صُنفت المملكة العربية السعودية ضمن أوائل دول العالم في تطوير استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي، حسبما أعلن مؤشر جامعة ستانفورد الدولي للذكاء الاصطناعي 2024 الصادر مؤخراً الذي يُعد مصدرًا شاملاً لواضعي السياسات والباحثين والمتخصصين في الصناعة لفهم الوضع الحالي للذكاء الاصطناعي والاتجاهات المستقبلية بشكل أفضل.

ويتماشى هذا المستوى المتقدم مع توجه المملكة نحو الاستفادة من تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي في ظل توجيه ودعم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله - ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، للاستفادة من استخدامات هذه التقنيات الفعّالة والعميقة من أجل خدمة البشرية مع وضع إطارٍ عالميٍ يدعم التعاون الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي.

ويؤكد ذلك المستوى الذي وصلت إليه المملكة في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي نجاح مستهدفات رؤية السعودية 2030 التي يرتبط الذكاء الاصطناعي بها بنسبة 70 % بشكل مباشر والباقي بشكل غير مباشر، من أجل أن تتبوأ البلاد مكانة متميزة في المؤشرات العالمية بمختلف المجالات ومنها مجال الذكاء الاصطناعي الذي تقوده سدايا منذ إنشائها عام 2019م بوصفها الجهة المختصة بالبيانات (بما في ذلك البيانات الضخمة) والذكاء الاصطناعي والمرجع الوطني في كل ما يتعلق بهما من تنظيم وتطوير وتعامل.

وتتكامل هذه الخطوة مع ما حققته المملكة عام 2023م حينما نالت المركز الأول عالميًا في مؤشر الإستراتيجية الحكومية للذكاء الاصطناعي، وهو أحد مؤشرات التصنيف العالمي للذكاء الاصطناعي الصادر عن "Tortoise Intelligence" الذي يقيس أكثر من 60 دولة في العالم، إلى جانب ما حققته المملكة بحصولها على المركز الثاني عالميًا في مجال الوعي المجتمعي بالذكاء الاصطناعي وفقاً لمؤشر جامعة ستانفورد الدولي للذكاء الاصطناعي 2023.

وتنسجم هذه المستويات العالمية مع جهود (سدايا) في تعزيز مكانة المملكة كدولة رائدة في البيانات والذكاء الاصطناعي، وتمكين منظومة الذكاء الاصطناعي من خلال بناء القدرات ووضع السياسات وتمكين الاستثمار والابتكار وتطوير البنية التحتية التقنية، وتحفيز تبني الذكاء الاصطناعي في المجالات ذوات الأولوية لخدمة الأولويات الوطنية.

وتكرّس "سدايا" جهودها لتحقيق مجموعة من الأهداف الإستراتيجية من بينها مواصلة تحديث أجـندة البيانات الوطنية والذكاء الاصطناعي، وتنفيذ أجندة البيانات والذكاء الاصطناعي على الصعيد الوطني بما يضمن الارتقاء بالمملكة إلى الريادة ضمن الاقتصادات القائمة على المعلومات والبيانات والذكاء الاصطناعي.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي البیانات والذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی للذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

غزة ما بعد الحرب.. خبراء يناقشون رؤى استراتيجية في سياق عالمي

عقد مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، حلقة نقاش بعنوان "غزة ما بعد الحرب: رؤى استراتيجية في سياق عالمي"، بمشاركة نخبة مختارة من مدراء مراكز التفكير والدراسات والخبراء والمختصين في العلاقات الدولية، من أوروبا وآسيا ومنطقة الشرق الأوسط، وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وإفريقيا، يوم الأربعاء في 19/2/2025، عبر نظام مؤتمرات الفيديو (الزووم).

أدار أ. نعيم جينا، المدير التنفيذي لمركز إفريقيا والشرق الأوسط ـ جنوب إفريقيا، حلقة النقاش، التي سلّطت الضوء على القضايا المعقَّدة والملحّة التي تواجه قطاع غزة بعد الحرب الإسرائيلية عليه، بما في ذلك إعادة الإعمار، ومستقبل الحوكمة في مرحلة ما بعد الحرب، خصوصاً بعد عودة ترامب إلى الرئاسة، ودور أبرز القوى الدولية.

استهلَّ أ. د. محسن محمد صالح، مدير عام مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، حلقة النقاش بالترحيب بالحضور، وقدَّم تعريفاً بالمركز، ونبّه إلى دوره في الدراسات السياسية والاستراتيجية والمستقبلية خصوصاً المتعلقة بقضية فلسطين، وإلى معاييره العلمية والموضوعية الدقيقة، وإلى إصداره أبرز المراجع الدورية الفلسطينية.

قطع المساعدات الأمنية عن السلطة الفلسطينية هي عملياً نهاية لها، وهو ما يسعى إليه الأمريكيون والإسرائيليون ليضعوا حداً لفكرة حلّ الدولتين.قدَّم المداخلة الأولى أ. د. سامي العريان، مدير مركز دراسات الإسلام والشؤون الدولية CIGA – تركيا، وطَرَحَ رؤية الولايات المتحدة حول غزة ما بعد الحرب، وقال إنّه من الممكن قراءة اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من ثلاث نواحٍ، هي أنّه اقتراح جديّ؛ أو اعتبار ترامب كأحد كبار رجال التطوير العقاري الذي يقدّم اقتراحات كبرى يصعب تطبيقها، حتى يصل بعد التفاوض إلى معادلة يتراجع فيها عن موقفه الأصلي الذي لا يمكن تحقيقه بالأصل، ولكنها تلبي أهداف الإسرائيليين والأمريكيين من خلال إزالة المقاومة من المعادلة؛ أو أنّ ترامب يحاول أن يمنع نتنياهو من استئناف الحرب لأنّ لديه أجندة طويلة داخلية وخارجية يريد تطبيقها خلال سنتين.

ورأى أنّ الوضع الاستراتيجي بشكل عام في الولايات المتحدة ليس كما كان عليه قبل طوفان الأقصى، فهناك بعض المكاسب التكتيكية، ولكن هناك خسائر استراتيجية وهي التي ستحدد المستقبل.

وأضاف: إنّ قطع المساعدات الأمنية عن السلطة الفلسطينية هي عملياً نهاية لها، وهو ما يسعى إليه الأمريكيون والإسرائيليون ليضعوا حداً لفكرة حلّ الدولتين.

وقدّم د. أندريه كورتونوف، مدير عام المجلس الروسي للشؤون الدولية ـ روسيا، مداخلة حول رؤية روسيا حول غزة ما بعد الحرب، حيث أكّد أنّ موسكو ما زالت تعارض محاولات الولايات المتحدة لجعل المشكلة الفلسطينية ـ الإسرائيلية مسألة إيرانية، وأنّه لا يمكن حلّ القضية الفلسطينية من خلال المكوكية الديبلوماسية.

وأشار إلى أنّ هناك تشكيكاً في "صفقة القرن"، وأنّ محاولات ترامب الحالية للتوسط بين "إسرائيل" والسعودية على حساب القضية الفلسطينية تعدّ خطوة غير مناسبة وغير عملية. وشدّد على أهمية تقديم المساعدة للفلسطينيين في الضفة والقطاع في العملية الانتقالية بين الأجيال، وتلتزم روسيا بتسهيل المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، وهو ما تهدف إليه في سياستها الخارجية.

وقدّم المداخلة الثالثة د. تشين تيان، نائب رئيس معهد دراسات الشرق الأوسط، المعهد الصيني للعلاقات الدولية المعاصرة ـ الصين، الذي تحدّث عن رؤية الصين حول غزة ما بعد الحرب، وتوقَّع أن تقع غزة مجدداً في فخّ الحرب، بسبب ضغط اليمين المتطرف الإسرائيلي على الحكومة الإسرائيلية لإطلاق عمليات عسكرية جديدة ضدّ كافة أعداء "إسرائيل". وقال إنّ الصين ستلتزم بدعمها لحل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية، وتوحيد الفصائل الفلسطينية، وتقديم إسهامات الإنسانية. وأكّد أنّ الصين لا تريد أن تتورط في النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، ولديها سياسة شرق أوسطية تقوم على التوازن في علاقاتها بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما لديها القدرات الاقتصادية للمشاركة في إعادة بناء غزة، لكنّ عدم الاستقرار وعدم وجود تعهدات مالية حتى الآن يشكلان عقبة تحول دون ذلك.

محاولات ترامب الحالية للتوسط بين "إسرائيل" والسعودية على حساب القضية الفلسطينية تعدّ خطوة غير مناسبة وغير عملية.وحول وجهة النظر الإنسانية لقطاع غزة ما بعد الحرب، تحدّث هانز سيبرت، المدير المشارك والعضو المؤسس في مؤسسة نداء السلام - جنوب إفريقيا، عن التحديات التي يواجهها سكان قطاع غزة، خصوصاً بعد الحرب الإسرائيلية على القطاع. كما تطرّق إلى معاناة جرحى قطاع غزة الذين يتم إجلاؤهم إلى خارج القطاع لتلقّي العلاج، ثم يعودون ليعيشوا في أوضاع إنسانية مزرية داخل القطاع، مما يؤدي إلى مفاقمة الأوضاع الإنسانية. وقال إنّ المساعدات الإنسانية لقطاع غزة تُستخدم كسلاح، وأنّ "إسرائيل" تتلاعب بتطبيق قرار وقف إطلاق النار وبقرارات مجلس الأمن. وأضاف أنّه يجب على الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن اتخاذ قرارات بشأن حرب الإبادة، واتخاذ خطوات إضافية لضمان تنفيذ قرار وقف إطلاق النار.

وعن وجهة نظر أوروبا حول غزة ما بعد الحرب، قال د. داود عبد الله، مدير مؤسسة مرصد الشرق الأوسط MEMO ـ بريطانيا، إنّ "إسرائيل" هي جزء لا يتجزأ من الهيكلية الكبرى للاتحاد الأوروبي، وأنّه لا يجب التّسرّع في الاستنتاج بأنّ الأزمة المتنامية بين الولايات الأمريكية والاتحاد الأوروبي ستصبح فرصة للاتحاد ليرسم مساراً مستقلاً لسياسته الخارجية، وخصوصاً اتجاه فلسطين وغزة. وحول المرحلة التي تلي حرب غزة، قال إنه لن تطرأ تحولات أساسية في السياسة الأوروبية تجاه غزة وفلسطين. وأشار إلى أنّ بعض المسؤولين الأوروبيين، ركّزوا على أنّ موقفهم إزاء غزة ما بعد الحرب هو أنّه لا مجال لوجود حماس، ولا لإعادة الاحتلال، ولا مجال لتقليص الأراضي، ولا مجال للحصار.

إنّ "إسرائيل" هي جزء لا يتجزأ من الهيكلية الكبرى للاتحاد الأوروبي، وأنّه لا يجب التّسرّع في الاستنتاج بأنّ الأزمة المتنامية بين الولايات الأمريكية والاتحاد الأوروبي ستصبح فرصة للاتحاد ليرسم مساراً مستقلاً لسياسته الخارجيةوقدّم المداخلة الأخيرة من المداخلات الرئيسية د. عمرو درّاج، رئيس المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية ـ تركيا، الذي تناول موضوع التفاعل الإسرائيلي مع التداعيات الاستراتيجية لما بعد الحرب على غزة، وقال إنّه لا يتوقع مستقبلاً واعداً للهدنة، أو لأي شكل من أشكال "السلام" في المنطقة بأسرها، وليس فقط في قطاع غزة. وأضاف أنّ مقترح ترامب بشأن إخراج الفلسطينيين من القطاع هو محاولة لفرض قبول خطة أخرى قيد الإعداد، تتضمن وضع الجيوش العربية في مواجهة مع المقاومة في غزة، بدلاً من أن يتولى الإسرائيليون هذه المهمة. وأكّد على ضرورة بقاء نوع من المنطق لدى البلدان العربية لتجنب الوصول إلى هذه المرحلة، مشيراً إلى أن السبيل الوحيد يكمن في الضغط الدولي القوي.

كما كان للأستاذة شيلي كالبرتسون، باحثة أولى في مجال السياسات في مؤسسة راند RAND  - الولايات المتحدة، تعقيباً رئيسياً على موضوع الحلقة، حيث عرضت لمحة عامة سريعة لبعض الأعمال والتقارير، آخرها تقرير يتناول خطة للبنية التحتية في الضفة الغربية وقطاع غزة. وأضافت إنّ خطة إعادة الإعمار تتطلّب تلبية الاحتياجات الإنسانية، وتقييم الأضرار، والتنسيق مع الأطراف الرسمية، واعتماد مقاربة فعّالة من حيث مواد إعادة الإعمار، وأنّه إذا لم تتم هذه الخطوات، قد يحتاج قطاع غزة إلى سنوات طويلة لإعادة إعماره.

وكانت هناك مداخلات وتعليقات مهمة من مجموعة أخرى من الخبراء والمتخصصين. وقد شهدت هذه الحلقة مشاركة عالمية من خبراء كبار ومؤسسات تفكير عالمية، ومن بلدان عديدة مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، والصين، وبريطانيا، والنرويج، وجنوب إفريقيا، والسلفادور، وماليزيا، وتركيا، وغيرها من الدول العربية والغربية.

مقالات مشابهة

  • غزة ما بعد الحرب.. خبراء يناقشون رؤى استراتيجية في سياق عالمي
  • شركات وطنية تستعرض أنظمة رصد مدعومة بالذكاء الاصطناعي
  • جامعة عجمان تختتم الملتقى الرابع للذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم
  • م. السواحة: المملكة شريك إستراتيجي في عصر الذكاء الاصطناعي
  • وزير الاتصالات: المملكة شريك إستراتيجي في عصر الذكاء الاصطناعي
  • الأحد.. مؤتمر "مارلوج 14" يستعرض تطبيقات الذكاء الاصطناعي ودورها بالنقل البحري والخدمات اللوجستية
  • هل تدخل الهند مضمار الذكاء الاصطناعي بعد أن أصبحت مركزا للتكنولوجيا العالمية؟
  • المملكة في اجتماع منظمة التعاون الرقمي.. جهود رائدة في عصر الذكاء الاصطناعي
  • جامعة أسوان تطلق الملتقى الدولي الرابع للسياحة الرياضية.. آفاق جديدة للرياضة والذكاء الاصطناعي
  • وزير الاتصالات: نستهدف تدريب أكثر من 30 ألف متدرب وخبير في مجال الذكاء الاصطناعي