هاجمت إيرانُ الكيانَ الإسرائيلي فجر الرابع عشر من أبريل/نيسان الجاري، بنحو 331 مسيَّرة وصاروخ كروز وباليستي، في مسعى لتحقيق أهدافها الردعية دون الغرق في الحرب الإقليمية الموسّعة، وما إعلانها عن نيّتها بالرد وإبلاغها العديد من الدول بالهجوم على إسرائيل إلا تأكيد على ذلك.

ومع أن الإعلان يعتبر تحديًا أمنيًا وعسكريًا أمام تنفيذ المهمّة، فإنها نجحت في اختراق منظومات الدفاع الإسرائيلية، والأميركية، والبريطانية، والفرنسية، وبعض الدول العربية التي شاركت بذريعة حماية السيادة، وضربت عمق الكيان، ووصلت إلى قاعدة نافاتيم العسكرية في جنوب فلسطين، والتي تضم أسطول طائرات "إف- 35" التي قصفت القنصلية الإيرانية في دمشق، في الأول من أبريل/ نيسان الجاري.

تغيّر في معادلة الردع

أعلنت وزارةُ الخارجية الإيرانية أن إجراءها دفاعي، وأنها غير معنية بالحرب، وهو ما أكدته البعثة الدبلوماسية الإيرانية لدى الأمم المتحدة بتأكيدها أن إطلاق المسيرات والصواريخ تجاه إسرائيل، يعد نهاية الردّ الإيراني، في الوقت الذي أكدت فيه طهران استعدادها لكل الاحتمالات، محذّرة بشدّة واشنطن، وتل أبيب من أي هجوم تقوم به الأخيرة.

وَفق ذلك، وبهذا القدر نجحت إيران فيما أرادت، فهي نالت من السيادة الإسرائيلية بالوصول إلى عمق الكيان، ردًا على انتهاك سيادتها، باستهداف تل أبيب قنصليتَها في دمشق.

أكثر من ذلك؛ فقد أعلنت طهران انتهاء "صبرها الإستراتيجي" الذي مارسته طوال سنوات مضت، وتحمّلت فيه عشرات الضربات الإسرائيلية في سوريا، ولبنان، والتي أدّت لمقتل عشرات، إن لم يكن مئات الضباط من الحرس الثوري، بعد أن أكّد رئيس أركان الجيش الإيراني محمد باقري، أن طهران ستردّ على أي استهداف لمستشاريها وضباطها، في إشارة واضحة بالانتقال إلى معادلات جديدة، لن يُسمح بموجبها لإسرائيل أن تنال من أي إيراني في أي أرض.

وفي هذا تغيّر كبير في معادلات الصراع والردع المتبادلة بين طهران وتل أبيب، ما سيضع إسرائيل وتصرفاتها تحت مجهر الردع الإيراني، الذي ألزمت به نفسها بعد الإعلان الذي جاء على لسان محمد باقري، وإلا فإن إسرائيل ستنجح في العودة إلى المعادلات القديمة باستنزاف الحرس الثوري، ووجوده في سوريا على وجه التحديد؛ بغرض تقويض الحضور الإيراني.

إسرائيل أخطأت في حساباتها

شكَّل الهجوم الإيراني الردْعي صدمة للاحتلال الإسرائيلي الذي فوجئ بحجم الضربة، وبإصرار إيران على القيام بالمهمة بنفسها، وليس عبر حلفائها في المنطقة كحزب الله مثلًا، في إشارة إلى أن إيران مستعدة لدخول المعركة، إذا اقتضت الضرورة، ولن تتخفّى خلف هذا الطرف أو ذاك، وفي هذا السياق، يمكن رصد عدة تداعيات لهذه الضربة على الكيان الإسرائيلي، على النحو التالي:

تآكل الردع الإسرائيلي؛ حيث تمكّنت إيران من اختراق كافة دفاعات الأطلسي، ودولة إسرائيل المستنفِرة بكامل قوّتها، ووصلت إلى الهدف المنشود (قاعدة نافاتيم العسكرية) جنوب فلسطين، وردّت طهران اعتبارها واستعادة هيبتها، في وقت ما زالت تعاني فيه إسرائيل من انكسارٍ في ردعها؛ بسبب معركة "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفشلٍ في تحقيق أهدافها المعلنة في غزة بعد أكثر من ستة أشهر متتالية من المعارك الطاحنة التي استنزفت جيش الاحتلال الإسرائيلي.

الأمر الذي دفع عضو مجلس الحرب ورئيس الأركان السابق غادي آيزنكوت للقول (15 أبريل/نيسان)؛ إن إسرائيل فشلت في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، فشلًا ذريعًا، وفشلت في استعادة الأسرى لدى حركة حماس، مؤكدًا أنه لا وجود لانتصارات مطلقة، وأن "العدو الأكثر ضعفًا (حماس) في الشرق الأوسط ألحق الضرر الأكثر شدّة بإسرائيل، وهذا تحدٍ سننظر إليه بعد خمس سنوات أو عشرٍ أو 15 سنة".

إسرائيل لا تستطيع أن تدافع عن نفسها وحدَها، فكيف يمكن لها أن تهاجم إيران، أو أي دولة أخرى كبيرة في المنطقة دون ردٍ موجع ومكلف لها؟ وكيف يمكن أن تنجح في قيادة تحالف شرق أوسطي في مواجهة إيران، تكون فيه إسرائيل رائدة، كما تحاول واشنطن أن تروّج من خلال مسار التطبيع مع الدول العربية؟

إسرائيل فشلت استخباريًا وعسكريًا في التصدي لهجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول (طوفان الأقصى)، على أيدي ألف من النخبة القسامية، كما فشلت في تحقيق أهدافها من العدوان على غزة، والمستمر منذ أكثر من 6 أشهر، كما فشلت في التصدي للهجوم الإيراني، وهي التي تحظى بدعم أميركي مفتوح، ودعم أطلسي كبير، وهذا يشير إلى أنّ إسرائيل أضعف مما يتصوره الآخرون، وأنها دولة هشّة بذاتها، وهي لا تقوى على حماية نفسها من دون دعم خارجي من واشنطن، والمنظومة الغربية.

بعد أن تحوّلت إسرائيل إلى عبء أخلاقي على المنظومة الغربية؛ بسبب ما ترتكبه من مجازر وإبادة جماعية في قطاع غزة، عبر التدمير والقتل المباشر، ومن خلال سياسة التجويع الممنهجة، بدأت تتحوّل تدريجيًا إلى عبء إستراتيجي على واشنطن أهم حلفائها؛ فالأخيرة وعلى لسان الرئيس بايدن أثناء اتصاله برئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عقب الهجوم الإيراني، أكّد له أن واشنطن لن تشارك تل أبيب في أي هجوم على إيران، وأن واشنطن ملتزمة بالدفاع عن أمن إسرائيل.

وهذا يعني أن الإدارة الأميركية بدأت تفترق، ولو نسبيًا، عن سياسات إسرائيل الهجومية؛ لأنها تتعارض مع مصالحها الإستراتيجية الرامية لعدم غرقها في الشرق الأوسط، لإبقاء بوصلة اهتمامها في مواجهة الصعود الصيني، والتقدم الروسي في أوكرانيا بوابة أوروبا الشرقية، وهذه نتيجة مهمّة، لناحية إمكانية زيادة مساحة الخلاف والافتراق بين واشنطن، وتل أبيب إذا بقيت الأخيرة بقيادة اليمين الصهيوني المتطرف تتصرف بنزق وغطرسة واندفاع غير محسوب بدقة.

المسألة الرابعة؛ أن فشل جيش الاحتلال في مهمّاته إستراتيجيًا منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، سيُلقي بظلاله على الجبهة الإسرائيلية الداخلية التي تَنْظر إلى هذا الجيش على أنه القلعة الحصينة والجدار الأخير القادر على حماية إسرائيل وشعبها، وتزعزُع هذه الثقة سيكون له آثار مدمرة على نظرية الأمن الإسرائيلية، وحصانة البيئة الداخلية التي تشهد انقسامات حادّة حول هوية الدولة، وقانون تجنيد الحريديم الرافضين للجندية (الحريديم يشكّلون 13% من نسبة السكان).

الخيار الصعب

يُستنتج من قيام إسرائيل باستهدافها القنصليةَ الإيرانية بشكل مباشر، أنها أرادت التصعيد وتوسيع دائرة الاشتباك بجرّ طهران إلى المعركة، فمن غير المعقول أن تقوم قيادة الاحتلال بقصف القنصلية بمن فيها من المستشارين العسكريين التابعين للحرس الثوري دون رد إيراني، خاصة أنَّ الأمر يتعلّق بالسيادة وبهيبة الدولة أكثر منه باستهداف عسكريين على أهميتهم لإيران.

قد تكون إسرائيل أخطأت في تقديرها بهذا الشأن في أمرَين؛ الأوّل: عدم توقعها حجم ونوعية الرد الإيراني المباشر، والثاني: موقفُ واشنطن الرافضُ لأن تكون شريكًا في الهجوم على إيران، مع اكتفائها إلى اللحظة بالدفاع عن أمن إسرائيل، ما يجعل خيار الحرب الإقليمية لدى الاحتلال الإسرائيلي صعبًا؛ بسبب التكلفة السياسية والعسكرية والمادية الباهظة، لا سيّما أن الحرب الموسّعة ستؤدي إلى فتح الجبهات على الحدود مع لبنان، وسوريا، ومن ورائهما العراق، وإيران، واليمن، وفي البحرَين: الأحمر، والأبيض المتوسط، ما ينذر بتمدّد المعارك إلى ساحات أخرى.

وهذا بالنسبة لإسرائيل يقتضي تدخلًا مباشرًا من واشنطن كشريك وقائد في المعركة ضد طهران والجبهات الأخرى؛ لتحقيق أهداف إسرائيل، وبنيامين نتنياهو الذي عمل سابقًا على انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران، كما حدث في عهد الرئيس ترامب، ويسعى حاليًا لتوريط الإدارة الأميركية في الحرب على إيران للتخلّص من نفوذها في الشرق الأوسط، وخاصة في سوريا، ولبنان.

خيارُ الحرب الإقليمية على صعوبته وكثرة التحديات التي تحول دونه – وخاصة عدم رغبة واشنطن والدول الأوروبية به، لما له من تكلفة وانعكاسات سياسية وأمنية واقتصادية على المنطقة والعالم، وخاصة لجهة تقدم الصين وروسيا في هذه الأثناء – هو خيارٌ يبقى رسمه بقرار من قيادة الاحتلال الإسرائيلي، أو من خلال سلوكيات الفعل ورد الفعل التي يمكن أن تتدحرج كسياسة أمر واقع، تفرض نفسها على الجميع.

وفي هذا السياق، لا بدّ من الإشارة إلى أن إسرائيل أخطأت في تقديراتها تَكرارًا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، فهل تنزلق وتدفع المنطقة إلى حرب إقليمية بسوء حساباتها مجددًا، خاصة أنها محكومة بقيادة أيديولوجية متهوّرة مسكونة بأساطير دينية وتاريخية لا يمكن تحقيقها إلا بصراع واسع ودامٍ في المنطقة؟ أم أن العَقْلنة الأميركية يمكن أن تضبط سلوكها بعدم انزلاقها في هذا المسار مع إبقاء تركيزها على إنجاز أهدافها في غزة؟

إسرائيل واقعة بين نارَين؛ نار الفشل في غزة، ونار البحث عن انتصار لترميم صورتها وردعها في الإقليم، وكلاهما عصيّان، وتكلفتهما باهظة، ومآلاتهما غير مضمونة وغامضة، وسيبقى المشهد مفتوحًا على مصراعيه، مادامت إسرائيل لم تحقق غايتها إلى اللحظة.

