شباب الدبلوماسية الجدد قادمون بفكر عصرهم أَوَلَوۡ كنتم كَٰرِهِينَ
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
زهير عثمان حمد
تعد الخارجية السودانية محورًا رئيسيًا في تشكيل السياسة الخارجية للبلاد، ولكنها واجهت تحديات جمة بسبب تأثيرات الأنظمة الشمولية ونفوذ الإسلاميين. وفي السياق السوداني، غالبًا ما تُطرح تساؤلات حول مدى استقلالية الخارجية السودانية وتأثرها بالتوجهات الإيديولوجية للأنظمة المتعاقبة. يُلاحظ أن الخارجية، في عدة مراحل، قد تجاوزت الهم الوطني والمصالح العليا للسودان، متأثرة بقرارات تخدم مصالح قادة الأنظمة الشمولية.
تتأرجح الدبلوماسية السودانية، منذ الاستقلال وحتى اليوم، بين المهنية العالية والولاء الأعمى لقيادات الأنظمة. وقد شهدت الخارجية السودانية، خلال الأزمة السياسية الأخيرة، ميلًا نحو دعم فصيل العسكر، مما يُثير تساؤلات حول كيفية تقييم أداء الوزارة في ظل هيمنة شخصيات مثل علي كرتي، الوزير السابق وأحد زعماء الإسلاميين وتقع أدارة الخارجية الان تحت مسئولية احد القادة العسكريين وهو كباشي
إن استغلال القضاء، الذي يُعد الأساس في أقامة العدل أي دولة، وتسييسه من قبل الإسلاميين خلال العهد البائد، يُعد من أخطر الممارسات التي تُهدد استقلالية الخارجية. فقد أُعيد عشرات الإسلاميين، الذين لا يمتلكون المؤهلات اللازمة، إلى مناصبهم في الخارجية، مما يُعزز نفوذهم على الدولة على الرغم من الفشل والخسائر التي تكبدتها البلاد , ودوما تُعد ذكرى اتفاقية 12 فبراير 1953 نقطة تحول في تاريخ السودان، حيث شهدت بدايات تأسيس وزارة الخارجية السودانية، التي لم تكن مجرد إنجاز بريطاني قبيل الاستقلال، بل كانت خطوة مهمة نحو الحكم الذاتي وم تلاها من أحداث في أمر ـاسيس الخارجية السودانية حسب ما كتب السفير جمال محمد أحمد في محاولة لكتابة تاريخ الدبلوماسية عبر كتب صدر هذا العام , ذكر هذه المحطات بالتفاصيل بسفره الفيم , مثل مكتب “وكالة الشؤون الخاصة”: في 28 نوفمبر 1950، دعا عبد الله خليل، سكرتير حزب الأمة، إلى تأسيس وزارة خارجية سودانية. وبموجب اتفاقية الحكم الذاتي في 12 فبراير 1953، تم الاتفاق على إنشاء “مكتب الشؤون الخاصة” كنواة أولى للوزارة، مُعنيًا بالشؤون الخارجية المتعلقة بالحاكم العام , في يوليو 1954، تم تعيين د. عقيل أحمد عقيل، خريج الجامعات الفرنسية، كأول وكيل للمكتب، ولكنه لم يستمر طويلًا بسبب اختلافات سياسية، وتم تعيين محمد عثمان يسن بدلًا منه وذكر أجداث ذات أهمية تاريخية وشخوص لهادور هام في قيام خارجية سودانية قال أن مؤتمر باندونق 1955هو أعمل خارجي شهد “مكتب الشؤون الخاصة” أول نشاط دبلوماسي للسودان من خلال مشاركته في مؤتمر باندونق، الذي كان بمثابة الظهور الأول للدبلوماسية السودانية. وقد أعد مبارك زروق، القانوني القدير، خطاب السودان للمؤتمر، وتولى لاحقًا منصب أول وزير للخارجية في يناير 1956 وغير ها من الاحداث والمواقف وهذه الأحداث تُظهر الدور الحيوي الذي لعبته الشخصيات السودانية في تأسيس وزارة الخارجية وتطوير