أكدت رشا عبد العال رئيس مصلحة الضرائب المصرية، على حرص وزارة المالية ومصلحة الضرائب المصرية على فتح باب التواصل الدائم مع المنصات الإلكترونية، والشركات غير المقيمة، والتي ساهمت في وضع آلية تضمن لهم الانضمام بشكل مُبسط للمنظومة الضريبية، مما يجعل ممارسة الأنشطة لتلك المنصات أو الشركات فى السوق المصري فى وضع قانونى سليم.

وأشارت إلى أنه تم إعداد ونشر دليل إرشادى للضريبة على القيمة المضافة للخدمات الرقمية والخدمات عن بُعد التي يقدمها غير المُقيمين ليس هذا فحسب، بل أيضا وضع نظام مبسط ومتابعته إجرائيا ليُمكن كل من يتعامل معه ويحمل دفاتر أو سجلات أن يتعامل بسهولة خصوصا أثناء عملية تقديم الإقرار الضريبي.

واستعرضت رئيس مصلحة الضرائب، فى حديثها حول التجارة الإلكترونية بشكل عام الدور التوعوى الذى تقوم به المصلحة بصورة مستمرة من أجل تذليل أى عقبات قد تواجه مزاولى أنشطة التجارة الإلكترونية داخل جمهورية مصر العربية سواء من كان لهم مقرات داخلها أو خارجها وعلى رأسهم أصحاب المنصات، والشركات غير المُقيمة، وذلك إيمانا من المصلحة بأهمية التجارة الالكترونية في الآونة الأخيرة، حيث أنها أتاحت الفرص للعديد من الأشخاص للعمل من منازلهم، وإتمام الكثير من المعاملات التجارية فى وقت زمنى قصير، وفى أى ساعة فى اليوم، ومن أى مكان، حيث أصبحت التجارة الإلكترونية تمثل عنصراً حيوياً في حجم التجارة الداخلية فى مصر، ولذلك تم إنشاء وحدة التجارة الإلكترونية وهي وحدة متخصصة لأنشطة التجارة الإلكترونية، وصناعة المحتوي بكافة صوره(المرئي، المسموع والمقروء)، والتعليم الإلكتروني عن بُعد، وأنشطة التسويق الإلكتروني، Freelancing وأي أنشطة أخرى يتم مزاولتها عبر الإنترنت.

وطالبت رشا عبد العال الشركات والمنصات غير المُقيمة سرعة الالتزام بالتسجيل على منظومة الضرائب المصرية، وذلك من خلال استيفاء نموذج التسجيل المٌبسط إلكترونيا خاصة بعد إصدار دليل إرشادي للضريبة علي القيمة المضافة للخدمات الرقمية والخدمات عن بُعد التي يقدمها الأشخاص غير المُقيمين، وذلك بقرار وزير المالية رقم 160 لسنة 2023 https://www.eta.gov.eg/ar/digital-services

اقرأ أيضاًالضرائب: على جميع المنشآت الخاضعة لقانون القيمة المضافة تسجيل مركزها الرئيسي وفروعها

«الضرائب»: نحرص على دعم الممولين الملزمين بمنظومة توحيد معايير احتساب ضريبة الأجور والمرتبات

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الضرائب التجارة الإلكترونية القيمة المضافة رئيس مصلحة الضرائب المصرية التسويق الالكتروني التجارة الإلکترونیة غیر الم

إقرأ أيضاً:

سيادة "الغرائب" كقيمةٍ خبرية

 

 

 

د. يوسف الشامسي **

 

تحوُّل في أولويات الإعلام وانزياح عن الجوهر

 

