"الديناصور" الهندي.. هل يسرح في الطبيعة حقا أم في مخيلة البشر؟
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
ظهرت بقايا لـ"ديناصور" صغير في منطقة جاسبور أودهام سينغ ناجار بولاية أوتارانتشال الهندية، نهاية عام 2017. حينها تناقلت وسائل الإعلام ومواقع الإنترنت تفاصيل الخبر المذهل.
إقرأ المزيد نزهة على ظهر ديناصور!الهيكل العظمي الغامض المكسو بجلد جاف، رُجح أن يكون لحيوان نفق منذ مدة قريبة. الرفات عثر عليه فني كهرباء أثناء عملية تنظيف دورية لمحطة مترو فرعية بالمنطقة، كانت حينها مهجورة منذ 35 عاما.
البقايا هي لكائن غامض صغير يبلغ طوله بين 15 إلى 20 سنتمتر، أطرافه السفلى أطول من العليا، وله ذيل. من تكوينه يبدو أنه كان يسير على قدمين اثنين.
تجمع العمال حول بقايا هذا الكائن الغريب. قاموا بوضع جثة الحيوان المجهول في حقيبة خاصة، ونقل إلى مختص محلي خبير بالحيوانات. الخبير حين رأى البقايا ذهل من غرابة الكائن.
البقايا لم تكن تشبه السحالي المعروفة، وكانت بالفعل قريبة الشبه بديناصور قزم. وسائل الإعلام الهندية أفادت في ذلك الوقت بأن رفات الكائن الصغير الغامض نقلت إلى المختبر لإجراء التحاليل اللازمة بما في ذلك اختبار الحمض النووي لمعرفة فصيلته.
بعض المختصين وجدوا تشابها بين تكوين هذا الكائن وديناصورات "ثيروبود"، وهي مفترسة ومن ذوات القدمين. المشكلة أن هذا النوع من الديناصورات المفترسة انقرض منذ 60 مليون عام.
بعض الخبراء أشاروا من جهة أخرى إلى حيرتهم من الطريقة التي وصل بها هذا "الديناصور" المفترض إلى محطة المترو المهجورة!
طالب يدرس الدكتوراه في عالم الحفريات في جامعة دلهي يدعى آريان كومار، صرّح حينها لوسائل إعلام محلية باستحالة بقاء هيكل عظمي للديناصورات في حالة جيدة بعد مضي ملايين السنيين إلا في حالة متحجرة.
كومار قال في هذا الصدد:"انقرضت الديناصورات التي لا تطير على مدار 65 مليون سنة مضت، لكنها تشبه الثيروبودات، وهي فصيلة فرعية من الديناصورات التي تضمنت آكلات اللحوم ذات قدمين". الديناصورات التي يشير إليها هذا الباحث تتراوح في الحجم من "تي ريكس"، العملاق إلى " أنشيورنيس" الصغير.
اللافت أن التقارير الإخبارية عن رفات الكائن الهندي الغامض الذي يشبه الديناصور، سرعان ما اختفت، وتوقفت الأحاديث عنه، في حين أكد خبراء في علم الحيوان أتيحت لهم فقط فرصة رؤية صور لبقايا هذا "الديناصور" الذي يعتقد البعض أنه نجا من الانقراض ويعيش في الخفاء على الأرض خلف ظهور البشر، أنها على الأرجح لحيوان ثديي يعاني من اضطرابات وراثية، مشددين على أنها بالتأكيد ليست لديناصور، وأن العظام بلا شك هي لحيوان ثديي.
مثل هذه البقايا التي يزعم أنها تعود إلى مخلوقات غريبة وقد عثر عليها في مناطق نائية في آسيا تتردد بين الحين والآخر في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام. في أكثر من مناسبة اتضح سريعا أنها تزوير مفضوح من قبل أشخاص يسعون إلى الشهرة.
المشكلة أن البشر لديهم ملكة تخيل غنية. وقد تتحول حيوانات عادية بين الظلال القاتمة وخاصة في الأدغال إلى حيوانات أسطورية وكائنات منقرضة.
