفل من الأنشطة، وابتعاده عن الأصدقاء والتجمعات، إهمال الواجبات المدرسية، فقدان أو زيادة الشهية، ويعاني الطفل المعرض للتنمر من العصبية والغضب أو القلق الزائد.
وتطرقت إلى التنمر الإلكتروني واستغلال التكنولوجيا والإنترنت وتقنياته لإيذاء أشخاص آخرين.
ونصحت بضرورة الملاحظة الجيدة من الآباء، والبدء الفوري في حوار هادئ مع الطفل المتعرض للتنمر، وتعليمه كيفية التعامل مع التنمر، وألا يكون دائم التسامح حتى لا يبدو ضعيفا، وتعزيز ثقة الطفل بنفسه، والمشاركة في الألعاب الجماعية بما يعزز روح التعاون ويبعد مفهوم (الأنا)، وعرضت لنماذج من الأنشطة المدرسية والألعاب الجماعية التي ينصح بتأديتها لعلاج التنمر ومواجهته.
وأقيمت الندوة بإشراف تنفيذي إيفون حبيب مدير إدارة الاتصالات والمؤتمرات.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: جامعة القناة خدمة المجتمع وتنمية البيئة مديرية التربية والتعليم
إقرأ أيضاً:
“العراق في مواجهة التطرف ” .
بقلم : سمير السعد ..
يواجه العراق، كغيره من دول العالم، تحديات كبيرة تتعلق بظاهرة التطرف العنيف، التي تشكل تهديدًا مباشرًا للسلم المجتمعي والأمن الوطني. ومع إدراك خطورة هذه الظاهرة، تبنّت الحكومة العراقية نهجًا واضحًا في رفض كل أشكال العنف وخطابات التطرف الداعمة له، وذلك من خلال برامج واستراتيجيات وطنية تهدف إلى مكافحته على مختلف المستويات.
في هذا السياق، تعمل “اللجنة الوطنية لمكافحة التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب” ، التابعة لمستشارية الأمن القومي، على تطبيق رؤية وطنية شاملة تهدف إلى التصدي لمسببات التطرف ومعالجتها من جذورها. وتتبنى اللجنة نهجًا استباقيًا يركز على التوعية والتثقيف، بدلًا من الاقتصار على الحلول الأمنية فقط. ومن أجل تحقيق هذه الأهداف، تعتمد اللجنة على سلسلة من البرامج والندوات التوعوية التي تستهدف مختلف شرائح المجتمع، بهدف نشر ثقافة التسامح والاعتدال، وتعزيز القيم الإنسانية المشتركة التي تجمع أبناء الوطن الواحد.
تعمل اللجنة من خلال لقاءاتها الدورية مع المثقفين والأدباء والصحفيين والشعراء والفنانين على تعزيز دورهم في نشر الوعي والتصدي لخطابات الكراهية والتطرف، عبر إنتاج محتوى ثقافي وإعلامي يعكس قيم التسامح والتعايش. كما تولي اهتمامًا خاصًا بالحوار مع القيادات الدينية والاجتماعية، إذ يُعتبر رجال الدين وقادة المجتمع وشيوخ العشائر شركاء أساسيين في مكافحة التطرف، نظرًا لتأثيرهم الواسع في المجتمع. ومن هذا المنطلق، تعقد اللجنة اجتماعات دورية معهم، لمناقشة سبل مواجهة الفكر المتطرف، وتعزيز الخطاب الديني المعتدل الذي يدعو إلى الوحدة ونبذ العنف.
إدراكًا لأهمية دور الشباب في بناء المستقبل، تسعى اللجنة أيضًا إلى استهدافهم عبر برامج تدريبية وورش عمل، تهدف إلى تحصينهم من الأفكار المتطرفة، وتمكينهم من لعب دور إيجابي في مجتمعاتهم. فرؤية اللجنة تقوم على أساس أن مواجهة التطرف لا تكون فقط عبر الوسائل الأمنية، بل تتطلب جهدًا فكريًا وتوعويًا يرسّخ قيم الحوار والتعايش السلمي. وفي هذا الإطار، تلعب منظمات المجتمع المدني دورًا مهمًا في دعم هذه الجهود من خلال تنفيذ حملات توعوية محلية، والمشاركة في بناء استراتيجيات تهدف إلى تعزيز الاندماج الاجتماعي ومحاربة الفكر المتطرف من خلال النشاطات الثقافية والتعليمية والمبادرات الشبابية.
إلى جانب ذلك، لا يمكن إغفال أهمية التعاون الدولي في محاربة التطرف، حيث تسهم المنظمات الدولية في دعم جهود الحكومة العراقية من خلال تقديم الخبرات والاستشارات، وتمويل البرامج التوعوية، وتوفير منصات للحوار والتبادل الثقافي بين المجتمعات المختلفة. كما أن هذه الشراكات تسهم في تعزيز قدرات المؤسسات الوطنية لمكافحة التطرف بطرق أكثر فاعلية، من خلال تبني أفضل الممارسات العالمية التي أثبتت نجاحها في الحد من انتشار الأفكار المتطرفة.
ورغم الجهود المبذولة، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه مكافحة التطرف في العراق، أبرزها تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الأفكار المتطرفة، إضافة إلى الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي قد يستغلها المتطرفون لاستقطاب الشباب. لذلك، تسعى الجهات المعنية إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني، وإشراك المنظمات الدولية في تنفيذ استراتيجيات أكثر شمولية تجمع بين الحلول الأمنية والبرامج الفكرية والثقافية، لضمان بناء مجتمع متماسك خالٍ من العنف والتطرف.
إن مواجهة التطرف العنيف مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود بين الحكومة والمجتمع بكل مكوناته، مع إشراك المنظمات المحلية والدولية لضمان نجاح هذه الجهود. ومن خلال النهج الذي تتبناه اللجنة الوطنية لمكافحة التطرف، يمكن للعراق أن يخطو خطوات مهمة نحو تحقيق الاستقرار وتعزيز السلم الأهلي، ليكون نموذجًا في محاربة الفكر المتطرف، وبناء مجتمع قائم على مبادئ التسامح والتعايش السلمي.