بعد نظرةٍ خاطفةٍ على المنصات الإخبارية المحلية بوسائل التواصل الاجتماعي التي تحظى بمئات الآلاف من المتابعين، خرجت بعناوين من قبيل ما اقتبسه حرفيا: جنوح عشرات الحيتان على شاطئ تازمانيا بأقصى أستراليا، شباب يتناولون وجبة عشاء برفقة "فهد"، استخراج 35 حبة زيتون من معدة امرأة بتركيا، "المطربة الفلانية" تضع عقدًا بقيمة ما يعادل 29 ألف ريال عُماني من شركة كارتييه على رأسها".. وماذا بعد! والكثير من نماذج أخبار الغرائب والعجائب التي تقع في أطراف الأرض تتصدر صفحات الأخبار المحلية بوسائل التواصل، فنتساءل: ما أهمية عامل الغرابة عند نقل الأخبار لجماهير القراء والمتابعين المحليين؟

بدايةً لا بد من التنويه لقيمة الغرابة في الأدب والتاريخ العربي التي تعد مرجعًا ثريًا لأساليب تدوين الوقائع والأخبار، فالمكتبة العربية تحفل بما دون من نوادر وعجائب وأساطير سواءً في الخلق أو الثقافات أو الأحداث، ككتاب "عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات"، و"ألف ليلةٍ وليلة"، و"البخلاء"، و"المستطرف"، و"كتاب البلدان"، و"مروج الذهب"، و"غرائب الأخبار وعجائب الآثار"، و"تحفة العجائب وطرفة الغرائب"، وغيرها؛ لكن سيجد المطالع لأغلب تلك المصنفات تمازجًا جليا بين الأخبار والقصص الجادة والنوادر والهزل، وما ذاك إلّا كما يذكر صاحب كتاب الحيوان لـ"أن المزاح جد إذا اجتلب ليكون علةً للجد"، فتدوين تلك الأخبار والحكايا لا لذاتها وإنما لما تضيفه من سلاسةٍ وسهولةٍ في نقل المعاني والحكم الجادة لكل قارئ، وكذا جرت من ثم وسائل الإعلام باعتبارها؛ امتدادًا لذلك الموروث في تدوين الأحداث وتأريخها، فتجد التنوع سمةً في عناوين الأخبار، وظلت الغرابة أو الندرة قيمة خبرية تمنح الحدث حظًا للصعود والبروز، لا تقل أهمية عن سائر القيم المعروفة في حقل الصحافة كالآنية، والصراع، والشهرة، والقرب، والتأثير، وضخامة الحدث.

وليس عجيبًا اختزال تشارلز دانا محرر صحيفة "ذا صن" الأمريكية تعريفه المشهور للخبر الصحفي بقوله: "إن عض كلب رجلًا فذلك لا يعد خبرًا؛ ولكن إن عض رجل كلبًا فذلك هو الخبر". ورغم ما يحمله المثال من إيغالٍ في الغرابة حد المجاز؛ إلا أنه قد يقع فعلا! فمن قبيل الاستطراد والطرفة أستذكر هنا ما حكاه ياقوت الحموي في كتابه (معجم الأدباء، ص 1892) عن أحد علماء النحو في القرن الرابع الهجري، يقول "وكان مبتلًا بقتل الكلاب"، ومضى مرة ومعه طلابه حتى وصل لناحية بخراب المدينة، "وأخذ كساءً وعصًا، وما زال يعدو إلى كلبٍ هناك والكلب يثب عليه تارةً ويهرب منه أخرى حتى أعياه، وعاونوه عليه حتى أمسكه، وعض على الكلب بأسنانه عضًا شديدا والكلب يستغيث ويزعق، فما تركه حتى اشتفى وقال: هذا عضني قبل أيامٍ وأريد أخالف قول الأول:

شاتمني كلب بني مسمعٍ

فصنت عنه النفس والعرضا

ولم أجبه لاحتقاري له

من ذا يعض الكلب إن عضا!