الدبلوماسية السودانية، مما يُعد شاهدًا على الإرادة والتطلعات الوطنية للسودان في تلك الفترة التاريخية , وعرج علي قصة الوزير وقال أن وزارة الخارجية السودانية: هي الجهة المسؤولة عن العلاقات الخارجية للسودان وتعبر عن السياسة الخارجية للبلاد. تأسست الوزارة في عام 1956، ومنذ ذلك الحين، شغل العديد من الأشخاص منصب وزير الخارجية ومن الاحداث الهامة و البارزة في تاريخ الوزارة، تعيين أسماء محمد عبد الله كأول امرأة تتولى منصب وزير الخارجية في تاريخ السودان. وقد تولت المنصب في إطار تشكيلة حكومة عبدالله حمدوك حاليًا، يشغل منصب وزير الخارجية علي الصادق علي وهو محسوب علي تيار الاسلاميين داخل الوزارة وبالرغم من هيمنة هؤلاء تحاول الوزارة في لعب دورها الحيوي في تمثيل السودان دوليًا وحماية مصالحه الخارجية ومصالح مواطنيه في الخارج. ولكن بأي خطة وتصور لمصالح السودان ليس هنالك خط واضح يمكن بناء تحليل عليه وهنالكم هائل من التحديات والتعقيد علي الساحة الدولية يحتاج لدبلوماسية تواكب الاحداث
التحديات الحالية: في السنوات الأخيرة، واجهت وزارة الخارجية التحديات المتعلقة بالعلاقات الدولية، بما في ذلك قضايا السلام والأمن والتنمية. يشغل السيد علي الصادق علي حاليًا منصب وزير الخارجية، وتلعب الوزارة دورًا حيويًا في تحقيق أهداف السودان على الساحة الدولية والإقليمية
تُشكل سفارات وقنصليات السودان في الخارج بناءً على العلاقات الدبلوماسية والتوجهات السياسية. إليك نظرة عامة على بعض البعثات الدبلوماسية للسودان , وتعالو نتعرف علي السفارات في الخرطوم , توجد في العاصمة الخرطوم 57 سفارة , وتمثل هذه السفارات دولًا مختلفة وتعبر عن سياستها الخارجية
يشمل القائمة العديد من الدول مثل الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، الصين، فرنسا، الهند، والعديد من الدول الأخرى , وقنصليات في بورتسودان هي توجد قنصلية مصرية عامة في مدينة بورتسودان قبل أن تصبح بور سودان العاصمة الادارية البديلة للخرطوم وهنالك سفارات غير مقيمة , هناك دول أخرى لها سفراء معتمدون في السودان، لكن معظمهم يقيم في عواصم دول أخرى , وتشمل هذه السفارات العديد من الدول مثل النمسا، كندا، الصين، فرنسا، ألمانيا، اليابان، كوريا الجنوبية، روسيا، الولايات المتحدة، والعديد من الدول الأخرى و تُظهر هذه البعثات الدبلوماسية الجهود المستمرة لتعزيز العلاقات الدولية وتمثيل السودان على الساحة الدولية والإقليمية
لتحديات السياسية والدبلوماسية: تاريخ وزارة الخارجية شهد تحديات كبيرة في مجال العلاقات الخارجية والتعبير عن السياسة الخارجية للسودان. منذ تأسيسها في عام 1956، شهدت الوزارة تغيرات كبيرة في السياسة الدولية والعلاقات الإقليمية والدولية.
التعاون الإقليمي والدولي: وزارة الخارجية تلعب دورًا حيويًا في تمثيل السودان لدى الدول الأخرى والمنظمات الدولية. تعمل على حماية مصالح الدولة السودانية ومصالح المواطنين السودانيين في الخارج، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مختلف المجالات.
