دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- ربّما لم تبن روما أكبر إمبراطورية في التاريخ القديم، ولكنها كانت بلا شك الأكثر تأثيرًا. 

ويعود السبب بذلك للشغف الروماني بالعمارة الفاحشة الضخمة التي كانت تسير جنيا إلى جنب مع حفظ السجلات التفصيلية، ومهارات الإمبراطورية الرومانية في مجال العلاقات العامة. 

ولم يساهم ذلك في بقاء عدد كبير من المواقع التاريخية حتى يومنا هذا فحسب، بل ساهم الأمر في معرفتنا الكثير عنها أيضًا.

إليكم 6 من أبرز المعالم الرومانية حول العالم:الكولوسيوم في روما، إيطاليا كان بالإمكان غمر هذا المدرج الموجود في العاصمة الإيطالية روما بالمياه لإعادة تمثيل المعارك البحرية. Credit: Guido Cozzi/Atlantide Phototravel/Corbis Documentary RF/Getty Images

عندما يتعلق الأمر بالمباني الرومانية المبهرة، فإن المدرج الخاص بروما يُعتبر الأكثر شهرة على الإطلاق. 

وبسعة جلوس قصوى تصل إلى 80 ألف شخص، يُعد هذا الهيكل أكبر مدرج قديم بُني على الإطلاق.

واستُخدِم المدرج المكون من 4 طوابق لألعاب المصارعة التي استمرت لعدة أيام كل مرة.

قناة "بونت دو جارد" المائية، فرنسا يتجاوز عمر هذا الجسر في فرنسا ألفي سنة. Credit: frederic prochasson/iStockphoto/Getty Images

ليست قناة "بونت دو جارد" المائية جميلة بشكلٍ مذهل فحسب، بل تُعتبر بمثابة مثال رائع أيضًا على دقة الهندسة والرياضيات الرومانية.

وبينما كانت أجزاء كبيرة في العالم الغربي لا تزال تعتمد على الآبار لتوفير المياه قبل قرن مضى، تمتع الرومان بمياه جارية للشرب، والاستحمام، بالإضافةً للنوافير منذ ألفي عام.

وتُظهر القناة التي تتكونّ من ثلاثة طوابق، والتي تقع على ارتفاع 50 مترًا فوق نهر "جاردون" مدى البراعة في ضمان هذا الإمداد أيضًا.

وليست التفاصيل الهندسية المقوسة جميلة فحسب، بل هي مصنوعة أيضًا من حجارة مقطوعة بدقة لدرجة أنّ الطين لم يُستخدم لتثبيتها معًا.

مدينة لبتس ماغنا، ساحل ليبيا يعني موقع هذه المدينة في ليبيا الحديثة أنّها لا تشهد الكثير من الزوار حتّى الآن. Credit: Mahmud Turkia/AFP/Getty Images

هذا الموقع الليبي موطن لميناء روماني محفوظ بشكلٍ لا يصدق.

وكانت لبتس ماغنا ذات يوم مدينة مزدهرة بفضل الأنشطة التجارية القادمة من أعماق إفريقيا، وابتلعتها رمال الصحراء تدريجيًا بعد انهيار الإمبراطورية الرومانية.

وبقي هذا المعلم الضخم سليمًا تقريبًا، بأعمدته، ومسرحه شبه الدائري المطل على البحر، ومدرجه متعدد المستويات، ومنحوتاته، وجدارياته.

ومن الأفضل للأشخاص مشاهدة هذا المعلم عن بُعد في الوقت الحالي مع تحذير العديد من الحكومات حاليًا من السفر إلى ليبيا.

بورتا نيجرا، ألمانيا يُترجم اسم بورتا نيجرا إلى "البوابة السوداء". Credit: dutchphotography/iStock Unreleased/Getty Images

على مرّ التاريخ الروماني، شكلت ألمانيا الحدود النهائية التي لم يذهب إليها سوى الأباطرة الشجعان.

ولا تزال البقايا الناتجة عن قرون لا حصر لها من الحملات ضد القبائل التوتونية العنيدة نادرة نسبيًا.

ويجعل ذلك بورتا نيجرا (البوابة السوداء) في مدينة ترير الألمانية بمثابة معلم يحمل أهمية خاصة.

ورغم أن  التصميم المعياري في جميع أنحاء الامبراطورية تَجسَّد بوجود أربع بوابات على كل جانب من جوانب المدن المربعة، إلا أنّ تصميم القلعة ذات البرج المزدوج في ترير رائع أيضًا من ناحية الحجم والتعقيد.

