منير أديب يكتب: مستقبل الإرهاب في ظل الحروب والصراعات
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تنمو ظاهرة الإرهاب والتطرف بصورة أكبر في ظل الحروب والصراعات، فالحرب الدائرة في شرق أوروبا قبل عامين لها تأثير على نمو ظاهرة الإرهاب العالمي، خاصة وأنّ المؤشرات تؤكد نمو حركة جهادية في شرق القارة العجوز، وهذه ضريبة يدفعها العالم بأكلمه نتيجة للحرب الروسية في أوكرانيا.
لم تنتهِ الحرب الروسية التي بدأت قبل عامين حتى نشبت حرب أخرى في السودان تجاوزت عامها الأول، فهذه لم تكن الحرب الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط، فالحرب في سوريا واليمن تذهب إلى نفس النتيجة، فضلًا عن الصراع في العراق بين المكون العربي والإيراني.
ولعل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتي دخلت شهرها السابع خير دليل على اصطراب المنطقة العربية، ولعل الانحيازات الدولية في هذه الحرب ومن قبل الصراع يؤكد انقسام العالم وتشظيه إزاء هذه الحرب، وهو ما ينعكس بصورة كبيرة على نمو ظاهرة الإرهاب.
لم تنتهِ الحرب الإسرائيلية والتي يؤكد الكثير من المراقبين بأنها قد تتسع في أي وقت حتى تطور الصراع الإسرائيلي الإيراني، فكل طرف يوجه ضربات قوية إلى الطرف الآخر في عمقه الاستراتيجي، صحيح هذه الضربات محسوبة وبالتالي التصعيد محسوب هو الآخر وقد يكون بإتفاق ولكن مرجح أنّ تتطور الأحداث في أي وقت.
هذه الحالة التي يعيشها العالم تُغذي بيئة التطرف، ليس هذا فحسب ولكن سوف تجد أطراف دولية قد تستخدم المجموعات المتطرفة في الصراع أو توظفها في الحرب الدائرة في الشرق والغرب، وهنا سوف تكون التنظيمات المتطرفة ذات طلب، وهناك أطراف دولية سوف تخطب ودها.
داعش سوف تعود من جديد ولكن عودتها قد تكون مختلفة؛ عودة أكثر شراسة مما كانت عليه، وسوف تكون العودة في شكل تنظيم يضم تحت لوائها عدد من التنظيمات المحلية والإقليمية، وسوف تكون داعش أحد مفردات التنظيم الجديد.
سوف تأخذ الحرب الأيديولوجية الجديدة صبغة دينية وطائفية؛ فسوف تدخل مجموعات ذات صبغة دينية الصراع سواء من حلفية سنية مثل، داعش والقاعدة والإخوان، أو من حلفية طائفية مثل حزب الله، اللبناني والعراقي، والحشد الشعبي والحركة الحوثية أو من خلفية صهيونية مثل إحياء الهيكل وحرّاس الهيكل أومعهد الهيكل والتاج الكهنوتي وجماعة شوفوبانيم؛ وهذا ما يبدو من شكل الصراع الديني الحالي.
خطورة الأوضاع الحالية ليس في التطور العسكري أو إتساع دائرة الصراع أو الحرب، ولكن في شكل هذه الحرب والتي تأخذ اللون الديني والطائفي، وهو ما يُهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم بأكمله.
لا بد أنّ يُدرك العالم أنّ البيئة الحالية باتت مناسبة لنشأة التنظيمات المتطرفة، بل وحاضنة لكل هذه التنظيمات، وأنّ ثمة عودة لتنظيم داعش سوف يُهدد من خلالها أمن العالم، ولذلك من المهم احتواء الحرب المتوقعة واتساع نطاقها ومن ثما احتواء الصراع السابق لهذه الحرب أو على الأقل تبريده بالشكل الذي لا يُودي إلى تطوره في أي وقت وفي أي مرحلة.
داعش عندما نشأة في يونيو من العام 2014 استفادت من بعض الممارسات الطائفية في العراق، فكان نتاجها الدولة الإسلامية في العراق ثم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" ولعل الإحتلال الأمريكي كان عاملًا مساعدًا لنشأة التنظيم، ولكن الظروف الحالية ربما تؤدي إلى ما هو أصعب من عودة "داعش".
وقد يكون الصعب ممثلًا في وجود تنظيم جديد يكون داعش أحد مفرداته وسوف يكون الصراع مع إسرائيل! وسوف يكون مواجهًا لمجموعات وجماعات صهيونية لن تقل في تطرفها عن المجموعات المتطرفة ذات الخلفية الصهيونية، وهنا تبدو خطورة البيئة التي بات العالم على أعتابها حاليًا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: داعش الحرب الروسية فى أوكرانيا الحرب الإسرائيلية الحرب في اليمن الحرب في السودان ظاهرة الارهاب عودة داعش مستقبل داعش فی العراق هذه الحرب
إقرأ أيضاً:
هل اقترب أوان النسخة الجديدة من الإنقاذ؟
الحركة الإسلامية تحاول من جديد تغيير جلدها، الحرس القديم يتراجع الى الخلف (نفس قصة اذهب الى السجن حبيسا) ويذهب المصباح (ممثلا عن الجيل الرابع) الى القصر رافعا العلم!
نفس الأوهام القديمة في قناني جديدة، لا ابداع ولا أفكار جديدة في محاولات الخم التي صارت لهم دينا وديدنا.