التحديات الحالية: في السنوات الأخيرة، واجهت وزارة الخارجية التحديات المتعلقة بالعلاقات الدولية، بما في ذلك قضايا السلام والأمن والتنمية. يشغل السيد علي الصادق علي حاليًا منصب وزير الخارجية
كما أسلفت تحاول وزارة الخارجية تلعب دورًا حيويًا في تحقيق أهداف السودان على الساحة الدولية والإقليمية , بما يتماشى سياسة السودان الخارجية بصورة عامة مع العالم العربي الإسلامي، لكنها تستند أيضًا إلى الروابط الاقتصادية مع جمهورية الصين الشعبية وأوروبا الغربية و دعونا نلقي نظرة على بعض الجوانب المهمة لعلاقات السودان الخارجية:العلاقات مع دول أفريقيا: مصر: تمتعت مصر والسودان بعلاقات تاريخية حميمة وقديمة. يعتبر كل منهما أقرب حليف للآخر في منطقة شمال أفريقيا. تربط البلدين علاقات ثقافية وتطلعات سياسية مختلفة. تشاد: تشاد، جارة السودان من الغرب، أعلنت “حالة حرب” مع السودان في 2005. حدث ذلك بعد هجوم أدري في ديسمبر 2005، واتهمت البلاد السودان بالقيام بعمليات توغل يومية في تشاد وسرقة الماشية وقتل الأبرياء وحرق القرى على الحدود التشادية.
تاريخ العلاقات بين السودان وإثيوبيا شهد تطورات متعددة على مر العقود. هذه نظرة عامة على بعض المحطات الهامة في تاريخ العلاقات السودانية الإثيوبية:
الفترة الأولى (حتى عهد الانقاذ) وخلال فترة حكم الرئيس منگستو هايله مريم في إثيوپيا (1977-1991)، كانت العلاقات مستقرة بشكل عام. تحسّنت العلاقات جزئيًا بفضل دعم جبهة تحرير التگراي والجبهة الثورية لتحرير الشعوب الإثيوپية، والتي كانت تشمل التگراي والأرومو ومعارضي الأمهرة في السودان.
تأسست حركة التحرير الشعبية لتحرير السودان في عام 1983، وكانت إثيوپيا تدعمها أيضًا , الفترة الحديثة (بعد عهد الانقاذ) , بعد تولي الرئيس مليس زيناوي السلطة في إثيوپيا (1991-2012)، شهدت العلاقات استقرارًا معقولًا. تأثرت العلاقات بمشروع سد النهضة، وكان لإثيوپيا دور إيجابي في قضية الجنوب السوداني حتى انفصاله. وهنالك التعاون الاقتصادي والنقل , تمثل السودان وإثيوپيا منطقة جغرافية مشتركة، وتعاونتا في مجالات مثل النقل والتجارة. وتم توأمة العاصمتين الخرطوم وأديس أبابا منذ عام 1993.
التحديات الحالية , مع مشروع سد النهضة، تظل العلاقات تحت ضغط. يجب أن يتم التعامل بحذر مع قضايا المياه والأمن الإقليمي , في المجمل، تظل العلاقات بين السودان وإثيوپيا مهمة وتحمل تحديات وفرصًا متعددة في المستقبل
إثيوبيا: العلاقات الجيدة بين السودان وإثيوبيا استمرت على الرغم من تحسن علاقات السودان مع إريتريا. بدأت إثيوبيا في استيراد النفط من السودان في 2003
العلاقات مع دول الشرق الأوسط:
إسرائيل: العلاقات بين السودان وإسرائيل تظل عدائية. إسرائيل تتهم السودان بأنها مورد للأسلحة الإيرانية إلى حماس في غزة. لا توجد علاقات دبلوماسية رسمية بين البلدين.بالرغم من لقاء البرهانو نتايهو في كمبالا
على الرغم من التحديات، تلعب السودان دورًا حيويًا في تمثيلها على الساحة الدولية والإقليمية
نعم، الصراع في إقليم دارفور أثر بشكل كبير على العلاقات بين السودان وإثيوپيا. دارفور هو إقليم غربي في السودان يشهد توترات عرقية وصراعات مستمرة. التأثير على العلاقات السودانية الإثيوپية: دارفور يمتد إلى دول مجاورة مثل تشاد، ليبيا، وأفريقيا الوسطى، وحتى جنوب السودان. لذلك، يعد الإقليم محفزًا للصراعات داخل السودان وعبر حدوده
الصراعات الداخلية والعابرة للحدود في دارفور تستند إلى التركيبة القبلية والعرقية والموارد والحدود المفتوحة وكذلك الصراع الحالي بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع في السودان يؤثر أيضًا على دارفور، وسيكون له تأثيرات مهمة على المستقبل
