موقع النيلين:
2024-11-26@11:15:02 GMT

رحلتي الطويلة في البحث عن العلاج (7)

تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT


قبل عطلة العيد و في الجزء رقم (6) توقفت عند عودتي إلى مقر إقامتي المؤقت في مدينة القضارف عاصمة ولاية القضارف التي هي إحدى ولايات الشرق و تحاددها من الشمال و الغرب ولايتي الخرطوم و الجزيرة و من الشرق ولاية كسلا و الحدود الأثيوبية و من الجنوب ولاية سنار .
تتكون الولاية من 12 محلية ، و أهم مدنها غير العاصمة القضارف هي : الشوك – الفاو – الحواتة – المفازة – القريشة – دوكة – باسندة و غيرها .

و تتميز القضارف بالإنتاج الزراعي و الحيواني الوفير ، و تشتهر بإنتاج الذرة و السمسم الأبيض (الحلاوة) و زهرة الشمس و القطن و هي الأكثر إنتاجا للذرة و السمسم في السودان ، و توجد بها أكبر صومعة في البلاد و المنطقة العربية و تعتبر الثانية أفريقيا ، أسست في العام 1967 و تبلغ سعتها التخزينية حوالي مليون جوال .

يوجد في الولاية أيضاً سدي أعالي نهر عطبرة و سيتيت و اللذان يعتبران من أكبر المشاريع التنموية في شرق السودان و قد بدأ العمل فيهما في 2010 و انتهى في 2016 ، و بالإضافة لإنتاج 350 ميقاواط كهرباء فإن السدين يوفران المياه لري حوالي مليون فدان من الأراضي الصالحة للزراعة في مشروع حلفا الجديدة و مشروع نهر عطبرة .

و كنت قد صلت إلى القضارف عقب عيد الأضحى بدعوة كريمة من الأخ العزيز و الصديق على عبد اللطيف البدوي و من المربي الكبير و النقابي الضليع و الإداري الرياضي المحترم و صهري الأستاذ جعفر البدوي بعد خروجي من الخرطوم بسبب الحرب التي فقدت في بدايتها زوجتي أم كلثوم الأمين التي استشهدت إثر تعرض منزلنا لقصف مباشر من مليشيا الدعم السريع صبيحة فجر عيد الفطر المبارك ، و لقد وجدت منهما و من أسرتيهما الكريمتين أنا و أفراد أسرتي كرما فياضا و رعاية كريمة أنستنا مصابنا و معاناتنا ، و علي عبد اللطيف هو شقيق دفعتي و زميل السكن في سنتنا الأولى في الجامعة فيصل عبد اللطيف و بسبب علاقتي و صلتي بالأخ علي الممتدة فقد تعرفت على أفراد أسرته الكرام الأفاضل فما أن تذكر أحد أبناء عبد اللطيف البدوي إلا و ينهال عليهم و على والدهم رحمه الله المدح و الثناء و الذكر بجلائل الأعمال (أسأل الله أن يبارك فيهم و في ذرياتهم و أن ينعم عليهم برضاه و يديم عليهم نعمه ظاهرة و باطنة) ، و أيضاً لا أنسى ملاحقة الأخ العزيز إبن القضارف هشام محمود قاسم الذي كان يلح علي بضرورة الخروج من الخرطوم و الحضور إلى قضروف ود سعد .

أول ما فكرت فيه بعد حسن الضيافة و طيب المقام في القضارف هو البحث عن فرصة عمل لكسب العيش و بعد مشاورات و دراسة إخترت الزراعة و بمساعدة و عون كبير من الأخ علي عبد اللطيف أدركت الموسم الزراعي و أمضيت أيام جميلة متنقلا ما بين مدينة القضارف و موقع الزراعة (الخلا) بصحبة الأخ علي عبد اللطيف و مدير مكتبه التنفيذي الشاب الخلوق حذيفة و أحياناً يصحبنا حاضر البديهة و النكتة و فاكهة المجالس (دقيش) .

لم يكن الموسم الزراعي بالنسبة لي ناجحا لأسباب عديدة و لكني تعلمت و استفدت من التجربة للمستقبل إذا أمد الله في الآجال و هيأ الأسباب و بالمناسبة فأنا من أسرة مهنتها الزراعة و لي عدة تجارب بعضها ناجح و بعضها فاشل .

ولاية القضارف و بعض مدنها زرتها عدة مرات و لكنها كانت زيارات خاطفة .
الخريف و المناخ فيها و طبيعة الأرض يشابه تماماً طبيعة موطني الأصلي ولاية جنوب كردفان .
تتميز القضارف بمصارفها الطبيعية التي لم تتأثر كثيراً بتدخل و تعديات الإنسان .
في القضارف أصابتني و أفراد أسرتني واحدا تلو الآخر حمى الضنك التي اجتاحت المدينة و أدت إلى وفاة بضع مئات و لكن بحمد الله تعافينا منها .