بيد أن التركيز على قيمة الغرابة وعنصر المفاجأة في الأخبار على حساب القيم الأخرى كالأهمية الاجتماعية والتأثير السياسي والعمق التحليلي أصبح السمة البارزة بالنشرات الإخبارية خصوصا تلك المتربعة على وسائل التواصل الاجتماعي. فما الذي جعل الغرابة تتصدر المشهد الإعلامي؟ وما الآثار المترتبة على هذا التحول؟

لعل أهم الأسباب التي تدفع المنصات الإخبارية الإلكترونية لسلوك هذا المنحى هو اعتمادها التام على سوق الإعلانات، حيث التفاعل وعدد النقرات والتعليقات هي العملة الأبرز في هذا السوق، لذا تتصدر الأخبار الغريبة العجيبة لتولد فضولا فطريا يدفع المستخدمين إلى المشاركة والتعليق، فيزيد ذلك من انتشارها الآني. كما أن منافسة القنوات الترفيهية لقطاع الإعلام الجاد جعل الحدود بينهما متداخلةً، مما أدى لرد فعلٍ عكسي، فأضحت المنصات الإخبارية مدفوعةً لتقديم محتوىً "خفيف" لكنه بالمقابل خالٍ من العمق، فقط لكسب تفاعل الجمهور. ومن جانبٍ آخر قد تبرر نظرية الإشباعات والاستخدامات هذا السلوك لدى المنصات الصحفية الإلكترونية، ففي عالمٍ تغمره الأخبار الكارثية (حروب هنا وأزمات هناك)، تقدم الأخبار الغريبة هروبًا مؤقتًا من الواقع، مما يجعلها مريحةً نفسيًا للجمهور المنهك.

غير أن لهيمنة الغرائب على المشهد الإخباري عدة تداعياتٍ سلبيةٍ، ففي ظلها تغيب القضايا الجوهرية عن سلم الأولويات؛ مما يضعف الوعي الجمعي بالمشكلات الاجتماعية والسياسية. كذلك يتعود الجمهور المحاصر بهذه البيئة على استهلاك المعلومات السريعة والسطحية التي حتمًا تقلل من قدرته على التفكير النقدي أو المتابعة المتأنية للأحداث، ولذا كثيرًا ما تستغل "الغرابة" كذريعةٍ لنشر الأخبار المزيفة لجذب الانتباه، حيث يصعب على الجمهور تمييز الحقيقة في خضم السعي وراء الإثارة، وحينها تتآكل مصداقية هذه المنصات، وتتحول إلى بوقٍ للغرائب يضعف ثقة الجمهور بها كمصدرٍ موثوقٍ للمعرفة.

ما أريد التأكيد عليه هنا أن قيمة الغرابة بلا شك لها دور في تنويع المحتوى الإعلامي وجعل الأخبار أكثر جذبًا؛ لكن تحويلها إلى قيمةٍ عليا قد يهدد الوظائف الجوهرية للإعلام كالتوعية والتثقيف ومراقبة السلطة. ولإن كانت الإثارة والترفيه جزءًا من الطبيعة البشرية، فإن الإفراط في تسليع الغرائب يحول الإعلام إلى سيركٍ رقمي؛ حيث تقدم الاستعراضات على حساب الحقائق.

ويبقى التساؤل المتكرر للقائمين على هذه المنصات: هل نريد إعلامًا يسلي الجمهور.. أم إعلامًا ينير العقول؟

** أكاديمي بقسم الاتصال الجماهيري في جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بنزوى

مقالات مشابهة

  • داليا مصطفى: الأعمال الفنية على بعض المنصات أجندة
  • مستشرق إسرائيلي يرصد 5 عقبات تحول دون نجاح خطة ترامب للتهجير
  • سيادة "الغرائب" كقيمةٍ خبرية
  • عشرون عامًا من الضيافة مع أجواء شهر رمضان السنوية في منتجع شانغريلا بر الجصة
  • مجلس المناطق الاقتصادية يناقش تخفيض القيمة الإيجارية في المدن الصناعية
  • العراق وسويسرا يبحثان سبل تذليل معوقات استرداد الأموال والأصول المهربة
  • بداية بيع قسيمة السيارات 2025 .. وهذا جديد هذا العام
  • الضرائب تنبه الممولين إلى معايير تقديم طلبات رد ضريبة القيمة المضافة
  • الضرائب توجه الممولين بإصدار الفاتورة والإيصال الإلكتروني .. تفاصيل
  • مكان تكشف عقبات تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة