دراسة: تناول الأطفال “بيضة” يومياً يحسن صحتهم ويقي من الاصابة بنقص النمو
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
الأربعاء, 17 أبريل 2024 9:19 ص
متابعة/ المركز الخبري الوطني
لا شك أن العنوان لا يخلو من الغرابة، إذ إنه لا توجد علاقة مباشرة بين تناول الأطعمة بشكل عام والبيض بشكل خاص، وعلاج نقص النمو، حتى إذا اعتبرنا أن البيض مصدر جيد من مصادر البروتين الحيواني التي بدورها تسهم في النمو بشكل عام.
والحقيقة أن دراسة حديثة كشفت إمكانية أن يؤدي تناول بيضة واحدة فقط بشكل يومي إلى الوقاية من نقص أو توقف النمو (stunted growth) الذي يعتبر قصر القامة أهم أعراضه ومظاهره ويهدد كثيراً من الأطفال حول العالم خصوصاً في البلدان الأكثر فقراً.
البيض والنمو
وكانت منظمة الصحة العالمية (WHO) قد أشارت إلى أن تناول بيضة واحدة لمدة 6 أشهر متتالية للأطفال من عمر 6 شهور وحتى 9 شهور من شأنه أن يقلل من احتمالية أن يصاب الأطفال بنقص النمو إلى النصف، وذلك تبعاً للدراسة التي قام بها باحثون من جامعة واشنطن بالولايات المتحدة ونشرت في شهر يونيو (حزيران) الحالي في مجلة طب الأطفال (journal Pediatrics)، والتي أوضحت أن إضافة البيض إلى الغذاء في هذه المناطق الفقيرة (جنوب آسيا وجنوب أفريقيا) قد يكون كفيلاً بالوقاية من مخاطر التعرض لنقص النمو.
وقام الباحثون بإجراء الدراسة على عينة عشوائية من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 شهور و9 شهور من الإكوادور في جنوب أميركا (هناك نسبة تبلغ 23 في المائة من الأطفال تحت عمر الخامسة تعاني من نقص النمو في الإكوادور ونسبة 6 في المائة تعاني من انخفاض الوزن مقارنة بالعمر)، مقابل عينة أخرى لإثبات أو نفي التجربة (control)، وتم إعطاء بيضة كل يوم لمدة 6 شهور إلى المجموعة العشوائية بينما لم يتم إعطاء البيض للمجموعة الأخرى (المجموعة الضابطة).
وأظهرت النتائج انخفاض معدلات نقص النمو في الأطفال الذين تناولوا البيض بانتظام بنسبة 47 في المائة، بينما انخفضت معدلات انخفاض الوزن تبعاً للعمر إلى نسبة ملحوظة بلغت 74 في المائة، بينما لم تنخفض تلك النسب في الأطفال الذين لم يتناولوا البيض. وأوضح الباحثون أنهم على الرغم من معرفتهم المسبقة بأهمية تناول البيض فإن النتائج كانت مدهشة بالنسبة إليهم، إذ إن مجرد إضافة عنصر واحد فقط كان كافياً للوقاية من مرض يؤثر على صحة ملايين الأطفال.
وطوال فترة الدراسة، كان الفريق حريصاً على ملاحظة ظهور أي أعراض حساسية يمكن أن تطرأ على الأطفال نتيجة تناولهم البيض، إلا أن أحداً منهم لم يصب بالحساسية، وهو الأمر الذي يعني إمكانية تناوله بأمان، وحتى في حالة ظهور أعراض للحساسية عند بعض الأطفال يمكن التعامل معها وعلاجها، خصوصاً بعد أن أثبتت التجربة الفوائد الكبيرة من الانتظام في تناول البيض الذي يعتبر مصدراً مثالياً بالنسبة للأسر الفقيرة، ويمكن أيضًا إعطاؤه للأطفال الأكبر عمراً بطبيعة الحال، إذ إن مخاطر ضعف الصحة العامة والإصابة بالأنيميا يمكن أن تحدث بنسبة كبيرة في هذه المناطق الفقيرة التي تعاني من ندرة معظم المواد الغذائية.
بروتينات وفيتامينات
وأوضحت الدراسة أن البيض يعتبر من المصادر الجيدة جداً للبروتين رخيص الثمن، فضلاً عن احتوائه على كثير من الفوائد الصحية الأخرى نظراً لاحتوائه على فيتامينات مختلفة مثل فيتامين (A) وفيتامينات (B5، B12، B2) والسلينيوم الذي يعتبر من أهم مضادات الأكسدة التي تمنع الإصابة بكثير من الأمراض وتزيد من مقاومة الخلايا للأورام المختلفة. ويحتوي أيضًا على سعرات تمكن الجسم من أداء وظائفه المختلفة، وعلى الرغم من أن البيض يحتوي على كميات كبيرة من الكولسترول فإن ارتفاع الكولسترول في الدم نتيجة لتناول البيض يختلف بشكل كبير من شخص لآخر، وهناك كثير من الأشخاص لا يزيد مستوى الكولسترول لديهم مطلقاً عند تناول البيض، بينما هناك نسبة أخرى يمكن أن تزيد قليلاً من نسبة الدهون منخفضة الكثافة LDL خصوصاً الأفراد الذين لديهم قابلية عائلية لزيادة الكولسترول.
