تراجع التصنيع في أوكرانيا يتسارع بجهود روسيا
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
تقوم روسيا بشكل ممنهج بتدمير قدرات أوكرانيا الصناعية. حول ذلك، كتب المحلل الاقتصادي غليب بروستاكوف، في "فزغلياد":
أظهرت الأيام الأخيرة تغيراً في أساليب الحرب من الجانب الروسي. لقد اكتسبت المواجهة المديدة أخيرًا طابع استهداف الموارد، ما يعني أن تدمير قاعدة موارد العدو أصبح محور الهجمات على أراضي أوكرانيا.
يجري توجيه ضربات كبيرة لقدرات توليد الطاقة في مناطق خاركوف وزابوروجيه ونيكولاييف وأوديسا وحتى في لفوف. ومن الواضح أن هذه الهجمات تهدف إلى تدمير توازن نظام الطاقة الأوكراني ككل، بحيث يفشل النظام في أوقات ذروة الاستهلاك. وهذا يعني أن الحديث لا يقتصر على عمل انتقامي، بل إن الضربات ذات طبيعة استراتيجية وبعيدة المدى.
بشكل عام، الحديث يدور عن زيادة منهجية في تكلفة الحرب بالنسبة للغرب. فلن تتدفق الحبوب ولا الكهرباء ولا الغاز من أوكرانيا إلى أوروبا على نطاق صناعي. بل، على العكس من ذلك، سوف تستورد أوكرانيا الكهرباء والغاز من الاتحاد الأوروبي، وهذا يشكل عبئا لا يطاق على اقتصاد الاتحاد الأوروبي الذي ضعف بسبب أوكرانيا.
"سوف تخسرون كل شيء"، هذه هي تقريبًا رسالة روسيا إلى الغرب وحلف شمال الأطلسي. فمن خلال ضرب البنية التحتية الحيوية، توضح موسكو بكل جدية أن أي مساعدة لن تنقذ الاستثمارات في أوكرانيا، ولن تؤدي إلا إلى تعظيم خسائر الغرب في أوكرانيا. سوف يبتلع ثقب أوكرانيا الأسود كل الأموال التي يخصصها الغرب.
وفي حين أن روسيا، التي تعد هذه المناطق تابعة لها، مستعدة للاستثمار في إعادة إعمارها، كما تعيد إعمار ماريوبول الآن، فإن "استثمارات" الغرب في مثل هذه الحرب لن تؤتي ثمارها أبدا. لفترة طويلة جدًا، قاومت موسكو استكمال عملية تجريد أوكرانيا من السلاح ونزع النازية من خلال تدمير الصناعة، لكن تزايد المخاطر في هذه المواجهة وحجم الدمار الذي حدث بالفعل، جعل هذا التوجه مُسوغًا للأسف.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الأزمة الأوكرانية الجيش الروسي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا النازية كييف موسكو
إقرأ أيضاً:
موسكو تسمح لأفغانستان بتعيين سفير في روسيا
أعلنت وزارة الخارجية الروسية، الأربعاء، أن أفغانستان يمكنها أن تعيّن سفيرا في موسكو، في إجراء جديد لتسريع التقارب القائم بين روسيا وكابل المعزولة على الساحة الدولية.
ويأتي الإعلان بعد 6 أيام من قيام المحكمة العليا الروسية بشطب حركة طالبان من قائمة المنظمات الإرهابية في روسيا، وهي خطوة رمزية مهمة أخرى.
وقالت الخارجية الروسية، في بيان، إن "الجانب الروسي قرر رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي لأفغانستان في موسكو إلى مستوى سفير".
وأوضح أن هذا الإجراء يأتي في أعقاب "قرار المحكمة العليا الروسية بإنهاء الحظر المفروض على أنشطة حركة طالبان".
وأعلنت موسكو هذا القرار بعد اجتماع بين مبعوث الكرملين الى أفغانستان زمير كابولوف، والسفير الروسي لدى كابل ديميتري جيرنوف، ووزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي، ووزير الداخلية سراج الدين حقاني.
وحسب الخارجية الروسية أعرب المسؤولان الأفغانيان عن "امتنانهما العميق لهذا الإجراء (إمكان تعيين سفير) الذي يظهر الالتزام الصادق" لموسكو "بإقامة شراكة كاملة".
وسيطرت حركة طالبان على العاصمة الأفغانية كابول في 15 أغسطس/آب 2021 بعد سقوط الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة، والذي أعقبه بعد أيام الانسحاب الكامل للقوات الأميركية.
إعلانومذاك تعهدت موسكو بتطبيع علاقاتها مع الحكومة الأفغانية الجديدة التي تعتبرها شريكا اقتصاديا محتملا في مكافحة الإرهاب.
ومع ذلك لم يعترف أي بلد رسميا بحركة طالبان حتى الآن، خصوصا بسبب الوضع الكارثي لحقوق المرأة في أفغانستان.
بالإضافة إلى روسيا، تقيم باكستان والصين وإيران ومعظم دول آسيا الوسطى علاقات دبلوماسية فعلية مع سلطات طالبان.
واستقبلت موسكو مبعوثين من طالبان على أراضيها في عدة مناسبات حتى قبل عودة الحركة إلى السلطة.