كتبت هيام قصيفي في" النهار": هناك فصل تام بين ما جرى بين إسرائيل وإيران، وبين ما يجري بين إسرائيل وحزب الله، حيث المعركة لا تزال مستمرة. ولا تبدي إسرائيل أي نية لوقفها، لا بل إن ما رشح هو العكس تماماً. ما تغيّر هو أن الولايات المتحدة، في دخولها على خط حماية إسرائيل عسكرياً، أعادت تفعيل دورها في المنطقة في شكل أوسع على طريق اتصالاتها الجارية مع إيران.

فخطوط التواصل عبر عُمان أو غيرها، أصبح لها بعد ليل السبت معيار مختلف، يتعلق بمواجهة النفوذ الإيراني في مناطق توسّعه. فكما أن إيران أرادت من خلال ردّها إثبات نفوذها في منطقة تنشط فيها بقوة في العقود الأخيرة، كذلك تتجه الولايات المتحدة الى إعادة فرض نفوذها في المنطقة التي كانت قد تخلّت عنها في مفاصل عدة، وستصبح في الاتصالات الجارية أكثر تشدداً في مواجهة النفوذ الإيراني بعدما دخلت إسرائيل على الخط مباشرة. من هنا، تردّد كلام أميركي عن أن شروط اللعبة وبنود الاتصالات المستمرة تبدّلت، ولم تعد تجري تحت وقع الانتخابات الأميركية حصراً أو إيقاع الحرب على غزة بالمنحى التطبيعي الذي كانت تتخذه في أسابيعها الأخيرة. ما اعتبرته واشنطن تهديداً لأمن إسرائيل، يعيد في دوائرها الى الواجهة وجود حليف واحد في منطقة الشرق الأوسط يمكن للولايات المتحدة الركون إليه، الأمر الذي يجعل واشنطن متيقّظة في شكل فاعل حيال ما كان يطرح على طاولة التفاوض. ولأن لبنان واحد من هذه الملفات الأساسية، لم تعد اللعبة مفتوحة ومرهونة بشروط متبادلة حيال أي تسوية أو ترتيب يطاوله. كلّ ما قد يقال عن تنشيط اتصالات وتفعيل القرار 1701 وما يدور من ترتيبات حيال وضع الجنوب سيكون له مفعول آخر مختلف بعد الرد الإيراني. وكذلك الأمر في ما يتعلق بملف رئاسة الجمهورية، إذ لم يعد لبنان ورقة للتفاوض بالمطلق من دون احتساب أوراق الربح والخسارة. وما كان يعدّه حزب الله وإيران حتى الآن أوراقاً رابحة في الصراع مع إسرائيل منذ 7 تشرين الأول، لم يعد ينظر إليه من المنظار ذاته، ولا يشكل ورقة ضغط على أيٍّ من الدول التي تتحرك على خط لبنان، وخصوصاً الولايات المتحدة. وهذه المتغيّرات ستكون في صلب أيّ نقاش حول وضع الجنوب ورئاسة الجمهورية، سواء مع إيران أو بين الدول التي تتحرك لرعاية ما يمكن الاتفاق عليه حيال أيّ ترتيب للوضع اللبناني. وبقدر ما أن الرد الإيراني وما فتحه من مخاطر وانتظارات من إسرائيل، أشاح النظر عن غزة ورفح، أصبح لبنان من ضمن المتغيّرات التي تريد واشنطن إعادة الإمساك بها. لكن هذا لا يعني تسريعاً لأيّ نشاط رئاسي أو أمني جنوبي، لأن الوقت لم يحن بعد، ولا تزال الطريق طويلة أمام لبنان والمنطقة.
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

سلامي: إيران لن تتهاون في الرد على أي تهديد والعدو يكرر الأخطاء

بغداد اليوم - متابعة

أكد القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، اليوم السبت (15 آذار 2025)، أن العدو يتحدث عن مفاوضات مباشرة بشكل مخادع بينما يواصل التهديد، مشددًا على أن الشعب الإيراني يدرك طبيعة عدوه ولن ينخدع بالتصريحات الظاهرية.

وأضاف سلامي، في تصريح تابعته "بغداد اليوم"، أن "الأعداء لا يعترفون بالالتزامات أو الاتفاقيات، ويمضون في تكرار الأخطاء التي ستقودهم إلى الهزيمة"، مبيناً أن "العدو يتحدث بشكل مخادع عن المفاوضات المباشرة في ظل التهديد".

وأشار إلى أن واشنطن اختارت نهجاً عدوانياً عبر الانسحاب من الاتفاق النووي وممارسة الضغوط والعقوبات، مؤكداً أن إيران ستقف بقوة أمام أي تهديد، وسترد عليه بحزم، وأن الرد الإيراني سيكون مدمراً.

وأكد سلامي، أن بلاده لن تتهاون في مواجهة أي تهديد وسترد عليه بقوة وحسم، مشدداً على أن "الرد الإيراني سيكون مدمراً".

وتابع أن "واشنطن انسحبت من الاتفاق النووي وسلكت نهجًا عدوانياً عبر فرض الضغوط والعقوبات"، محملاً  الإدارة الأمريكية مسؤولية تدهور العلاقات وتصعيد التوترات.

وأشار إلى أن "الأعداء لا يلتزمون بتعهداتهم ولا يعترفون بالاتفاقات الدولية، ومصير جميع مخططاتهم هو الفشل"، مؤكداً أن إيران مستعدة لمواجهة أي تحرك يستهدف سيادتها وأمنها القومي.

وقال "العدو يكرر أخطاءه السابقة دون أن يتعلم من دروس غزة ولبنان واليمن وأفغانستان، وهو يسير في نفس المسار الذي سيؤدي به إلى الفشل".

وأضاف "يتحدث العدو عن مفاوضات مباشرة بينما يلوّح بالتهديد، لكن الشعب الإيراني يدرك تماماً طبيعة عدوه ولن ينخدع بمثل هذه التصريحات الزائفة"، مبيناً "سنقف بحزم أمام أي تهديد، وإذا تحول إلى فعل، فسنرد عليه بأقوى الطرق الممكنة، برد قاطع وساحق ومدمر".

مقالات مشابهة

  • بعد دراستها.. إيران تؤكد حتمية الرد على رسالة ترامب
  • الهجمات الأميركية على اليمن والرسائل إلى إيران
  • البيت الأبيض: أخطرنا إيران بإنهاء دعمها للحوثيين بعد الضربات التي تلقتها
  • فرانس 24: إيران تتوعد بالرد بعد تهديدات ترامب حيال دعمها للحوثيين
  • ارتفاع أسعار المنتجات الأميركية بسبب الحرب التجارية التي أطلقها ترمب
  • بريطانيا تدعو إسرائيل إلى إنهاء منع وصول المساعدات والكهرباء لغزة
  • سلامي: إيران لن تتهاون في الرد على أي تهديد والعدو يكرر الأخطاء
  • أمريكا تتخذ خطوة حيال دخول السودانيين إلى أراضيها
  • هكذا تعتزم إسرائيل الرد على ما توصلت له واشنطن وحماس بشأن غزة
  • كاتس: إسرائيل ستبقى في المواقع الخمسة التي أنشأتها في جنوب لبنان