القاضي قطران من داخل سجون مليشيا الحوثي: "لن يرتاحوا إلا وقدنا ميت"
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
"هؤلاء لن يرتاحوا وتطيب أنفسهم إلا وقدنا ميت". كانت هذه أبرز جملة قالها القاضي عبدالوهاب قطران لنجله "محمد" أثناء زيارته إلى مقر اعتقاله لدى مليشيا الحوثي (المصنّفة على قائمة الإرهاب).
وقال محمد قطران (نجل القاضي عبدالوهاب قطران) على حسابه في فيسبوك، إنه زار والده وشاهد وجهه شاحبا "وصحته النفسية والجسدية أسوأ من ذي قبل"، مشيراً إلى أن عيني والده متورّمتان "ويسيل منهما الدمع بشكل غير طبيعي".
وردا على سؤاله لوالده عن سبب شحوب وجهه وظهور الإعياء على جسده، أفاده بأنه متعب جدا وترفض مليشيا الحوثي السماح بنقله لتلقي العلاج في أحد مشافي المدينة، أو توفير طبيب له إلى داخل المعتقل.
وذكر القاضي قطران أنه أمضى داخل المعتقل "ثلاثة أشهر ونصف الشهر، ظلما وعنترية"، ولفقت ضده المليشيا تهما كيدية دون أدنى إثبات.
وأضاف القاضي قطران -حسب منشور نجله- "انا قد با اجنن هانا، مسجون بدون اي تهمة ولا قضية.. جالسين حاقدين علي من يوم الإعلام حق سبتمبر، والاحتفال بعيد سبتمبر، ولقائي بحمير الأحمر..".
ولفت إلى أن المقال الذي كتبه قبل اعتقاله، ليس إلا عذرا لحبسه والتنكيل به على ما قام به في ذكرى عيد ثورة 26 سبتمبر، وهو ما اتضح له من خلال حملة تحريض قادتها الاذاعات والقنوات الفضائية الخاضعة للحوثيين من قِبل بعض العاملين فيها بينهم الإعلامي السلالي "حمود شرف"، حد قوله.
ويضيف قطران الإان على لسان والده: اتهموني بارتباطات خارجية، ونية تنفيذ انقلاب.. مع انهم فتشوا جميع اجهزتنا الالكترونية ولم يجدوا فيها حتى دليل أو إثبات واحد.
وأشار إلى أن استمرار سجنه وتعمد التنكيل به هو فقط هيمنة وعنترة، ولم يبالوا بما اقترفوه أو إعارته أدنى اهتمام، وتناسيهم المتعمّد لقضيته ومثله كل مسجون يتعرض للاختطاف.
وطالب القاضي قطران نجله محمد، أن يبلغ الإعلاميين والناشطين وجميع اصدقائه وعبرهم المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية، بمزيد من حملات التضامن والمناصرة.
وجدد القاضي قطران التأكيد بأن ما ارتكبه جهاز الأمن والمخابرات والسلطات الخاضعة للمليشيا الحوثية بحقه، يعد تجاوزا للحصانة القضائيه وانتهاكاً صارخاً.
وكانت قد اقتحمت قوة مسلحة تابعة لجهاز الأمن والمخابرات الحوثي، منزل القاضي عبدالوهاب قطران في صنعاء، صباح الثلاثاء 2 يناير 2024م، دون مبرر قانوني، واختطفته إلى أحد سجون الجهاز.
وقامت المليشيا الحوثية بانتهاك حرمة مسكن قطران وتفتيش محتوياته، وارهاب اسرته وأطفاله واختطافه، على خلفية كتاباته ومواقفه المدافعة عن حقوق الإنسان.
وكان قطران قد انتقد مسلحين حوثيين يرتدون بزات عسكرية، نشرتهم المليشيا في شوارع صنعاء، عشية ذكرى عيد 26 سبتمبر، وشنوا حملات اعتداءات على المركبات والمواطنين المشاركين في احتفالات العيد الوطني، ومصادرة العلم الوطني ودوسه باقدامهم، وفق ما وثقته عدسات هواتف شبّان مشاركين في الاحتفالية.
ونشر قطران صورة له على حسابه في موقع فيسبوك، وهو على سطح منزله وخلفه العلم الوطني يرفرف خفاقا، في رسالة صريحة للمليشيا بأن الشعب اليمني متمسك بثورته الأم، أعقبها زيارة للشيخ القبلي البارز حمير الأحمر، الذي تصنّفه المليشيا ضمن أعدائها.
ووصفت قيادات المليشيا الحوثية، في تصريحات رسمية، هذه الاحتفالات بمخطط خارجي يقوده (العدوان). في إشارة إلى التحالف الذي تقوده السعودية، في مساع لطمس الثورة الأم واستبدالها بانقلاب 21 سبتمبر الذي نفذته في العام 2014م.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: القاضی قطران
إقرأ أيضاً:
الاستيلاء على الخرطوم أخذ عامين قبلها وهذا تخطيط يتجاوز المليشيا
هنالك قدر جغرافي، بني عليه خطأ سياسي واقتصادي وأمني، ألا وهو موقع (العاصمة المثلثة) .. هذا الموقع المتميز العنيد أسس للقاعدة أن من يسيطر على الخرطوم يسيطر على السودان، حتى الثورات تنطلق شرارتها في مدينة أخرى ولكن لا بد أن تسرق نخب الخرطوم شعلتها وتجعلها ثورة مغشوشة ثم ترسل للمدينة ذاتها لاحقا والية مجنونة تتحدث عن هدم السد ورفت الشريف الرضي .. قمة في الجحود والغرور الخرطومي.
هذه الحرب اعتمدت فيها المليشيا على هذا الخطأ، بل التخطيط للاستيلاء على الخرطوم أخذ عامين قبلها وهذا تخطيط يتجاوز المليشيا، بل ويتجاوز الدولة الوطنية، ويتجاوز حتى أجهزة المخابرات العالمية والاقليمية (غير الضالعة في المكر) .. لأنها لو توقعتها لحزمت أمتعتها أو استعدت .. ما حدث غدر يدرس في كتب التاريخ ويستحسن أن نتجاوز التلاوم الداخلي حوله .. لأن القصة كانت حرب احتلال واستيطان وتقسيم وتجريف ديموغرافي .. لا يضاهيه إلا وعد بلفور وسايكس بيكو .. لم يكن اطلاقا حدثا سودانيا في صراع سلطة داخلي .. يستحسن التركيز على الأساس الذي بني عليه نجاح المخطط، وهو (الخرطوم) هي التي سهلت للمليشيا ورعاتها ضربة تؤدي الى صدمة قاسية وشلل مؤقت لدولة تسيطر على 2 مليون كيلومتر مربع فيها 45 مليون مواطن وجيش عمره مئة سنة .. مخطط كاد أن يكشط قيادة جيش بكامله في نصف ساعة، والسذج يتحدثون عن رصاصة “المدينة الرياضية”!
وللمفارقة، الخرطوم أيضا هي من تسببت في دمار المليشيا لأنها انتشرت عسكريا واجراميا ولكنها لم تسيطر لأن السيطرة فيها معنى ال Governance وهي نهبت السفارات في اليوم الثاني وقدمت الدليل تلو الآخر أنها يمكن أن تكون أي شيء إلا دولة أو حتى قوة نظامية، وأن التفاوض مع الدولة الوطنية هو المخرج الوحيد لرعاة المخطط، بمعنى أن (الخرطوم) فضحت المليشيا ومن وراءها.
الآن الحرب ستنتهي بسقوط المليشيا في الخرطوم عسكريا .. ولكن هذه الحرب جائت لصياغة سودان جديد .. يتفادى خطأ (الخرطوم) .. وقد قطعنا نصف الشوط عمليا .. واستطاعت مدن السودان القيام بالأمر على صعوبته .. نعم صحيح صارت بورتسودان عروس السودان كله وليس عروس البحر الأحمر فقط، ولكن كل المدن ساهمت .. أنظروا الى صمود الأبيض حولين كاملين بحليب الشجاعة .. حتى فطمها دخول الصياد وصارت سودانا مصغرا، وصارت الهجانة جيشا مصغرا.
ان ميرم واحدة من ميارم الفاشر ذات وجه صبوح رفعت سكينا في وجه الغاصب، أعادت صولجان علي دينار المفقود الذي سرقه الانجليز.
مدن السودان كلها تساهم الآن في تحرير الخرطوم من عبئها التاريخي.
في هذا السياق .. ركزوا على الخطأ السوداني في التركيز على الخرطوم وكيف قاد هذا الخطأ للحرب وكان هو ذاته سبب فشل المليشيا ونهاية الحرب، فكروا كيف ستقودنا المحنة لنهضة مدن وحواضر السودان كله .. ركزوا على هذا ولا تنشغلوا بالرشوة التي نالها وليم روتو من لئام العرب لفتح قاعة يوقع فيها قائد ثاني المليشيا مع قفطان يدعوه الناس “قائد ثاني زوجته” على دفتر السقوط الذي يشبههم ويشبه حقارتهم ولا يشبه الشعب السوداني .. نعم صحيح .. تليق بكم العلمانية .. فالخبيث يركمه الله على بعضه!
مكي المغربي