إمكانية مقاطعة إسرائيل وعزلها بعد ارتكابها إبادة جماعية
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
ثمة حقائق ماثلة للعيان تؤكد حصول متغيرات نوعية في صورة إسرائيل الراهنة، فعلى رغم قدرة الدبلوماسية الإسرائيلية على بناء علاقات متشعبة مع دول العالم بدعم أمريكي وغربي مطلق، وخاصة بعد عقد مؤتمر مدريد في نهاية عام 1991؛ ويلحظ المتابع بوضوح تفشي ظاهرة العنصرية الإسرائيلية وارتكاب إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطينية في كافة أماكن تواجده على مدار الساعة منذ تشرين أول /أكتوبر الماضي، وهي امتداد لعمليات الإبادة التي تقوم به إسرائيل منذ إنشائها عام 1948، وقبل ذلك على يد العصابات الصهيونية.
الحقيقة صورة
أدت عمليات تقتيل الجيش الإسرائيلي للأطفال وتدمير المدارس والمشافي والمساكن على رؤوس ساكنيها في قطاع غزة وفي الضفة الغربية، وكذلك عمليات الاغتيال الممنهجة، أدت بمجملها إلى توضيح صورة الاحتلال وفاشيته المتوحشة دون أدنى شك، الأمر الذي دفع الكثير من شعوب العالم إلى التظاهر والاحتجاج في عدد كبير من مدن العالم داعماً للحق الفلسطيني ومناهضة الإرهاب الإسرائيلي؛ وذلك على الرغم من تبنِّي النظم الغربية وخاصة أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا للروايات الإسرائيلية، وما تحمله من محاولات لشيطنة كل ما هو فلسطيني بعد “عملية طوفان الأقصى”، والتي قضت على سرديات كاذبة أخرى فيما يخص أسطورة “جيش الاحتلال الذي لا يُقهر”.
اللافت هنا أنه بات للإعلام بشكل عام ووسائل التواصل الاجتماعي أهمية فائقة ودور محوري للفلسطينيين ومناصريهم في المهجر، لإيصال رسائل الحق الفلسطيني جنباً إلى جنب مع التأكيد على أهمية احترام القوانين والآليات والضوابط القانونية لكل بلد.
ينبغي كتابة تقارير مختصرة ومتعددة اللغات لشرح مفاصل القضية الفلسطينية وتسليط الضوء على الإرهاب الإسرائيلي المنظم.آلية التواصل
ولذلك، فإن اعتماد آلية التواصل والانفتاح على المجتمعات كاستراتيجية تعتبر أمراً ذا أهمية بالغة. يتطلب الأمر تشكيل مجموعات إعلامية وثقافية فلسطينية في تلك المناطق، تقوم بإنتاج مواد إعلامية تعكس الرواية الفلسطينية وتسعى للتواصل مع الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني. بالإضافة إلى ذلك، يجب العمل على بناء علاقات مستدامة مع المؤسسات والجمعيات في تلك الدول.
يتطلب التحقيق في القضايا الفلسطينية جهداً مكثفاً، مع التركيز على قضايا جوهرية مثل حق اللاجئين في العودة إلى وطنهم، وقضيتي القدس والمستعمرات.
ينبغي كتابة تقارير مختصرة ومتعددة اللغات لشرح مفاصل القضية الفلسطينية وتسليط الضوء على الإرهاب الإسرائيلي المنظم.
مجرمو الحرب
هناك سبل عدة لإنجاح دور وحراك الفلسطينيين والمناصرين للحق الفلسطيني في المهاجر البعيدة في أوروبا وأمريكا وكندا وأستراليا على كافة الصعد، وفي مقدمتها الوسائل الإعلامية المتاحة، ولا بدَّ من الاعتماد على الجهود والإمكانيات والمهارات الذاتية الكامنة والكبيرة والتي ظهرت بشكل جلي منذ تشرين الأول /أكتوبر ويمكن الاستفادة منها لفضح المجازر الإسرائيلية المستمرة يومياً في غزة والضفة، ووقف سياسته ومحاولاته القمعية في كم الأفواه في الداخل الفلسطيني.