و أنا أتجول في شوارع و أسواق القضارف إلا و يستوقفني في كل ركن أحد الأشخاص ليسلم علي و يعزمني على فنجان جبنة (التي أحببتها و أدمنتها) عندهم ، و فيها تعرفت على الأخ الكريم عبد العظيم سعد بري و أسرته الكريمة و على الشاب الطموح المتدين عثمان بابكر صاحب مركز المدينة و صديقه عمر موظف المعاشات الخلوق الذي ما وقف أمامه صاحب حاجة إلا و قضاها له و فيها تعرفت على الريس إبراهيم الطاهر نائب المدير العام للبنك السعودي السوداني السابق الذي توفي قبل أسابيع قليلة عليه الرحمة .

القضارف آوت أكثر من مائتي ألف نسمة من الذين فروا من نار الحرب في الخرطوم حسب الإحصائيات الرسمية و بالتأكيد فإن العدد أكثر من ذلك و زاد بنسبة كبيرة بعد دخول المليشيا إلى ولاية الجزيرة .

القضارف مدينة جميلة و أهلها أجمل و هم يحبونها و لا يستبدلونها بغيرها .
اللهم احفظ القضارف و أهلها و بارك في مدها و صاعها و زرعها و ضرعها .
أواصل بإذن الله
#كتابات_حاج_ماجد_سوار
15 أبريل 2024

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: عبد اللطیف

إقرأ أيضاً:

الوزير محمد عبد اللطيف: الدولة تولى كامل الاهتمام للارتقاء بمنظومة التعليم الفني

شهد محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، اليوم السبت، حفل تكريم الدفعة الحادية عشرة لخريجي أكاديمية السويدي الفنية للعام الدراسي 2024/2023، وذلك في التخصصات المختلفة، والتي يبلغ عدد طلابها 540 طالبًا وطالبة، وتنظمه مؤسسة السويدي إليكتريك بمقر المؤسسة بالتجمع الخامس.

جاء ذلك بحضور المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، والدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار الأسبق، والمهندس أحمد السويدى، رئيس مجلس أمناء مؤسسة السويدى إليكتريك، والمهندس صادق السويدى رئيس مجلس إدارة مؤسسة السويدى إليكتريك، والدكتور أيمن بهاء الدين البصال، نائب وزير التربية والتعليم، والدكتور عمرو بصيلة، رئيس الإدارة المركزية لتطوير التعليم الفني ومدير وحدة إدارة مدارس التكنولوجيا التطبيقية، وحنان الريحانى، الأمين العام لمؤسسة السويدى إليكتريك والرئيس التنفيذي لأكاديمية السويدى الفنية، وشركاء النجاح من الرؤساء التنفيذيين الذين يمثلون الشركاء الأكاديميين والفنيين، والقيادات التنفيذية من مؤسسة السويدى إليكتريك.

وفى مستهل كلمته، أعرب الوزير محمد عبد اللطيف عن سعادته بالمشاركة في هذا الحفل لتكريم خريجي أكاديمية السويدي الفنية، مؤكدًا على تقديم كافة أوجه الدعم لهم، وتجديد التزام الدولة معهم، إيمانًا بأنهم الفرصة والمستقبل الواعد لهذا الوطن.

وقال وزير التربية والتعليم: "إن ما نشهده اليوم يأتي توثيقًا لمجهودات عظيمة بُذلت، وثمارًا لمشروعات نُفذت بعد أن تم بناء فلسفتها؛ لصناعة أجيال مختلفة من خلال صروح تعليمية بمشاركة حقيقية بين الحكومة والقطاع الخاص؛ لنساهم سويًا في بناء نهضة هذا الوطن، ولا سيما بعدما أولت الدولة كامل الاهتمام بالارتقاء بمنظومة التعليم الفني في مصر".

وأشار الوزير إلى أن أكاديمية السويدي الفنية تشهد، اليوم، تخرج جيل هو نتاج منظومة تعليمية متكاملة تدمج بين المعرفة النظرية والتدريب العملى، مؤكدًا أن هذه المنهجية التي تقوم عليها مثل هذه الأكاديميات تعد تجربة متميزة؛ لربط التعليم بسوق العمل ومتطلباته، والذي بدوره يشهد تغيرات سريعة تحتاج إلى استعداد دائم ومستمر.

وأوضح الوزير أن التكنولوجيات المتطورة والذكاء الاصطناعي تحمل لنا اليوم آفاقًا جديدة تفرض علينا تجهيز وبناء أجيال لمستقبل تجاوز فيه وصف الأمية من الأمية الرقمية إلى الأمية البرمجية.

