صحيفة بلومبيرغ تفصل.. كيف سيؤثر خط أنابيب "ترانس ماونتن" الكندي على نفط البصرة؟
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - بغداد
في وقت تتسارع فيه أحداث الشرق الأوسط السياسية الساخنة، وتدخل معطيات جديدة لسوق النفط العالمي، أفتتح اليوم، على أرض المعارض في البصرة، معرض النفط والغاز بمشاركة 100 شركة من 13 دولة، في وقت تستعد فيه كندا لاستحداث خط انابيب “ترانس ماونتن” الذي يتوقع خبراء تأثيره المباشر على خام البصرة بدءاً من آيار المقبل بحسب بلومبيرغ البيرطانية.
يقول عضو مجلس النواب العراقي، عدنان الجابري لـ “مرفأ” وتابعته "الاقتصاد نيوز"، أن: “إقامة المعارض الخاصة بالنفط والغاز والطاقة يظل أمراَ مهماً لأنها تجلب الشركات الاستثمارية العالمية وتسمح لنا بالاطلاع على آخر ما حققته التكنولوجيا في هذه القطاعات المهمة. كما أنها تبعث برسالة الى العالم بأن العراق بلد آمن وجاهز للاستثمار، وفي امكان الجميع الدخول والتنافس فيه”.
من جانب آخر، أبدى مدير شركة غاز الجنوب حمزة عبد الباقي تفاعله مع مشاركة شركات عالمية وصفها بال”مهمة جداً” في دورة هذا العام من المعرض، مؤكداً أن الشركات الحكومية تستفاد من تبادل الخبرة في أحداث مثل هذه.
وتستعد وزارة النفط العراقية لانطلاق جولة التراخيص الخامسة والسادسة في الوقت الذي لا تزال فيه الجولات السابقة محط جدل واسع لأسباب تتعلق بارتكاب أخطاء في المفاوضات كلفت العراق خسائر مضاعفة.
يأتي هذا كله في وقت تعاني فيه البصرة تبعات التلوث الناجم عن الصناعة النفطية والذي صنف العراق ثالث أسوأ دول العالم من حيث حرق الغاز الطبيعي بحسب بيانات وحدة أبحاث الطاقة.
وبين تقرير الوكالة أن العراق احرق حوالي 17.8 مليار متر مكعب خلال 2022، مقابل 17.7 مليار متر مكعب عام 2021، بنسبة نمو سنوية 0.3%”.
يذكر أن حرق الغاز تراجع عالميًا بكمية وصلت إلى 5.9 مليارات متر مكعب خلال العام الماضي 2022، مقارنة بالعام السابق له، بنسبة هبوط سنوية بلغت 4%.
لكن جهود الحكومة وشركاتها النفطية قد تصطدم بأخبار غير سارة بعد أسبوعين فقط، فقد كشف تقرير لصحيفة بلومبيرغ البريطانية، الاثنين، أن استحداث خط انابيب ترانس ماونتن الكندي لنقل النفط الخام سيؤدي الى زيادة الشحنات إلى ثلاثة أضعاف تقريبًا، مما يجعل الرمال النفطية الكندية في منافسة مباشرة مع الخام العراقي..
وذكر التقرير أن ” خطة توسعة لخط أنابيب ترانس ماونتن، الذي سيعظّم قدرة منتجي الرمال النفطية في ألبرتا ثلاث أضعاف تقريبًا على شحن خامهم الثقيل إلى مرافيء المحيط الهادئ، مما يؤثر بشكل حاسم على خام البصرة الثقيل الذي يتم إنتاجه في العراق”.
وقالت سوزان بيل، محللة شركة ريستاد إنرجي إن” مصافي الساحل الغربي للولايات المتحدة التي تعتمد على خام البصرة الثقيل وغيره من خام الشرق الأوسط سيكون لديها أسباب للتحول إلى النفط الكندي، لانخفاض سعره وقرب موقعه، كما ستسمح ترانس ماونتن أيضًا بشحن المزيد من النفط الكندي عبر المحيط الهادئ إلى آسيا، حيث يتم بيع معظم النفط الثقيل من خام البصرة، مما قد يفرض ضغوطًا قد تتسبب بهبوط الأسعار”.
وأضافت ان ” توسعة ترانس ماونتن المقرر أن تبدأ التشغيل التجاري في الأول من أيار المقبل بعد سنوات من التأخير وتجاوز التكاليف – ستسمح بشحن ما يصل إلى 890 ألف برميل من النفط الخام يوميًا من رمال كندا النفطية إلى منطقة فانكوفر لنقلها بالناقلات إلى الأسواق الخارجية”.
وأشارت الى ان ” ترانس ماونتن قد تغير الفوارق الجغرافية لأسعار البصرة الثقيلة، مثل العلاوة التي تبلغ حوالي دولارين للبرميل التي يبيعها هذا النوع في سنغافورة مقابل ساحل الخليج الأمريكي، وقد تتقلص هذه العلاوة مع سعي مصافي ساحل الخليج للحصول على المزيد من خام البصرة الثقيل ليحل محل النفط الكندي الذي تسمح ترانس ماونتن بتدفقه إلى آسيا وكذلك الخام المكسيكي الذي تخفض الحكومة هناك صادراته”
وخط أنابيب ’’ترانس ماونتن‘‘ هو الوحيد الذي ينقل النفط من ألبرتا، أغنى مقاطعات كندا بهذه المادة، إلى ساحل البلاد الغربي. ومشروع التوسيع الذي شارف نهايته يتيح زيادة قدرته على نقل النفط من 300 ألف برميل إلى 890 ألف برميل يومياً، أي أنه يضاعفها ثلاث مرات تقريباً.
وتبلغ تكلفة الاجمالية لمشروع توسعة ’’ترانس ماونتن‘‘ 30,9 مليار دولار، وهي قرابة أربعة أضعاف التكلفة المتوقعة في البداية.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار خام البصرة
إقرأ أيضاً:
تراجع صادرات النفط العراقية إلى الولايات المتحدة: تهديد اقتصادي وسياسي؟
نوفمبر 3, 2024آخر تحديث: نوفمبر 3, 2024
المستقلة/- أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، يوم الأحد، عن انخفاض صادرات العراق النفطية إلى الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي، حيث بلغت 216 ألف برميل يومياً، وهو ما يشكل تراجعاً قدره 21 ألف برميل مقارنة بالأسبوع الذي قبله.
تثير هذه الإحصاءات علامات استفهام حول مستقبل الاقتصاد العراقي ودور العراق كمصدر رئيسي للطاقة في الأسواق العالمية.
النفط: شريان الحياة للعراقيعتمد الاقتصاد العراقي بشكل كبير على عائدات النفط، التي تمثل نسبة كبيرة من إيرادات الدولة. ومع تراجع الصادرات النفطية إلى الولايات المتحدة، يتوقع مراقبون أن ينعكس ذلك سلباً على الاقتصاد العراقي، الذي يعاني بالفعل من مشاكل عديدة تشمل الفساد والبطالة وسوء الإدارة. قد يؤدي هذا الانخفاض إلى عجز في الميزانية، مما يجعل الحكومة العراقية مضطرة إلى إعادة النظر في استراتيجياتها الاقتصادية والمالية.
سياسة الطاقة الأميركية وتأثيرها على العراقتظهر البيانات أن أكثر من نصف النفط الذي تستورده الولايات المتحدة يأتي من كندا، تليها المكسيك وفنزويلا. في ظل هذا الواقع، يصبح من الواضح أن العراق لم يعد في مرتبة متقدمة كمورد رئيسي للطاقة بالنسبة للولايات المتحدة، مما قد يضعف موقف العراق في المفاوضات المستقبلية بشأن الأسعار أو عقود النفط.
أبعاد سياسية للانخفاضيمكن أن يثير تراجع صادرات النفط إلى الولايات المتحدة العديد من الأسئلة السياسية في العراق. فهل يعني هذا أن العراق قد يفقد تأثيره كمصدر للطاقة في السياسة الدولية؟ وقد يتسبب هذا الانخفاض في زيادة الضغوط على الحكومة العراقية من أجل تعزيز علاقاتها مع دول أخرى مثل الصين أو روسيا، التي قد تكون أكثر استجابة لاحتياجات العراق النفطية.
الأثر على العلاقات العراقية-الأميركيةفي وقت تعتبر فيه العلاقات بين العراق والولايات المتحدة حساسة، قد يؤدي هذا الانخفاض في الصادرات النفطية إلى زيادة التوترات. فقد ترى الولايات المتحدة في هذا التراجع مؤشراً على ضعف العراق كمصدر للطاقة، مما قد يؤثر على التعاون الأمني والاقتصادي بين البلدين.
دعوات لإصلاح القطاع النفطيقد تكون هذه الأرقام دافعاً للحكومة العراقية لإعادة النظر في استراتيجياتها المتعلقة بإدارة القطاع النفطي. يتطلب تحسين الإنتاجية والزيادة في الصادرات النفطية إجراء إصلاحات جذرية في هذا القطاع، بما في ذلك محاربة الفساد وتعزيز الشفافية وتطوير البنية التحتية اللازمة.