كشف تقرير للقناة الـ14 العبرية، اليوم الأربعاء، عن ازدياد حدة الصراع بين رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وأعضاء مجلس الحرب الإسرائيلي وزير الدفاع يوآف جالانت والوزير بيني جانتس، بسبب سير أحداث الحرب في قطاع غزة.

وقال التقرير إنه رغم مرور أكثر من نصف عام منذ اندلاع الحرب المدمرة في قطاع غزة، لم تستطع إسرائيل هزم حركة حماس بعد في قطاع غزة.

وأضاف التقرير أن هذه الحقيقة تثير غضب العديد من الإسرائيليين الذين ينتظرون تحقيق الوعد المتكرر لرئيس الوزراء نتنياهو: "النصر الكامل على حماس".

في غضون ذلك، نشر مقال خاص في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، ورد فيه أن نتنياهو في صراع حاد مع جالانت وجانتس وأن الخلافات تؤثر على سير الحرب في قطاع غزة.

وأشار المقال إلى أن نتنياهو يحاول إدارة الحرب بمفرده، بينما يحاول جالانت وجانتس عزله عن القرارات.

ووفقا للمقال، فإن الجمهور الإسرائيلي "منقسم بشدة" بشأن مسألة كيفية الانتصار في الحرب في قطاع غزة، كما هو الحال بالنسبة للأعضاء الثلاثة الكبار في حكومة الحرب "نتنياهو وجالانت وجانتس".

وقالت “وول ستريت جورنال” إن القادة الإسرائيليين الثلاثة يختلفون حول أكبر القرارات التي يتعين عليهم اتخاذها: كيفية شن هجوم عسكري حاسم، وكيفية تحرير الأسرى من أسر حماس، وكيفية إدارة قطاع غزة "في اليوم التالي" للحرب.

ووفقا للمقال، يتعين على الثلاثة أيضًا اتخاذ أحد أكبر القرارات التي واجهتها إسرائيل على الإطلاق: كيفية الرد على أول هجوم مباشر لإيران على الأراضي الإسرائيلية.

وأوضح المقال أن الصراع على السلطة بين القادة قد يؤثر على مسألة ما إذا كان القتال في قطاع غزة سيتطور إلى صراع إقليمي أوسع ضد إيران، وهو الحدث الذي "سيغير النظام الجيوسياسي للشرق الأوسط" ويشكل العلاقات الأمريكية الإسرائيلية لعقود قادمة.

ونقلت الصحيفة عن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق جيورا آيلاند، قوله إن "انعدام الثقة بين هؤلاء الأشخاص الثلاثة واضح للغاية وبالغ الأهمية".

وتوضح الصحيفة الأمريكية أن نتنياهو يحاول بشكل متزايد إدارة الحرب الشرسة بنفسه - فيما يبدو أن جالانت وجانتس يحاولان "فصل" نتنياهو عن القرارات المتعلقة بالحرب.

وقال راز زيميت، الباحث البارز في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، للصحيفة إن "خطر سوء التقدير مرتفع للغاية. نحن في بداية مرحلة خطيرة للغاية في الصراع الإيراني الإسرائيلي".

وتقول الصحيفة إن جانتس أراد في السابق إقالة نتنياهو من رئاسة الوزراء، وإنه دعا إلى إجراء انتخابات في سبتمبر المقبل، وهو ما يشير إلى عزوف ناخبي حزبه عن أدائه في حكومة الوحدة.

ويزعم التقرير أيضا أن جالانت يعتبر الأكثر تشددًا بين أعضاء حكومة الحرب الذين أيدوا حربًا وقائية ضد لبنان، ولكنهم أرادوا أيضًا "التحالف" مع الولايات المتحدة.

وزعم مسئولون إسرائيليون لـ “وول ستريت جورنال” أن نتنياهو يفكر في تعيين شخص يكون مسئولا عن التحكم في المساعدات الإنسانية والإمدادات التي تدخل قطاع غزة، وسيكون مسئولًا مباشرة أمام مكتب رئيس الوزراء، متجاوزا وزير الدفاع جالانت.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: بنيامين نتنياهو أعضاء مجلس الحرب الإسرائيلي وزير الدفاع يوآف جالانت بيني جانتس الحرب في قطاع غزة إسرائيل حركة حماس جالانت وجانتس الهجوم الإيراني ضد إسرائيل جالانت وجانتس فی قطاع غزة أن نتنیاهو

إقرأ أيضاً:

اتهام الشاباك بالتجسس على حكومة نتنياهو

القدس المحتلةـ أخذت قضية إقالة رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي"الشاباك" رونين بار منحى تصاعديا في إسرائيل مع دخول وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وحزبه "عظمة يهودية" على خط المواجهة، في ظل حالة الاستقطاب السياسي التي تشهدها إسرائيل، واحتدام الصراع بين الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، ومعسكر أحزاب المعارضة، برئاسة يائير لبيد زعيم حزب "هناك مستقبل".

وأخذت الخلافات بين التيارات والمعسكرات والحزبية أبعادا مختلفة تعكس عمق الشرخ في المجتمع الإسرائيلي، وهو الشرخ الذي تعزز مع إقحام المؤسسات الأمنية والاستخباراتية في الصراعات السياسية والأيديولوجية، والأمر تجلى في القضية الجديدة التي كشف عنها رئيس الشاباك، وتتمحور حول تحقيقات يجريها بشأن تغلغل "الكهانية" إلى جهاز الشرطة.

وكشفت القناة الـ12 الإسرائيلية النقاب عن إيعاز بار إلى المحققين في جهاز الشاباك بفتح تحقيق وجمع أدلة حول تغلغل تيار "الكهانية" من اليمين المتطرف الذي ينتمي إليه بن غفير في جهاز الشرطة، وكذلك ضلوع وتأثير المستوى السياسي على عمل الأجهزة الأمنية بكل ما يتعلق في استخدام أساليب القوة بشكل يتعارض مع القوانين المعمول بها.

والكهانية هي أيديولوجية سياسية دينية مبنية على تعاليم الحاخام المتطرف مائير كاهانا، وهي تدعو إلى القومية اليهودية المتطرفة، وتسعى إلى إقامة دولة تحتكم إلى تعاليم التوراة في "أرض إسرائيل"، في حين تدعم الفصل الكامل بين اليهود والعرب، وتعارض الزواج المختلط، وتدعو إلى تهجير السكان العرب من إسرائيل.

إعلان

وبسبب طرح التهجير الذي يؤمن به الكهانيون، تم استبعاد حركة "كاخ" التي يتزعمها كاهانا من الترشح للكنيست في عام 1988، لكن لا تزال أفكاره، كما وردت في رد جهاز الأمن العام الشاباك، تؤثر على الأحزاب والحركات والدوائر اليمينية المتطرفة، وتسعى للتغلغل في مفاصل الحكم بإسرائيل.

انتهاك الوضع القائم

وتعود بداية التحقيقات إلى سبتمبر/أيلول الماضي، وذلك في أعقاب أداء وتصرفات الشرطة الإسرائيلية في باحات المسجد الأقصى في ذكرى "خراب الهيكل"، حيث تعمدت الشرطة بتعليمات من الوزير بن غفير على انتهاك الوضع القائم في ساحات الحرم القدسي الشريف، وذلك حين سمحت للمستوطنين المقتحمين بأداء شعائر تلموديه وتوراتية قبالة قبة الصخرة، و"السجود الملحمي" بالساحات بشكل علني، وذلك خلافا لموقف الشاباك.

وتعليقا على القضية وتداعياتها أصدر الشاباك بيانا عممه على وسائل الإعلام، استعرض من خلاله الدوافع للشروع في إجراء تحقيق حول دور الشرطة بانتهاك الوضع القائم بالأقصى، مشيرا إلى أنه تم الإعلان عن حركتي "كاخ" و"كهانا حي" تنظيمين محظورين في العام 1994، ومنذ العام 2016 توصفان بأنهما منظمتان إرهابيتان، علما بأن بن غفير ينتمي للتنظيمين المحظورين.

ولفت الشاباك في بيانه، الذي نقلته صحيفة "هآرتس"، إلى أنه قد استمر هناك نشاط لهاتين المنظمتين حتى بعد حظرهما، وعليه يعمل جهاز الأمن العام على كشف وإحباط نشاطهما، بموجب اختصاصه كما ينص القانون، ويتعامل الشاباك أيضا مع التخوفات من احتمال تغلغل هذه الجهات الكهانية إلى المؤسسات وإلى مقاليد الحكم، وإلى سلطات إنفاذ القانون.

بن غفير يوجّه اتهامات وانتقادات شديدة إلى رئيس الشاباك بعد إثارته قضية تغلغل الكهانيين  (رويترز) اتهامات إلى بار

مع عودته إلى الائتلاف الحكومي، أثار بن غفير القضية خلال جلسة المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت"، ووجّه اتهامات وانتقادات شديدة اللهجة إلى بار، قائلا إن "رئيس الشاباك كاذب ومجرم ويجب أن يقبع في السجن، وهو يتجسس على المستوى السياسي، ويجمع معلومات وأدلة ويحاول القيام بانقلاب لصالح معسكر اليسار".

إعلان

الموقف ذاته عبّر عنه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي صار على نهج بن غفير، حيث اتهم رئيس الشاباك بمحاولة إسقاط حكومة اليمين، مشيرا إلى أن بار أطلعه على قضية تغلغل الكهانيين إلى جهاز الشرطة، بيد أنه زعم أنه لم يعطِ الضوء الأخضر للشاباك للتحقيق في القضية من وراء بن غفير، الذي كان في حنيه وزيرا للأمن القومي، حسب ما أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الاثنين.

ورد رئيس الشاباك على نتنياهو وبن غفير بالقول "لقد اتهمني بن غفير بالخيانة خلال جلسة الكابينت، واليوم يهددني بإرسالي إلى السجن. غدا سوف يهددونني بالإعدام"، حسب ما نقلت عنه هيئة البث الإسرائيلية.

مواجهة غير مسبوقة

وفي قراءة لاحتدام الصراعات بين الائتلاف والمعارضة وتأزم المشهد السياسي بإسرائيل، أوضح مراسل الشؤون السياسية لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إيتمار آيخنر أن الاتهامات التي يوجهها نتنياهو إلى رئيس الشاباك غير مسبوقة، حيث زعم أن أعماله "تذكّر بالأنظمة المظلمة وتقوض أسس الديمقراطية"، وهي العبارات التي تؤجج وتزيد الأوضاع تعقيدا.

ولفت إلى أنه لم تشهد الحالة السياسية في إسرائيل مثل هذا الواقع المأزوم وتبادل الاتهامات حول المحاولات الإطاحة بحكومة اليمين، وكذلك إجراء تحقيق سري ضد الشرطة، للاشتباه في تقويضها لنظام الحكم والنظام الديمقراطي، والاشتباه في انتشار حركة كهانا داخلها.

ويعتقد أن الحالة السياسية وما تعيشه من استقطاب وخلافات توحي أن هناك "مواجهة غير مسبوقة" بين المستوى السياسي والمسؤولين الرسميين، سواء بالجهاز الاستخباراتي أو المؤسسة الأمنية أو الجهاز القضائي، حيث لا يستبعد أن يمتد هذا الصراع إلى أبعد من ذلك.

 ضغوط بن غفير

وإمعانا في ضلوع شرطة الاحتلال في تغيير الوضع القائم بالأقصى خلال إحياء ما يُسمى ذكرى "خراب الهيكل"، مارس الوزير بن غفير ضغوطا على كبار قادة الشرطة وضمنهم نائب المفتش العام أفشالوم بيلد، ومفوض مصلحة السجون كوبي يعقوبي، بغية أن يصادق القائم بأعمال قائد لواء القدس أمير أرزاني على طلب بن غفير ومستشاريه لاقتحام الأقصى، بعد أن رفض أرزاني في البداية طلب بن غفير.

إعلان

وفي أعقاب ممارسة الضغوط على كبار قادة الشرطة، تمكن بن غفير برفقة العديد من مقربيه من الكهانيين والمستشارين اقتحام باحات الأقصى، حيث صادق أرزاني على تغيير الوضع القائم في ساحات الحرم، وأعطى الأوامر لعناصر الشرطة بالسماح للمستوطنين بأداء شعائر توراتية والسجود الملحمي.

وخلال هذا الانتهاك للوضع القائم في ساحات المسجد الأقصى من قِبل شرطة الاحتلال بطلب وبضغط من بن غفير، تواجد عناصر من جهاز الشاباك في غرفة قيادة العمليات التابعة للشرطة، وكانوا شاهدين على التدخلات والانتهاكات والاقتحامات، ونقلوا المعلومات إلى بار.

وفي أعقاب هذه المعلومات أوعز بار إلى المسؤولين في جهاز الشاباك بفتح تحقيق في حيثيات ما حصل في الأقصى في ذكرى "خراب الهيكل"، وفيما وصفه "تغلغل الكهانيين إلى جهاز الشرطة وسلطة إنفاذ القانون"، وعزا قراره إلى أن تغيير الوضع القائم بالأقصى من شأنه أن يؤدي إلى توتر شديد في القدس والأراضي الفلسطينية.

مقالات مشابهة

  • خطوة تدعم حكومة نتنياهو.. الكنيست الإسرائيلي يقر الميزانية الجديدة
  • انقسامات إسرائيلية بسبب الحرب على غزة.. عرض تفصيلي مع عمرو خليل
  • اتهام الشاباك بالتجسس على حكومة نتنياهو
  • شخصيات حول نتنياهو.. تصنع القرارات وتدير سياسة إسرائيل
  • برلماني: تجدد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يشعل الحرب في المنطقة
  • وزارة الطاقة والنفط تكشف عن حجم خسائرها بسبب الحرب وتخطط لبناء مصفاة بترول جديدة
  • حكومة نتنياهو تصوت على حجب الثقة عن المدعية العامة للدولة
  • 30 سيارة إسعاف تتعرض للقصف الإسرائيلي في غزة منذ بدء الحرب
  • حكومة الاحتلال تصادق على إقامة مديرية خاصة بتهجير أهالي غزة
  • المعارضة الإسرائيلية: حكومة نتنياهو تفعل كل شيء علنًا لبدء حرب أهلية