إسبانيا تجدد تأكيدها دعم مغربية الصحراء بإستضافة منتدى الإستثمار بالداخلة في مدريد
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
زنقة 20. مدريد
دعا رئيس مجلس جهة الداخلة وادي الذهب، الخطاط ينجا، اليوم الثلاثاء بمدريد، رجال الأعمال والمقاولات الإسبانية إلى اغتنام الفرص الاستثمارية التي توفرها الجهة، التي أصبحت مركزا تجاريا ولوجستيا قاريا.
وأكد السيد ينجا، خلال منتدى رفيع المستوى، نظم بالعاصمة الإسبانية بمبادرة من غرفة تجارة مدريد بشراكة مع سفارة المغرب بإسبانيا، أن جهة الداخلة وادي الذهب، بفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي والمتميز، أضحت مركزا لوجستيا وتجاريا لإفريقيا وبوابة للشركات الكبرى إلى السوق الإفريقية، مع إمكانات مستقبلية واعدة.
وأضاف أن جهة الداخلة وادي الذهب تتحول بشكل متزايد إلى “منصة لخلق الثروات” بفضل القطاعات المتطورة باستمرار مثل الصيد والسياحة والتجارة والفلاحة والطاقات المتجددة، مضيفا أن الجهة مجهزة أيضا ببنيات تحتية رفيعة المستوى توفر المرافق اللازمة لتطوير كافة الأنشطة التجارية والاقتصادية.
وفي هذا السياق، أشار السيد ينجا إلى أن مشروع ميناء الداخلة الأطلسي الضخم سيوفر دفعة كبيرة للاستثمارات الأجنبية.
وقال إن المبادرة الدولية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لتعزيز نفاذ بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي، تهدف إلى جعل جهة الداخلة – وادي الذهب على وجه الخصوص وأقاليم الجنوب عموما، منطقة جاذبة للاستثمارات بما يفتح آفاق لمزيد من تعزيز العلاقات التجارية مع الدول الإفريقية الشقيقة.
ومن ثم، دعا السيد ينجا رجال الأعمال الإسبان لاستكشاف الفرص المختلفة التي توفرها الجهة والتي تقدم لهم نظام دعم مناسب لتطوير أعمالهم في أفضل الظروف.
وأضاف: “معا يمكننا استكشاف فرص جديدة والعمل من أجل مستقبل أكثر ازدهارا لمواطنينا”، معربا عن العزم على تعميق العلاقات مع مختلف الجهات الإسبانية من أجل بناء مستقبل أفضل وبيئة أكثر ازدهارا.
ويشارك في هذا المنتدى نحو مائة مستثمر ومقاولة إسبانية كبيرة من مختلف قطاعات النشاط الاقتصادي مثل إيبردرولا ورينفي وألستوم وفيكتاليا وريبسول فضلا عن شخصيات سياسية.
وتضمن برنامج هذا اللقاء عدة حلقات نقاش نشطها مسؤولون من المركز الجهوي للاستثمار حول “مناخ الأعمال وفرص الاستثمار بين جهة الداخلة وإسبانيا” و”الاستراتيجيات القطاعية لجهة المغرب والداخلة”.
وركزت المداخلات أيضا على عرض ميناء الداخلة الأطلسي الجديد وفرص الاستثمار في قطاعات التجارة والسياحة والصناعة وتربية الأحياء المائية بالمنطقة.
من جهتها، أكدت سفيرة المغرب في إسبانيا، كريمة بنيعيش، اليوم الثلاثاء بمدريد، أن جهة الداخلة – وادي الذهب أضحت قطبا اقتصاديا إقليميا رئيسيا يربط المغرب مع امتداده الإفريقي ويوفر فرصا استثمارية كبيرة للفاعلين الاقتصاديين المغاربة والأجانب على حد سواء.