وكان من أبرز تداعيات استمرار مجازر الاحتلال على امتداد الوطن الفلسطيني، ارتفاع وتيرة الضغوط الشعبية وكذلك زيادة المناصرين للقضية أو الحق الفلسطيني في عدد كبير من المدن الغربية وكندا وأستراليا، بل وحتى داخل البرلمانات الغربية ومؤسسات المجتمع المدني، بالإضافة إلى أعضاء بعض الأحزاب، ما شكَّل ضغطاً على الأنظمة الغربية الداعمة لدولة الاحتلال الصهيوني وسياساتها المتمثلة بإبادة الشعب الفلسطيني والتي طالت البشر والحجر، وهذ بدوره سيغيّر تدريجياً مواقف بعض الدول المنحازة للاحتلال وسياساته الاحتلالية التوسعية.
ويمكن استشراف ذلك من خلال تصريحات بعض مسؤولي المؤسسات الرسمية في بعض الدول الداعمة، حول ضرورة فتح ممرات إنسانية لقطاع غزة لإيصال الغذاء والماء لأكثر من مليونين وثلاثمائة ألف فلسطيني يتعرضون للإبادة الجماعية.
كل ذلك سيشكل مزاجاً عاماً ضاغطاً على الحكومات الغربية وأستراليا وكندا، الأمر الذي يمهد الطريق لإمكانية تغيير مواقف تلك الدول إزاء دعمها للاحتلال بشكل تدريجي على المدى المتوسط، لكن بلا شك يتطلب أيضاً جهوداً كبيرة شعبية فلسطينية وعربية ومن المناصرين لاستمالة الرأي العام في الغرب وزيادة الضغوط على النظم الغربية لتغيير موقفها تجاه الحق الفلسطيني وإدانة الاحتلال وسياساته التعسفية الإجرامية إزاء الشعب الفلسطيني.
وقد يكون ذلك مقدمات حقيقية لمقاطعة إسرائيل الفاشية على كافة الصعد وعزلها، وتالياً محاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين واقتيادهم الى المحاكم الدولية ذات الاختصاص لنيل عقابهم.
المصدر: القدس العربي
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينية غزة الاحتلال فلسطين غزة الاحتلال مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
2024 عام الاستهداف.. الضفة الغربية تواصل مقاومة جيش الاحتلال الإسرائيلي
تنتقل الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل إلى الضفة الغربية، حيث تشهد الأراضي المحتلة تصعيدًا خطيرًا في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية، ورصدت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» أبرز الأحداث في الضفة خلال عام 2024، والتي تعكس تصاعد المواجهات والمعاناة المستمرة للشعب الفلسطيني الأعزل.
في ديسمبر، شهدت مدينة طولكرم عملية استهدفت مدرعة عسكرية إسرائيلية بعبوة ناسفة، ما أدى إلى إصابة قائد لواء شمال الضفة الغربية العقيد أيوب كيوف بجروح متوسطة، كما استهدفت العملية قائد فرقة الضفة الغربية، في تصعيد غير مسبوق في المنطقة.
دهس إسرائيليفي سبتمبر، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية مقتل جندي إسرائيلي في عملية دهس على حاجز بيت إيل قرب رام الله، وفي أعقاب العملية، أغلقت قوات الاحتلال جميع مداخل مدينة طوباس وفرضت حصارًا مشددًا على مستشفى طوباس التركي الحكومي، ما أدى إلى تعقيد عمل الطواقم الطبية وإعاقة وصول سيارات الإسعاف.
الوضع الأمني في المدن الفلسطينيةشهدت المدن الفلسطينية الأخرى تصعيدًا مشابهًا، حيث أعاقت قوات الاحتلال حركة سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني عند مدخل المستشفيات، وفي يونيو، وفي منطقة طولكرم أصيب قائد في وحدة «دوفدفان- المستعربين» بجروح خطيرة في كمين نصبه أفراد المقاومة.
إصابات وقتل مستمروفي الخليل، جرى في أغسطس إصابة قائد لواء «عتصيون» في عملية مزدوجة، أما في مدينة الجنين جرى في أغسطس الماضي مقتل الرقيب (إلكانا نافون) قائد فرقة في الكتيبة 906 من لواء بيسلاخ، أما في يونيو جرى مقتل النقيب ألون سكاجيو، قائد فرقة القناصة بجيش الاحتلال بكمين مزدوج.
استمرار الحرب ضد غزةويمر على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أكثر من 442 يوما وسط ارتفاع أعداد الشهداء والمصابين إلى أكثر من 150 ألف شخص، أغلبهم من الأطفال والسيدات، وسط محاولات إقليمية ودولية مستمرة لوقف الحرب، فيما تترد مؤخرا أنباء عن صفقة قريبة بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال لوقف جزئي للحرب.