سودانايل:
2025-02-07@06:05:54 GMT

لماذا فشل مؤتمر فرنسا في الشأن السياسي؟

تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن
أنتهى مؤتمر الدعم الإنساني للمتضررين من الحرب في السودان، و الذي عقد في فرنسا و انتهت أعماله أمس الثلاثاء 16\ 4\ 2024م ، كانت كل من فرنسا و المانيا إلي جانب الاتحاد الأوروبي قد دعوا لعقد المؤتمر للدعم الإنساني لكنهم الحقوا به عملا سياسيا بهدف خلق أرضية مشتركة بين القوى السياسية بهدف أعداد مشروع سياسي يبدأ بعد وقف الحرب.

. إلحاق العمل السياسي بالمؤتمر هو الذي أعطاه هذا الزخم الإعلامي. باعتبار أن الصراع السياسي بين المكونات هو الذي جعل أن تكون هناك حالة من الترقب و التوجس، باعتبار أن فرنسا و المانيا إلي جانب الإتحاد الأوروبي يردون إعادة إحياء " الإتفاق الإطاري" مرة أخرى هذه المرة تحت رعاية فرنسا و المانيا بعد فشل تجربة وزارة الخارجية الأمريكية التي رعتها مساعدة وزير الخارجية " مولي في" التي كانت قد جمعت قيادات قحت المركزي مع ممثلين للمكون العسكري في بيت السفير السعودي..
عندما طلبت قحت " المركزي" أن تعقد اجتماعها العام في القاهرة؛ كان برغبة أوروبية على أن تفتح حوارا مع القوى السياسية الموجودة في القاهرة، و لكي تسهل عملية فتح الحوار السياسي بين القوى السياسية ليكون موازيا للحوار العسكري الذي كان جاريا في منبر جدة. توجست قحت المركزي من الخطوة و أكتفت بالبيان الذي أصدرته في ختام اجتماعها بالقول " أن يكون هناك حوارا شاملا ما عدا المؤتمر الوطني" ثم جاء اجتماع "تقدم" في اديس ابابا و تقدم صنيعة أمريكية عادت لكي تعدل في بيان القاهرة لقحت المركزي بما يتعلق بالحوار السياسي مع القوى السياسية فوضعت شرطا " ما عدا المؤتمر الوطني و الإسلاميين بكل مكوناتهم" و هذه الفقرة تؤكد قوة نفوذ و أثر " الجمهوريين" في المجموعة. و لكن الذي أتضح للإمريكان و الأوروبيين أن " تقدم" عجزت أن تضيف أي قوى جديدة غير القوى التي بدأت بها تكوينها. وأيضا كشفت لهم سبب فشل حمدوك في القاهرة عقد حوارات واسعة مع القوى السياسية و تجمعات السودانيين.. حيث أكتفى حمدوك بالقاء مع الأمين العام للجامعة العربية و وزير المخابرات اللواء كامل عباس، و تخوف حمدوك بالقاء مع السودانيين في القاهرة.. الأمر الذي أكد للغرب و أمريكا أن تقدم لا تستطيع أن تقدم أكثر من الذي فعلته، و بالتالي لابد من البحث عن طريقة أخرى لجمع المكونات السودانية في حوار مفتوح..
أن اللقاءات التي كانت قد عقدتها الدبلوماسية الأوروبية مع العديد من القيادات السياسية و المهتمين بالشأن السياسي في القاهرة، أكدوا لهم أن جمع المكونات المختلفة في قاعة واحدة من اجل حوار مفتوح سوف تدفع لبناء الثقة بين تلك المجموعات.. خاصة هناك البعض الذين يلهثون من أجل السلطة، و هؤلاء كانوا يؤكدون في كل لقاء مع الدبلوماسيين الغربين أن الاتحاد الأوروبي قادر أن ينظم مثل هذا الحوار.. و اقتنعت كل من فرنسا و المانيا و سفير الاتحاد الأوروبي بتوسيع أجندة المؤتمر الإنساني لكي يشمل أجندة سياسية على هامش المؤتمر الإنساني.. و كما ذكرت في مقال أمس أن أغلبية الحضور كانوا من الذين حضروا الورش التي كانت تقيمها المنظمات الغربية في كل من كمبالا و نيروبي قبل سقوط نظام الإنقاذ و بعده كانوا يتجاوزون عضوية الأحزاب التقليدية..