ووجه الوزير محمد عبد اللطيف رسالة إلى الخريجين قائلًا: "شرفت اليوم بمشاركتي حفلكم وأنتم على أعتاب فصل جديد من حياتكم مقبلين على مستقبل مثقل بالتحديات، مليء بالفرص، جدير بالاجتهاد، فمن المؤكد أن ما اكتسبتموه من مهارات ومعارف خلال دراستكم هو حجر الأساس لبناء طريق، أدعوكم أن تتمسكوا فيه؛ بقيمكم الأخلاقية ومسئوليتكم الوطنية، واصلوا سعيكم نحو التعلم والتميز، وأخلصوا نواياكم، واجتهدوا في سبيل أهدافكم، واتركوا أثرًا يليق بكم".

وفى ختام كلمته، تقدم الوزير بخالص الشكر والتقدير إلى المهندس أحمد السويدي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة السويدي إليكتريك، على جهوده في دعم منظومة التعليم الفني في مصر، كما وجه الشكر لكل القائمين على هذا الصرح التعليمي، وأولياء أمور الخريجين وأسرهم شركاء النجاح والعطاء.

وفى كلمته، رحب المهندس أحمد السويدى، رئيس مجلس أمناء مؤسسة السويدى إليكتريك، بالوزير محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، والحاضرين، معربًا عن سعادته بوجوده فى هذا الحدث؛ لتخريج دفعة جديدة من أكاديمية السويدى الفنية، والتي تضم أوائل على مستوى الجمهورية، وأوائل على مستوى محافظة الشرقية.

وأكد المهندس أحمد السويدى أهمية الاستثمار في العمال والفنيين، والذي يساعد في حدوث التنمية في دول مثل ألمانيا، مشيرًا إلى أن مؤسسة السويدي  تستهدف الوصول إلى 25 ألف طالب، موجهًا الشكر للشركاء والداعمين لمؤسسة السويدى الفنية والداعمين للطلاب.

فيما أعرب المهندس صادق السويدى، رئيس مجلس إدارة مؤسسة السويدى اليكتريك، والرئيس التنفيذي لشركة السويدى للصناعات، عن سعادته بهذا الحفل، مؤكدًا أن مستقبل هذا البلد فى التعليم الفني والارتقاء به، وموجهًا الشكر لكل الداعمين الدائمين للأكاديمية منذ سنوات.

وخلال الحفل، كرم الوزير محمد عبد اللطيف، الطلاب الأوائل من الخريجين الذين حققوا إنجازات أكاديمية وعملية متميزة.

وقد تضمن الحفل عرضًا لقصص نجاح ملهمة لطلاب أكاديمية السويدي الفنية قدمه حسن أشرف من ذوي الهمم، حيث استعرض بلغة الإشارة قصة نجاحه بأكاديمية السويدي، ومشاركته في العديد من الفعاليات، وما اكتسبه من قيم وثقة بالنفس وحافز على الاستمرار.

وكذلك عرض لإيهاب مؤمن ومريم عبد العزيز، من خريجي أكاديمية السويدي، تحدثا عن التدريب الذي تلقياه في شركة السويدي من خلال ملتقى التوظيف الذي نظمته الأكاديمية عقب تخرجهما وكيف طورا من شخصيتهما نتيجة الدعم ورعاية الأكاديمية لذوي الهمم والدمج والتنمية والاستثمار في الإنسان.

كما تم خلال الحفل عرض فيلم تسجيلي عن أكاديمية السويدي الفنية، تضمن الطاقة الاستيعابية للأكاديمية والتي تصل إلى 7000 طالبًا، وكيف أنها تضع تعليم الفتيات ضمن الخطة التعليمية لها واهتمامها بالدمج، فضلًا عن توفير فرص تدريب وتوظيف للخريجين.

مقالات مشابهة

  • وليد عبد اللطيف: شيكابالا أفضل كبديل.. والزمالك ليس في أفضل حالاته
  • انتشار مرض الكلازار في ولاية القضارف السودانية
  • توقعات بوقف إطلاق نار خلال أيام في لبنان والخلافات قيد البحث
  • والى القضارف يشهد وداع العائدين النازحين لمناطقهم بولاية سنار
  • عبد اللطيف الدوماني: الزمالك دائمًا كان هو صاحب البدايات في المباريات وليس رد فعل
  • وفاة ابن شقيقة رابح صقر في حادث مأساوي ونجله يتلقى العلاج
  • جامعتا المغتربين والقضارف تضاعفان الرسوم الدراسية وسط شكوى من أولياء الأمور
  • كيف دفع الإسرائيليون ثمن "الحرب الطويلة"؟
  • عمرو مصطفي ينعى محمد رحيم:«فقدت صديق ومنافس كان جزء كبير من رحلتي»
  • الوزير محمد عبد اللطيف: الدولة تولى كامل الاهتمام للارتقاء بمنظومة التعليم الفني