وأوضحت السيدة بنيعيش، أمام ثلة من السفراء الأفارقة والعرب وحوالي مائة من رجال الأعمال ورؤساء المقاولات الإسبان، المشاركين في منتدى اقتصادي تمحور حول فرص الاستثمار التي توفرها جهة الداخلة – وادي الذهب، أن هذه الجهة تعد من أكثر الجهات دينامية في المغرب بفضل النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية الذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس سنة 2015.
وأبرزت الدبلوماسية أن هذا النموذج التنموي مكن من تنفيذ برامج هيكلية مختلفة لمواكبة تنمية الجهة في العديد من المجالات، بما في ذلك البنيات التحتية للموانئ والطاقة والفلاحة والصيد البحري والسياحة والتكوين والثقافة والبيئة.
وقالت السيدة بنيعيش: “اليوم، يتعين علينا الاستفادة من هذه المؤهلات والمزايا التي توفرها هذه المنطقة، وكذا من اللحظة التاريخية التي تشهدها العلاقات بين المغرب وإسبانيا، لدعم المستثمرين الإسبان في المملكة وفق منظور رابح-رابح”.
وأضافت أن المغرب تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أطلق سياسة إفريقية “واقعية وبناءة”، تعزز التعاون المثمر بين بلدان الجنوب وتجعل من المغرب قطبا إقليميا وقاريا.
وفي هذا السياق، ذكرت السيدة بنيعيش بإطلاق جلالة الملك، في نونبر 2023، للمبادرة الأطلسية الرامية إلى تعزيز ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، مراهنا بذلك على الاندماج الإقليمي الذي يتيح فرصا كبيرة للتحول الاقتصادي والاجتماعي والأمني والبيئي.
إلى ذلك، أكد نائب رئيس غرفة التجارة بمدريد، أوغوستو دي كاستانيدا، أن المنتدى الاقتصادي رفيع المستوى حول فرص الاستثمار بجهة الداخلة-وادي الذهب، المنظم اليوم الثلاثاء بمدريد، يتيح فرصة العمل على تعزيز علاقات التعاون التجاري بين إسبانيا والمغرب.
وأشار السيد دي كاستانيدا خلال هذا اللقاء إلى أن “هذا الاجتماع المهم يتيح لنا فرصة التعرف على بعضنا البعض وتعزيز صداقتنا، الأمر الذي سيؤدي إلى التقدم المتبادل”، مؤكدا على أهمية هذا الحدث الذي عقد بمبادرة من الغرفة بالشراكة مع سفارة المغرب بإسبانيا.
وعلى أساس هذا المبدأ، يقول المسؤول الإسباني، فإن غرفة التجارة بمدريد “تدعم بقوة” هذا النوع من الفعاليات كوسيلة لتعزيز المعرفة المتبادلة والتعرف عن كثب على فرص الاستثمار التي توفرها المنطقة.
وأشار نائب رئيس غرفة التجارة بمدريد إلى أن “المغرب قوة اقتصادية إقليمية ذات اقتصاد حديث ومتنوع، وموقعه الجغرافي الاستراتيجي يتيح له الولوج إلى سوق تضم 2500 مليون نسمة”.
وتابع قائلا: إن “موقع المغرب كبوابة لأفريقيا ومركز لوجستي ومالي بالنسبة لسوق جنوب الصحراء يجعله بلدا استراتيجيا”، مشيرا إلى أن المبادلات التجارية بين المغرب وإسبانيا بلغت رقما قياسيا وصل إلى 12 مليار يورو خلال العام 2023.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: جهة الداخلة وادی الذهب فرص الاستثمار التی توفرها إلى أن
إقرأ أيضاً:
مركز دولي مقره الداخلة يطلق نداء من جنيف لإنهاء تجنيد الأطفال
أطلق المركز الدولي للأبحاث حول الوقاية من تجنيد الأطفال (IRCPCS)، ومقره الداخلة، نداءً عاجلًا، الخميس بجنيف، يدعو إلى تعبئة دولية فورية لضمان العودة الآمنة والعاجلة للأطفال المجندين قسرًا من قبل الجماعات المسلحة، بما في ذلك ميليشيات البوليساريو.
جاء هذا النداء خلال مؤتمر نُظّم على هامش الدورة الـ58 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، تحت عنوان “أطفال شمال إفريقيا: الوصول إلى التعليم، الحماية والتنمية”. وخلال هذا اللقاء، شدّد المركز على أن آلاف الأطفال يُنتزعون يوميًا من عائلاتهم، ويُستغلّون في النزاعات، ويُحرمون من طفولتهم. فمن كولومبيا وهايتي، إلى الساحل الإفريقي وشمال نيجيريا، مرورًا بجمهورية الكونغو الديمقراطية ومخيمات تندوف في الجزائر، والفلبين وميانمار، يقع هؤلاء الأطفال ضحايا حلقة مفرغة من العنف والتطرف، تقودها جماعات مسلحة تنتهك بشكل صارخ حقوقهم الأساسية.
المركز، الذي أجرى تحقيقات معمقة حول أوضاع الأطفال المجندين في العديد من مناطق النزاع حول العالم، يقدّر أن ما بين 250 ألفًا إلى 500 ألف طفل متورطون في نزاعات مسلحة على الصعيد الدولي، وأن حوالي 300 ألف منهم يشاركون بشكل مباشر في القتال، من بينهم 120 ألفًا في إفريقيا. وأشار إلى أن هؤلاء الأطفال لا يُستخدمون فقط كمقاتلين، بل أيضًا كجواسيس، وعبيد جنسيين، وحمالين، ودروع بشرية، مما يجعل هذه الظاهرة جريمة ضد الإنسانية آخذة في الاتساع.
في هذا السياق، استعرض رئيس المركز، عبد القادر فيلالي، الأوضاع المقلقة للأطفال في العديد من مناطق النزاع، مسلطًا الضوء على المخاطر التي يواجهها الأطفال في مخيمات تندوف بجنوب غرب الجزائر، حيث تقوم ميليشيات البوليساريو، منذ عام 1982، بتجنيد الأطفال قسرًا، وإخضاعهم لتدريبات عسكرية وأدلجة أيديولوجية ممنهجة، في انتهاك صارخ للقانون الدولي.
المركز طالب بضرورة التحرك الفوري لإنهاء هذه المأساة، داعيًا إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الأطفال المحتجزين من قبل الجماعات المسلحة، وإطلاق برامج طارئة لإعادة تأهيلهم نفسيًا، وطبيًا، واجتماعيًا. كما أوصى بوضع خطة دولية لإعادتهم إلى بلدانهم تحت إشراف دولي يضمن سلامتهم واندماجهم في المجتمع، مشددًا على ضرورة محاسبة المتورطين في هذه الانتهاكات، ووقف الإفلات من العقاب، إذ إن تجنيد الأطفال يُعد جريمة حرب بموجب القانون الدولي.
وفي سياق الجهود المبذولة لحماية الأطفال، استعرض المشاركون في المؤتمر التجربة الرائدة للمغرب في تعزيز حقوق الطفل، حيث تم إبراز التطورات الإيجابية التي شهدتها الأقاليم الجنوبية للمملكة في توفير خدمات تعليمية متطورة، وضمان بيئة ملائمة لنمو الأطفال وحمايتهم. وقد تم التأكيد على أن هذا النموذج يعكس رؤية متكاملة تهدف إلى إدماج حقوق الطفل في استراتيجيات التنمية المستدامة.
المؤتمر خلص إلى أن معالجة ظاهرة تجنيد الأطفال تتطلب إرادة دولية قوية، وتعاونًا وثيقًا بين الحكومات، والمنظمات الإنسانية، والمجتمع المدني، لوضع حد لهذه الجريمة التي تمثل وصمة عار في جبين الإنسانية. وأكد المركز أن التغاضي عن هذه المأساة لم يعد خيارًا، وأن العالم مطالب باتخاذ إجراءات ملموسة لإنقاذ الأطفال من دوامة العنف والاستغلال.
كلمات دلالية تجنيد الأطفال مركز دولي