مدينة فيندولاندا، شمال إنجلترا لا تزال أعمال التنقيب مستمرة في فيندولاندا بإنجلترا. Credit: makasana/iStock Editorial/Getty Images

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: بريطانيا آثار أفريقيا أوروبا إنجلترا روما عمارة Getty Images

إقرأ أيضاً:

مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم – الحلقة 2

يناير 31, 2025آخر تحديث: يناير 31, 2025

محمد الربيعي

بروفسور ومستشار دولي، جامعة دبلن

تعتبر جامعة كامبردج، بتاريخها العريق الذي يمتد لاكثر من ثمانية قرون منذ تاسيسها عام 1209، منارة للعلم والمعرفة، وصرحا اكاديميا شامخا يلهم الاجيال المتعاقبة. تعد كمبردج رابع اقدم جامعة في العالم، وثاني اقدم جامعة في العالم الناطق باللغة الانجليزية، حاملة على عاتقها مسؤولية نشر العلم والمعرفة وخدمة الانسانية. لم تكن كمبردج مجرد مؤسسة تعليمية عابرة، بل كانت ولا تزال محركا رئيسيا للتطور الفكري والعلمي على مستوى العالم، وشاهدة على تحولات تاريخية هامة، ومخرجة لقادة ومفكرين وعلماء غيروا مجرى التاريخ، امثال اسحاق نيوتن، الذي وضع قوانين الحركة والجاذبية، وتشارلز داروين، الذي وضع نظرية التطور، والان تورينج، رائد علوم الحاسوب.

تتميز جامعة كمبردج بمكانة علمية رفيعة المستوى، حيث تصنف باستمرار ضمن افضل الجامعات في العالم في جميع التصنيفات العالمية المرموقة، مثل تصنيف شنغهاي. هذا التميز هو نتاج جهود مضنية وابحاث علمية رائدة في مختلف المجالات، من العلوم الطبيعية الدقيقة كالفيزياء والكيمياء والاحياء، مرورا بفروع الهندسة المختلفة كالهندسة المدنية والميكانيكية والكهربائية، وصولا الى العلوم الانسانية والاجتماعية التي تعنى بدراسة التاريخ والفلسفة والاقتصاد والعلوم السياسية. تضم الجامعة بين جنباتها العديد من المراكز والمعاهد البحثية المتطورة التي تساهم في دفع عجلة التقدم العلمي والتكنولوجي، مثل معهد كافنديش الشهير للفيزياء. تعرف كمبردج باسهاماتها القيمة في جوائز نوبل، حيث حاز خريجوها على اكثر من 120 جائزة نوبل في مختلف المجالات، مما يعكس المستوى العالي للتعليم والبحث العلمي فيها. من بين الاسهامات الخالدة لجامعة كامبريدج، يبرز اكتشاف التركيب الحلزوني المزدوج للحامض النووي (DNA) على يد جيمس واتسون وفرانسيس كريك عام 1953. هذا الاكتشاف، الذي حاز على جائزة نوبل في الطب عام 1962، غيّر مسار علم الاحياء والطب، وأرسى الاساس لفهم أعمق للوراثة والأمراض، ويعد علامة فارقة في تاريخ العلم.

اضافة الى مكانتها العلمية المرموقة، تتميز جامعة كمبردج ببيئة تعليمية فريدة من نوعها، حيث تتكون من 31 كلية تتمتع باستقلال ذاتي، ولكل منها تاريخها وتقاليدها الخاصة، وهويتها المعمارية المميزة. هذه الكليات توفر بيئة تعليمية متنوعة وغنية، تجمع بين الطلاب من مختلف الخلفيات والثقافات من جميع انحاء العالم، مما يثري تجربة التعلم ويساهم في تكوين شخصية الطالب وتوسيع افاقه. توفر الجامعة ايضا مكتبات ضخمة ومتاحف عالمية المستوى، تعتبر كنوزا حقيقية للطلاب والباحثين، حيث تمكنهم من الوصول الى مصادر غنية للمعرفة والالهام. من بين هذه المكتبات، مكتبة جامعة كمبردج، وهي واحدة من اكبر المكتبات في العالم، وتحتوي على ملايين الكتب والمخطوطات النادرة، بالاضافة الى متاحف مثل متحف فيتزويليام، الذي يضم مجموعات فنية واثرية قيمة، ومتحف علم الاثار والانثروبولوجيا.