التاريخ والتعقيدات , بدأت أزمة دارفور في منتصف أبريل 2023 بعد عجز المكون العسكري عن تحقيق توافق بشأن خطة الانتقال. أدى الخلاف إلى محاولة قوات الدعم السريع الاستيلاء على السلطة بالقوة، وهو ما أدى إلى مواجهات مسلحة.الجيش السوداني يلعب دورًا مهمًا في هذا الصراع، بينما مليشيا الدعم السريع تتألف من مرتزقة وعناصر غير نظامية.والصراع مستمر ويؤثر على العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى في السودان , بشكل عام، دارفور يظل إقليمًا مهمًا في الصراعات السودانية والمنطقة بشكل عام
نعم، هناك تقارير تشير إلى أن هناك قيادات إسلامية محسوبة على نظام الرئيس المعزول عمر البشير قد أصبحت طرفًا فاعلًا في القتال الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وقد وثقت بي بي سي مشاركة هذه القيادات في الحشد للقتال و كما أن هناك تحليلات تناولت دور الإسلاميين ومستقبلهم في سياق الصراع على السلطة في السودان2. وتشير بعض التقارير إلى أن الفصائل الإسلامية قد أبدت انحيازها إلى الجيش
في السودان، يوجد جدال حول تعيين عسكريين سابقين كسفراء في وزارة الخارجية. هذا الجدال يتمحور حول مخاوف من “عسكرة” الدبلوماسية السودانية، وهو ما يعني تعيين أشخاص ذوي خلفيات عسكرية في مناصب دبلوماسية مهمة
تم تعيين خمسة من ضباط الشرطة والجيش المتقاعدين سفراء في وزارة الخارجية، وهو قرار أثار جدلاً واسعًا و النقاش يدور حول ما إذا كان هؤلاء العسكريين المتقاعدين يمتلكون الخبرة الدبلوماسية اللازمة لتمثيل السودان في الخارج، وما إذا كان تعيينهم يخدم المصلحة الوطنية.
من الجدير بالذكر أن هناك من يعارض هذه التعيينات بشدة، معتبرين أن الدبلوماسية تتطلب مهارات وتدريبًا مختلفًا عن الخبرة العسكرية، وأن تعيين العسكريين في مناصب دبلوماسية قد يؤثر سلبًا على صورة السودان الدولية وعلى فعالية السياسة الخارجية
وزارة الخارجية السودانية أعربت عن رفضها لمؤتمر باريس الأخير الذي يتعلق بالوضع الإنساني في السودان، وذلك لأن المؤتمر تم تنظيمه دون التشاور أو التنسيق مع الحكومة السودانية. في بيان صادر عن الوزارة، أشارت إلى أن هذا الإجراء يُعتبر استخفافًا بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ويُعد تجاوزًا لمبدأ سيادة الدول.
الوزارة أكدت أن السودان دولة مستقلة ذات سيادة وعضوية في الأمم المتحدة، وأنها تُمثل نفسها دوليًا في مختلف الهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية، وتبادل التمثيل الدبلوماسي مع الدول الأخرى، بما في ذلك فرنسا , وأضافت أن السودان قد أصبح عضوًا في الأمم المتحدة منذ عام 1956، وأن نظام الوصاية الدولية قد تم إلغاؤه منذ عقود
كما استنكرت الخارجية السودانية استخدام ذريعة الحياد بين ما يُسمى بـ"طرفي نزاع" لتبرير تجاهل السودان في تنظيم المؤتمر، معتبرةً ذلك الأمر غير مقبول وسابقة خطيرة في العلاقات الدولية. وأكدت على ضرورة عدم المساواة بين الحكومة الشرعية والجيش الوطني من جهة، ومليشيات الإرهاب التي تُمارس الإبادة الجماعية وتنتهك حقوق الإنسان من جهة أخرى
الوزارة أعربت عن احتجاجها الشديد على مشاركة ما أسمتهم “برعاة المليشيا الإقليميين وجناحها السياسي” في المؤتمر، مشيرةً إلى أن السودان لم يُمثل تمثيلاً صحيحًا في هذا الاجتماع الهام. وشددت على أن هذا السلوك يُعتبر استهتارًا بالقوانين الدولية والميثاق الأممي، وتجاوزًا لمبدأ سيادة الدول.
وأعادت وزارة الخارجية تأكيد التزام الحكومة السودانية بتسهيل جميع الجهود الممكنة وتيسيرها لجمع المساعدات الإنسانية وتقديمها للمحتاجين في جميع أنحاء البلاد
المشهد الذي لا يريد عباقرة خارجية كرتي أن نراه على حقيقته هو أن المجتمع الدولي يتعامل مع القوي المدنية "تقدم"، كجهة محترمة و موثوقة لدرجة أنهم خصصوا وقت كافٍ لها ، ومؤتمر في قلب باريس العاصمة الأوربية ذات الثقل السياسي الكبير، وسط انشغال أوربي محموم بالحرب في أوكرانيا.ومتي نجد العلاج الناجع لهؤلاء الاسلاميين الذين يسطرون علي الخارجية نقول وغدا لقريب والامل معقود في شباب الثورة والقوي الحية لأنهاء هذا الغيبوبة وأستعادة وزارة الخارجية لهد الاباء المؤسسين وتكون صوت السودان الخارجي الذي يمثل السودان بقيمه الراقية.
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: العلاقات بین السودان الخارجیة السودانیة منصب وزیر الخارجیة السیاسة الخارجیة العلاقات الدولیة وزارة الخارجیة دور ا حیوی ا فی الدعم السریع الدول الأخرى فی السودان السودان فی فی الخارج من الدول فی تاریخ إلى أن
إقرأ أيضاً:
هكذا تؤدي الحرب السودانية إلى زعزعة استقرار الدول المجاورة
الجديد برس|
نشر موقع (آول آفريكا) الإخباري المختص بالشؤون الأفريقية تقريرا عن الحرب في السودان التي أكملت عامها الثاني اليوم 15 أبريل/نيسان 2025، قائلا إن آثار هذا الصراع لم تقتصر على الداخل فقط، بل انتشرت إلى دول الجوار.
وأوضح التقرير أن الصراع بين القوات الحكومية وقوات الدعم السريع يشتد حاليا، مما فاقم الأزمات الموجودة جراءه، داخليا وخارجيا.
وأشار إلى ما قاله المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، فيليبو غراندي، في فبراير/شباط الماضي عن أن ثلث سكان السودان نازحون، وأن تداعيات هذه الحرب الوحشية وغير المبررة تمتد إلى ما هو أبعد من حدود السودان.
وذكر الموقع أن نحو 3.8 ملايين لاجئ عبروا حدود السودان إلى الدول المجاورة، مما خلق أزمة إنسانية كبيرة، لأنهم غالبا ما يكونون في أوضاع شديدة الهشاشة، إذ يعانون من نقص في الغذاء والماء والرعاية الصحية. وتتوقع الأمم المتحدة أن يرتفع هذا العدد بمليون آخر خلال عام 2025.
وكانت الدول المجاورة للسودان تعاني أصلا من ضغوط كبيرة جراء موجات النزوح السابقة قبل اندلاع الحرب الحالية في أبريل/نيسان 2023، خاصة مع استمرار الأزمات منذ نزاع دارفور في 2003.
وتستضيف هذه الدول أعدادا كبيرة من اللاجئين والنازحين داخليا، كما أن برامجها الإنسانية تعاني من نقص حاد في التمويل. بالإضافة إلى ذلك، يصل الفارّون من السودان إلى مناطق نائية يصعب الوصول إليها.
وقال التقرير إن تشاد ومصر تُعتبران أكثر الدول استقبالا للاجئين، حيث تستضيف مصر نحو 600 ألف سوداني، بينما تم تسجيل أكثر من 700 ألف في تشاد (وقدّرت الحكومة التشادية أن هذا العدد قد يقترب من المليون بحلول نهاية عام 2025).
وأشار الموقع إلى أن الدول المجاورة تعاني في مواجهة الطلب المتزايد على الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم. ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن تدفق اللاجئين قد أدى إلى إنهاك المرافق الصحية في تشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان، وسط نقص كبير في الأدوية والموارد والكوادر الطبية.
كما أن عدم وضوح حجم الدعم المالي من المانحين هذا العام أضاف مزيدا من الغموض. فعلى سبيل المثال، اضطرت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى تعليق جميع العلاجات الطبية للاجئين الذين دخلوا مصر من السودان، بما في ذلك العمليات الجراحية للسرطان والقلب وعلاجات الأمراض المزمنة، مما أثر على حوالي 20 ألف مريض.
وحذرت منظمة الصحة العالمية العام الماضي من أن الوضع في السودان يقترب من “عاصفة كاملة”، بسبب انهيار نظام الرعاية الصحية، وتكدّس السكان في مناطق مكتظة تفتقر للمياه النظيفة والصرف الصحي والغذاء والخدمات الأساسية.
وأدى انهيار البنية التحتية الصحية داخل السودان إلى انتشار الأمراض، ووصولها إلى الدول المجاورة، خاصة في أماكن اللاجئين الذين تزداد قابليتهم للإصابة بالأمراض بسبب الانخفاض الحاد في معدلات التطعيم في السودان.
وسجل شركاء العون الإنساني تزايدا في حالات الأمراض ومخاوف من تفشيها، خصوصا في المناطق الحدودية ومراكز الإيواء.
واستمر التقرير في رصد معاناة الدول المجاورة للسودان، قائلا إن مصر، وليبيا، وتشاد، وجنوب السودان، وإثيوبيا، وإريتريا، وجمهورية أفريقيا الوسطى، كانت تواجه أزمات داخلية مثل النزاعات والجوع والأمراض، قبل اندلاع الحرب السودانية.
وقد تسبب الصراع السوداني في زيادة العنف وعدم الاستقرار بالمناطق الحدودية، حيث وردت تقارير عن اشتباكات عبر الحدود. وفي تشاد، زاد تدفق الأسلحة ووجود الجماعات المسلحة من مستوى العنف، بينما أُفيد بأن جماعة مسلحة بدولة جنوب السودان تحالفت مع قوات الدعم السريع داخل السودان.
وذكر الموقع أن العنف الجنسي يُستخدم كسلاح في هذا الصراع، مما يعرّض ملايين الأطفال للخطر. ويدفع هذا الواقع الوحشي والخوف منه الكثير من النساء والفتيات إلى الفرار من منازلهن، ليتعرضن لاحقا للمزيد من المخاطر أثناء نزوحهن الداخلي أو عبورهن الحدود، في ظل الحاجة الشديدة إلى خدمات الرعاية الطبية والدعم النفسي.
وأفادت منظمة اليونيسيف في مارس/آذار بأن الفتيات ينتهي بهن المطاف غالبا في مواقع نزوح غير رسمية تفتقر للموارد، حيث يكون خطر العنف الجنسي مرتفعا. ومن بين ضحايا الاغتصاب المبلغ عنهم من الأطفال، كانت 66% من الفتيات.
أما الفتيان، فيواجهون صعوبات خاصة تتعلق بالوصمة الاجتماعية، مما يجعل من الصعب عليهم الإبلاغ عن الاعتداءات الجنسية والحصول على المساعدة.
ومن الصادم، كما ورد في التقرير، أن 16 من الضحايا كانوا دون سن الخامسة، بينهم 4 رضع لم تتجاوز أعمارهم سنة واحدة.
وأدى الصراع بالسودان إلى تعطيل طرق التجارة والأنشطة الاقتصادية، مما أثر على مصادر رزق السكان في الدول المجاورة، وتسبب بزيادة الفقر والمصاعب الاقتصادية.
ففي إثيوبيا ومصر، أدت القيود الحدودية وانعدام الأمن في الممرات التجارية إلى ارتفاع تكاليف النقل وانخفاض كبير في النشاط الاقتصادي عبر الحدود، بينما في تشاد وجنوب السودان، أدى التدفق الكبير للاجئين إلى تحويل الموارد بعيدا عن قطاعات حيوية في الاقتصاد.