وأوضح الباحثون أن المخاوف التي تراود الآباء عن إمكانية أن تتسبب الكميات الكبيرة من البيض في زيادة خطورة التعرض لأمراض القلب نظراً لاحتوائه على الكولسترول فلا داعي لها، حيث أشار كثير من الدراسات الحديثة في السنوات الماضية إلى عدم وجود علاقة مباشرة بين استهلاك البيض والإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية باستثناء بعض الحالات الخاصة مثل مرض السكري التي يمكن أن يزيد تناولها للبيض من خطورة إصابتها بأمراض القلب. وأوضح الباحثون أن السبب في ذلك ربما لا يكون تناول البيض بشكل مباشر، وإنما السبب الحقيقي يكمن في أن مرض السكري يؤثر في الجسم بشكل عام ومن ثم يكون أكثر عرضة للإصابة. وفي النهاية خلصت الدراسة إلى ضرورة الاهتمام بتناول البيض في غذاء الأطفال الصغار، خصوصاً في البلدان الأكثر فقراً لحمايتهم من خطر نقص النمو، ويجب على الحكومات الوعي بتوفيره مصدر غذاء جيداً وغير مكلف ومتاحاً بسهولة وله فوائد صحية كبيرة.
المصدر: المركز الخبري الوطني
كلمات دلالية: تناول البیض فی المائة نقص النمو یمکن أن
إقرأ أيضاً:
فيبي فوزي: تيسير إجراءات تسجيل العقارات يحسن ترتيب مصر في مؤشر حقوق الملكية العالمي
قالت النائبة فيبي فوزي وكيلة مجلس الشيوخ في كلمة لها أمام الجلسة العامة لمجلس الشيوخ أن الملكية العقارية تعتبر من الأصول الاقتصادية الهامة والتي تساهم في استقرار الاقتصاد الوطني وتوفير فرص التمويل عبر الضمانات العقارية ، ويعد تسجيل العقارات خطوة أساسية لتأكيد حقوق الملكية، كما يؤثر بشكل مباشر على القدرة على تطوير الأسواق المالية وجذب الاستثمارات.
جاء ذلك خلال الجلسة العامة لمجلس الشيوخ والمنعقدة الآن برئاسة المستشار عبدالوهاب عبدالرازق رئيس المجلس والتي تناقش طلبي مناقشة عامة عن سياسة الحكومة في ملفات تسجيل الأراضي.
وأضافت وكيل المجلس إن تيسير إجراءات تسجيل العقارات يعد عاملاً مهماً في تحسين ترتيب مصر في مؤشر حقوق الملكية العالمي، حيث يزيد من ثقة المستثمرين المحليين والدوليين. ورغم التطورات الكبيرة التي شهدها قطاع الشهر العقاري، إلا ان عملية التسجيل ماتزال تواجه معوقات عدة لعل من بينها نقص البيانات الموثقة، وبعض الإجراءات القانونية المعقدة. لمواجهة هذه التحديات، اتصور ضرورة العمل على مزيد من التطوير لنظم التسجيل وتبسيط الإجراءات القانونية، وتعزيز الشفافية في النظام العقاري.
وأشارت فوزي إلى أن السجل العيني يعد من الأدوات الأساسية في تقنين ملكية الأراضي الزراعية، حيث يوفر وثائق رسمية تثبت حقوق الملكية، ويَحُدُ من النزاعات القانونية. يساهم السجل العيني ايضاً في تنظيم الأراضي الزراعية وضمان حقوق المالكين والمستثمرين، ما يعزز استقرار السوق الزراعية. ورغم الجهود الكبيرة المبذولة في تطبيق السجل العيني، فقد ظهرت مشكلات خلال تطبيقه، مثل تضارب البيانات، وبطء الإجراءات وغيرها، واصبح من الضروري للتغلب على هذه المشكلات، أن يتم تحديث البنية التحتية للسجل العيني باستخدام تكنولوجيا المعلومات وتطوير أنظمة رقمية لضمان سرعة ودقة المعاملات. كذلك الاستفادة من استخدام التقنيات الحديثة مثل الخرائط الرقمية وغيرها من الوسائل لتحسين عمليات المسح والتوثيق.