صحيفة فرنسية: الهجوم الإيراني على “إسرائيل” نجاح استراتيجي هائل من جميع النواحي
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
الجديد برس:
أكدت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية أن فعالية “عقيدة الضاحية” انتهت بالفعل، بعد الهجوم الإيراني، الذي استهدف “إسرائيل”.
و”عقيدة الضاحية” هي استراتيجية عسكرية إسرائيلية اعتمدها الاحتلال في كل حروبه، منذ عام 2006، وأخذت اسمها من التدمير الممنهج للضاحية الجنوبية لبيروت في أثناء حرب تموز/يوليو 2006.
وتتضمن استخدام قوة نار غير متناسبة مع مصدر التهديد، وتسوية كامل البنى التحتية بالأرض، بهدف تدفيع الحاضنة الشعبية ثمن خيارات قيادة المقاومة، وتأليبها عليها.
ورأت الصحيفة أن “صورة الدولة، التي لا يمكن المساس بها، والتي تحظى بالاحترام لأنها تُرهب الآخرين”، صارت بدورها، بعد الهجوم الذي تعرضت له “إسرائيل”، معلقةً بخيط رفيع.
وقالت الصحيفة الفرنسية إنه “بعد هجوم حماس المباشر على إسرائيل، في السابع من أكتوبر، وللمرة الثانية في أقل من عامٍ واحد، يتجاوز مزيد من أعداء إسرائيل الحدود الصعبة، متجاهلين العواقب المحتملة، وهذه المرة جاء دور إيران”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “تل أبيب استيقظت مترنحة صباح الأحد”، وأن ملايين الإسرائيليين أمضوا ليلة بلا نوم، على وقع انفجارات الأسلحة الإيرانية.
وأكدت “لوفيغارو” أن الإسرائيليين ليسوا سذّجاً، وأن ثقتهم بحكومتهم كانت في الأساس محدودة، وأن الأمر بالنسبة إليهم أكثر أهمية من إطلاق 200 صاروخ من الأراضي الإيرانية في اتجاه “إسرائيل”.
ولفتت الصحيفة إلى أنه يتعين على “إسرائيل”، وعلى الأمريكيين، العودة سريعاً إلى الأرض، بدلاً من الاستمرار في الإيمان الأعمى بقدرتهما التي لا تُقهَر، مشيرةً إلى أن “الأفرع الغربية في الشرق الأوسط في خطر”.
وأكدت “لوفيغارو” أن “إسرائيل” لم يكن أمنها مهدداً إلى هذا الحد يوماً، منذ “إنشائها في عام 1948، ودعمها بقوة من الولايات المتحدة”.
وفي تعليق يحمل نبرة تهكمية بحق رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، رأت الصحيفة أنه كان يعتقد أنه سيظهر كـ”جالوت الجديد”، الذي تخشاه المنطقة بأسرها بعد 7 أكتوبر، على الرغم من عداء العالم، بما في ذلك البيت الأبيض نفسه، لكنه أصبح الآن “الشخص الذي كان في السلطة عندما ضربت إيران بلا خوف إسرائيل لأول مرة”.
وذكرت الصحيفة بأنه بمعزل حتى عن برنامجها النووي، فإن إيران هي القوة العسكرية الأولى في الخليج، وجيشها هو أحد أقوى الجيوش في المنطقة، من حيث الموارد البشرية والأسلحة، مع 350 ألف جندي، و350 ألف جندي احتياطي.
ورأت أنه بينما يتم انتقاد إيران تقليدياً بسبب ضعف جيشها، فإن الصفعة الموجهة لـ”إسرائيل” أعادت خلط الأوراق بالكامل، مؤكدةً أن هذا نجاح مطلق بالنسبة إلى طهران، وهي على حق في عده كذلك، وأن تل أبيب خائفة وأن هناك سبباً في ذلك.
وأكدت الصحيفة أن إيران أظهرت بوضوح قدرتها، من خلال جعل هذا الهجوم اختباراً واسع النطاق لأسوأ ما يمكن أن يحدث، مشددةً على أن “الحقيقة غير السارة واضحة: منذ بداية الشائعات بشأن تدخلها المحتمل، لم تُظهر إيران أي ضعف، بل على العكس من ذلك، أظهرت قوة لا تصدق”.
وقالت الصحيفة إن الهجوم الإيراني شكل نجاحاً استراتيجياً هائلاً من جميع النواحي، وإن “إسرائيل” لم تعد وحدها الخائفة بشدة من إيران، بل هناك الغربيون، والعواصم العربية التي فهمت الرسالة تماماً.
وأكدت الصحيفة أن العالم مع بايدن هو أسوأ من ذي قبل، وأن ضعفه أدى إلى تحرير الأنظمة الأكثر عداءً لهيمنته العالمية، مستدركةً أنه ليس من المؤكد أن عودة دونالد ترامب الآن ستغير أي شيء.
وختمت الصحيفة بالقول: “في أقل من خمسة أعوام، أثبتت روسيا والصين، والآن إيران، أن الغرب على حافة الهاوية كل يوم، بدءاً بإسرائيل. ونحن في حاجة إلى التفكير في الأمر ودق ناقوس الخطر”.
“فايننشال تايمز”: هل أصبحت “إسرائيل” عبئاً استراتيجياً على واشنطن؟وفي سياق متصل، رأت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية أن الخوف في واشنطن هو من أن تواصل “إسرائيل” تصرفها وفقاً لتصورها الخاص للتهديد، وتشن هجوماً كبيراً على إيران، معتقدةً أن الولايات المتحدة ستنضم في نهاية المطاف إلى الحرب، وربما تهزم إيران نيابة عنها.
