مؤشرات ميدانية في البحر الأحمر تفرض على واشنطن التهدئة مع إيران
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
بعد نصف عام من العدوان على غزة، والذي فرض حقائق وشواهد واضحة للعيان معززة بتقارير أمريكية وغربية وحتى إسرائيلية، تؤكد فشل العدو الإسرائيلي في تحقيق أهدافه المعلنة في غزة، بالرغم من التدمير الشامل الذي طال القطاع والأعداد الكبيرة من الشهداء والجرحى، كذلك تؤكد هذه الحقائق فشل الولايات المتحدة في حماية أمن التجارة الصهيونية في البحرين الأحمر والعربي بالرغم من تشكيلها تحالفًا دوليًا لتنفيذ هذه المهمة.
الغليان والتوتر والتصعيد في الشرق الأوسط، مرده الدعم الأمريكي غير المحدود لكيان العدو الذي أضحى “فوق القوانين الدولية والإنسانية”، لكن هذا الدعم، وإن نجح في الشق السياسي بهيمنة واشنطن على مجلس الأمن وقراراته، إلا أنه فشل في المواجهة العسكرية المباشرة، يتجلى ذلك في منسوب القلق الأمريكي من تصاعد وتيرة الاشتباك بين طهران “وتل أبيب” وجرّ المنطقة إلى حرب إقليمية.
وقبل خوض الولايات المتحدة مغامرة جديدة لمواجهة إيران في جبهة مفتوحة على كل الاحتمالات، عليها مراجعة الحسابات لنتائجها المخزية في البحر الأحمر وذلك استنادًا لارتباك وانفراط عقد تحالفها البحري بمغادرة دول وتعثر فرقاطات أخرى.
موقع “مارين شيبين” المتخصص في الأمن البحري قال إن وزارة الدفاع البلجيكية أجّلت نشر الفرقاطة “لويز ماري” في البحر الأحمر بسبب فشلها في التصدي لهجوم بطائرة مسيّرة، موضحًا أن صاروخًا مضادًا للطائرات علق في أنبوب الإطلاق في أثناء التدريب، ومشيرًا إلى أن الدفاعات الأخرى فشلت في إسقاط الطائرة الأمر الذي فرض على الفرقاطة البلجيكية البقاء في البحر الأبيض المتوسط وتأجيل مهمتها إلى أجل غير مسمى.
الصحيفة الفرنسية “لوفيغارو”؛ نقلت قبل أيام قصة انسحاب الفرقاطة البحرية الفرنسية “فريم ألزاس” من المياه الساخنة للبحر الأحمر وخليج عدن، بعد أن استنفدت جميع المعدات القتالية، وتنقل “لوفيغارو” عن قائد قائد الفرقاطة الفرنسية قوله: إن “مستوى التهديد والعنف في المنطقة كان مفاجئًا للبحرية الفرنسية لاستخدام من اسهاهم “الحوثيين” الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية بدقة متناهية، وعلى نحو مفاجئ ولافت، واتقانهم أسلوبهم الذي يصبح أكثر دقة كلما أطلقوا النار أكثر، وهذا الأمر كان مفاجئا بالنسبة للبحرية الفرنسية”؛ وفقًا لتأكيد القائد الفرنسي.
الأمر ينسحب على الدنمارك؛ حيث سارعت الدولة الأوروبية إلى سحب فرقاطتها “إيفر هويتفيلدت” من البحر الأحمر، خلال الأسابيع الماضية، بعد أن أظهرت عيوبًا دفاعية وتسببت بإقالة رئيس الأركان الدنماركي، وبريطانيا هي الأخرى، وبعد تعرض سفينتها الحربية “دايموند” لضربات يمنية دقيقة ومؤثرة، قررت سحب السفينة للصيانة واستبدالها بسفينة أخرى مع التركيز على إعادة إمدادها بالذخيرة قبل العودة إلى البحر الأحمر.
هذا كان حال السفن والبوارج الحربية المجهزة بأحدث تقنيات المواجهة والتصدي للصواريخ أو الطائرات المسيّرة، فكيف سيكون حال السفن التجارية في مسرح عمليات ممتد من المحيط الهندي إلى البحر الأحمر؟ النتيجة يعكسها غرق إحدى السفن البريطانية في خليج عدن.