في ولاية أوتارانتشال التي عثر فيها على بقايا "الديناصور" المفترض، يتداول السكان روايات عن لقاءات غامضة مع سحالي يبلغ طولها حوالي 20 سنتمتر، تتحرك بسرعة عالية على قدميها الخافيتين، وتحفظ توازنها بذيل طويل.
أولى الروايات عن السحالي الغامضة في هذه الولاية الهندية كانت ظهرت في سبعينيات القرن الماضي. كتبت الكثير من القصص عن لقاءات مع هذه الكائنات الغامضة في الصحف المحلية، لكن لم يستطع أحد اصطياد عينة واحدة منها.
هذه السحالي الهندية الأسطورية نجحت حتى الآن في المراوغة والإفلات من صياديها من البشر. لكن بعض علماء الحيوان يعتقدون أن الباحثين عن مثل هذه الحيوانات الغامضة، يلاحقون السراب، وأنهم لا يطاردون كائنات حقيقية بل أوهاما ترسمها مخيلتهم بتأثير تمازج الضوء والظلال وحفيف ورق الأشجار، وتطايرها مع الريح.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
إقرأ أيضاً:
دراسة: الحيوانات تخشى أصوات البشر أكثر من زئير الأسود
المناطق_متابعات
كشفت دراسة حديثة أن الحيوانات في غابات السافانا الأفريقية تخشى البشر أكثر من الأسود، وفقًا لما ذكره عالم الأحياء مايكل كلينشي من جامعة ويسترن في كندا.
يقول مايكل كلينشي، وهو أيضًا عالم أحياء متخصص في الحفاظ على البيئة في جامعة ويسترن، والمؤلف المشارك في الدراسة: “في العادة، الحيوانات الثديية، لا تموت من المرض أو الجوع، الشيء الذي سينهي حياتها بالفعل سيكون حيوانًا مفترسًا، وكلما زاد الحجم، زاد حجم المفترس، الأسود هي أكبر الحيوانات المفترسة البرية التي تصطاد في مجموعات على هذا الكوكب، وبالتالي يجب أن تكون هي الأكثر رعبًا، ولهذا السبب نقارن بين الخوف من البشر والأسود لمعرفة ما إذا كان البشر أكثر رعبًا أم الحيوانات المفترسة “.
ولكن بعد دراسة أكثر من 10 آلاف تسجيل لردود أفعال الحيوانات البرية، اكتشف العلماء أن 95% من الحيوانات كانت تخاف من أصوات البشر أكثر من زئير الأسود. والواقع أن فكرة أن الحيوانات قد تتأقلم مع البشر إذا لم يقتلوها تدحضها هذه المخاوف المترسخة على نطاق واسع من البشر.
قام فريق بحثي من جامعة ويسترن بتشغيل تسجيلات لأصوات مختلفة للحيوانات في برك المياه في متنزه كروجر الوطني الكبير في جنوب أفريقيا، وحتى في محمية معروفة بسكانها من الأسود، كانت الحيوانات تتفاعل بقوة أكبر مع الأصوات البشرية، ما يدل على أن البشر يُنظر إليهم على أنهم يشكلون تهديدًا أكبر.
تقول ليانا واي زانيت، عالمة الأحياء المتخصصة في الحفاظ على البيئة في جامعة ويسترن في كندا، والمؤلفة الأولى للدراسة: “لقد وضعنا الكاميرا في صندوق للدببة، وفي إحدى الليالي، أثار تسجيل لصوت الأسد غضب الفيل لدرجة أنه هاجم الصندوق وحطمه بالكامل”.
وتقول زانيت: أعتقد أن الخوف بين الثدييات في غابات السافانا يشكل دليلاً حقيقياً على التأثير البيئي الذي يخلفه البشر. ليس فقط من خلال فقدان الموائل وتغير المناخ وانقراض الأنواع، وهي كلها أمور مهمة. ولكن مجرد وجودنا هناك في تلك المنطقة الطبيعية يشكل إشارة خطر كافية تجعل الحيوانات تنفر بقوة. إنها تخاف من البشر حتى الموت، أكثر بكثير من أي حيوان مفترس آخر.