بريطانيا تهدد صنعاء بإعادة إطباق الحصار على اليمن
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
الجديد برس:
ألمحت بريطانيا بإعادة إطباق الحصار على اليمن، في مسعى جديد للضغط على صنعاء لوقف هجماتها على السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى “إسرائيل” على خلفية جرائمها في غزة.
وقالت السفارة البريطانية لدى اليمن في تغريدة على منصة “إكس”، إن “هجمات الحوثيين (قوات صنعاء) المتهورة لا تؤدي إلا إلى تعزيز أهمية آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش التي تمنع التهريب غير القانوني إلى الحوثيين”.
وتابعت السفارة قائلة: “قام موظفو سفارتنا مؤخراً بزيارة مقر آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش لرؤية عملهم على أرض الواقع وإعادة تأكيد دعمنا لعملهم”.
وهذه المرة الأولى التي تطرق فيها بريطانيا مقر الآلية الأممية للتحقق والتفتيش منذ تأسيسها قبل سنوات.
ويأتي تحريك بريطانيا لورقة الآلية الأممية التي لعبت دوراً مهماً لصالح تحالف الحرب على اليمن الذي قادته السعودية في العام 2015 خلال سنوات الحرب والحصار عبر عرقلة دخول السفن إلى ميناء الحديدة بذرائع عدة وتأخير وصولها في وقت فشلت فيه بريطانيا وحلفاء إسرائيل الغربيين بقيادة أمريكا من وقف العمليات اليمنية ضد الاحتلال الإسرائيلي عسكرياً.
كما يأتي هذا التلميح انعكاساً لفشل بريطانيا في وقف هجمات قوات صنعاء على السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي، وكذلك في إقناع سلطنة عمُان بالتوسط لدى حكومة صنعاء (الحوثيين) لوقف هجماتهم في البحر الأحمر على السفن الإسرائيلية والمتجهة من وإلى إسرائيل، احتجاجاً على جرائم الأخيرة في قطاع غزة.
وفي الـ12 من يناير 2024م، وتحت شعار إضعاف “قدرات الحوثيين”، شاركت بريطانيا من خلال تحالف تقوده أمريكا في هجومٍ واسعٍ على عدد من المحافظات اليمنية، رداً على هجمات قوات صنعاء ضد السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى إسرائيل في البحر الأحمر، غير أنها أخفقت في تحقيق هدفها، حيث تصاعدت هجمات صنعاء لتشمل البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي وجنوب إفريقيا، أو ما يعرف بطريق رأس الرجاء الصالح.
وفي نهاية يناير الماضي زار وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون سلطنة عمُان لمناقشة الوضع في البحر الأحمر، وهو ما كشف عن محاولة بريطانية للجوء إلى مسقط التي تحتفظ بعلاقات دبلوماسية جيدة مع صنعاء، من أجل التوسط لوقف الهجمات، لكن هذا المسعى لم ينجح أيضاً.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: السفن الإسرائیلیة
إقرأ أيضاً:
اليمن.. صوت الموقف حين خَرِسَت الأبواق!
• في زمن الصمت العربي الرهيب، حيث استكانت العواصم العربية، وغرقت الأنظمة في مستنقعات الخنوع السياسي، خرج اليمن، الجريح المحاصر، ليكسر هذا الصمت المهين، ويعلن موقفًا صارخًا ضد الغطرسة الأمريكية، في مشهد لا يزال يُربك حسابات القوى الكبرى.
• ومن المفارقات الصادمة أن الدول التي تنفق المليارات على التسليح، وتغرق في تحالفات الحماية الغربية، لم تجرؤ حتى على إصدار بيان خجول يُدين المجازر التي ترتكبها أمريكا بشكل مباشر أو عبر وكلائها في المنطقة، بينما اليمن، الذي أنهكته الحرب، ولم يُمهَل فرصة لالتقاط أنفاسه، رفض الصمت، وخرج بموقف لم يصدر من أية دولة عربية أخرى.
تصريحات حديدية توثق الموقف
• “نحن جزء من هذه المعركة… وموقفنا هو موقف عملي وميداني، لن نتخلى عن غزة ولا عن محور المقاومة، وسنواجه العدوان الأمريكي أينما كان، “كلمةٌ قالها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، 30 نوفمبر 2023.
• بهذا التصريح، لم يكتفِ اليمن بالبيانات والتغريدات، بل انتقل مباشرة إلى الفعل الميداني، مستهدفًا السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي والأمريكي في البحر الأحمر، في موقفٍ غير مسبوق على مستوى العالم العربي.
• وتحركت القوات اليمنية في البحر الأحمر، لتفرض معادلة استراتيجية واضحة: “لا عبور آمن للسفن المتجهة إلى إسرائيل حتى يتوقف العدوان على غزة.
• ومع كل ضربة يمنية ضد سفينة داعمة للعدوان، كانت تتساقط أوراق التوت عن دول التطبيع، وتزداد عُزلة أمريكا السياسية في المنطقة.
• وبقراءة استراتيجية للموقف اليمني، على الصعيد السياسي أولاً: أرسلت صنعاء رسالة واضحة بأن سيادتها حقيقية وغير مرهونة للخارج، وأنها حاضرة في القضايا المصيرية للأمة.
وعلى الصعيد العسكري ثانياً: أثبتت القوات اليمنية قدرتها على التأثير في معادلات الأمن البحري والاقتصاد العالمي، وفرضت تحديًا عسكريًا مباشرًا على أمريكا وبريطانيا.
أما على الصعيد الشعبي والإقليمي ثالثاً: فإن الموقف اليمني أحرج أنظمة عربية طالما تباهت بقوتها، لكنه كشف هشاشتها أمام الإرادة الأمريكية.
اليمن.. من المتفرج إلى صانع القرار
• لم تعد صنعاء تتلقى الأحداث، بل تصنعها، لم تعد تلعب دور الضحية، بل تحوّلت إلى لاعب فاعل في ساحة المواجهة الإقليمية.
ففي الوقتِ الذي تباهت فيه بعض الأنظمة بعقود التطبيع وصفقات الحماية، فضّل اليمن أن يتمسك بعزّته، رافعًا راية: “الموت لأمريكا… الموت لإسرائيل… اللعنة على اليهود… النصر للإسلام.”
وختاماً : اليمن أولًا في الكرامة
• من وسط الحصار، وسط الدم، ومن تحت الركام، خرج صوت اليمن عالياً، ليقول: “نحن هنا… وسنقف مع فلسطين مهما كلفنا ذلك”.
لقد علّمت صنعاءُ الجميعَ أن السيادةَ لا تُشترى، وأن المواقفَ لا تُصنع في غرف الفنادق، بل تُولد من رحم المعاناة والكرامة.
وسيذكر التاريخ أن اليمن كان أول من قال (لا)… حين خَرِسَ الجميع.