وشدّدت الصحيفة على أن أي حساب من هذا القبيل سيكون محفوفاً بالمخاطر بالنسبة إلى “إسرائيل”، بحيث يمكن لشن حربٍ أوسع مع إيران أن يجر الولايات المتحدة إلى المعركة، لكن هذا الاختبار لالتزام الولايات المتحدة تجاه “إسرائيل” قد يوصل ذلك الالتزام سريعاً إلى نقطة الانهيار.
ولفتت الصحيفة إلى أنه في ظل المناقشات المتوترة في واشنطن بشأن ما ينطوي عليه ذلك الالتزام “الصارم”، هناك سؤال آخر غير معلن في كثير من الأحيان، وهو: “هل لا تزال إسرائيل تشكل ذخراً استراتيجياً للولايات المتحدة، أم أنها أصبحت عبئاً استراتيجياً عليها؟”.
وأكدت الصحيفة أنه بعد ما ألحقه دعم واشنطن لـ”إسرائيل” في غزة، من ضرر بصورة الولايات المتحدة في كثير من أنحاء العالم، وما أدى إليه من تعقيدٍ لجهودها في حشد الدعم ضد روسيا والصين، يتلخص مصدر القلق الأكبر اليوم في أن تجر التصرفات الإسرائيلية واشنطن إلى حربٍ أخرى في الشرق الأوسط.
وذكرت الصحيفة بأن بايدن يدفع أيضاً ثمناً سياسياً محلياً، بحيث يفقد الدعم بين الناخبين الشبان، مشيرةً إلى أن هذا ليس اعتباراً تافهاً، وخصوصاً إذا ما جرت مقاطعته مع حقيقة قرب بنيامين نتنياهو من دونالد ترامب، بحيث تزيد هذه الأمور مجتمعةً في تحفظات البيت الأبيض تجاه الحكومة الإسرائيلية.
ونبّهت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي يتم تصوير إيران في واشنطن كواحد من أربعة أعضاء في “محور الخصوم”، الذي يضم أيضاً روسيا والصين وكوريا الشمالية، سيعني أن تكون لإيران اليد العليا على “إسرائيل”، اكتساب هذا المحور مزيداً من القوة والثقة.
وختمت الصحيفة بالتأكيد أنه إن لم يوجد في البيت الأبيض خبيرٌ في “نظرية اللعبة” يستطيع الموازنة بين كل هذه المعطيات المتزاحمة، فسوف تحتاج الولايات المتحدة إلى الحظ، فضلاً عن الحكم، للوصول إلى الجانب الآخر من هذه الأزمة من دون التورط في حرب أخرى.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: الصحیفة إلى أن الصحیفة أن
إقرأ أيضاً:
صحيفة “كيهان” تُهاجم مفاوضات مسقط وتدعو إلى الخطة البديلة
13 أبريل، 2025
بغداد/المسلة: وسط أجواء من الترقب الشعبي والحديث عن احتمالات انفراجة دبلوماسية، خرجت صحيفة “كيهان” الإيرانية، المعروفة بقربها من دوائر القرار، بمقالٍ هجومي ناري ضد المفاوضات الأخيرة بين طهران وواشنطن التي استؤنفت في مسقط. المقال الذي جاء تحت عنوان: “لا تعطلوا البلاد”، لم يخفِ تشاؤمه حيال مآلات الحوار،
واعتبر أن الرهان على اتفاق جديد مع إدارة أمريكية -تسير على نهج ترامب- لا يستند إلى أي واقعية سياسية.
الصحيفة، في مقالها المنشور الأحد 13 أبريل، لم تكتفِ بانتقاد الجانب الأمريكي، بل وجهت نقدًا لاذعًا لصناع القرار في الداخل، متهمةً إياهم بربط مصير الاقتصاد الوطني بـ”حبل المفاوضات المهدم”، على حد وصفها. وأشارت إلى أن التفاؤل الداخلي لا يعكس واقع الطرف الآخر الذي ما زال يرفض تغيير سلوكه أو تقديم أي تنازلات.
المقال شدد على أن تجربة الاتفاق النووي السابقة أثبتت أن واشنطن غير ملتزمة، وأن التعويل عليها أدى إلى خسائر اقتصادية ومعيشية فادحة.
وتساءلت الصحيفة: “إذا كان الطرف الآخر لا ينوي رفع العقوبات ولا يصدق في التزاماته، فلماذا نصرّ على تكرار ذات الأخطاء؟”
“كيهان” طالبت المسؤولين بتبني “الخطة ب” كخيار استراتيجي، ترتكز على تفعيل القدرات الوطنية ومواجهة العقوبات من خلال دعم الإنتاج المحلي، وتنظيم السوق الداخلية، وزيادة الصادرات غير النفطية. وترى الصحيفة أن أي تعطيل للبلاد بانتظار ما قد تأتي به طاولة التفاوض لن يكون إلا تكرارًا لمسار خاسر.
المقال الذي يأتي في توقيت حساس سياسيًا واقتصاديًا، يعكس قلقًا متزايدًا في الداخل الإيراني من الاعتماد على مفاوضات غير مضمونة النتائج، خصوصًا مع اقتراب الاستحقاقات الأمريكية الرئاسية واحتمالات عودة ترامب، سيما وان الصحيفة مقرب من المرشد الأعلى.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts