الأربعاء, 17 أبريل 2024 9:19 ص

متابعة/ المركز الخبري الوطني

لا شك أن العنوان لا يخلو من الغرابة، إذ إنه لا توجد علاقة مباشرة بين تناول الأطعمة بشكل عام والبيض بشكل خاص، وعلاج نقص النمو، حتى إذا اعتبرنا أن البيض مصدر جيد من مصادر البروتين الحيواني التي بدورها تسهم في النمو بشكل عام.
والحقيقة أن دراسة حديثة كشفت إمكانية أن يؤدي تناول بيضة واحدة فقط بشكل يومي إلى الوقاية من نقص أو توقف النمو (stunted growth) الذي يعتبر قصر القامة أهم أعراضه ومظاهره ويهدد كثيراً من الأطفال حول العالم خصوصاً في البلدان الأكثر فقراً.

وتبلغ نسبة مثل هؤلاء الأطفال في بعض بلدان قارة أفريقيا مثل أوغندا على سبيل المثال نحو 35 في المائة من الذين يعانون من سوء التغذية في المراحل الأولى من أعمارهم، خصوصاً فترة ما قبل الدراسة (الأطفال أقل من 5 أعوام). ويؤثر هذا النقص الغذائي على النمو الجسدي وأيضًا النمو الإدراكي والوجداني.
البيض والنمو
وكانت منظمة الصحة العالمية (WHO) قد أشارت إلى أن تناول بيضة واحدة لمدة 6 أشهر متتالية للأطفال من عمر 6 شهور وحتى 9 شهور من شأنه أن يقلل من احتمالية أن يصاب الأطفال بنقص النمو إلى النصف، وذلك تبعاً للدراسة التي قام بها باحثون من جامعة واشنطن بالولايات المتحدة ونشرت في شهر يونيو (حزيران) الحالي في مجلة طب الأطفال (journal Pediatrics)، والتي أوضحت أن إضافة البيض إلى الغذاء في هذه المناطق الفقيرة (جنوب آسيا وجنوب أفريقيا) قد يكون كفيلاً بالوقاية من مخاطر التعرض لنقص النمو.
وقام الباحثون بإجراء الدراسة على عينة عشوائية من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 شهور و9 شهور من الإكوادور في جنوب أميركا (هناك نسبة تبلغ 23 في المائة من الأطفال تحت عمر الخامسة تعاني من نقص النمو في الإكوادور ونسبة 6 في المائة تعاني من انخفاض الوزن مقارنة بالعمر)، مقابل عينة أخرى لإثبات أو نفي التجربة (control)، وتم إعطاء بيضة كل يوم لمدة 6 شهور إلى المجموعة العشوائية بينما لم يتم إعطاء البيض للمجموعة الأخرى (المجموعة الضابطة).
وأظهرت النتائج انخفاض معدلات نقص النمو في الأطفال الذين تناولوا البيض بانتظام بنسبة 47 في المائة، بينما انخفضت معدلات انخفاض الوزن تبعاً للعمر إلى نسبة ملحوظة بلغت 74 في المائة، بينما لم تنخفض تلك النسب في الأطفال الذين لم يتناولوا البيض. وأوضح الباحثون أنهم على الرغم من معرفتهم المسبقة بأهمية تناول البيض فإن النتائج كانت مدهشة بالنسبة إليهم، إذ إن مجرد إضافة عنصر واحد فقط كان كافياً للوقاية من مرض يؤثر على صحة ملايين الأطفال.
وطوال فترة الدراسة، كان الفريق حريصاً على ملاحظة ظهور أي أعراض حساسية يمكن أن تطرأ على الأطفال نتيجة تناولهم البيض، إلا أن أحداً منهم لم يصب بالحساسية، وهو الأمر الذي يعني إمكانية تناوله بأمان، وحتى في حالة ظهور أعراض للحساسية عند بعض الأطفال يمكن التعامل معها وعلاجها، خصوصاً بعد أن أثبتت التجربة الفوائد الكبيرة من الانتظام في تناول البيض الذي يعتبر مصدراً مثالياً بالنسبة للأسر الفقيرة، ويمكن أيضًا إعطاؤه للأطفال الأكبر عمراً بطبيعة الحال، إذ إن مخاطر ضعف الصحة العامة والإصابة بالأنيميا يمكن أن تحدث بنسبة كبيرة في هذه المناطق الفقيرة التي تعاني من ندرة معظم المواد الغذائية.

بروتينات وفيتامينات
وأوضحت الدراسة أن البيض يعتبر من المصادر الجيدة جداً للبروتين رخيص الثمن، فضلاً عن احتوائه على كثير من الفوائد الصحية الأخرى نظراً لاحتوائه على فيتامينات مختلفة مثل فيتامين (A) وفيتامينات (B5، B12، B2) والسلينيوم الذي يعتبر من أهم مضادات الأكسدة التي تمنع الإصابة بكثير من الأمراض وتزيد من مقاومة الخلايا للأورام المختلفة. ويحتوي أيضًا على سعرات تمكن الجسم من أداء وظائفه المختلفة، وعلى الرغم من أن البيض يحتوي على كميات كبيرة من الكولسترول فإن ارتفاع الكولسترول في الدم نتيجة لتناول البيض يختلف بشكل كبير من شخص لآخر، وهناك كثير من الأشخاص لا يزيد مستوى الكولسترول لديهم مطلقاً عند تناول البيض، بينما هناك نسبة أخرى يمكن أن تزيد قليلاً من نسبة الدهون منخفضة الكثافة LDL خصوصاً الأفراد الذين لديهم قابلية عائلية لزيادة الكولسترول.
وأوضح الباحثون أن المخاوف التي تراود الآباء عن إمكانية أن تتسبب الكميات الكبيرة من البيض في زيادة خطورة التعرض لأمراض القلب نظراً لاحتوائه على الكولسترول فلا داعي لها، حيث أشار كثير من الدراسات الحديثة في السنوات الماضية إلى عدم وجود علاقة مباشرة بين استهلاك البيض والإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية باستثناء بعض الحالات الخاصة مثل مرض السكري التي يمكن أن يزيد تناولها للبيض من خطورة إصابتها بأمراض القلب. وأوضح الباحثون أن السبب في ذلك ربما لا يكون تناول البيض بشكل مباشر، وإنما السبب الحقيقي يكمن في أن مرض السكري يؤثر في الجسم بشكل عام ومن ثم يكون أكثر عرضة للإصابة. وفي النهاية خلصت الدراسة إلى ضرورة الاهتمام بتناول البيض في غذاء الأطفال الصغار، خصوصاً في البلدان الأكثر فقراً لحمايتهم من خطر نقص النمو، ويجب على الحكومات الوعي بتوفيره مصدر غذاء جيداً وغير مكلف ومتاحاً بسهولة وله فوائد صحية كبيرة.

المصدر: المركز الخبري الوطني

كلمات دلالية: تناول البیض فی المائة نقص النمو یمکن أن

إقرأ أيضاً:

دراسة جديدة: نقص الوزن عند الولادة يعيق استعداد الطفل للمدرسة

كشفت دراسة علمية أمريكية أن معظم الأطفال الذين كانوا يعانون من نقص الوزن عند الولادة، يصبحون أقل استعداداً لدخول المدرسة في المرحلة السنية ما بين ثلاث وخمس سنوات.

وذكرت الدورية العلمية Academic Pediatrics المتخصصة في طب الأطفال أن الثلث فقط من بين الأطفال الذين كانت أوزانهم تقل عن 2.4 كغ عند الولادة يكونون على استعداد لدخول المدرسة عندما يصلون إلى سن 3 لـ5 سنوات، حيث تتراجع لديهم مهارات التعلم المبكر، وضبط النفس، وتنمية المهارات الاجتماعية والانفعالية.
وشملت الدراسة 1400 طفل في الولايات المتحدة كانوا يعانون من نقص الوزن عند الولادة، وكان يتم متابعة نموهم العقلي عن طريق اختبارات متخصصة وإخضاعهم لاستبيانات، للوقوف على مدى استعدادهم لدخول المدرسة.