اثناء محاولاتهم لسرقة الثورة كانوا يعيدون انتاج بعض شعاراتها، وحين كان الثوار السلميين يغلقون بعض الشوارع لتأمين مواكبهم، ورغم انهم كانوا يهاجمون تتريس الشوارع لأن المرضى لا يستطيعون الوصول الى المراكز الصحية! (كأنهم يهتمون لمريض او فقير) لكنهم قاموا بعد حين بالإيعاز للناظر ترك، الذي قام (بتتريس) الوطن كله، حين قام بإغلاق الميناء والطريق القومي!
حتى الاعتصام لم يسلم من محاولات الاستنساخ، فبعد ان قاموا بكتائبهم بارتكاب جريمة فض الاعتصام، وتمهيدا لانقلابهم انشأوا اعتصام القصر من بعض حركات سلام جوبا المؤيدين للعسكر، وبعض الانتهازيين وطلاب السلطة الذين دعوا جهرة لانقلاب عسكري (الليلة ما بنرجع الا البيان يطلع) كانت القوات الأمنية تحرس الاعتصام المدفوع الثمن، وتشرف على راحتهم وغذائهم! وتضرب الشباب الثوريين في نفس الوقت بالرصاص الحي في شوارع الثورة وتدهسهم بالسيارات!
كعادته يقرأ الاسلامويين مجريات الأحوال في العالم بما يوافق أطماعهم واهوائهم في العودة لسلطة النهب والفساد. مثلما حاولوا من قبل استنساخ تجربة النظام السوري في الخلود في السلطة عن طريق قهر الشعب، لا يجدون الان غضاضة في محاولة استنساخ تجربة المقاومة السورية في الوصول الى السلطة! ومحاولة احراز قبول العالم لهم (رفع العلم مع كوفية حماس) فمثلما تقبل العالم عودة المتطرفين للحكم في أفغانستان وقبول وصول اخوان سوريا الى السلطة، سيقبل العالم عودة النسخة الجديدة: البراؤون!
لم تسقط طالبان (حين سقطت) بثورة شعبية، ولم يحدث الامر نفسه لثوار سوريا الذين أسقطوا الأسد، يكاد العكس يكون هو الصحيح. فالنظام الانقاذي كان شبيها تماما بنظام اسرة الأسد، وصيدنايا وجدت نسختها الكيزانية في بيوت الاشباح ومعتقلات أجهزة الامن سيئة السمعة التي قتلت المعتقلين واغتصبت الحرائر وتاجرت في المخدرات!
الحرب الحالية صنعتها الحركة الإسلامية في حربها على وطننا وشعبنا وثورتنا، صنعت العدو وقوّت شوكته واستخدمته في حروبها ضد شعبنا، حرصت على تسمينه تمهيدا لذبحه قربانا للعودة الى السلطة كمنقذ، بعد رفع العلم في القصر الجمهوري مسكن العسكر الطغاة!
رفع العلم كان اشبه بلعبة الكراسي! لابد ان قائد (البراؤون)انقطعت أنفاسه وهو يجرى مسابقا العسكر والحركات والمليشيات الأخرى، ليصعد السلالم بسرعة ويغرس العلم في تربة السلطة أملا في ان تنمو البذرة وتزهر وتطرح ثمار إشعال الحرب والفتن والدمار والموت: الإنقاذ الثالثة!
المصباح ابن الحركة الإسلامية البار (البراؤون) تم طرحه كنسخة جديدة (لنج) لم يشوهها الاستبداد والفساد وتدمير البلاد وسرقتها، نسخة جديدة تُقدم باعتبارهم الشباب المخلصين الساعين لإنقاذ الوطن وتحريره من الاحتلال الجديد! براؤون وبراءة الأطفال في عيونهم! (وعيونهم على مكاسب ما بعد النصر وكعكة إعادة التعمير) يرفعون اصابعهم في وجه صواعق العدو حذر الموت، ويحاولون إخفاء حقيقة ان لحم (كتافهم) من ريع الفساد، من ريع سرقة وطن وبيع مؤسساته وارضه! وحقيقة ان النسخة القديمة لا تزال تمسك بكل خيوط اللعب.
كم من الأرواح والممتلكات كان يمكن انقاذها؟ كم من المجازر التي راح ضحيتها الأبرياء، كان يمكن تفاديها لو قبلت الحركة الإسلامية التي تسيطر على الجيش وقادته ان تجنح للسلام وتذهب الى جدة او جنيف؟ منذ أكثر من عام.
ستبقى جذوة ثورة ديسمبر مشتعلة في النفوس، لأن الحفاظ على قيم تلك الثورة العظيمة هو السبيل الوحيد لوقف الحرب ومعالجة آثارها الكارثية واستعادة شعبنا لحريته وكرامته وأمان ابنائه.
لابد من عودة لجنة التفكيك لأنه ما لم يتم تفكيك وتصفية النظام الكيزاني الفاسد الذي يمسك بخناق الدولة، فإن الفتن والحروب لن تتوقف في هذه البلاد. سنفهم أهمية عمل تلك اللجنة حين نجد ان كل من فصلتهم لجنة التفكيك لمخالفات موثقة في تعيينهم، هم من يديرون مشهد الحرب الان ويصرون على استمرارها رغم ان الجميع باتوا يعلمون ان حرب استعادة السلطة ليست سوى حرب استنزاف للوطن ومواطنيه..
لابد من وقف الحرب ومحاسبة كل من ارتكب جرائم في حق هذا الشعب واستعادة كل الأموال المنهوبة وتوجيهها للتنمية المتوازنة، واستبعاد أطراف الحرب من اية عملية سياسية مستقبلية، يستعيد فيها شعبنا دوره في دولة العدالة والقانون.
#لا_للحرب
أحمد الملك
ortoot@gmail.com