ما تحمله الأيام القادمة سيكشف اتجاه المسار، المرهون بقرارات الاحتلال وسلوكياته المتأثرة بالضرورة بمساحات المسموح والممنوع في السياسة الأميركية، التي تشكّل محددًا مهمًا في السياسة الإسرائيلية المضطربة التي تَعْبُر مرحلة غاية في الحساسية، ستكون لها انعكاسات إستراتيجية على مستقبل الكيان، والصراع العربي – الإسرائيلي.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات السابع من أکتوبر الحرب الإقلیمیة تشرین الأول وتل أبیب فشلت فی أکثر من فی هذا التی ت

إقرأ أيضاً:

هذه أبرز الأحداث التي شهدتها إيران خلال 2024.. بينها عملية اغتيال

وقعت أحداث بارزة على الأراضي الإيرانية خلال عام 2024، تنوعت ما بين تفجيرات وعملية اغتيال وتحطم لطائرة الرئيس، ما دفعها لإجراء انتخابات مبكرة وأفرزت رئيسا جديدا للبلاد.

تفجيرات كرمان
وترصد "عربي21" أبرز الأحداث التي شهدتها إيران خلال هذا العام، وبدأت بتفجيرين دمويين في مدينة كرمان الإيرانية بتاريخ 3 كانون الثاني/ يناير 2024، أثناء مراسم لإحياء ذكرى اغتيال قاسم سليماني، وأسفرت عن 84 قتيلا و284 مصابا.

أعلنت الحكومة الإيرانية أن الحادث عبارة عن هجوم إرهابي، وهو الأكثر دموية في إيران منذ "الثورة الإسلامية"، ونتج عن تفجير حقيبتين مفخختين بواسطة جهاز التحكم عن بعد، ويُعتقد أن معظم الضحايا قتلوا في الانفجار الثاني، وتعرض عدد من الجرحى للدهس بسبب الذعر الناجم عن التفجير.




وبعد أيام، وتحديدا في منتصف يناير، شن الحرس الثوري الإيراني هجوما بالصواريخ على أهداف في العراق وسوريا، ردا على تفجيرات كرمان.

ضربة إيرانية غير مسبوقة
مثّلت الضربات الصاروخية الإيرانية غير المسبوقة ضد الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 13 نيسان/ أبريل الماضي، حدثا بارزا خلال هذا العام، وردت طهران بما يزيد عن 150 صاروخا وطائرة مسيرة، على قصف إسرائيلي لقنصليتها في دمشق.

أطلق الحرس الثوري الإيراني على عمليته "الوعد الصادق"، ونفذ الهجوم العسكري بالتنسيق مع المقاومة الإسلامية في العراق وحزب الله اللبناني وأنصار الله الحوثي اليمني ليلة 13 أبريل وحتى فجر 14 أبريل، وكانت هذه الحملة الهجومية رد فعل على الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق في 1 أبريل، وأدت إلى استشهاد 16 شخصا بينهم مسؤول إيراني كبير في فيلق القدس.



وكان هذا القصف أول هجوم مباشر لإيران على إسرائيل، وأول ضربات تتعرض لها "إسرائيل" من قبل دولة في المنطقة منذ الضربات الصاروخية التي شنها العراق في فترة حكم الرئيس صدام حسين، إبان حرب الخليج الثانية منذ أكثر من ثلاثة عقود.




وذكر جيش الاحتلال أن إيران أطلقت أكثر من 300 صاروخ منها نحو 170 طائرة مسيرة وأكثر من 120 صاروخ باليستي، وادعى أن الغالبية العظمى من الصواريخ تم اعتراضها بنجاح.

وشاركت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والأردن بقوات لاعتراض الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية، بينما نشرت فرنسا سفنها البحرية في المنطقة.

استهداف مواقع في أصفهان
بعد الضربات الإيرانية غير المسبوقة، استهدف الاحتلال الإسرائيلي مواقع في مدينة أصفهان الإيرانية بتاريخ 17 نيسان/ أبريل، إلى جانب قصف مواقع في العراق وسوريا، كإجراء انتقامي، وسط تقليل الإعلام الإيراني من شأن الهجوم.

وأكد مسؤولون إيرانيون، وكذلك وسائل إعلام إيرانية رسمية، أنه كانت هناك محاولة لتوجيه ضربة، لكنهم يقللون من شأنها. ولم ترد أي تقارير عن وقوع ضحايا.

وقالت وكالة فارس للأنباء إن انفجارات سُمع دويّها على مقربة من قاعدة عسكرية، وإن أنظمة الدفاعات الجوية جرى تفعيلها.



وتقع محافظة أصفهان على مساحة واسعة في قلب إيران، وتكتسب المحافظة اسمها من اسم أكبر مدينة فيها. وتضم بنية تحتية عسكرية إيرانية مهمة، بينها قاعدة جوية كبرى، ومجمع كبير لإنتاج الصواريخ، فضلا عن العديد من المنشآت النووية.

وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي بعد تحطم طائرته
في صباح 19 أيار/ مايو 2024، زار الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي برفقة وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان وعدد من المسؤولين، منطقة الحدود مع أذربيجان، وعند عودته فُقدت الطائرة المروحية التي كانت تقله مع وزير خارجيته وبقية المسؤولين.

وبعد أن ظلت الطائرة مفقودة قرابة 12 ساعة، أفادت مجلة "ذي إيكونوميست" بأنه "من المرجح أن الرئيس الإيراني قد توفي، مع وزير الخارجية"، ووقع الحادث في منطقة نائية وكانت درجات الحرارة منخفضة في الليل، وهي منطقة جبلية كثيفة الضباب.




وفي صباح 20 مايو 2024، أعلنت التلفزة الرسمية الإيرانية وفاةَ الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان ومسؤولين آخرين، إثر تحطُّم الطائرة المِروحية التي كانت تُقِلُّهم في محافظة أذربيجان الشرقية شمال غربي إيران.

فوز مسعود بزشكيان
ترشح بزيشكيان للانتخابات الرئاسية الإيرانية لعام 2024 التي أجريت مبكراً بعد مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرة، وقد قبل ترشحه وتنافس مع ثلاثة مرشحين بعد انسحاب اثنين منهم، وأجريت الجولة الأولى للانتخابات يوم الجمعة 28 يونيو 2024. وأظهرت النتائج الرسمية للجولة الأولى تأهل كل من بزشكيان وسعيد جليلي اللذان تنافسا خلال الجولة الثانية في 5 يوليو.

وقد أجريت الجولة الثانية في 5 يوليو 2024 بنسبة مشاركة بلغت 49.8 % وهي أعلى منها في الجولة الأولى، تنافس فيها المرشحان وأظهرت نتائج الانتخابات التي أعلنتها وزارة الداخلية الإيرانية صباح اليوم التالي 6 يوليو 2024 فوز مسعود بزشكيان بمنصب رئيس الجمهورية متقدماً بنسبة تقارب 55 % على منافسه سعيد جليلي الذي حصل على نسبة 45%.



واستهلّ الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان عمله بخطابٍ اختار له أن يكون من ضريح الخميني في العاصمة الإيرانية طهران، وأمام حشدٍ من المواطنين والمسؤولين، أكّدَ في خطابه أن تحدياتٍ كبيرةٍ تواجه إيران اليوم ولكنه سيواجهها بالحوار والانفتاح والوحدة الوطنية. ووعد بأنه وفريق عمله سيكونون في خدمة الشعب الإيراني من أجل مواصلة مسيرة الشهداء في البناء والعمل. وزار بزشكيان علي خامنئي الذي تمنّى له التوفيق مقدّما له بعض التوصيات.

اغتيال إسماعيل هنية
في 31 تموز/ يوليو اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس ورئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق إسماعيل هنية، في الاعصمة الإيرانية طهران، بعدما كان في زيارة لها للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.

استشهد هنية برفقة حارسه الشخصي وسيم أبو شعبان، وكان هنية من أبرز قادة حركة حماس، وله باع طويل مع الحركة، وقد انضم لها منذ بداية تأسيسها في أعقاب الانتفاضة الأولى ضد الاحتلال الإسرائيلي عام 1987، وتولى رئاسة المكتب السياسي للحركة عام 2017، وغادر قطاع غزة عام 2019.




ساهم هنية في تعزيز مكانة حركة حماس في الخارج، ولعب دورا في كل المراحل التي مرت منها الحركة في السنين الأخيرة، علما أنه تعرض لعدد من محاولات الاغتيال السابقة، وقد نجا في ثلاثة منها على الأقل.

هجوم إيراني واسع
في 1 تشرين الأول/ أكتوبر، نفذت إيران هجوما صاروخيا موسعا بأكثر من 250 صاروخا على الاحتلال الإسرائيلي، في عملية أطلقت عليها اسم عملية "الوعد الصادق2"، ردا على اغتيال هنية واغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن إيران أطلقت حوالي 200 صاروخ في موجتين على الأقل، وشملت مواقع الإطلاق الإيرانية تبريز وكاشان وأطراف طهران.

واستخدمت إيران صواريخ باليستية وفرط صوتية خلال هجومها، وبسبب هذا عبرت الصواريخ المسافة بين إيران وإسرائيل خلال أقل من ربع ساعة، وسمح هذا للغالبية العظمة من الصواريخ بتخطي الدفاعات الإسرائيلية وحلفائها.



وانتشرت العديد من الفيديوهات التي تثبت سقوط عشرات الصواريخ الإيرانية على إسرائيل، وسقوط عشرات الصواريخ على قاعدة نيفاتيم، وسقوط عدة صواريخ على قاعدة تل نوف، ومواقع وقواعد عسكرية إسرائيلية أخرى.

ورد الاحتلال الإسرائيل على هذه الهجمات بتاريخ 26 أكتوبر، واستهدف العاصمة الإيرانية طهران، وأطلق عليها جيش الاحتلال اسم "أيام التوبة".

مقالات مشابهة

  • هذه أبرز الأحداث التي شهدتها إيران خلال 2024.. بينها عملية اغتيال
  • نسعى لأن نكون يقظين.. واشنطن تشعر بالقلق من خطر حقيقي بشأن إيران
  • حزب الله يكشف عن المعادلة الوحيدة التي تحمي لبنان
  • ثمن بقاء النظام الإيراني
  • إيران في ورطة.. طهران تقف عاجزة أمام كميات مهولة من النفط المُخَزَّنة في ناقلات راسية في البحر
  • اعتراف أمريكي بمحاولات تغيير النظام في إيران
  • إسرائيل تواصل قصف غزة موقعة قتلى وجرحى والحوثيون يستهدفون تل أبيب بصاروخ باليستي
  • عاجل. واشنطن تتهم عنصرا في الحرس الثوري الإيراني بقتل مواطن أمريكي في العراق
  • قوة مُبالغ فيها.. ماذا تبقّى من "المحور الإيراني"؟
  • الولايات المتحدة تفرض عقوبات على كيانات إيرانية والحوثيين في تصاعد للتوترات.. العقوبات تهدف إلى تعطيل تدفق الإيرادات التي يستخدمها النظام الإيراني لتمويل الإرهاب في الخارج وللقمع الداخلي لشعبه