يعود تاريخ جامعة كمبردج العريق الى عام 1209، عندما تجمع مجموعة من العلماء في مدينة كمبردج. لم يكن تاسيس كمبردج وليد الصدفة، بل جاء نتيجة لهجرة مجموعة من العلماء والاكاديميين من جامعة اكسفورد، بحثا عن بيئة اكاديمية جديدة. هذا الاصل المشترك بين كمبردج واكسفورد يفسر التشابه الكبير بينهما في العديد من الجوانب، مثل النظام التعليمي والهيكل التنظيمي، والتنافس الودي بينهما، الذي يعرف بـ “سباق القوارب” السنوي الشهير. على مر القرون، شهدت جامعة كمبردج تطورات وتحولات كبيرة، حيث ازدهرت فيها مختلف العلوم والفنون، واصبحت مركزا مرموقا للبحث العلمي والتفكير النقدي، ولعبت دورا محوريا في تشكيل تاريخ الفكر الاوروبي والعالمي.

كليات الجامعة هي وحدات اكاديمية وادارية مستقلة، تشرف على تعليم طلابها وتوفر لهم بيئة تعليمية فريدة من نوعها، تساهم في خلق مجتمع طلابي متنوع وغني، حيث يتفاعل الطلاب من خلفيات وثقافات مختلفة، مما يثري تجربتهم التعليمية ويساهم في تكوين شخصياتهم وهي ايضا مراكز اقامة للطلاب. هذا النظام الفريد للكليات يعتبر من اهم العوامل التي تميز جامعة كمبردج، ويساهم في الحفاظ على مستوى عال من التعليم والبحث العلمي.

تقدم جامعة كمبردج تعليما متميزا عالي الجودة يعتمد على اساليب تدريس متقدمة تجمع بين المحاضرات النظرية والندوات النقاشية وورش العمل العملية، مما يتيح للطلاب فرصة التعمق في دراسة مواضيعهم والتفاعل المباشر مع الاساتذة والخبراء في مختلف المجالات. يشجع نظام التدريس في كمبردج على التفكير النقدي والتحليل العميق، وينمي لدى الطلاب مهارات البحث والاستقصاء وحل المشكلات. هذا التنوع يثري تجربة التعلم بشكل كبير، حيث يتيح للطلاب فرصة التعرف على وجهات نظر مختلفة وتبادل الافكار والمعرفة، مما يساهم في توسيع افاقهم وتكوين صداقات وعلاقات مثمرة. كما توفر الكليات ايضا انشطة اجتماعية وثقافية متنوعة تساهم في خلق جو من التفاعل والتواصل بين الطلاب، مثل النوادي والجمعيات الطلابية والفعاليات الرياضية والفنية.

تخرج من جامعة كمبردج عبر تاريخها الطويل العديد من الشخصيات المؤثرة والبارزة في مختلف المجالات، الذين ساهموا في تغيير مجرى التاريخ وخدمة الانسانية، من بينهم رؤساء وزراء وملوك وفلاسفة وعلماء وادباء وفنانين.

باختصار، تعتبر جامعة كمبردج منارة للعلم والمعرفة، وتجمع بين التاريخ العريق والمكانة العلمية المرموقة والتميز في مجالات متعددة، مما يجعلها وجهة مرموقة للطلاب والباحثين من جميع انحاء العالم.

 

مقالات مشابهة

  • تساؤلات.. صحة ومهظر مقاتلي حماس والرهائن الإسرائيليين بعد عام من الحرب تثير تفاعلا
  • ‎أبرز الأطعمة التي قد تقلل من معدل ذكاء الأطفال
  • أبرز المساجد والكنائس التي دمرها الاحتلال في غزة
  • مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم – الحلقة 2
  • هذا الكاتب أكل في أفخم مطاعم العالم وهذه أفضل الوجبات التي تذوقها
  • أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة
  • أبرز ندوات معرض الكتاب اليوم.. بينها «الفن والإبداع ومعركة بناء الوعي»
  • مصر.. ماذا كتب بجواز سفر أم كلثوم؟ ومقتنيات قد لا تعلمها لـكوكب الشرق.. إليك صور
  • بعد صدمة نتنياهو.. إليكم مشاهد من خان يونس لعملية إطلاق سراح رهائن
  • 120 عاما من الصداقة.. ندوة بمعرض الكتاب عن العلاقات المصرية الرومانية