أن المؤتمرات السياسية التي تعتقد خارج البلاد، و بتمويل خارجي، لا تستطيع أن تعالج مشاكل السودان السياسية، لأنها تتوهم أنها تحاول أن تقدم قوى " حديثة" تتجاوز بها الأحزاب التاريخية ذات القاعدة الاجتماعية العريضة، الأمر الذي يصبح عاملا لفشلها.. أن القوى الحديث تعتقد أن وصولها للسلطة إذا كانت برافعة خارجية أو غيرها بعيدا عن الانتخابات سوف يعطيها فرصة أن تستخدم مؤسسات الدولة لبناء قواعدها الاجتماعية، و هي دعوة شمولية مغلفة و مدعومة بالغرب الذي يبحث فقط عن مصالحه..
أن مؤتمر فرنسا الشق السياسي أعلن فشله السلطان بحر الدين الذي ألقى كلمة محترمة جدا ثم انسحب باعتبار أن هذا المؤتمر لن يعالج المشكلة التي جاء من أجلها، و الحوار كشف عن هوة الاختلاف بين المجموعات التي يراهن عليها الغرب.. هناك تظل قيادات لا ترى في كل هذه الأزمة غير محاصصات السلطة.. و هناك من يرى أن أي حديث الآن عن المحاصصات لا يعالج الأزمة، و لا يوقف الحرب.. أن السيد جعفر الميرغني نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل قد اختار كلمات خطابه بعناية فائقة لكي يجعلها تعبر عن كل الحركة الاتحادية بمختلف مجموعاتها إلا القلة، فكان الخطاب يتماشى مع الإرث النضالي و السياسي للأباء المؤسسين، و في نفس الوقت حدد ابعاد الموقف بوضوح دون لبس فيه.. أن الخطاب جاء يؤكد موقف الجماهير الاتحادية الداعم للشعب الذي أعلن انحايزه للجيش منذ بداية الحرب.. قال جعفر الميرغني (جاءت مشاركتنا في هذا الملتقى المهم حرصا منا على تعزيز التواصل مع المجتمع الدولي. و أيصال الصوت الوطني السوداني في المحافل الدولية، و التعبير عن رؤى القوى الوطنية السودانية المتمسكة بوحدة السودان، و المؤمنة بضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية القومية و الدستورية، و في مقدمتها القوات المسلحة السودانية الحامية لتراب و حدود البلاد و الضامنة لوحدة و أمن و سلام السودان) و أضاف جعفر قائلا ( أننا نطالب الاتحاد الأوروبي بعدم تسيس المساعدات الإنسانية، و التعامل مع هذا الملف من منظور أنساني و ليس سياسي، و ندعوه للمساهمة في معالجة جذور الأزمة و ليس اعراضها فقط، و ذلك من خلال إدانة و تجريم اعتداءات الدعم السريع على المواطنين و احتلال مساكنهم و مهاجمته لقوافل الإغاثة ، مما أفضى إلي تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان) أن الخطاب عبر حقيقة عن الموقف الاتحادي في الأزمة و الحرب.
لكن الميرغني فوت فرصة كبيرة، كان عليه أن يقف ولو لبرهة مخاطبا السودانيين الذين جاءوا محتجين على المؤتمر، أو مشاركة البعض الذين يعتقدون أنهم تسببوا في تهجير و إبادة آهلهم. كان حديث البرهة خطف الأضواء الإعلامية، و ركز فقط على الحديث مع المحتجين.. أنتهى المؤتمر و أنفض الجمع دون الوصول إلي أية نتائج كان يتوقعها المنظمين.. أن أي مؤتمر يبحث قضة الحرب و السلام في السودان على مائدة السياسة يجب أن لا يتجاوز القوى الحية في المجتمع و دون أي قصاء... نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی فرنسا و المانیا القوى السیاسیة فی القاهرة

إقرأ أيضاً:

«التنسيقية» توصي بضرورة التوصل إلى نظام انتخابي يضمن تمثيلا عادلا لجميع القوى السياسية

عقدت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، ندوة بعنوان المجالس النيابية والنظام الانتخابي 2025، وذلك ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، بحضور واسع من ممثلي القوى السياسية والشباب وأعضاء التنسيقية، إذ تناولت الندوة نقاشا حول ما يدور من جدل بشأن النظام الانتخابي والتوعية بالمشاركة في الانتخابات.

واستعرض المستشار محمود فوزي، وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، مشاركة مصر في آلية الاستعراض الدوري الشامل (UPR) التي أطلقتها الأمم المتحدة منذ عام 2009، مشيرًا إلى أن مصر قدمت تقريرها الوطني في أكتوبر الماضي، وناقشته في يناير 2025، مؤكدا أن التجربة كانت ناجحة، إذ شهدت الجلسة مشاركة 142 دولة، وتمت الإشادة بجهود مصر في تعزيز الحقوق الاقتصادية والسياسية، مع تلقي توصيات لتعزيز المساواة بين الجنسين في سوق العمل.

وأكد فوزي، أن الحكومة ملتزمة بالدستور وتحترم المواعيد الدستورية للانتخابات البرلمانية، موضحا أن المجلس النيابي يشهد انتخابات منتظمة دون انقطاع، والحوار الوطني كان منصة مهمة لمناقشة التمثيل النيابي الأمثل، ما أسفر عن 3 مقترحات رئيسية بشأن النظام الانتخابي، وهي: إما الإبقاء على النظام الحالي (50% فردي - 50% قائمة مغلقة) أو التحول إلى القائمة النسبية الكاملة أو الجمع بين الأنظمة الثلاثة (الفردي، القائمة المغلقة، القائمة النسبية).

الحكومة ملتزمة بالمواعيد الدستورية للانتخابات البرلمانية 

وأكد محمود فوزي، أن النظام الانتخابي الفردي لا يعني بالضرورة انتخاب مستقلين فقط؛ فهناك دول كالمملكة المتحدة تعتمد عليه بالكامل، ومع ذلك تتمتع بحياة حزبية نشطة.

اختيار النظام الانتخابي يرتبط بالموروث السياسي والاجتماعي لكل دولة

وأكد اللواء رفعت قمصان، مستشار رئيس مجلس الوزراء سابقًا، أن قدرة الدولة على تنظيم انتخابات يشارك فيها نحو ما يقرب من 70 مليون ناخب تعد إنجازًا غير مسبوق، لا يتوافر في العديد من دول العالم، مشيرًا إلى أن بعض الدول تعتمد على نظام القيد الانتخابي الاختياري، إذ يتوجب على المواطن تسجيل رغبته في التصويت مسبقًا.

وقال النائب أحمد مقلد، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن البشرية لم تُجمع على نظام انتخابي موحّد، إذ يظل الأمر محل جدل وخلاف وفق طبيعة كل دولة، مستعرضا مقارنة بين الأنظمة الانتخابية في العالم، وأوضح أن كل دولة تتبنى نموذجًا انتخابيًا يتوافق مع خصوصيتها السياسية.

وأكد الدكتور باسل عادل، رئيس حزب الوعي، أن مصر تواجه مأزقًا عند كل استحقاق انتخابي بسبب الجدل حول النظام الانتخابي الأمثل، مشددًا على ضرورة وضع رؤية واضحة تحسم هذا الجدل المستمر، مشيرا إلى أهمية التخطيط الاستراتيجي للنظام الانتخابي، مؤكدا ضرورة ضمان تمثيل جميع الفئات والمكونات السياسية.

أدار الحوار خلال الندوة النائب محمد عزمي، عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وشارك فيها: المستشار محمود فوزي، وزير الشؤون النيابية والتواصل السياسي، والمستشار رفعت قمصان، مستشار رئيس الوزراء للانتخابات سابقًا، والنائب أحمد مقلد، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، والدكتور باسل عادل، رئيس حزب الوعي.

مقالات مشابهة

  • خلافات بشأن مسودة حكومة سلام تثير الانقسامات بين القوى السياسية في لبنان
  • متى يعود النادي السياسي من رحلة التيه؟
  • ضياء الدين بلال يكتب: القوة الخفية التي هزمت حميدتي (2-2)
  • رئيس مجلس النواب يدعو القوى السياسية للاجتماع في إطار ائتلاف إدارة الدولة
  • «التنسيقية» توصي بضرورة التوصل إلى نظام انتخابي يضمن تمثيلا عادلا لجميع القوى السياسية
  • وزير خارجية السودان: ناقشت مع «أبو الغيط» نتائج تحركات الجامعة العربية في الشأن السوداني
  • محمود فوزي: استمرار المشاورات مع القوى السياسية لاختيار النظام الانتخابي الأمثل
  • معركة النفوذ: قانون العفو يشعل مواجهة بين القوى السياسية والقضاء
  • خارجية النواب: الحوار الوطني يعكس وحدة الصف والتفاف القوى السياسية خلف القيادة
  • سودان أبو القدح