أمريكا التي عانت كثيرًا في إقناع الدول، سواء الغربية أو العربية، بالمشاركة في تحالفها البحري المزعوم، مطالبة اليوم بقراءة المشهد مليًّا قبل التورط في معركة جديدة خدمة لمصلحة كيان العدو ضد الجمهورية الإسلامية في إيران؛ لأن الوضع مختلف تمامًا، إن من حيث القدرات أو الأهمية لمضيق هرمز، والعاجز عن حماية سفنه وسفن العدو الإسرائيلي في البحر الأحمر قطعًا سيفشل في أي جغرافية أخرى.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
هل تأثرت الدول المطلة على البحر الأحمر من تحول السفن إلى رأس الرجاء الصالح؟
يمن مونيتور/صحف
أكد وزير النقل اليمنى عبد السلام صالح حُميد، أن تحول حركة السفن إلى رأس رجاء الصالح يمثل تهديدًا رئيسيًا ومباشرًا لمصالح الدول المطلة على البحر الأحمر.
وأوضح حُميد، في تصريحات لـ«الشروق» على هامش توقيع اليمن على اتفاقية نقل البضائع على الطرق البرية بين الدول العربية- أن تأثير ما يحدث في البحر الأحمر لم يقتصر على اليمن وحده، حيث إنه لم يتكبد وحده الخسائر المترتبة على هذه التطورات، وإنما باتت تأثيرات ما يحدث واضحة لدرجة كبيرة على جميع الدول المطلة على البحر الأحمر، ومن بينها مصر، مؤكدًا أيضًا أن تأثير تفاقم الأوضاع لن يقتصر على اليمن ومصر والدول المطلة على البحر الأحمر، وإنما من شأنه أن يؤثر على جميع دول العالم.
واعتبر حُميد أن تحرك عدد كبير من السفن، التى كانت تمر عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر وقناة السويس نحو طريق رأس الرجاء الصالح، بالإضافة إلى معوقات التأمين البحري وارتفاع تكاليف الشحن، وغيرها من التحديات باتت تهدد بصفة رئيسية ومباشرة مصالح الدول المطلة على البحر الأحمر، لذلك فالوضع الراهن يحتم على الجميع العمل على تضافر الجهود لمواجهة هذا الصراع، والتصدي لكل التهديدات التي باتت تحيط بنا جميعًا.
وفيما يخص العلاقات المصرية اليمنية، قال وزير النقل اليمنى، إن مصر هي بلدنا الثاني، والحضن الذي يجمع كل العرب وليس اليمن وحده، الذي تربطه بمصر روابط تاريخية.
وأشاد بموقف القاهرة الداعم لليمن عقب اندلاع الحرب عام 2015، قائلًا: «لقد كانت مصر من أوائل الدول التي فتحت مطاراتها أمامنا عقب الحرب، وسنظل دائمًا حريصين للغاية على تعزيز سبل التعاون، وتوطيد العلاقات المصرية اليمنية على كل الأصعدة».
إلى ذلك، أكد حُميد أن الحكومة اليمنية تبذل جهودًا كبيرة لتجاوز التحديات الناجمة عن الحرب في اليمن عبر إعادة بناء كل ما تم تدميره سواء فيما يخص المؤسسات أو البنية التحتية، مشيرًا إلى تعافى الموانئ والمطارات، حيث يتم فيها العمل بصورة جيدة، وموضحًا أنه على الرغم من ذلك لا يزال هناك المزيد من العمل والجهد المطلوب حتى تتمكن اليمن من استعادة قوتها الاقتصادية.
كما أعرب وزير النقل اليمنى عن تطلع بلاده لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع دول المنطقة العربية في ضوء توقيعها لاتفاقية نقل البضائع على الطرق البرية بين الدول العربية، مشيرًا إلى أن هذه الاتفاقية ستعد بمثابة مرجعية سواءز قد تنشأ بين سواء ما لكي البضائع أو الناقلات.
كما أكد حُميد أهمية هذه الاتفاقية، لمساهمتها البارزة فى تعزيز الروابط والصلات بين اليمن والدول العربية، خاصة دول الخليج العربي التي تربطها باليمن حدود جغرافية مباشرة.
وأشار إلى أن الهدف الرئيسي من الاتفاقية هو تشجيع نقل البضائع بين الدول العربية ومنح المزيد من التسهيلات لنقل البضائع برًا، فضلًا عن تجاوز القيود ومعوقات النقل البرى على الطرق فيما بينها.
وأوضح حُميد أن من أبرز امتيازات هذه الاتفاقية هو مساهمتها فى توحيد القواعد والإجراءات المنظمة للنقل الدولي للبضائع على الطرق بين الدول المتعاقدة، لا سيما فيما يتعلق بالوثائق المستخدمة في عملية النقل الدولي للبضائع أو فيما يتعلق بمسئولية الناقل والحفاظ على حقوق الأطراف المختلفة وضمان السرعة في حل المنازعات.