نفت متحدثة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا تلقي روسيا أي دعوة عبر القنوات الدبلوماسية لحضور احتفالات الذكرى الثمانين لإنزال الحلفاء في نورماندي في 6 يونيو 1944.

جاء ذلك في تصريحات زاخاروفا لراديو "سبوتنيك" صباح اليوم، حيث تابعت: "بالأمس كنا على اتصال مع سفيرنا لدى فرنسا أليكسي ميشكوف حتى وقت متأخر جدا من المساء بشأن المعلومات التي تم تداولها في وسائل الإعلام الفرنسية بشأن دعوة روسيا إلى الاحتفالات.

وصباح اليوم لا يوجد أي تأكيد لذلك عبر القنوات الدبلوماسية".

إقرأ المزيد باريس "تدعو" روسيا من دون بوتين للاحتفال بذكرى إنزال الحلفاء في النورماندي

وكانت وكالة "فرانس بس" قد نقت عن منظمي الحفل في وقت سابق، شركة Mission Libération، أن روسيا مدعوة للاحتفال بالذكرى الثمانين لإنزال الحلفاء في نورماندي في 6 يونيو.

كذلك ذكرت إذاعة "أوروبا 1" أيضا أن الوفد الروسي قد يشارك في الحفل، يونيو المقبل، إذا قبلت موسكو دعوة قصر الإليزيه.

وقد فتحت جبهة ثانية في الحرب العالمية الثانية "عملية أوفرلورد" في يونيو 1944، أنزلت فيها القوات الأنغلو أمريكية في نورماندي. وبرغم من أهمية هذه العملية في النصر الشامل لدول التحالف المناهض لهتلر، إلا أن الجبهة الرئيسية للحرب العالمية الثانية ظلت الجبهة السوفيتية للجيش الأحمر ضد ألمانيا، حيث تركزت قوات العدو النازي الرئيسية.

ووفقا لعدد من المؤرخين، فقد تعمد الحلفاء تأخير فتح الجبهة الثانية، وإطلاق عملية "أوفرلورد" حتى يونيو 1944، بعد أن اتضح لهم نجاح هجوم الجيش الأحمر على الجبهة السوفيتية الألمانية.

المصدر: نوفوستي

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أدولف هتلر إنزال نورماندي الحرب العالمية الثانية النازية ماريا زاخاروفا وزارة الخارجية الروسية

إقرأ أيضاً:

أمريكا بين التناقضات- من العدالة المتوهمة في غزة إلى الحرب السودانية وهيمنة الحلفاء

