تأديب أستاذة أمريكية بسبب موقفها من عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا للصحفي ازاد عيسى، قال فيه إن مُنظِّرة سياسية أمريكية رائدة كتبت مقالا تصف فيه كيف حاولت الأوساط الأكاديمية والعلمية السائدة مراقبة شعور الناس تجاه الهجوم الذي قادته حماس من غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، فتم تعليق مهامها ومنحها إجازة من منصبها التدريسي في كلية هوبارت أند وليام سميث (HWS).
وقال الباحثون والأكاديميون، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الحادث الذي تعرضت له جودي دين، المنظرة السياسية الشهيرة والمتميزة، كان له تأثير مروع على أعضاء هيئة التدريس والطلاب في جامعة نيويورك.
وفقا للرسالة التي أرسلها الرئيس مارك غيران، الأحد، فإن إعفاء دين من مهامها، أثناء إجراء التحقيق، كانت مبنية على احتمال "أن يكون هناك طلاب في الحرم الجامعي لدينا قد يشعرون بالتهديد داخل الفصل الدراسي أو خارجه" بسبب مقالتها.
أصبحت دين واحدة من العديد من الأساتذة في جميع أنحاء الولايات المتحدة الذين تم استهدافهم إما بسبب التحدث أو الكتابة بما يتعارض مع الروايات الأمريكية السائدة حول الهجمات التي قادتها حماس على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
لكن الأكاديميين والباحثين يقولون إن رؤيتها وهي يتم تمييزها واستهدافها، كعضو دائم في هيئة التدريس، يشكل سابقة جديدة تماما.
وقال بول باسافانت، أستاذ السياسة في كلية هوبارت أند وليام سمي، لموقع "ميدل إيست آي": "لقد كان له تأثير مروع على أعضاء هيئة التدريس - الدائمين وغير الدائمين - وعلى مجتمع الكلية بأكمله، بما في ذلك الطلاب - حيث سيتم اختيار شخص ما وتأديبه على هذا الأمر. إنه ينتهك إجراءاتنا المؤسسية.. إنه انتهاك كامل للحرية الأكاديمية. وينتهك نزاهة المؤسسة كمؤسسة أكاديمية".
وأضاف باسافانت، وهو أيضا رئيس الفرع الجامعي للجمعية الأمريكية لأساتذة الجامعات: "أنا هنا منذ 20 عاما ولم أر شيئا كهذا".
وفي البحث الذي نشرته دار فيرسو للكتب بعنوان: "فلسطين تتحدث للجميع" في 9 نيسان/ أبريل، وصفت دين صور الطائرات الشراعية وهي تحلق فوق السياج الذي يفصل جنوب إسرائيل عن قطاع غزة بأنها "مبهجة".
وكتبت دين: "من منا لا يشعر بالنشاط عندما يرى المضطهدين وهم يهدمون الأسوار التي تحيط بهم، ويطيرون في السماء هربا، ويطيرون بحرية في الهواء؟".
وقالت إن "تحطيم الإحساس الجماعي بالممكن جعل الأمر يبدو كما لو أن أي شخص يمكن أن يكون حرا، كما لو أنه يمكن الإطاحة بالإمبريالية والاحتلال والقمع".
وأضافت دين أن "مثل هذه الإجراءات تحطم التوقعات وتخلق إحساسا جديدا بالاحتمال، وتحرر الناس من اليأس والإحباط".
على الرغم من أن إطلاق دين الافتتاحي كان موضوعا للسخرية والشكوى بين المؤيدين لإسرائيل، إلا أن بحثها تناول أيضا كيف تم إخبار الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والكتاب كيف يفكرون ويشعرون ويتعاملون مع أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
وقالت دين لموقع "ميدل إيست آي" إن بحثها حاول "التقاط ردود الفعل التي شعر بها الكثيرون، والموجودة في العالم. خاصة عندما تقرأ كتابات من أشخاص ليسوا في الولايات المتحدة [مثل] أشخاص يعيشون في الجنوب العالمي. حيث ستجد العديد من التصريحات مثل هذه، في البداية في الولايات المتحدة، ثم تم إغلاقها بسرعة".
ووصفت الأستاذة الشهيرة "سياسة المشاعر" بأنها مهمة في هذه اللحظة. وأضافت أنه من المثير للاهتمام أنها تُعاقب الآن لأنها تجرأت على التحدث عن مشاعر الناس بشأن هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
تقول دين إنها لا تستطيع إلا أن تلاحظ المفارقة في الانضباط على نفس الشيء الذي تصفه في القطعة. "لقد تم تأديبي لوصف شعور ما"، حسب التقرير، وتضيف: "أنا أحاول في هذا البحث التقاط إحساس بالنضال من أجل الحرية وأهمية النضال من أجل الحرية للاعتراف بالفلسطينيين كبشر كاملين".
وأضافت دين: "يبدو أن عدم القدرة على الاعتراف بشجاعة وعزيمة المقاومة هو أحد الأشياء التي تمنع تطور قدر كبير من التضامن الذي نحتاجه حقا هنا في بطن الوحش في الولايات المتحدة لإيقافنا المشاركة في هذه الإبادة الجماعية وتقديم الدعم الحقيقي لها".
بعد أربعة أيام من نشر البحث، أبلغ زملاؤها دين أن حملة عبر الإنترنت ضدها بدأت تكتسب المزيد من القوة. وبعد يوم واحد، تم استدعاؤها إلى مكتب غيران، حيث تم تلاوة بيان يخبرها بأنه تم فصلها من مواصلة واجباتها كمحاضرة. وتم إبلاغها أنه سيتم إجراء تحقيق.
وقال غيران في رسالة تمت مشاركتها مع موقع "ميدل إيست آي": "إننا جميعا نتقاسم المسؤولية للتأكد من أننا لا نجعل هذا وقتا أكثر صعوبة".
وفي بيان أُرسل إلى موقع ميدل إيست آي، قالت كاثرين ويليامز، نائبة رئيس التسويق والاتصالات في كلية هوبارت أند وليام سميث، إن دين في إجازة بانتظار التحقيق.
وأضافت أن " كلية هوبارت أند وليام سميث تؤمن إيمانا عميقا بحرية التعبير والحرية الأكاديمية وتدعمهما. إنها إحدى مبادئ عملنا. وهذا يعني أن الأستاذة دين لها الحق في التعبير عن آرائها، تماما كما يحق للآخرين اعتبار تلك الآراء مستهجنة ومسيئة وإدانتها".
وتابعت ويليامز: "ومع ذلك، فإن كلية HWS أيضا ملزمة - كما هو الحال مع جميع الكليات والجامعات في الولايات المتحدة - بموجب قوانين مكافحة التمييز الفيدرالية، بما في ذلك الفصل السادس، باتخاذ إجراءات عندما نعلم أو يجب أن نعرف بوجود بيئة معادية قائمة على أسس وطنية. هذا هو القانون ونحن نلتزم به تماما".
ردا على بيان الجامعة، قالت دين لموقع "ميدل إيست آي"، إن الكلية لم توضح أو تشرح بعد لماذا يوجد سبب للاعتقاد بأن الطلاب قد يشعرون بعدم الأمان نتيجة لبحثها.
وقالت دين إن جزءا من الجهود المبذولة لإملاء رد فعل الناس أو شعورهم تجاه الجرائم الإسرائيلية متجذر في الدعم المؤسسي طويل الأمد لإسرائيل.
وأضافت أنه "من الواضح جدا أن إسرائيل منخرطة في حرب إبادة جماعية. وأن الجهود المبذولة للتظاهر بعدم حدوث ذلك لا تزال قائمة، خاصة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا".
واختتمت حديثها بالقول إن "مؤسسات التعليم العالي هي جزء من النظام الإمبراطوري الذي يحافظ على الدعم الأمريكي لإسرائيل. أعتقد أن هذا الجزء ينهار أكثر من أي وقت مضى، منذ عام 1967، على الأقل".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غزة فلسطين امريكا فلسطين غزة الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الولایات المتحدة هیئة التدریس میدل إیست آی تشرین الأول
إقرأ أيضاً:
بسبب المهاجرين غير الشرعيين.. أزمات تواجه الولايات المتحدة بعد عودة ترامب
تطورات متسارعة شهدتها دول أمريكا اللاتينية منذ وصول دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة، في 20 يناير الجاري، وما صاحبها من إصدار الرئيس 47 لعدة أوامر تنفيذية كان من أهمها المتعلق بالمهاجرين غير الشرعيين وعمليات الترحيل التي نفذتها وكالات إنفاذ القانون الأمريكي.
ترحيل المهاجرين غير الشرعيين، فجر أزمة اقتصادية بين الولايات المتحدة وكولومبيا، حليف «واشنطن» بالمنطقة، على خلفية رفض حكومة الرئيس جوستافو بيترو، استقبال طائرات عسكرية تحمل مهاجرين غير شرعيين وسط أنباء عن معاملة سيئة تعرضها لها هؤلاء المهاجرين وتكبيلهم بالأصفاد.
أزمة اقتصادية مؤقتة بين الولايات المتحدة وكولومبياالأزمة الاقتصادية بين الولايات المتحدة وكولومبيا، التي شهدت فرض تعريفات جمركية متبادلة بنسبة 25%، سرعان ما انتهت مؤقتا بعد موافقة «بوجوتا» على طلبات واشنطن، وإعلان الولايات المتحدة، تعليق قرار فرض الرسوم مؤقتا.
المكسيك، الجارة الجنوبية للولايات المتحدة، هي الأخرى، رفضت في البداية استقبال رحلة جوية تحمل مهاجرين غير شرعية في البداية، وسرعان ما وافقت حكومة الرئيسة كلوديا شينباوم على استقبال الرحلة.
دخول البرازيل على خط أزمة المهاجرينالبرازيل، من جانبها، دخلت على خط الأزمة واستدعت أكبر مبعوث أمريكي في البلاد، جابرييل إسكوبار، على خلفية إساءة معاملة مهاجرين برازيليين، فيما أكد الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، إنه سيردّ بالمثل على «واشنطن» في حال قرر نظيره الأمريكي دونالد ترامب زيادة الرسوم الجمركية على منتجات بلاده، وفق لما ذكرته إذاعة «مونت كارلو» الدولية الفرنسية.
وتعليقا على ما يحدث بين الولايات المتحدة ودول فنائها الخلفي، قال الدكتور محمد عطيف، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة شعيب الدكالي، بالمملكة المغربية، والمتخصص في شؤون أمريكا اللاتينية، في تصريحات لـ«الوطن»، إن موافقة الحكومة الكولومبية على قرار ترحيل المهاجرين بعد رفضها في البداية، يتجلى في عدد من الاعتبارات، أولها السياق السياسي والدبلوماسي، مضيفا إن كولومبيا تعتمد بشكل كبير على العلاقات مع الولايات المتحدة.
كولومبيا دولة هشة داخلياوثالث الاعتبارات، وفق الدكتور محمد عطيف، أن كولومبيا دولة بها نزاعات داخلية مما قد يجعلها على صفيح ساخن بسبب المهاجرين الذين يتم ترحيلهم، خاصة إذا كانوا مرتبطين بجماعات مسلحة أو عصابات إجرامية.
المكسيك والولايات المتحدة تربطهما علاقات اقتصادية معقدةوفيما يتعلق بالمكسيك، قال الدكتور عطيف، أن المكسيك والولايات المتحدة تربطهما علاقات اقتصادية وأمنية معقدة، ويدل تراجع المكسيك عن رفضها لطائرة عسكرية أمريكية، على أنها قد تكون قد حصلت على ضمانات أمريكية لدعم اقتصادي أو تعاون أمني، مشيرا إلى أن من المحتمل، أن التهديدات الأمريكية بفرض تعريفات جمركية على الصادرات المكسيكية يمكن أن تكون عاملا رئيسيا في تغيير موقف «مكسيكو سيتي».
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وعد في وقت سابق، بفرض رسوم جمركية على المكسيك وكندا بـ25%، غدا السبت، ورغم قرارات الرئيس 47، بترحيل المهاجرين ونشر تعزيزات لإبعاد المهاجرين وإلغاء كل طلبات اللجوء، غادرت قافلة تضمّ أكثر من 1000 مهاجر جنوب المكسيك في 25 و26 يناير الجاري متجهة إلى الولايات المتحدة، وفق لما ذكرته إذاعة «مونت كارلو الدولية» الفرنسية.
البرازيل متوجسة من تأثيرات الأزمة على استقرار المنطقةوحول تدخل البرازيلي على خط الأزمة، أوضح عطيف، أن علاقة القوى الصاعدة في منطقة أمريكا اللاتينية على رأسها البرازيل التي لها أهداف استراتيجية تسعى إلى تحقيقها، التي تتمثل في لعب دور قيادي في أمريكا اللاتينية، خاصة في ظل عودة الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا إلى السلطة، وأشار المتخصص في شؤون أمريكا اللاتينية،أن قد تكون البرازيل متوجسة من تأثيرات الأزمة على استقرار المنطقة، مما قد يؤثر على مصالحها الاقتصادية والأمنية، بل حتى في القيادة الإقليمية.