هل الصيام أثناء الحمل آمن للأم والطفل؟ - موقع 24هل الصيام أثناء الحمل آمن للأم والطفل؟ لا توجد إجابة واضحة على هذا السؤال. على الرغم من وجود أبحاث جيدة تشير إلى أن الصيام لا يؤثر على وزن الطفل عند الولادة، إلا أنه لم يتضح بعد كيف يمكن أن يؤثر الصيام على صحة الحامل والمولود.

واتضح من الدراسة أن 30% فقط من هؤلاء الأطفال كانوا مؤهلين لبدء المرحلة الدراسية وفق أربع معايير أساسية لتقييم مدى استعدادهم لدخول المدرسة، حيث كان 45% منهم مؤهلين فيما يتعلق بمهارات التعلم المبكر، و67% مؤهلين وفق معيار ضبط النفس، و75% مؤهلين في مجال تنمية المهارات الاجتماعية والانفعالية، و87% مؤهلين فيما يتعلق بالصحة البدنية وتنمية الوظائف الحركية.

ويرى الباحثون أن استعداد الطفل لبدء الدراسة لا يعتبر فقط مؤشراً على قدراته الدراسية في المستقبل، بل يعتبر أيضاً من المؤشرات التي تدل على مدى نجاحه المالي وحالته الصحية عندما يصبح بالغاً. 

إنجاب طفلين هو الأفضل لصحة المرأة النفسية - موقع 24توصلت دراسة صينية جديدة إلى أن إنجاب طفلين، قد يكون هو الأفضل للصحة النفسية للمرأة، حيث يوفر فائدة وقائية ضد اضطرابين يؤثران على أداء الشخص وجودة الحياة.

وأكد الباحثون أن هناك خمسة عوامل رئيسية لمساعدة هؤلاء الأطفال للوصول إلى درجة الاستعداد المطلوبة لبدء الدراسة، ومن بينها ممارسات يقوم بها الآباء مثل القراءة للطفل والالتزام بمواعيد النوم الصحية وتقليل فترات التعرض لشاشات التليفزيون والأجهزة الإلكترونية إلى ساعة أو أقل يومياً. 

ونقل الموقع الإلكتروني "هيلث داي" المتخصص في الأبحاث الطبية عن الطبيب جين جويول المتخصص في طب الأعصاب بجامعة بوسطن بولاية ماساشوسيتس الأمريكية قوله إن "نتائج الدراسة، تؤكد أهمية إتباع أنظمة الحياة الصحية في نطاق الأسرة ودعم الأبوين للطفل من أجل تحسين عملية النمو العقلي في مرحلة الطفولة المبكرة".

مقالات مشابهة

  • ماذا يحدث لجسمك عند تناول البنجر يوميا؟ ستذهل من النتيجة
  • دراسة: علاج منزلي فعّال لطنين الأذن
  • “البيئة”: إنتاج المملكة من بيض المائدة يتجاوز 8 مليارات بيضة خلال 2024
  • دراسة: تناول الجوز بديلا عن الوجبات الخفيفة يعزز صحة القلب
  • دهون البطن وقوة الذاكرة.. دراسة تكشف “علاقة مهمة”
  • هل لحوم الأبقار التي تتغذى على العشب أكثر استدامة بيئيًا؟ دراسة جديدة تكشف الإجابة
  • كيف تدفعنا دراسة عقول الأطفال الرضُّع إلى إعادة التفكير في الوعي؟
  • لحماية طفلك من التقلبات الجوية.. نصائح للوقاية من الالتهاب الرئوي
  • دراسة جديدة: نقص الوزن عند الولادة يعيق استعداد الطفل للمدرسة
  • ما يشربه أطفالنا مهم..هذه نصحية خبيرة طبية حول السوائل التي يجب تجنبها