منذ اندلاع الصراع في السودان قبل 17 شهرًا، عانت البلاد من أزمة إنسانية خانقة وصراع دموي ترك الملايين في حالة من النزوح والمجاعة، حيث استمرت الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في تدمير حياة المدنيين والبنية التحتية. وفي خضم هذه الأزمة، جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن لتسلط الضوء على الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة في تقديم المساعدات الإنسانية ومحاولة إنهاء الصراع. ومع ذلك، يبقى التساؤل حول مدى فعالية هذا الدور والموقف الأمريكي من الأزمة السودانية، خاصة في ظل السياسات السابقة والتناقضات التي شابت المواقف الأمريكية تجاه السودان.
موقف الإدارة الأمريكية من الحرب السودانية
في بيان الرئيس جو بايدن، وُصف الوضع في السودان بأنه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، مع دعوة صريحة لوقف القتال وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية. وأشار البيان إلى تشكيل "التحالف من أجل تعزيز إنقاذ الأرواح والسلام في السودان"، الذي يضم شركاء دوليين مثل الاتحاد الأفريقي ومصر والسعودية والإمارات، مما يعكس اهتمامًا دوليًا مشتركًا بالتعامل مع الأزمة.
كما أُعلن عن فرض عقوبات على 16 كيانًا وفردًا من المتورطين في الصراع وجرائم ضد الإنسانية. ومن خلال هذه الخطوات، تحاول الولايات المتحدة التأكيد على موقفها الصارم ضد الانتهاكات التي ترتكبها أطراف الصراع.
مراحل تعاطي الحكومة الأمريكية مع الأزمة السودانية
منذ بدء النزاع في أبريل 2023، تعاطت الإدارة الأمريكية مع الأزمة السودانية بعدة مراحل، يمكن تلخيصها في الآتي_
المرحلة الأولى - الاستجابة الأولية والتفاعل الإنساني , منذ البداية، ركزت الولايات المتحدة على تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة، حيث قدمت أكثر من 1.6 مليار دولار كمساعدات طارئة. تمحور الدور الأمريكي في هذه المرحلة حول تخفيف معاناة المدنيين، وتقديم المساعدات عبر منظمات الإغاثة الدولية والمحلية.
المرحلة الثانية التحركات الدبلوماسية
عند ما بدأت الولايات المتحدة بالضغط على الأطراف المتصارعة عبر الجهود الدبلوماسية، مثل تنظيم مفاوضات بين الأطراف المعنية بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين. جاءت هذه التحركات في إطار محاولة تحقيق هدنة مؤقتة والسماح بمرور المساعدات الإنسانية.
المرحلة الثالثة - فرض العقوبات الدولية
مع تزايد أعمال العنف وتصاعد الانتهاكات، قامت الإدارة الأمريكية بتوسيع نطاق العقوبات على الأفراد والكيانات المرتبطة بالصراع. كانت العقوبات أداة للضغط على الأطراف لوقف التصعيد، مع تحذير الجانبين من تداعيات استمرار العنف على العلاقات مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.
نقد الموقف الأمريكي ما بين المبادئ والواقع
على الرغم من أن الدور الأمريكي يبدو إنسانيًا وداعمًا للسلام في السودان، إلا أن هناك تناقضات ملحوظة في هذا الموقف -
ازدواجية المعايير في التعامل مع الأطراف المتصارعة
في حين يطلب البيان من قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية وقف العنف، يشير البيان بوضوح إلى أن قوات الدعم السريع مسؤولة بشكل كبير عن الأذى المدني. هذا التركيز قد يبدو للبعض تحاملاً على طرف واحد، بينما تتجاهل الولايات المتحدة بشكل جزئي دور القوات المسلحة السودانية، والتي تورطت بدورها في انتهاكات كبيرة، مما يخلق نوعًا من الازدواجية في معايير التعامل.
التأخر في التحرك الدولي الفعّال
رغم الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة على صعيد تقديم المساعدات الإنسانية وفرض العقوبات، فإن بعض النقاد يرون أن الحكومة الأمريكية تأخرت في التدخل بشكل فعّال للضغط على الأطراف المتنازعة أو دفع المجتمع الدولي نحو حل دبلوماسي شامل. لم تحقق التحركات الدبلوماسية الأمريكية تقدمًا ملموسًا حتى الآن في إنهاء الصراع أو إيقاف تدهور الأوضاع الإنسانية.
التناقض في دور الولايات المتحدة في المنطقة
بينما تدعو الولايات المتحدة إلى إنهاء العنف وتعزيز السلام في السودان، فإن لها تاريخًا من التدخلات العسكرية والدعم غير المتسق للأنظمة في المنطقة، مما يجعل مواقفها في بعض الأحيان مثيرة للجدل. السودان نفسه كان هدفًا للعقوبات الأمريكية لعقود بسبب سياسات الحكومة السابقة، مما أضعف الاقتصاد السوداني وجعل البلاد عرضة للفوضى بعد الإطاحة بنظام البشير.
غياب حلول سياسية جذرية
ويركز البيان على الحلول الإنسانية والدعوة لوقف العنف، ولكنه لا يقدم خطة سياسية جذرية لإنهاء الصراع. يظل التركيز الأساسي على تقديم المساعدات وفرض العقوبات دون العمل على تسهيل عملية سياسية شاملة تدفع الأطراف المتنازعة نحو تسوية دائمة. وقد يؤدي هذا النهج إلى إطالة أمد الأزمة بدلاً من حلها.
رغم أن الولايات المتحدة أظهرت التزامًا كبيرًا بدعم الشعب السوداني في الأزمة الحالية، إلا أن مواقفها المتناقضة وتأخر التحرك الفعّال يثيران تساؤلات حول مدى جدية هذا الالتزام. ومع استمرار النزاع، تبقى الحاجة ماسة لتطوير استراتيجية شاملة تشمل حلولاً سياسية واقتصادية واجتماعية لإنهاء العنف وتحقيق سلام دائم في السودان. يتطلب الأمر مزيدًا من الجهود الدبلوماسية الصادقة والمستدامة من المجتمع الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، للخروج بالسودان من هذه الأزمة.
في ظل التوترات العالمية والأزمات الإنسانية المتفاقمة، تبرز الولايات المتحدة كلاعب أساسي يدعي الدفاع عن قيم العدالة والسلام. غير أن تناقضاتها في التعاطي مع الأزمات المختلفة، من الصراع في غزة إلى الحرب السودانية، تكشف عن تفاوت في مواقفها وسياستها الخارجية. ففي غزة، تروج الولايات المتحدة لخطاب العدالة وحقوق الإنسان، لكن يُنظر إليها في بعض الأحيان على أنها تتبنى "عدالة متوهمة"، حيث تتجاهل الأفعال على الأرض لصالح حسابات استراتيجية وسياسية معقدة. وفي السودان، وبينما تتخذ خطوات نحو الضغط لإنهاء الحرب الدموية، تبدو هيمنة حلفائها على مسار الأحداث أكثر تأثيراً، مما يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الجهود حقاً تصب في مصلحة الشعب السوداني أم أنها جزء من لعبة النفوذ الإقليمي والدولي.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • مجلس الدوما : دعوة برلمان أوروبا لتوجيه ضربات إلى روسيا ستؤدي إلى حرب عالمية
  • أمريكا بين التناقضات- من العدالة المتوهمة في غزة إلى الحرب السودانية وهيمنة الحلفاء
  • «الحرب الهجينة».. الخارجية الروسية تدين تفجير أجهزة «البيجر» اللاسلكي في لبنان
  • روسيا: التفجير الجماعي للأجهزة اللاسلكية في لبنان يتطلب تحقيقاً دولياً
  • روسيا : التفجير الجماعي للأجهزة اللاسلكية في لبنان يتطلب تحقيقا دوليا
  • الخارجية الروسية: نعتبر تفجيرات أجهزة بيجر في لبنان كأحد مظاهر الحرب الهجينة
  • ‏الخارجية الروسية تصف هجوم أجهزة الاتصال على حزب الله بأنه عمل من أعمال الحرب الشاملة ضد لبنان
  • الخارجية الروسية: تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكية في لبنان يتطلب تحقيقا دوليا 
  • الراعي تسلم من الفرد رياشي دعوة للاحتفال بذكرى تأسيس المؤتمر الدائم للفدرالية
  • الخارجية الأمريكية: لا جديد بشأن قرار استخدام الأسلحة ضد روسيا