الاقتصاد نيوز - متابعة

ظل توليد الكهرباء من الأعاصير حلما بعيد المنال، بل فكرة أشبه بالخيال العلمي، قبل أن يبدو هذا الحلم- الآن- قريبا من الواقع، بفضل تقنية أميركية جديدة

وظلت تلك الظواهر الطبيعية تمثل عقبة كبرى أمام استغلال طاقة الرياح، بل وتؤدي، في أغلب الأحيان، إلى تعليق مؤقت لعمل التوربينات.
ولطالما تسببت أعاصير- مثل كاترينا وساندي وباتريشيا- بإحداث فوضى في الولايات المتحدة الأميركية، قبل أن تصبح الآن قريبة من تقديم خدماتها إلى الشبكة الكهربائية.

وتحتاج مزارع الرياح البحرية المبنية على طول الساحل الشرقي للولايات المتحدة وفي خليج المكسيك إلى تصميمها بحيث تتحمل رياحا أقوى مما تتطلبه معايير التصميم الحالية، وقد تتطلب تعديلات أخرى كذلك، وإلا أصبحت عرضة لخطر التلف أو حتى التدمير في حالة الأعاصير القوية.

كاترينا وساندي
يمثل توليد الكهرباء من الأعاصير تحديا كبيرا في الولايات المتحدة، في حين تعاني مدن بأكملها، مثل نيو أورليانز الواقعة في ولاية أريزونا، مخاطر الاختفاء جراء تلك الظاهرة الباعثة جدا على القلق، وفق ما أورده موقع إيكو نيوز (ECO News).

ويعمل العلماء على مدار الساعة لتسخير الرياح الشديدة، أو حتى الأعاصير، واستعمالها لإنتاج كميات لا محدودة من الكهرباء المستدامة؛ ما سيمكن من ترويض العديد من الأعاصير المدمرة.

وتمتلك رياح الأعاصير القوية إمكانات هائلة في إنتاج الطاقة إذا نجح العلماء والمتخصصون في ترويض تلك القوة المدمرة قدر المستطاع.
ولا تصمم توربينات الرياح التقليدية لمواجهة الرياح العاتية أو الأعاصير؛ ما يدفع الشركات المشغلة إلى إيقافها تجنبا للتلف أو حتى الدمار في ظروف الطقس المتطرفة.

لكن تصميمات جديدة من توربينات الرياح العائمة من الممكن أن تعمل في أكثر الظروف الجوية صعوبة؛ ما يمكن من ترويض طاقة الأعاصير الهائلة وتحويلها من مصدر مدمر إلى آخر بناء يخدم المجتمع والتنمية بوجه عام.

ومن الممكن أن تستعمل توربينات الرياح التي توضع قبالة السواحل في المناطق العرضة للرياح الشديدة، بتوليد الكهرباء من الأعاصير، وبكميات وفيرة جدا تسهم في تسريع جهود التحول الأخضر، وتحقيق أمن الطاقة للدول.

يمكن أن تبلغ شدة الرياح في الإعصار أكثر من 157 ميلا في الساعة، لتحمل بذلك كميات من الكهرباء تزيد كثيرا عن نظيرتها المحمولة في الرياح الطبيعية، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

لكن التحدي كان دائما يتمثل في تصنيع توربينات ومنصات قوية بما يكفي لمواجهة الظروف الطبيعية والعمل بكفاءة وسط الأعاصير القوية.

ويشهد هذا تغيرا- الآن- مع تصميمات مبتكرة للتوربينات والمنصات قادرة على التصدي لظروف المحيطات القاسية.

وقد تتيح توربينات الرياح العائمة تلك، في النهاية، إمكان توليد الكهرباء من الأعاصير، بدلا من معاناة آثارها التدميرية الكاسحة.
وليس بمقدور توربينات الرياح التقليدية التعامل مع الأعاصير؛ نظرا لكونها غير مصممة للعمل في مثل تلك الرياح العاتية التي يمكن أن تتجاوز شدتها 120 ميلا في الساعة.

توربينات الرياح البرية
تبدو توربينات الرياح البرية عرضة للخطر بشكل خاص؛ إذ يمكن للرياح الشديدة أن تلحق الضرر بالشفرات، وتسقط الأبراج؛ ما يجبر مشغلو التوربينات على إغلاق تلك المنشآت والتركيبات يدويا خلال الإعصار.

وبالمثل، تواجه التوربينات البحرية المركبة على أسس ثابتة- كذلك- مخاطر العواصف الكبرى.

فعلى الرغم من أن تلك التوربينات تقع في المياه المفتوحة التي تتسم برياح ثابتة، فإن المنصات والأبراج لم تبن لتتحمل ظروف الأعاصير، ومن ثم يجب أن يغلق المشغلون تلك التوربينات جيدا قبل اقتراب الإعصار من الموقع.

ويعد إغلاق التوربينات إجراء احترازيا للسلامة، غير أنه يسفر عن فقدان إنتاج الكهرباء النظيفة عندما تكون الرياح في أقوى حالاتها.
ويفسر هذا سبب عدم قدرة تصميمات التوربينات التقليدية على الاستفادة من إمكانات طاقة الرياح الهائلة الناتجة عن الأعاصير والعواصف الاستوائية.

يبرز توربين ألتايروس بات (Altaeros Bat) الذي طورته شركة ألتايروس إنرجي (Altaeros Energies) الأميركية حلا واعدا للتغلب على آثار الأعاصير المدمرة، واستغلالها بدلا من ذلك في توليد الكهرباء الخضراء.
ويتيح التصميم الجديد لتلك التوربينات نشرها على ارتفاعات عالية؛ ما يتيح القدرة على استغلال الرياح القوية، مقارنة بنظيرتها من التوربينات التقليدية البرية أو البحرية.

وتتكون تلك التوربينات من غلاف قابل للنفخ مملوء بالهيليوم يرفع التوربين والمولد لمسافة تزيد على 1000 قدم في الهواء (304.8 أمتار).
(القدم = 0.3048 مترا).

ويساعد الإطار المصنوع من ألياف الكربون المتين خفيف الوزن التوربين على مقاومة الرياح التي تصل سرعتها إلى 126 ميلا في الساعة.
وخلافا للتوربينات الثابتة، يمكن أن تتوافق توربينات الرياح العائمة الجديدة مع اتجاه الرياح وسرعتها، نظرا لأنها غير مثبتة على الأرض؛ إذ يتمتع التوربين بالقدرة على الصعود لأعلى ليلتقط الرياح السريعة خلال النهار، ثم يهبط ليلا عندما تتباطأ سرعة الرياح.

وينتج عن هذه المرونة كهرباء نظيفة تزيد بواقع 2.5 مرة على نظيرتها المولدة بالتوربينات التقليدية، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتجعل البصمة الأرضية المنخفضة للغاية وإمكان التنقل توربين ألتايروس بات، حلا مثاليا للمواقع النائية التي تفتقر إلى البنية التحتية لنقل المعدات، كما يمكن نشره بسرعة لتوليد الكهرباء من الأعاصير عند الطلب.

وتتوقع شركة ألتايروس إنرجي أن تستعمل توربينات الرياح العائمة المبتكرة للإغاثة في حالات الكوارث، والقواعد العسكرية، ومنصات النفط البحرية، والقرى النائية التي تحتاج إلى كهرباء موثوقة.

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار

إقرأ أيضاً:

"جامعة التقنية" بعبري تدشن برامج تدريبية للموظفين

عبري- ناصر العبري

أطلقت جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بعبري، ممثلةً في قسم التعليم المستمر وخدمة المجتمع، حزمة من البرامج التدريبية المخصصة لموظفي المؤسسات الحكومية والخاصة، وطلبة الجامعة بمحافظة الظاهرة.

 وقد تنوّعت هذه البرامج لتشمل مجالات اللغة الإنجليزية، وتكنولوجيا المعلومات، والهندسة، وتنمية المهارات الشخصية، بهدف تنمية المهارات الوظيفية، ورفع كفاءة الموظفين، وتحقيق التكامل بين الجامعة والمجتمع.

وتأتي هذه المبادرة ضمن خطة الجامعة لتعزيز الشراكة المجتمعية، وتلبية احتياجات التدريب المهني لمختلف القطاعات، من خلال ورش عمل تفاعلية تُقدَّم من قِبل نخبة من الأكاديميين والمتخصصين.

 وبلغ عدد البرامج التدريبية المقدَّمة خلال العام الأكاديمي 2024/2025م حتى الآن 161 برنامجاً ضمن إطار القيمة المضافة لخدمة المجتمع، واستقطب البرنامج نحو 8824 مستفيداً من موظفي المؤسسات الحكومية والخاصة، وطلبة الجامعة بمحافظة الظاهرة.

وقالت د. مريم بنت سيف الغافرية-رئيسة قسم التعليم المستمر وخدمة المجتمع: "يأتي إطلاق هذا البرنامج ضمن رؤية الجامعة لرفع قدرات المجتمع وكفاءة الأفراد بما يخدم خطط التنمية الوطنية ويعزز التوازن بين المعارف والنواحي التطبيقية التي يتطلبها العصر الحالي، ويعتبر البرنامج جزءًا من التزام الجامعة بخدمة المجتمع والنهوض بأفراده، ضمن سياق رؤية عُمان 2040 التي تسعى إلى بناء قدرات وطنية قوية ومؤهلة للتعامل مع التغيرات السريعة التي يشهدها العالم في مختلف القطاعات.

يشار إلى أن الجامعة تسعى من خلال هذا البرنامج إلى بناء شراكات قوية مع المجتمع والمؤسسات المختلفة، وتوفير فرص للتعلم المستمر والنمو الذاتي التي تساعد على رفع الكفاءة المهنية والنوعية للعاملين في هذه القطاعات، بما يضمن خلق جيلٍ قادر على المنافسة في السوق الحديثة والإسهام في بناء مستقبلٍ أفضل للجميع".


 


 

مقالات مشابهة

  • » «مصدر» و«إيبردرولا» تستثمران في مشروع لطاقة الرياح البحرية في المملكة المتحدة
  • محافظ إب يتفقد سير العمل في تنفيذ إنشاء محطة توليد للطاقة الكهربائية بالمحافظة
  • إمكانات واعدة لطاقة الرياح بأفريقيا ودول عربية في المقدمة
  • "نيسان للفورمولا إي" يعزّز شراكته التقنية مع "شل"
  • طقس المملكة الأربعاء.. فرصة لتكوّن سحب رعدية ممطرة ونشاط الرياح على عدة مناطق
  • السودان خامساً.. أكبر 10 دول منتجة للطاقة من الرياح في أفريقيا
  • ‏ترمب والمحافظون في مواجهة الأعاصير العاتية للدولة العميقة: الأحلاف الغادرة والإستسلام المُنتَظَر..
  • خروج الدابة التي تكلم الناس.. تعرف على هيئة إحدى علامات الساعة الكبرى
  • كمين بيت حانون يعيدها إلى الواجهة... ماذا تعرف عن كتيبة نتساح يهودا؟"
  • "جامعة التقنية" بعبري تدشن برامج تدريبية للموظفين